الطب العام

الصداع النصفي ماهي أسبابه؟ وما أعراضه؟ وكيف نعالجه؟

بقلم: د. منى فوزي
الصداع النصفي

يعد الصداع النصفي من أنواع الصداع المزعجة التي تصيب جميع الأعمار، فلا يفرّق بين صغيرٍ وكبير، ويمنع المُصاب من ممارسة نشاطاته اليومية بسبب الألم الشديد الذي يعاني منه؛ فما هي أسباب وأعراض الصداع النصفي؟ وما هو علاجه؟ هيا نُجيب على هذه الأسئلة في هذا المقال من أسرة وطب.

يسبب الصداع النصفي ألم كالطعنات أو إحساس بالنبض في جانبٍ واحد من الرأس أو في جانبي الرأس معًا، ويكون مصحوبًا بغثيان وقيء، وحساسية شديدة للضوء والصوت، وتستمر نوبات الصداع النصفي من ساعات لأيام.

يعاني بعض الأشخاص من أعراض تحذيرية قبل أو مع نوبات الصداع النصفي مثل اضطراب الرؤية، فنجد أن البعض يرى ومضات من الضوء أو بقع مظلمة، كذلك قد يعانون من تنميل في جانب من الوجه أو في أحد الذراعين أو الرجلين، وقد يجدون صعوبة في الكلام.

تمنع الأدوية بعض نوبات الصداع النصفي، وتقلّل الإحساس بالألم، كذلك يساعد اتباع نظام الحياة الصحيّة في العلاج.

اعراض الصداع النصفي:  

  •  تظهر بعض الأعراض قبل يوم أو اثنين من نوبة الصداع النصفي وتشمل:

     الإمساك، والتغيّرات المزاجية، والشهوة إلى الطعام، وتصلب العنق، وزيادة  العطش والتبوّل، والتثاؤب المتكرر. 

  • اضطراب الرؤية مثل رؤية أشكال مختلفة، وبقع ضوئية، ووميض ضوئي، وفقدان الرؤية، والشعور بوخز كوخز الإبر في الذراع أو الأرجل، وضعف أو تنميل في الوجه أو في أحد جانبي الجسم، وصعوبة في الكلام، وسماع ضوضاء أو موسيقى، والقيام بحركات لا إرادية.
  • الشعور بالألم في أحد جانبي الوجه، وألم نابض أو ألم كالطعنات، وحساسية للصوت والضوء وأحيانًا للروائح واللمس، وغثيان وقيء
  • بعد انتهاء نوبة الصداع قد تشعر بالتعب والاضطراب، والالم بسبب بعض حركات الرأس المفاجئة.    

اسباب الصداع النصفي:

تلعب العوامل الوراثية والبيئية دورًا في حدوث الصداع النصفي، كذلك اضطراب المواد الكيميائية في المخ مثل السيروتونين الذي يساعد على السيطرة على الألم في الجهاز العصبي.

تشمل محفزات الصداع النصفي ما يلي:

  • التغيرات الهرمونية عند النساء: يحفز تأرجح نسب الإستروجين قبل وأثناء الدورة الشهرية، والحمل، وانقطاع الطمث الصداع عند كثير من النساء. يسبب العلاج الهرموني مثل أقراص منع الحمل، والعلاج بالهرمونات البديلة اشتداد نوبات الصداع النصفي، وقد تتحسن نوبات الصداع عند بعض النساء مع تناول هذه الأدوية.
  • المشروبات: تناول الكحوليات والخمور، كذلك الإكثار من تناول الكافيين. 
  • التوتر: يسبب التوتر في العمل أو المنزل الصداع النصفي.
  • المحفزّات الحسيّة: تحفز الأضواء الساطعة ووهج الشمس، والروائح القويّة، والتدخين السلبي الصداع عند بعض الأشخاص.
  • اضطراب النوم: تحفز قلة النوم أو كثرته نوبات الصداع .
  • العوامل الجسمانية: مثل المجهود البدني الشديد أو النشاط الجنسي.
  • التغيّرات الجويّة و تغيّر الضغط الجوي.
  • الأدوية: مثل أقراص منع الحمل وموسعات الأوعية الدموية مثل النيتروجليسرين.
  • الأطعمة: يحفز الجبن القديم والأغذية المصنعة الصداع ، كذلك الصوم وعدم تناول الوجبات بانتظام.
  • إضافات الطعام: مثل المواد الحافظة ومواد التحلية.

عوامل المخاطرة:

      تشمل عوامل المخاطرة ما يلي:

  • التاريخ العائلي: تعد إصابة أحد أفراد العائلة بالصداع النصفي مؤشرًا لحدوثه لفرد آخر من أفراد العائلة.
  • السن: يبدأ الصداع النصفي عند أي سن، لكنه غالبًا ما يظهر في سن المراهقة، ويصل لذروته في الثلاثينيات، ثم تقل حدته ونوباته تدريجيًا.
  • النوع: الإناث أكثر عرضة للصداع النصفي من الرجال.
  • التغيرّات الهرمونية: تبدأ نوبات الصداع قبل أو بعد بداية الحيض بمدة قصيرة، ويتحسن بعد انقطاع الطمث.

تشخيص الصداع النصفي:

يعتمد الطبيب في التشخيص على التاريخ العائلي، والأعراض، والكشف السريري والعصبي.

قد يحتاج الطبيب إلى بعض الفحوصات إذا كانت الحالة مفاجئة وشديدة، والتي تشمل:

  • الرنين المغناطيسي: يساعد على تشخيص الأورام، والجلطات، ونزيف المخ، والعدوى.
  • الأشعة المقطعية: تشخّص كذلك الأورام، والعدوى، وتلف المخ، والمشاكل الطبيّة الأخرى التي قد تسبّب الصداع.

علاج الصداع النصفي:

يهدف إلى علاج الأعراض ومنع النوبات المستقبلية.

تُقسّم الأدوية التي تعالج الصداع النصفي إلى: مسكنات للألم، وأدوية لمنع تكرار النوبات.

يعتمد اختيار العلاج على تكرار وشدة الصداع، وإذا كان مصحوبًا بغثيان وقيء، وعلى مدى قدرته على إعاقة المريض عن ممارسة نشاطاته اليومية.

مسكنات الألم:

تشمل الأدوية غير الموصوفة مثل الأسبرين، والإيبوبروفين. قد يسبّب الإفراط في تناول المسكنات الصداع، وقُرح المعدة ونزيف الجهاز الهضمي. 

تساعد المسكنات التي تحتوي على كافيين مع اسبرين وأسيتامينوفين على علاج ألم الصداع النصفي الضعيف.

  • التريبتان: تُستخدم الأدوية الموصوفة مثل سوماتريبتان (إميتركس) وريزاتريبتان (ماكسالت) لعلاج اعراض الصداع لأنها تمنع مسارات الألم إلى المخ، ويتم تناولها كأقراص أو حقن أو بخاخ للأنف؛ لكنها ليست آمنة للأشخاص المُعرّضون للجلطات والأزمات القلبية.
  • دايهيدرو أرجوتامين (ميجرانال): يُستخدم كحقن أو بخاخ للأنف، ويعد علاجًا فعالًا لأعراض الصداع النصفي التي تستمر أكثر من 24 ساعة، ومن أعراضها الجانبية الغثيان والقيء.
  • لزميديتان: يحسن الألم، والغثيان، والحساسية للصوت والضوء. لزميديتان له تأثير مهدئ، ويسبّب الدوار؛ لذا لا يُنصح بالقيادة أو إدارة الآلات لمدة ثماني ساعات بعد تناوله، ولا يتم تناوله مع الكحول أو الأدوية التي تثبط الجهاز العصبي المركزي.
  • أوبروجيبانت: يُستخدم لعلاج الصداع النصفي الحاد، وأعراض القيء والغثيان، والحساسية للصوت والضوء، ومن آثاره الجانبية جفاف الحلق، والغثيان، وكثرة النوم.
  • الأدوية الأفيونية: تُستخدم للمرضي الذين لا يستطيعون تناول أدوية أخرى. الأدوية الأفيونية خاصةً التي تحتوي على كودايين قد تسبّب الإدمان، وتُستخدم عندما تكون الأدوية الأخرى غير فعالة.
  • مضادات القيء: تُستخدم لعلاج الغثيان والقيء المصاحبَين للصداع النصفي وتشمل: كلوربرومازين، وميتكلوبرومايد، وبروكلوربيرازين. 

الأدوية الوقائية:

تُستخدم هذه الأدوية لمنع نوبات الصداع النصفي الشديدة التي تستمر لفترة طويلة ولا تستجيب للعلاج.

    تشمل هذه الأدوية:

  • مخفضات ضغط الدم المرتفع: تشمل مثبطات بيتا مثل بروبرانولول وميتوبرولول، وحاصرات قنوات الكالسيوم مثل فيراباميل.
  • مضادات الاكتئاب: تمنع مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات النوبات، ومن آثارها الجانبية زيادة الوزن والنعاس.
  • أدوية مضادة للتشنجات: يقلّل فالبروات وتوبيراميت (توباماكس) النوبات، من آثاره الجانبية الدوار، والغثيان، وزيادة الوزن.
  • حقن البوتوكس: تُحقن كل اثني عشر أسبوعًا، وتقلّل نوبات الصداع عند بعض البالغين. 
السابق
طريقة عمل الفراخ بالكيس الحراري وشوائها بطريقة سهلة
التالي
طريقة عمل الثومية كالمطاعم