بقلم د. مجدي راشد
إيه هي مضادات الأكسدة وازاي نمنع الوصول لمرحلة الإجهاد التأكسدي المُدمر لأنسجة الجسم؟
وإيه هي الشوارد الحرة؟ وليه بقت كده؟ Free Radicals
دعايا كثيرة قائمة على كلمة (مضادات الأكسدة)، وهي كلمة جاذبة للمستهلك بصورة كبيرة جدًا، وهي فعلًا مهمة جدًا، بس هل حد فكر إيه إللي بيأكسد سعادته هو شخصيًا؟!! (من منطلق إعرف عدوك والوقاية خير من العلاج والشعارات الحلوة دي)، وليه بنحتاج مضادات الأكسدة؟!!!
والسؤال المُحرج : شفتني وأنا متأكسد؟!!
وسؤال هيدور في دماغنا: هو أنا موزة أو تفاحة عشان أتأكسد؟!!
وهل ممكن نتجنب الأكسدة والبهدلة دي؟
الموضوع كبير بس هحاول أبسَّطه لكم في أسرة وطب.
بصوا على الصورة دي 👇:
وخلينا نتعرف الأول على المُشرَّد إللي في نص الصورة ده (واحد من الشوارد الحرة اسمه: الأوكسجين النشط)، ومين إللي جعله مجرمًا؟ وإيه إللي بيخليه يسبب الأكسدة إللي بتتلف وتدمر خلايا الجسم وبتسبب أمراض خطيرة ومزمنة على المدى القريب والبعيد؟؛ زي السرطانات، والأمراض المناعية، والشيخوخة المبكرة، وأمراض القلب، ومرض السكري، وأمراض الجلد والتجاعيد (يعني تبقي لسة شابّة في شهادة الميلاد بس والتجاعيد كبَّرِتِك بدري!!) وغيرها كتير…
والمهم جاي لنا منين المُشرَّد ده؟؟.. وهل ممكن إصلاحه وتهذيبه، وكمان نصلَّح إللي عمله؟
مضادات الأكسدة
كلنا عارفين إن جسمنا مُكوَّن من أنسجة، والأنسجة من خلايا؛ والخلايا بتتكون من ذرات، وللإنصاف وشهادة حق المُشرّد ده في الأصل كان ذرَّة طيبة لها في المدار بتاعها إلكترونين (ما يستغنوش عن بعض بتاتًا)؛ والإلكترونين دول هما إللي محافظين عليها متوازنة ومستقرة، ده قبل ما يتسرق منها إلكترون وتبقى من الشوارد الحرة..
طيب مين بأه دول إللي سرقوا إلكترون وجعلوه مجرمًا؟
لو بصينا على الصورة إللي فوق ☝ هنلاقي السبب إللي مكتوب هنا تحت 👇:
1- التعرض للإشعاعات الضارة زي الأشعة التشخيصية بكثرة، والعلاجية بجرعات كبيرة (ودي ساعات بتبقى شر لابد منه ربنا يعافينا)، ومنها أشعة الشمس الفوق بنفسجية إللي موجودة بكثافة من الظهر للعصر.
2- التلوث نتيجة لعوادم المصانع، والعربيات، والمبيدات، والتدخين سواء السلبي أو الإيجابي.
3- الضغط النفسي لفترات طويلة!!… أيون صدقني بيأكسدك.
4- سوء التغذية والمقصود هنا مش قلة الأكل، لأ المقصود هو الأكل غير الصحي المفتقر للعناصر الهامة؛ والمحتوي على الحاجات المضرة زي الزيوت المُهدرجة، والمقليات، والشيبسي والبيبسي، والوجبات السريعة واللحوم المصنّعة زي اللانشون والهوت دوج…
دول هما كلهم أو بعضهم إللي جعلوه مجرمًا.. طيب إزاي بأه؟
زي ماقلت ده كان ذرة طيبة سرقوا منها ضناها (إلكترون) فاتأكسدت؛ واتجننت وبقت زي الزومبي، وراحت تدور على حد تسرق منه إلكترونه؛ وسرقت من إللي جنبها وإللي جنبها سرقت من إللي جنبها وهكذا (حاجه كده زي الدومينو المرصوصة مجرد لمس واحدة بتوقع بعضها بالتوالي).
لحد ما الكل أُصيب وحصل دمار وتلف للأنسجة ناتج عن تلف أغشية الخلايا؛ إللي هي مُكوّنة من شوية ذرات اتسرق منها إلكترونها؛ وبقى شكلها زي الصورة دي 👇، وده إللي بنسميه الإجهاد التأكسدي وبالإنجليزي (Oxidative Stress Damage)، وهي حالة من عدم التوازن في نظام العوامل المؤَكْسِدة (تزيد)؛ والعوامل المضادة للتأكسد (تقل)، وده يؤدي إلى تغير نفاذية أغشية الخلايا، ووظائف النقل والمُستقبلات فيها وبالتالي تفقد الخلية فعاليتها، وثبت علميًا إنه مسؤول عن أمراض خطيرة زي: السرطان ، والسكري، والتهاب المفاصل، ومرض الباركنسون، والزهايمر…
بيِّجي شيخ الغفر إللي إسمه (مضاد الأكسدة)، وده ابن حلال سياسته إصلاح وتهذيب؛ مش بيضرب على القفا ولا يحبس؛ لكن بيوزع على الزومبي ده (الشوارد الحرة) إلكترونات على قد مايقدر ويُصْلِحْهُم ويبقوا حبايب وأصحاء، ده طبعًا قبل الإصابة بالأمراض الخطيرة يعني في مراحل الوقاية؛ مش بعد تمكُّن المرض؛ عشان كده لازم نأخذ بالنا ونغير نمط حياتنا في إللي نقدر عليه.
عرفت سعادتك إن إحنا زي الموز والتفاح؛ الخلايا بتاعتنا بتتأكسد وتتلف وممكن تموت ونُصاب بأمراض بسبب كده؛ نتيجة لتلوث البيئة المحيطة وعاداتنا في الأكل والشرب والتدخين والهم والغم؛ نتيجة خلافاتنا وزعلنا من بعض ومن مديرنا في الشغل وأزواجنا وزوجاتنا وعيالنا والظروف والأسعار ووو…
ليه أنا قلت التفصيل ده؟!!.. عشان أبين خطورة:
- أثر تلوث البيئة.
- وعاداتنا في الأكل والشرب.
- والتدخين.
- واستخدام المبيدات والكيماويات في الزراعة.
- وعشوائية أخذ الدواء.
- وكمان حالتنا النفسية؛ على صحتنا… وناس كثير بتسأل هو إيه إللي حصل للناس؟!!.. أمراض كثيرة بدأت تنتشر وفي أعمار صغيرة؛ وبينسوا إنهم مساهمين في ده بنمط حياتهم الغلط.
ممكن واحد يقول لي خلاص ناخد مضادات أكسدة، ده كويس بس من غير ما نغير نمط حياتنا خاصةً في الأكل والشرب يبقى مفيش فايدة.
مصادر مضادات الأكسدة
في مصادر طبيعية لمضادات الأكسدة وفي مكملات:
المصادر الطبيعية هنلاحظ أنها غنية بالألوان الجميلة زي الفاكهة والخضروات:
منها ما هو في متناول الجميع زي:
- البصل، والثوم.
- الجزر.
- السبانخ، والبقدونس.
- الفلفل بألوانه.
- القرنبيط والكرنب، والليمون.
- والفراولة، والتوت “خصوصًا التوت البري”.
وأهم حاجه نأكل الفاكهة كاملة أفضل من العصير، علشان تحتفظ بكل فوائدها ومحتواها من الألياف إللي بتخليها ما ترفعش نسبة السكر في الدم بسرعة وتشبَّعنا؛ وتحافظ على وزننا…
ولو حبينا أحيانًا نشربها في صورة عصائر طبيعية يبقى نلغي تمامًا السكر وبدائله ونستخدم العسل الخام من مصادر موثوقة…
ومنها الأغلى مثل: المكسرات، والبروكلي، وشاي الماتشا الأخضر…
الشاي الأخضر غني جدًا بمضادات الأكسدة (Flavonoids)؛ وهذا يتوقف على نوعيته (أجود الأنواع وأغلاها هو شاي الماتشا)، جودة شاي الماتشا تعود إلى مكان زراعته (في مناطق معينة من اليابان)، ووقت وطريقة حصاده وتجفيفه (يُحصد مرة واحدة في السنة في شهر مايو؛ بس قبلها بيغطوه لحجبه عن الشمس لعدة أسابيع؛ ويكون الحصاد يدويا لأعلى ورقتين في النبتة، ويُجفف ويُطحن ببطء).
مسببات الأكسدة بعضها نقدر نتحكم فيها زي نمط الحياة والبعد عن مصادر التلوث؛ والأكل والشرب وعدم التدخين، وتناول مضادات الأكسدة.
وفي مسببات منقدرش نغيرها كأفراد زي التلوث بسبب عوادم السيارات والمصانع والمبيدات والأسمدة الكيماوية.
ياريت نتحكم في الجزء إللي نقدر عليه ونطالب بالحماية من إللي محتاج جهود دولة.
بالبلدي كده أسرة وطب بتقول لك: مصر ودول شمال أفريقيا والشام بلاد مواسم؛ لا يخلو موسم من الفواكه والخضروات المُلونة المتجددة والمفيدة لصحتنا، ودول الخليج متوفر فيها الفاكهة والخضروات طوال العام، خلينا نأكل مما تُنبت الأرض؛ ولا نُفسدها بتدخلاتنا من إضافات؛ زي مُكسبات الطعم واللون والرائحة، والهدرجة والتصنيع بغرض إطالة مدة التخزين، وتغيير الشكل والقوام لجذب المستهلك، دون اعتبار لصحتنا وصحة أولادنا.
