الطب العام

مرض lupus (الذئبة الحمراء)| دليلك لمرض ال 100 وجه

مرض lupus

جهازك المناعي هو خط دفاعك الأول عندما يتعرض جسمك لهجوم الأمراض، وبمنزلة خط بارليف الرادع لكل عدو، ولكن ماذا لو انقلب السحر على الساحر؟ وبدلًا من أن يهاجم معك هاجم عليك! ستصاب بواحد من أصعب الأمراض المناعية وهو مرض lupus أو كما يُطلق عليه مرض الذئبة الحمراء.

ستأخذك أسرة وطب إلى رحلة داخل مرض lupus لنتعرف إليه عن قرب، فأربطوا أحزمة الأمان وهيا بنا.

ما هو مرض lupus (الذئبة الحمراء)؟

هو مرض مناعة ذاتية مزمن، يهاجم فيه جهازك المناعي أجزاء جسمك المختلفة، وتختلف أعراضه تبعًا لاختلاف الجزء المُهاجم؛ ولذلك فهو مُلقب بمرض ال 100 وجه.

  • يصيب هذا المرض الأشخاص من سن المراهقة 14 عامًا إلى 44 عامًا. يصيب مرض الذئبة أجزاء الجسم المختلفة مثل:
    1. القلب.
    2. الرئة.
    3. المفاصل.
    4. الكُلى.
    5. الجلد.
    6. الدَّم.

يقف العالم في العاشر من مايو من كل عام؛ تحية لمرضى الذئبة الحمراء، ويرجع اسم الذئبة إلى كون العلامات التي تظهر على وجه المريض، تشبه تلك الموجودة على وجه الذئب، بينما يأتي مصطلح الحمراء من كلمة erythematosus وهو لون الطفح الجلدي الأحمر الذي يظهر على المريض. واتخذ العالم اللون البنفسجي كشعار للذئبة الحمراء (مرض lupus).

لماذا يحارب الجهاز المناعي الجسم؟

تساعد بعض الجينات الجهاز المناعي ليقوم بوظيفته في حماية الجسم، ووجود بعض التغيرات في هذه الجينات في المصابين بمرض lupus، يعوق الجهاز المناعي من تأدية دوره الصحيح.

وفي نظرية أخرى (نظرية الخلايا الميتة) يفترَض عدم قدرة الجسم على تجديد الخلايا الميتة، نتيجة بعض العوامل الوراثية، فتنتج هذه الخلايا مواد تؤدي إلى خلل الجهاز المناعي.

أسباب وعوامل خطر مرض lupus

ليس هناك دليلا على الأسباب الحقيقة لمرض lupus، ولكن يعتقد الباحثون إنه نتاج مزج عدة أسباب أساسية معًا، ومن أهم تلك الأسباب:

  • البيئة
    • مثل التدخين والتوتر والتعرض للسموم مثل غبار السيليكا، أهم الأسباب البيئية المحتملة للإصابة بمرض الذئبة.
  • الوراثة
    • تم تحديد أكثر من 50 جينًا مسئولًا عن الإصابة بمرض الذئبة، ووجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض الذئبة يرفع من احتمالية إصابتك به مستقبلًا.
  • الهرمونات
    • بعض الدراسات تشير إلى أن المستويات الغير طبيعية لبعض الهرمونات مثل ارتفاع هرمون الإستروجين قد تُسهم بالإصابة بمرض الذئبة.
  • العدوى
    • لا يزال هذا السبب تحت الدراسة، إذ يدرس الباحثون عِلاقة العدوى مثل الفيروس المضخم للخلايا وأسباب مرض Lupus (الذئبة).
  • الأدوية
    • الاستخدام طويل الأمد لبعض الأدوية مثل (الهيدرالازين، وبروكيناميد، والكينيدين) تتسبب في شكل من أشكال الذئبة المعروفة باسم الذئبة الحمامية المستحثة بالأدوية ( Drug-induced lupus erythematosus DIL). 
    • علاج التتراسيكلين، مثل مينوسكلين الذي يمكن استخدامه في علاج حب الشباب، يمكن أن يسبب (DIL).

وبعد كل هذه الأسباب التي سبق ذكرها من الممكن أن تُصاب بمرض lupus دون أي منها.

العوامل المؤثرة في الإصابة بمرض lupus

يحتمَل إصابة البعض أكثر من غيرهم، فهناك بعض العوامل المؤثرة في خطر الإصابة مثل:

1. الجنس

النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال، ولكن تزداد حدة المرض في الرجال.

2. العمر

ما بين عمر 14 عامًا و44 عامًا.

3. العرق أو الأصل

أكثر شيوعًا في مجموعات عرقية معينة، مثل الأمريكيين من أصل أفريقي، والأمريكيين من أصل إسباني، والأمريكيين الأصليين.

4. التاريخ العائلي

وجود تاريخ عائلي للمرض يُزيد من احتمالية إصابتك.

 وجود إحدى هذه العوامل لا يعني بالضرورة إصابتك بالمرض، ولكن يرفع من خطر الإصابة.

أعراض مرض lupus

مرض lupus

تختلف شدة أعراضه من شخص لآخر، فهناك من تلازمه الأعراض مدى العمر، وهناك من تختفي فجأة، وتعتمد الأعراض على طبيعة الجزء المُصاب، وبالرغم من الاختلاف الكبير في الأعراض بين كل المصابين، إلا أن هناك أعراض مشتركة، مثل:

  • ارتفاع الحرارة.
  • آلام في الجسم.
  • آلام العظام.
  • الإرهاق.
  • الطفح الجلدي، كما في طفح الفراشة (طفح جلدي على جانبي الوجه وجزع الأنف مثل الفراشة) على الوجه
  • ضيق في التنفس.
  • مُتلازمة سجوجرن، جفاف العين المزمن وجفاف الفم.
  • الصداع.
  • فقدان الذاكرة.

ومن الأعراض المبكرة:

تتشابه الأعراض المبكرة مع كثير من المشكلات الصحية المختلفة، فوجود هذه الأعراض لا تُجزم بوجود مرض lupus؛ لذلك يجب استشارة طبيبك الخاص عند ظهور هذه الأعراض.

أنواع مرض lupus

يوجد أنواع مختلفة من مرض الذئبة، بأعراض مختلفة لكل منها.

1. مرض systemic lupus erythematosus (الذئبة الحمامية الشاملة)

  • النوع الأشهر بين أنواع مرض الذئبة ويطلق عليه البعض الذئبة الحمراء الجهازية، ومن أسمه فهو يؤثر على الجسم عمومًا، تختلف الأعراض من بسيط إلى شديد الخطورة.
  • يعد SLE الأكثر خطورة بين أنواع مرض الذئبة، فيؤثر على أعضاء الجسم المختلفة، مسببًا الالتهابات المختلفة في الجلد، والمفاصل، والرئة، والقلب، والدم، والكُلى، أو يؤثر على أكثر من عضو معًا.
  • في البداية يبدأ المرض دون أعراض، ثم فجأة ينشط المرض وتظهر الأعراض.

2. الذئبة الحمامية القرصية (Discoid lupus erythematosus)

  • تُدعى أيضًا الذئبة الحمراء القرصية، ويؤثر هذا النوع في الجلد، فتظهر أعراضه على هيئة طفح جلدي على الوجه، والرقبة، وفروة الرأس، وقد يستمر الطفح الجلدي من عدة أيام إلى عدة سنوات.
  • تظهر ندبات على الوجه نتيجة زيادة سمك بعض الأماكن المرتفعة، وتقشيرها، ولا يؤثر هذا النوع على الأعضاء الداخلية للجسم، ولكن وجد نسبة لا تزيد عن 10% تطور مرضهم ليتحول إلى ذئبة حمامية شاملة.
  • ولكن من غير الواضح هل حقًا إصابتهم بمرض (SLE) كان تطور لمرض (DLE) أم كانوا حاملين له منذ البداية وتأخر ظهور الأعراض فقط.

3. الذئبة المحدثة بالأدوية (Drug induced lupus)

  • حوالي 10% من مرضى SLE تظهر عليهم الأعراض نتيجة استخدام بعض الأدوية، فهناك نحو 80 دواءً يسببون ظهور هذه الأعراض.
  • بعض هذه الأدوية تستخدَم في علاج بعض الأمراض الشائعة مثل:
    1. التشنجات.
    2. ارتفاع ضغط الدم.
    3. بعض أدوية الغدة الدرقية.
    4. المضادات الحيوية.
    5. مضادات الفطريات.
    6. حبوب منع الحمل.
  • إليكم بعض الأدوية التي لاحظ الأطباء تأثيرها:
    1. هيدرالازيين، يستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدَّم.
    2. بروكيناميد، علاج عدم انتظام ضربات القلب.
    3. ايزونيازيد، مضاد حيوي يستخدم في علاج مرض السُل.

وسرعان ما تختفي أعراض الذئبة المُحدثة بالأدوية بعد توقف تناول هذه الأدوية.

4. الذئبة الوليدية (Neonatal lupus)

  • في الغالب تلد الأم المصابة بمرض SLE طفلًا بصحة جيدة، ولكن هناك حوالي 1% من الأمهات التي تحمل أجسام مضادة ذاتية لمرض الذئبة، قد يعاني أطفالهن الذئبة الوليدية.
  • يعاني أطفال الذئبة الوليدية أعراض مثل (الطفح الجلدي، ومشكلات الكبد) كذلك يعاني حوالي 10% منهم فقر الدم (أنيميا)
  • عادةً ما تختفي هذه الأعراض بعد عدة أسابيع، وأطفال قليلة قد تعاني عيوب خلقية في القلب.
  • لذلك فمن المهم لكل أمرأة تعاني مرض Lupus (الذئبة) أو مرض مناعي آخر أن تكون تحت إشراف طبي أثناء مدة الحمل.

تشخيص مرض lupus

  • يعد lupus مرض صعب التشخيص لاختلاف وتنوع أعراضه، المشابهة لكثير من الأمراض الأخرى.
  • يبدأ الطبيب في فحص علامات المرض وأخذ التاريخ المرضي العائلي، والتاريخ المرضي الشخصي.
  • ومن العلامات التي تعمل على زيادة احتمالية وجود مرض الذئبة، كما حددتها الكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم:
    1. طفح الفراشة (Malar rash) طفح على جانبي الأنف وجزع الأنف مثل الفراشة.
    2. طفح جلدي على شكل أقراص.
    3. التحسس من الضوء، بما في ذلك ضوء الشمس العادي، ونور المصباح.
    4. قرح الفم أو الأنف.
    5. انتفاخ في الأغشية المحيطة بالقلب، أو الرئة.
    6. اضطراب الكُلى (ارتفاع مستوى البروتين في تحاليل البول)
    7. اضطراب عصبي، تشنجات أو بعض الأمراض النفسية مثل الذُهان.
    8. مشكلات الدم، انخفاض عدد كرات الدم أو انخفاض في عدد الصفائح الدموية.
    9. مشكلات مناعية.
    10. إيجابية تحليل ANA، دون تناول المريض أدوية تُسبب إيجابية التحليل.
    11. تورم وانتفاخ مفصلين أو أكثر.

إذا وجد الطبيب 4 علامات مما سبق، يبدأ في التفكير في مرض Lupus (الذئبة) ويطلب بعض التحاليل والفحوص المعملية للتأكد.

الفحوصات المعملية

تعطي التحاليل والفحوصات المعملية صورة أوضح لنوع المرض المناعي.

  1. فحصالأجسام المضادة للنواة (ANA).
  2. الأجسام المضادة للفوسفوليبيد (APLs).
  3. تحليلالأجسام المضادة للحمض النووي DNA.
  4. الأجسام المضادة للحمض النووي المزدوج dsDNA.
  5. اختبارالأجسام المضادة ل Sm.
  6. الأجسام المضادة U1RNP.
  7. الأجسام المضادة لبروتين هيستون.
  8. صورة دم شاملة.
  9. تحليل بول كامل.
  10. عينة من الأنسجة (خزعة)
  11. الأشعة السينية.

علاج مرض الذئبة

إلى وقتنا هذا لا يوجد علاج واضح وصريح لمرض الذئبة، ولكن يعالج الطبيب الأعراض باختلافها وتبعًا لحدتها، ويهدف العلاج إلى منع تفاقم المرض، والمحافظة على الأعضاء الداخلية من التأثر.

  • من العلاجات الأكثر شهرة التي يصفها طبيب الروماتيزم لمريض الذئبة:
    1. أدوية مضادة للالتهاب المفاصل.
    2. كريمات الأستيرويد، للطفح الجلدي.
    3. الكورتيزون، لتقليل رد فعل الجهاز المناعي.
    4. مضادات الملاريا.

استشر طبيبك في تغيير نمط حياتك، فقد يمنعك من تناول بعض الأطعمة، أو يشجعك لتناول البعض الآخر، وتقليل الضغط والقلق، ومتابعة حالة العظام، والقلب، والكُلى باستمرار لمتابعة أي تطورات، ولتجنب أي مضاعفات.

لا تجعل مرض lupus يؤثر على نمط حياتك، كما أثر على صحتك، فتناولك للأدوية الموصوفة لك، يجعلك تحيا حياة طبيعية، وقد تساعدك بعض العادات الصحية مثل تناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة، وقراءة قصص نجاحات لمرضى الذئبة قد تحسن من نفسيتك، فأنت لست وحدك، دُمت في أفضل حال.

السابق
علاج ارتفاع درجة الحرارة بالخل.. الأعراض والعلاج
التالي
أعراض كورونا بالتفصيل والاحتياطات الواجب اتخاذها