الطب العام

هاشيموتو مرض يصيب النساء أكثر من الرجال تعرف عليه

 بقلم د. حسين الحجار
هاشيموتو

يعد التهاب الغدة الدرقية الليمفاوي المزمن أو هاشيموتو هو السبب الأكثر شيوعًا لقصور الغدة الدرقية. يُطلق على هذا الاضطراب في وظيفة الغدة الدرقية هذا الاسم؛ نسبةً إلى اسم الجراح الياباني الذي اكتشفه في عام 1912. يُصيب مرض هاشيموتو بشكل أكثر شيوعًا النساء في منتصف العُمر ( في عُمر الأربعين)، ويُمكن أن يصيب الرجال والأطفال أيضًا في أي عُمر.

الغدة الدرقية هي أكبر الغدد الصماء في جسم الإنسان، تقع في الجزء السفلي الأمامي من الرقبة أسفل تفاحة آدم، وتأخذ شكل فراشة يحتضن جناحيها القصبة الهوائية. تُفرز هذه الغدة الهرمونات الدرقية مباشرةً في الدم، ومنه إلى كل الأنسجة. تساعد هرمونات الغدة الدرقية الجسم في استخدامه للطاقة، وبقائه دافئًا، وكذلك هي هامة للحفاظ على عمل الدماغ والقلب والعضلات والأعضاء الأخرى بشكلٍ سليم.

أسباب هاشيموتو

يُعرف هاشيموتو بأنه من أمراض المناعة الذاتية، حيث تهاجم خلايا المناعة بالخطأ أنسجة الغدة الدرقية فتسبب لها هذا الالتهاب المزمن. تؤثر أمراض المناعة الذاتية على النساء أكثر من الرجال، ولذلك هن أكثر تعرضًا لمرض هاشيموتو، ولكن لا يوجد حتى الآن تفسير علمي مؤكد لماذا النساء، هن أكثر إصابة باضطرابات المناعة الذاتية!

عوامل يُمكن أن تزيد من احتمال الإصابة بمرض هاشيموتو

1)- الجنس: وجد أن النساء أكثر تعرضًا للإصابة بمرض هاشيموتو وخاصة الحوامل.

2)- التاريخ العائلي من أمراض المناعة الذاتية بما في ذلك:

  • مرض السكري من النوع الأول.
  • الذئبة (اضطراب في المناعة الذاتية يسبب الالتهاب في العديد من أجهزة الجسم بما في ذلك القلب والرئتين).
  • فقر الدم الخبيث.
  • التهاب المفصل الروماتويدي.
  • البهاق.
  • مرض أديسون (قصور الغدة الكظرية).
  • متلازمة سجوجرن (مرض روماتويدي من أمراض المناعة الذاتية).
  • مرض جريفز (فرط في نشاط الغدة الدرقية يُسببه الخلل في جهاز المناعة).

أعراض هاشيموتو

يتطور هاشيموتو ببطءٍ شديد على مدار عدة سنوات، وقد لا يعاني المُصاب بمرض هاشيموتو في البداية من أيةّ أعراض. تستمر الخلايا المناعية التالفة (الخلايا الليمفاوية) في مهاجمة الغدة الدرقية؛ فتسبب لها الالتهاب وضعف في قدرتها على إنتاج الهرمونات حتى تصبح غيرُ قادرة على إفراز ما يكفي من الهرمونات الدرقية (قصور الغدة الدرقية).

 قد يسبب مرض هاشيموتو تضخم الغدة الدرقية فتلاحظ ورم في الجزء الأمامي من رقبتك، غير مؤلم، ولكن يمكن أن يسبب لك صعوبة في البلع، أو التنفس، وتشمل الأعراض الأخرى ما يلي:

  • إمساك.
  • زيادة الوزن.
  • زيادة الشعور بالبرد.
  • صعوبة في التركيز.
  • النُعاس.
  • بشرة جافة وشاحبة.
  • صوت أجش.
  • نسبة عالية من الدهون.
  • اكتئاب.
  • ضعف العضلات.
  • إعياء.
  • رقة الشعر.
  • مشاكل في الخصوبة.
  •  حيض غير منتظم، أو زيادة في تدفق الدورة الشهرية لدى النساء.

هاشيموتو والحمل

يمكن أن يسبب هاشيموتو أيضًا مشاكل أثناء الحمل، وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن النساء المصابات بمرض هاشيموتو هن أكثر تعرضًا لولادة أطفال يعانون من عيوب في القلب والدماغ والكُلى. من أجل الحد من هذه المضاعفات، من الهام مراقبة وظيفة الغدة الدرقية على مدار فترة الحمل لدى النساء اللواتي يعانين من مشاكل في هذه الغدة، بينما للنساء اللواتي لا يعانين من اضطرابات في الغدة الدرقية، فلا يُوصى بإجراء فحص روتيني لهذه الغدة أثناء الحمل.

يمكنك الاطلاع على تأثير قصور الغدة الدرقية على الحمل من هنا

التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو وسرطان الغدد الليمفاوية

يعد سرطان الغدد الليمفاوية من المضاعفات النادرة جدًا لمرض هاشيموتو، ولكن هذا المرض قد يزيد من خطر الإصابة بورم الغدد الليمفاوية الدرقية. يُمكن علاج هذا الورم بشكلٍ كبير عند اكتشافه مبكرًا، لذا من الهام الانتباه إلى وجود أي عقيدات في الغدة الدرقية (كُتل في الغدة)، وكذلك فحصها طبيًا في أقرب وقت متى وُجدت.

كيف يُشخص هاشيموتو؟

عندما تأتي إلى طبيبك تشتكي من الأعراض السابق ذكرها؛ يبدأ في فحصك بدنيًا للبحث عن العلامات الظاهرية لمرض هاشيموتو مثل تضخم الغدة الدرقية، وكذلك يناقش معك التاريخ العائلي للمرض.

 ثم يطلب منك أيضًا إجراء اختبارات الدم التالية ليتأكد من تشخيصه لحالتك:

  • اختبار هرمون (TSH):

 هذا الهرمون تفرزه الغدة النخامية؛ لتحفيز الغدة الدرقية على إنتاج هرموناتها، لذلك عندما يحدث انخفاض في هذا الإنتاج تطلق الغدة النخامية المزيد من هرمون الـ TSH. يعد ارتفاع مستوى هذا الهرمون في الدم دليلًا على وجود التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو.

  • اختبار هرمون الثيروكسين النشط أو الحُر (Free T4):

عندما ينخفض مستوى هرمون الثيروكسين الحر (غير المرتبط بالبروتين الحامل له ليصل إلى الخلايا)؛ يشير ذلك إلى قصور الغدة الدرقية نتيجةً للإصابة بالالتهاب هاشيموتو.

  • اختبار الأجسام المضادة:

إذا حدث التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو يزداد إنتاج الأجسام المضادة للغدة الدرقية، يعتمد هذا الاختبار على البحث عن هذه الأجسام. 

هل يوجد طريقة للوقاية من الإصابة بمرض هاشيموتو؟

في واقع الأمر لا توجد طريقة للوقاية من التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، فهو خلل في المناعة الذاتية وإلى الآن غير واضح لماذا يهاجم جهاز المناعة أنسجة الجسم السليمة، ولم تُكتشف حتى يومنا هذا وسيلة لمنع هذا الخلل.

إذًا ما هو علاج التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو؟

يحتاج معظم الأشخاص الذين يعانون من هاشيموتو إلى العلاج، و يعد الاكتشاف المبكر لهذا المرض أمر جيد حتى تبدأ العلاج مبكرًا؛ فلا تحدث أيةّ مُضاعفات. يستخدم ليفوثيروكسين وهو هرمون صناعي كبديل لهرمون الغدة الدرقية الطبيعي، وهو غير مكلف ولا توجد له آثار جانبية طالما أُستخدم بجرعة مناسبة. يتطلب العثور على الجرعة المناسبة من هرمون الليفوثيروكسين وخاصةً في بداية العلاج إلى اختبار الـ TSH كل 6-8 أسابيع بعد أي تعديل للجرعة حتى نصل إلى تلك الجرعة الصحيحة، وبعد تحديدها يستمر عليها المُصاب مدى الحياة ويكفي إجراء هذا الاختبار مرة واحدة كل عام. 

توجد بعض الأدوية والمُكملات الغذائية التي تتداخل مع امتصاص الجسم لليفوثيروكسين ومنها:

  • مكملات الحديد.
  • مكملات الكالسيوم.
  • مثبطات مضخة البروتون (تستخدم في علاج الارتجاع الحمضي).
  • بعض أدوية الكوليسترول.
  • هرمون الاستروجين.

فيجب عليك تناول هذه الأدوية بمدة لا تقل عن ساعة قبل أو بعد دواء التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو. 

السابق
طريقة عمل الفراخ البروستد المقرمشة في المنزل
التالي
طريقة عمل الارز المعمر الحادق بالكبد والقوانص