بقلم د. آيات الدلتوني
ما هو مرض كاواساكي عند الاطفال؟
هو مرض نادر ويكثر وجوده في اليابان وكوريا والصين والمملكة العربية السعودية. كي تعرف ما هو مرض كاواساكي عند الاطفال وهل يشبه أمراضًا أخرى، وكيفية تشخيصه وهل له علاج عليك متابعة المقال التالي.
مرض كاواساكي هو التهاب حاد في جدار الأوعية الدموية المتوسطة والدقيقة، مثل الأوعية الدموية المغذية لعضلة القلب (الشريان التاجي). ويصيب الغدد الليمفاوية مسببًا تورمها والتهابها، ويستهدف أيضـًا الأغشية المخاطية للعين والأنف والفم والحلق.
أسباب مرض كاواساكي عند الاطفال
لم تُعرف أسباب هذا المرض إلى الآن إلا أن لهُ علاج ولا يحتاج سوى التشخيص الصحيح السريع لكي لا تحدث مضاعفات خطيرة للطفل.
هناك نظريات تربط بين هذا المرض والجينات الوراثية ولكن لم تُثبت بعد أيٌّ منها.
ما هي أعراض مرض كاواساكي؟
تختلف الأعراض وحِدّتِها من طفل لآخر.
يكون لدى الأطفال أقل من عمر العام أعراضًا غير شائعة وغير متوقعة، وتزداد لديهم فرص حدوث المضاعفات بالشريان التاجي.
تظهر أعراض كاواساكي خلال أربعة مراحل؛ كل مرحلة تستمر أسبوعًا كاملاً.
المرحلة الأولى:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 39 درجة مئوية أو أكثر فجأة بدون سبب واضح.
- احمرار العينين بغير إفرازات أو صديد.
- طفح جلدي مثل الطفح الذي يظهر في مرض الحصبة ويصيب منطقة الجذع ثم الأطراف ومنطقة الحفاض.
- احمرار الأغشية المخاطية في جميع أنحاء الجسم مثل الفم واللسان والأنف والعينين والحلق احمراراً فاقعاً؛ ويطلق على اللسان (لسان الفراولة).
- احمرار باطن الكف والقدم وتورُمهم.
- التهاب وتورم الغدد الليمفاوية في الرقبة وربما جميع أجزاء الجسم.
- تهيج الطفل وعدم ارتياحه.
المرحلة الثانية:
- تقشر الجلد على اليدين والقدمين وخاصة أطراف الأصابع.
- ألم شديد في المفاصل حيث لا يستطيع الطفل التحرك أو التقلب أثناء نومه.
- إسهال وقيء.
- ألم في البطن.
- مع استمرار الحرارة العالية.
- يصعب على الطفل الصغير أقل من عامين أن يشتكي أو أن يحدد مكان الألم مما يُصَعِّب ويُؤخر التشخيص.
المرحلة الثالثة:
- في الأسبوع الثالث قد تكون درجة الحرارة طبيعية وقد تظل مرتفعة كما هي.
- تستمر أعراض فقد الشهية والإعياء وآلام المفاصل.
- تبدأ التغيرات في تحاليل الدم؛ وهذا ما يجعل التشخيص صعباً أو متأخرًا حيث لاتَحدُث تغيرات في تحاليل الدم إلا في هذه المرحلة.
- تزداد عدد الصفائح الدموية زيادةً كبيرةً، وتقل نسبة هيموجلوبين الدم.
- في هذه المرحلة إذا لم يتم العلاج تبدأ المضاعفات في الحدوث؛ وهي التهاب الشريان التاجي بالقلب وحدوث التمدد الشرياني الذي قد يُؤدي إلى جلطات القلب وموت الفجأة.
المرحلة الرابعة:
- وهي مرحلة النقاهة؛ في بعض الأطفال الناجِين من المرحلة الثالثة تبدأ درجة الحرارة في الانخفاض، وتبدأ باقي الأعراض في الانحسار ولكن يبقى التهاب الشريان التاجي مهددًا لحياة الطفل في أي وقت.
- يبدأ الطفل في التعافي وتعود شهيته للطعام ويختفي احمرار العينين واللسان.
- تستمر هذه المرحلة بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
- تبقى ضرورة علاج الطفل ضرورة قصوى حتى مع انحسار الأعراض؛ لتجنب حدوث المضاعفات.
هل مرض كاواساكي مرضا معديا؟
مرض كاواساكي للاطفال ليس مُعديًا بالمرة.
هل يتشابه مرض كاواساكي مع أمراض أخرى؟
تتشابه أعراض مرض كاواساكي مع مرض الحصبة والحصبة الألمانية، والحمى القرمزية والنزلة المعوية، و الحمى الروماتيزمية ومتلازمة ستيفن جونسون، و الالتهاب السحائي ومتلازمة الصدمة التسممية، ومتلازمة الفم واليد والقدم.
تشابُه مرض كاواساكي مع كثير من الأمراض يُؤخِّر تشخيصه وعلاجه.
كيفية تشخيص مرض كاواساكي عند الاطفال؟
لا يوجد اختبار محدد لتشخيص مرض كاواساكي؛ ولكن يُشخص ببعض الاختبارات المعملية والأعراض الإكلينيكية المذكورة سابقا.
تتميز نتائج هذه الاختبارات بالتالي:
- زيادة عدد الصفائح الدموية؛ ولكن بعد الاسبوع الثاني؛ لذلك يجب إعادة التحاليل في الأسبوع الثالث لاستمرار الحرارة.
- نقص حاد بهيموجلوبين الدم.
- زيادة عدد كرات الدم البيضاء.
- انخفاض عدد كرات الدم الحمراء.
- انخفاض مستوى الألبيومين في الدم.
- زيادة معدل البروتين الارتكاسي c.
- زيادة إنزيمات الكبد.
- زيادة سرعة الترسيب بالدم.
بعض الاختبارات الأخرى لتشخيص الأعراض النادرة أو الغير قياسية:
- رسم القلب.
- موجات فوق صوتية على عضلة القلب.
- سونار على البطن والحوض لتشخيص التهاب المرارة والمثانة.
- تحليل البول.
- عينة من النخاع الشوكي لتشخيص الالتهاب السحائي.
- أشعة مقطعية بالصبغة على الشرايين.
ماهو علاج مرض كاواساكي عند الاطفال؟
يجب فور تشخيص الطفل بمرض كاواساكي دخوله المستشفى وعرضه على طبيب أطفال تخصص أمراض القلب لاستبعاد وجود مضاعفات القلب.
يعتمد العلاج على حقن الجلوبيولين المناعي الوريدي بعد عمل اختبار الحساسية له تحت إشراف الطبيب، وإعطاء الأسبرين بجرعة مضادة للالتهابات لمدة طويلة قد تصل إلى ستة أشهر وذلك لعلاج التهاب الأوعية الدموية، والوقاية من تخثر الدم.
ويجب تأجيل إعطاء التطعيمات الحية للطفل بعد أخذ الجلوبيولين لمدة 10 أشهر.
إذا حدثت مضاعفات فيجب متابعة تطور الشرايين التاجية بالقلب لمدة عامين.
في بعض الحالات القليلة لا يستجيب الطفل للجلوبيولين المناعي الوريدي؛ فيتم إعطاء الكورتيزون تحت إشراف الطبيب، أو علاج الطفل بتغيير بلازما الدم.
ما هو تطور مرض كاواساكي على المدى الطويل؟
بالنسبة لمعظم الأطفال المُعالَجين من مرض كاواساكي، يتحسن الطفل وتسير حياتُه بشكل طبيعي وتكون لديه القدرة على النمو والتطور بشكل طبيعي مثل الأطفال الطبيعيين تمامًا.
أما الأطفال الذين حدثت لهم مضاعفات بالقلب في الشرايين التاجية بسبب تأخُّر التشخيص والعلاج؛ فقد يكونوا عرضةً لأمراض القلب في وقت مبكر من الحياة وهم بحاجة للخضوع تحت رعاية أخصائي قلب ذو خبرة في الرعاية طويلة المدى للأطفال المصابين بمرض كاواساكي.
تزداد فرص حدوث المضاعفات في بعض الفئات أكثر من الأخرى مثل( الذكور أكثر من الإناث، الأطفال أقل من عام، وأكثر من ثمان سنوات، والأطفال غير المستجيبين لعلاج الجلوبيولين المناعي).
قد يتكرر المرض مرة أخرى على نفس الطفل ومع ذلك تُعد فرصة التكرار نادرة جدًا.
علاقة مرض كاواساكي عند الاطفال بفيروس كورونا
لاحظ العلماء ازدياد حالات مرض كاواساكي في فترة تفشي فيروس كورونا، وعند عمل اختبار فيروس كورونا لبعض الأطفال المرضى وجد أنهم إيجابيين لفحص الكورونا؛ مما أثار ضجة كبيرة حول علاقة كاواساكي بفيروس كورونا.
وجد أنه لاتوجد علاقة بين المرضين وإنما نبع الشك من تشابه ردّ فعل الجسم في الحالتين.
تحدث عاصفة السيتوكين نتيجة تحفيز الفيروس للجهاز المناعي عند المرضى المصابين بالفيروس، وهناك حالات يكون فيها الجهاز المناعي تحت سيطرة الجسم، ولذلك لا تحدث عاصفة إفراز الأجسام المضادة.
في بعض الحالات الأخرى، وهي غالبًا متعلقة بالجينات الوراثية عند المريض، يخرج الجهاز المناعي عن السيطرة ويفرز أجسام مضادة بشكل كبير، والتي تؤدي إلى خلل في وظائف الجسم.
هذا بالضبط ما يحدث أيضا في مرض كاواساكي.
لذا تتشابه ردة فعل الجسم في حالتي فيروس الكورونا و كاواساكي عند الاطفال؛ عن طريق عاصفة السيتوكين.
بعد معرفتك ما هو مرض كاواساكي عند الاطفال وبالرغم من سهولة علاجه إلا أن خطورته تكمن في تشخيصه؛ لذا كلمة السر في مرض كاواساكي يمكن أن تكون الحرارة أكثر من خمس أيام واحمرار اللسان والعينين والتهاب الغدد الليمفاوية؛ وبسرعة تشخيصِه تُنقِذُ طفلًا من الموت.
