الطب العام

مضاعفات مرض السكري.. ما هي مضاعفات السكري الحادة؟

بقلم د. مجدي راشد
مضاعفات مرض السكري

مرض السكري هو مرض مزمن، والتعايش مع هذا المرض يتطلب اتباع نمط حياة، وأساليب تغذية صحية تُجنب المريض مضاعفاته، هناك مُضاعفات حادة وهي نوبات تحدث حتى في حالة التحكم في مستوى السكر ويمكن علاجها، ولكن هناك أيضًا مضاعفات مرض السكري التي تظهر في حالة إهمال العلاج ونمط الحياة الصحي؛ وقد تؤدي على المدى الطويل إلى مُضاعفات بعضها يمكن علاجها بصعوبة، وبعضها خطيرة لا يُمكن علاجها، سوف نركز في هذا المقال على مضاعفات مرض السكري الحادة؛ وما يجب أن يعرفه مريض السكري والمحيطين به عن كيفية التعامل معها.

دعونا في أسرة وطب قبل أن نركز على المضاعفات الحادة، نستعرض معكم كل المضاعفات التي قد تصيب مريض السكري، وتأثيرها على أعضاء الجسم المختلفة ووظائفه الحيوية، وكيف يتجنبها.

أنواع مضاعفات مرض السكري

مضاعفات مرض السكري المزمنة 

تحدث على المدى الطويل عند إهمال ضبط السكر

  • الاعتلال العصبي (Diabetic Neuropathy).
  • اعتلال شبكية العين (Diabetic Retinopathy).
  • تصلب الشرايين (Arteriosclerosis).
  • اعتلال الكلية (Diabetic Nephropathy).

مضاعفات مرض السكري على بقية أعضاء الجسم

تحدث على المدى الطويل عند إهمال ضبط السكر

  • مشكلات المسالك البولية.
  • تأثير السكري على الحالة الجنسية للرجال والنساء.
  • تأثير السكري على المعدة.
  • تأثير السكري على صحة الفم واللثة والأسنان.
  • تأثير السكري على القدمين.

مضاعفات مرض السكري الحادة

  1. انخفاض سكر الدم (Hypoglycemia).
  2. ارتفاع سكر الدم (Hyperglycemia).
  3. ارتفاع سكر الدم اللاكيتوني (HHNs).
  4. الحموضة السكرية الكيتونية (DKA) (Diabetic Ketoacidosis).

1)- انخفاض السكر الحاد

تتفاوت الأعراض حتى بالنسبة لنفس الشخص من بينها: 

  • دوخة وزغللة في العينين.
  • إرهاق ووهن شديد.
  • تسارع ضربات القلب.
  • تعرُّق وإحساس بالبرودة.
  • شحوب في الوجه.
  • شعور مُفاجيء بالجوع الشديد.
  • قد يحدث تنميل حول الفم واللسان.
  • غيبوبة وفقدان الوعي.

كيف نتعامل مع أعراض نقص السكر؟ وكيف نتجنبها؟

تشمل الإجراءات الوقائية عدة احتياطات منها:

1- ضرورة حمل عدد من السكاكر (باستيلية) سريعة الامتصاص، ولا يُفضَّل الاعتماد على الشيكولاتة أو الحلاوة الطحينية لأن بها دهون بطيئة الامتصاص.

2- حمل بطاقة تعريفية أو أسورة توضِّح أنه مريض سكري، وعلى ظهرها كيفية التصرف في حالة ظهور علامات هبوط السكر.

3- حمل جهاز قياس سكر في السيارة، والتوقف عن القيادة فورًا بمجرد الشعور بالعلامات التحذيرية؛ وتناول أي مادة سكرية معه.

4- انتظام الوجبات والوجبات البينية في مواعيد مُحددة قدر المُستطاع، وقياس المُعدل بصفة منتظمة، خاصة في حالة صيام مريض السكري في شهر رمضان، والحرص على تناول الوجبة مباشرةً بعد أخذ الأنسولين السريع.

5- هناك فئات من مرضى السكري ممنوعون من الصيام، لكنهم لا يلتزمون بتعليمات الطبيب ويصومون، يجب تحذيرهم. 

6- في حالة عدم توفر جهاز قياس السكر، ونظرًا لتشابه بعض أعراض انخفاض السكر وارتفاع السكر؛ في هذه الحالة نتعامل مع الحالة على أنه انخفاض؛ لأن الانخفاض أخطر، ونبدأ في إسعافه بالخطوات التالية.

خطوات إسعاف نوبة نقص السكر

اتباع قاعدة (15-15-15) وتتلخص في:

  • في حالة كان المريض لم يفقد الوعي بعد:

1- نعطي 15جم سكريات سريعة الامتصاص متمثلة في (نصف كوب عصير مُحلَّى زيادة، أو ملعقة طعام كبيرة عسل نحل، أو 3 ملاعق سكر مُذابة في كوب ماء، أو 6 حبات ملبس).

2- بعد 15 دقيقة نقيس السكر في الدم، إذا وصل إلى 70مجم/دسل فما فوق؛ نعطي المريض 15جم من الكربوهيدرات (قطعة خبز وكوب حليب)، أما إذا كان القياس بعد الرُّبع ساعة أقل من 70 مجم/دسل؛ نُعيد نفس الخطوات السابقة من البداية حتى تصل القراءة إلى 70 فما فوق؛ ثم نُثبِّتها بوجبة خفيفة.

  • في حالة فقدان الوعي:
  1. يُعطى حقنة جلوكاجون (يجب توفيرها في المنزل) التي تُحسِّن الحالة في خلال 15-20 دقيقة، ويتناول بعدها كوب حليب وقطعة خبز (أو قطعة خبز بالجبنة).
  2. في حالة عدم توفر حقنة الجلوكاجون، يجب نقل المريض فورًا إلى طوارئ المستشفى لإسعافه بأسرع وقت.

2)- ارتفاع سكر الدم الحاد

هي حالة يرتفع فيها سكر الدم أكثر من 240 مجم / دسل.

أعراض ارتفاع سكر الدم تشمل:

  • العطش الشديد غير الاعتيادي.
  • التبول المتكرر.
  • عدم وضوح وضبابية الرؤية.
  • صداع شديد.
  • الإرهاق الشديد والتعب.
  • ألم وتنميل الأطراف والشعور بالبرودة أو الحرارة.

في حالة استمرار ارتفاع السكر لمدة طويلة دون علاج؛ تظهر مادة الكيتون في البول والدم، تُصاحبها بعض الأعراض مثل:

  • ألم وتقلصات في البطن مع غثيان.
  • ظهور رائحة تشبه التفاح المخمر في النفس (رائحة الكيتون).
  • جفاف وفقدان الوزن.
  • فقدان الوعي والإغماء.

تزداد مخاطر ارتفاع سكر الدم مع مرور الوقت، وتشمل مضاعفات حادة ومزمنة، تنقسم الحادة منها إلى حالتين سنتكلم عنها لاحقًا بالتفصيل وهي: ارتفاع السكر اللاكيتوني (غالبًا في السكري من النوع الثاني)، أو الغيبوبة السكرية الكيتونية (غالبًا في السكري من النوع الأول).

أسباب ارتفاع سكر الدم

  • تناول كميات من الطعام أكثر من المُقررة (خاصةً النشويات والسكريات).
  • نقص جرعة الدواء أو الأنسولين أو عدم أخذها في الوقت المناسب لمواعيد تناول الوجبات.
  • الالتهابات الحادة ونزلات البرد.
  • الضغوطات النفسية الشديدة والتوتر.
  • تناول أدوية مضادة لعمل الأنسولين مثل الكورتيزون، وبعض أدوية البرد.
  • مرور السنوات يؤدي إلى عدم استجابة الجسم لبعض الأدوية الفموية الخافضة للسكر.
  • زيادة الوزن تؤدي في بعض الحالات مع الوقت إلى مقاومة عمل الأنسولين في الجسم (Insulin Resistance).

كيف نتفادى ارتفاع سكر الدم الحاد

  • تعدد الوجبات والانتظام في مواعيدها، وتقليل كمية الوجبة من وجبات أساسية وخفيفة، وتجنب النشويات والسكريات قدر الإمكان.
  • ممارسة التمارين الرياضية المناسبة لمريض السكري بصفة منتظمة.
  • التحكم قدر الإمكان في الضغوط النفسية والتوتر.
  • علاج الالتهابات الحادة ونزلات البرد فور الإصابة بها.
  • متابعة قياسات نسبة السكر المنزلية، وتسجيلها وعرضها على الطبيب المختص مع المتابعة الدورية.
  • تناول الأدوية الفموية والأنسولين بصورة صحيحة؛ حسب إرشادات الطبيب المختص والصيدلي.
  • تناول كميات وفيرة من الماء وتجنب العصائر خاصةً المُحلاة.
  • عند حدوث نوبة الارتفاع يجب الكشف على السكر في الدم والكيتون في البول كل 6 ساعات.

3)- ارتفاع سكر الدم اللاكيتوني 

تحدث هذه الحالة غالبًا في حالة مريض السكري من النوع الثاني، يرتفع فيها سكر الدم ارتفاعًا شديدًا يصل إلى أعلى من 600 مجم/ دسل، وتتطور الأعراض بشكل بطيء؛ وتستمر أيام وأسابيع في بعض الأحيان خاصةً للأفراد الذين يُصابون لأول مرة بالسكري من النوع الثاني.

أعراض ارتفاع سكر الدم اللاكيتوني

  • كثرة التبول والعطش الشديد.
  • قلة تعرق رغم دفء سطح الجلد وجفافه.
  • جفاف وإرهاق واضطراب ذهني وتشوش.
  • نوبات تشنجية وغيبوبة.
  • لا يظهر كيتون في البول ( وهذا فرق هام بينه وبين الحموضة السكرية الكيتونية DKA).

علاج ارتفاع سكر الدم اللاكيتوني

هي حالة طواريء تستلزم تنويم المريض تحت عناية مُركزة، وتحدث عند كبار السن من مرضى النوع الثاني عند تناول كميات كبيرة من السكريات، أو إهمال العلاج أو تعديله دون الرجوع إلى الطبيب، أو في أوقات الإصابة بالأمراض الحادة والالتهاب، ويُعطى:

  • كمية كبيرة من المحاليل المُغذية لتعويض فقد السوائل في البول.
  • استخدام جرعات أنسولين لتنظيم نسبة السكر في الدم.

طُرق الوقاية

  • اتباع نظام غذائي صحي وبرنامج رياضي مناسب لمريض السكري.
  • الحرص على تناول العلاج في أوقاته وبالطريقة الصحيحة.
  • أخذ الاحتياطات أثناء السفر وفي حالة الإصابة بالأمراض الحادة.
  • المتابعة الدورية مع الطبيب المُعالج، ومتابعة قياسات السكر في المنزل لمنع الإصابة بهذه الحالة الخطيرة التي تصل نسبة الوفيات فيها إلى 30% إذا أُهمل العلاج.
  • في حالة عدم انتظام مُعدلات السكر؛ يُنصح بزيارة الطبيب لتعديل الجرعات أو تغيير الدواء.

4)الحموضة السكرية الكيتونية (Diabetic Ketoacidosis) أو (DKA)

هي أحد المُضاعفات الحادة والخطيرة التي تحتاج إلى عناية مُركزة فور حدوثها، ومرضى السكري من النوع الثاني هم الأكثر عُرضة لها، إلا أنها قد تحدث أحيانًا في مرضى السكري من النوع الثاني.

كيف تحدث الحموضة السكرية الكيتونية؟

عندما تعجز الخلايا عن حرق السكريات الموجودة في الدم نتيجة نقص الأنسولين، يقوم الجسم بحرق الدهون لإنتاج الطاقة، وينتج هذه العملية أجسام كيتونية حامضية وعندما تزيد نسبتها في الدم تُصبح ضارة جدًا، وتظهر هذه الكيتونات في البول.

أسباب الحموضة السكرية الكيتونية

  • النقص الشديد للأنسولين بسبب عدم أخذ الجرعة المقررة.
  • زيادة الحاجة إلى الأنسولين في أوقات المرض أو الالتهاب.
  • النقص الحاد في سكر الدم كما هو الحال عند ضعف الشهية أو القيء الشديد.

أعراض الحموضة السكرية الكيتونية

أولًا: العلامات المُبكرة تشمل

  • عطش شديد وجفاف في الفم.
  • تكرار التبول.
  • ارتفاع مستوى السكر في الدم.
  • ارتفاع مستوى الكيتونات في البول.

ثانيًا: العلامات المتأخرة تشمل

  • جفاف واحمرار في الجلد.
  • تعب وإرهاق مستمر، وشعور بعدم التركيز، وعدم وضوح الرؤية.
  • آلام في المعدة وغثيان.
  • صعوبة وزيادة في سرعة التنفس.
  •  تظهر رائحة الأسيتون في النفس.
  • الإغماء.

الإجراءات الواجب اتباعها عند ظهور الكيتون مع ارتفاع السكر في الدم

  • الراحة التامة وتناول كمية وفيرة من الماء.
  • إعطاء أنسولين قصير المفعول 3-4 وحدات.
  • إعادة تحليل سكر الدم والكيتون في البول بعد ساعة؛ لمعرفة حدوث تحسن من عدمه، واستشارة الطبيب.
  • إذا كان المريض فاقدًا للوعي أو منهك يُنصح بنقله إلى أقرب مستشفى فورًا.

طُرق الوقاية من الحموضة السكرية الكيتونية

  • متابعة مستوى السكر في الدم والمحافظة على معدلات جيدة.
  • استشارة الطبيب في حالة ارتفاع مستوى سكر الدم بشكل مُفاجيء، لتغيير خطة الطعام وتعديل جرعات الأنسولين.
  • تكرار قياس السكر في حالة المرض أو التعرض لإرهاق شديد.
  • قياس نسبة الكيتون في البول في الحالات التالية:
  • ارتفاع نسبة السكر في الدم لأكثر من 250 مجم/ دسل.
  • عند الإصابة بأعراض مرضية مثل القيء الشديد أو الإسهال.
  • عند ظهور الأعراض التي ذكرناها.

مضاعفات مرض السكري هي نتيجة عدم ضبط معدلات سكر الدم، سواءً على المدى الطويل أو القصير، وحتى يتجنبها مريض السكري يجب عليه اتباع تعليمات الطبيب وأخصائي التغذية الصحية، وتجنب الأغذية التي قد تسبب الالتهاب المزمن؛ الذي يُعد من أسباب أمراض القلب خاصةً في حالة مريض السكري، فعادةً ما يكون مريض السكري مُصابًا بأمراض القلب؛ وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية والكوليسترول في الدم، ونقص إفراز الغدة الدرقية، وكل هذه العوامل مع الالتهاب المُزمن الناتج عن نمط الحياة الخاطئ؛ يؤدي إلى الإصابة بجلطات القلب والدماغ والألزهايمر والعديد من الأمراض على المدى الطويل. 

السابق
طريقة عمل كعك العيد مثل الجاهز بطريقة أجدادنا
التالي
بسكويت الزبدة الهش بطعم رائع ونتيجة مبهرة ومكونات بسيطة