صحة

مفاتيح الثبات الانفعالي | الآن بين يديك!

الثبات الانفعالي أحد خمس عناصر في نظرية الشخصية الخمسة الكبار.

شارك أحمد في ندوة علمية يحضرها نخبة كبيرة من العلماء والخبراء. عندما كان يُلقي كلمته سأله أحدهم سؤال أوقعه في الحرج، فحدثته نفسه أن يترك المكان ويغادر إلا أنه تمالك أعصابه، وأجاب عن سؤاله بدبلوماسية وتخلص من الحرج، وهذا هو الثبات الانفعالي.

الثبات الانفعالي أحد خمس عناصر في نظرية الشخصية الخمسة الكبار، التي طورها العديد من الباحثين على مر السنين، وهو ضد العصابية وعدم الاستقرار العاطفي.

هيا بنا عزيزي القارئ نتعرف معًا على الثبات الانفعالي، ومفاتيحه، وما هي سماته؟.

ما هو الثبات الانفعالي؟

هو تحمل المواقف الصعبة والأزمات والقدرة على التعامل مع الضغوط النفسية والحفاظ على التوازن العاطفي في الظروف العصيبة، والبقاء منتجًا طوال الوقت.

يجعل الثبات الانفعالي الشخص يمر بالضغوط النفسية، والإجهاد اليومي دون أن يكون مضطربًا أو قلقًا أو عصبيًا. فهو قادر على الحفاظ على رباطة جأشه إذا تعرض لضغط كبير، أو تم استفززه، ومن ثَّم يعود إلى حالته المستقرة سريعًا.

يساعد الثبات الانفعالي الشخص على تطوير طريقة متكاملة ومتوازنة، لإدراك مشاكل الحياة ويساعده على تطوير التفكير الموجه للواقع، وتقييم الأمور بشكل جيد وفهم حقائق الحياة والظروف.

هو مؤشر مهم للكفاءات؛ إذ من المتوقع أن يقوم المعلمون بالتدريس والإشراف على الطلاب، وهم في أشد الحاجة إلى الثبات الانفعالي والتحكم في الغضب والعصبية، لأنهم يتعاملون مع مزيج من الخلفيات والثقافات المتعددة.

ما هو مقياس الثبات الانفعالي؟

مقياس الثبات الانفعالي له خمس أبعاد فقط،

أُجريت الدراسات السيكومترية على ثلاث مراحل بناءً على مفهوم الثبات الانفعالي، أو الاستقرار العاطفي بحيث تغطي هذه الدراسة الأبعاد الستة للاستقرار العاطفي:

  • التشاؤم مقابل التفاؤل.
  • القلق مقابل الهدوء.
  • العدوان مقابل التسامح.
  • الاعتماد على الآخرين مقابل الاستقلالية.
  • العواطف مقابل المنطق.
  • اللامبالاة مقابل التعاطف.

وأسفرت هذه الدراسة عن أن مقياس الثبات الانفعالي له خمس أبعاد فقط، وهي:

1- التشاؤم مقابل التفاؤل.

  • المتشائم محبط ومكتئب وعلى خِلاف مع العالم، انطوائي ولديه شعور بالذنب والتبعية، سلبي في المواقف الاجتماعية.
  • أما المتفائل فهو مبتهج، وإيجابي، راضي عن نفسه، وفي سلام مع العالم. يسعى وراء هدفه ويصر عليه حتى في وجود العقبات. يعمل من أجل النجاح ويرى أن الفشل ناتج عن ظروف يمكن التحكم بها، وليس عيبًا شخصيًا.

مثال: هل يبدو أن لديك أكثر من نصيبك من سوء الحظ؟

2- اللامبالاة مقابل التعاطف.

  • الأشخاص اللامبالون هم منعزلون، وأذكياء، ولديهم مصلحة ذاتية عند تعاملهم مع الآخرين.
  • التعاطف هو القدرة على الشعور بالآخرين: يأخذون بعين الاعتبار مشاعر الآخرين في أثناء اتخاذ قراراتهم، طيبون، واثقون من أنفسهم، ويتمتعون بالإيثار.

مثال: هل يقلقك إذا أزعجك أحدهم لخطأ لم ترتكبه في الواقع؟

3- الاعتماد على الآخرين مقابل الاستقلالية.

  • هو يفتقر إلى الاعتماد على الذات، ويظهر درجة عالية من الخضوع الاستبدادي.
  • أما الأشخاص الذين يتمتعون بالاستقلالية، يتخذون قرارتهم الخاصة بأنفسهم ويتمتعون بالحرية، وينظرون إلى أنفسهم أنهم أسياد مصائرهم.

مثال: هل تضع ثقتك في قِوَى خارقة للطبيعة لرؤيتك بأمان؟

4- القلق مقابل الهدوء

  • ينزعج الأشخاص القلقون بشكل غير معقول، ويلجأ الكثير منهم إلى تعاطي الكحول أو المواد المخدرة.
  • أما الأشخاص الذين يتسمون بالهدوء هم هادئون، ومقاومون للقلق، ويمكنهم الحفاظ على تركيزهم، والبقاء هادئين تحت الضغط.

مثال: هل تشعر أحيانًا بالضيق ولكنك لا تعرف حقًا ما السبب؟

5- العدوان مقابل التسامح.

  • هم يعبروا عن الغضب بشكل مباشر أو غير مباشر، مثل: نوبات الغضب والقتال والسخرية، فهم يشعرون بأنهم مجبرون أن يردوا بأي وسيلة على كل من يخالفهم.
  • الأفراد المتسامحون لطيفين ليس لديهم صراعات شخصية، ولا يتعرضون للعنف بشكل مباشر أو غير مباشر، يديرون مشاعرهم بكفاءة عالية.

مثال: هل تحب مشاهد العنف والتعذيب في الأفلام؟

سمات عدم الاستقرار العاطفي

الشخص غير المستقر عاطفيًا يخضع لتحولات مزاجية واسعة ومتكررة وغير متوقعة، وله بعض السمات:

  1. فشل الفرد في الاعتماد على الذات.
  2. استخدام أنماط غير ناضجة.
  3. عدم القدرة على الحفاظ على التوازن تحت الضغط.
  4. عدم القدرة على التخلص من المشاكل.
  5. يُظهرون الضعف والعناد.
  6. يبحثون دائمًا عن التعاطف.
  7. أناني ومشاكس ومغرور.

مفاتيح الثبات الانفعالي

يجعل الثبات الانفعالي الشخص يتحلى بالمرونة والتركيز والنشاط والعودة إلى العمل، وذلك بعد أن يتلقى ضربات موجعة من الحياة ودون أن يفقد توازنه. عندما تفقد توازنك لأنك غير مستقر عاطفيًا فأنت أكثر عرضة للانهيار.

لذلك إليك مفاتيح الحفاظ على رباطة جأشك عندما تعصف بك الحياة:

المفتاح الأول: غير وجهة نظرك.

إذا حدث لك أمر سيء مثلا تعطلت سيارتك أو كسرت قدمك، فغالبًا تكون استجابتنا العاطفية لأحداث الحياة السلبية أقوى، وأكثر سلبًا مما يجب أن تكون عليه لأننا نادرًا ما نتوقع أن تسوء الأمور في لحظة معينة؛ ولمواجهة هذا غير وجهة نظرك.

إذا تعطلت سيارتك فهناك وجهة نظر تقول بأن 10-20% فقط من الناس في العالم يمتلكون سيارة. فأنت محظوظ جدًا أو يعاني العديد من الأشخاص الآخرين بالتأكيد من أعطال أسوأ، وأكثر إزعاجًا بالإضافة إلى أن العطل يمكن إصلاحه؛ فعندها تشعر أن هذه الحادثة ليست رهيبة كما كنت تشعر من قبل.

لقد كسرت قدمك: مهلًا يمكن أن تلتئم الكسور بالإضافة إلى ذلك، هذا الكسر أتاح لك الفرصة لقراءة تلك الرواية التي طالما أردت قراءتها.

كل موقف له العديد من وجهات النظر الممكنة؛ فإذا أخذنا في الاعتبار وجهات نظر أخرى أكثر إيجابية، عندها يظهر الثبات الانفعالي.

لا يتعين عليك النظر إلى العقبة التي واجهتك، ولكن تذكر النعم الأساسية في حياتك (عائلة رائعة، أو صحة ممتازة، أو أموال في البنك، وظيفة تحبها، أو حتى قطة لطيفة).

عندما تتعطل سيارتك يمكنك التفكير في النعم الأخرى التي لديك، وعندها تصبح السيارة مصدر إزعاج بسيط أكثر من كونها ضربة مدمرة.

المفتاح الثاني: تحقق من توقعاتك.

 قد تكون الحياة مغامرة رائعة ولكنها ليست سلسة أبدًا فهي مليئة بالمطبات، والعثرات وكلما توقعت حدوث مطبات غير مريحة في حياتك، كلما قلت مفاجأتك، وبالتالي يقل رد فعلك العاطفي عليها.

هؤلاء الذين يتوقعون أنهم سيواجهون تحديات وخيبات الأمل في حياتهم، سيكونون أكثر مرونة واستقرارًا عاطفيًا.

المفتاح الثالث: إنشاء خُطَّة عمل.

من الصعب أحيانًا الهروب من الاضطراب العاطفي لأنه يضعفنا، يكون لدينا طاقة أقل وتحفيز أقل وقوة إرادة أقل وأفكار أقل، وعلى الرغم من هذا يجب أن تظل قادرًا على البدء في عمل ما.

يُعد المضي قدمًا في الحياة أمرًا أساسيًا للصحة العاطفية؛ لأنه العلامة الأساسية على أنك لم تستسلم. من الواضح أن الاستسلام فكرة مُحبطة؛ لذلك لا تدع نفسك خاملًا مدة طويلة. إن الخطوات الصغيرة إلى الأمام أفضل بلا حدود من عدم اتخاذ أي خطوات على الإطلاق.

عندما تكون في حالة هبوط أو عدم استقرار عاطفي أجبر نفسك على المضي قدمًا على أي حال، فإن أفعالك تتعارض مع حالتك العقلية السيئة وتُكون حالة عقلية جديدة؛ لتطابق أفعالك، وعليه فإن وضع خُطَّة عمل؛ مفيد لتعزيز الثبات الانفعالي لديك.

ما هي الانفعالات السلبية؟

هي أي شعور يسبب لك التعاسة والحزن، ويجعلك تكره نفسك والآخرين ويقلل من ثقتك بنفسك، واحترامك لذاتك، ورضاك عن الحياة بوجه عام.

الانفعالات السلبية مثل: الغضب، والغيرة، والحزن، والكراهية، هي مشاعر طبيعية للغاية ولكن يعتمد تأثيرها على المدة التي تؤثر عليك فيها، والطريقة التي تختارها للتعبير عنها.

كيفية التعامل مع الانفعالات السلبية

كيف يفترض بنا أن نتعامل مع المشاعر السلبية؟، عندما نشعر بالتوتر أو الأذى هل يجب التظاهر بأنه غير موجود؟، أم يجب أن نجازف ونقوم برد فعل خطأ؟، وأيضًا فكرة “حشو المشاعر” ليست بالتأكيد الخيار الأصح.

هناك العديد من الاستراتيجيات للتعامل مع الانفعالات السلبية، نذكر منها ما يلي:

  1. لا تعيد المواقف السلبية في عقلك مرارًا وتكرارًا.
  2. حاول أن تكون عقلاني بمعنى أن تقبل تلك المشاعر لا تفر منها، وفكر في حلول تجعلك تشعر بتحسن.
  3. الاسترخاء عن طريق القيام ببعض الأنشطة الممتعة مثل القراءة، أو المشي أو التحدث إلى صديق.
  4. تعلم كيف تتغلب على مشاعر الغضب والحزن حتى تكون مستعدًا لها.
  5. التمارين الرياضية إذ يُخفض النشاط من مستوى المواد الكيميائية المسببة للتوتر، ويسمح لك بالتعامل بشكل أفضل مع المشاعر السلبية.
  6. تجاوز أحداث الماضي فإن عدم تجاوزها يسلبك الحاضر أيضًا.

ختامًا عزيزي القارئ إذا لم تتحل بالثبات الانفعالي فإن الحياة ستكون صعبة بالتأكيد، وتكون عرضة للانهيارات العاطفية التي تؤدي إلى تدهور حياتك. الثبات الانفعالي أو الاستقرار العاطفي هو المؤشر الأكيد لحياة سعيدة.

السابق
أعراض الدورة الشهرية قبل نزولها بأسبوع
التالي
نقص هرمون التستوستيرون | كل ما تريد معرفته عنه