صحة

مرض ثنائي القطب | مرض الاضطراب الوجداني

مرض ثنائي القطب هو مرض غير نادر

 وصف شخصٌ يعاني من مرض ثنائي القطب يومه قائلًا (استيقظت من نومي، أشعر بالبهجة والسعادة والإقبال على الحياة، تناولت قهوتي المفضلة وأنجزت أعمالي المؤجلة وشاهدت فيلما جديدا، ثم خططت لزيارة صديقي في المساء. جاء المساء وذهبت إلى صديقي وبينما أنا في الطريق انتابني شعور بالضيق والحزن، أنا لا أريد أن أفعل شيء ولا أريد أن أرى أحد وإذ بي أعود ثانية إلى منزلي لأُظلم حجرتي وأجلس فيها وحيداً. حتى صديقي لم أملك القدرة على محادثته للإعتذار عن الزيارة.

لذا سنتناول في هذا المقال من أسرة وطب كل ما يهمك معرفته عن هذا المرض العقلي وأنواعه وعلاجه.

ما هو مرض ثنائي القطب؟

هو مرض عقلي يؤدي إلى خلل نفسي ناتج عن اضطراب وخلل في كيمياء المخ مما يجعل الشخص يمر بحالة من التقلبات المزاجية السريعة بين الفرح الشديد (الهوس) أو الاكتئاب.

هو مرض غير نادر؛ فمن بين 100 شخص قد نجد أن هناك شخص واحد على الأقل يعاني من الهوس الاكتئابي.

أنواع مرض ثنائي القطب

مرض ثنائي القطب من النوع الأول:

في هذا النوع يعاني المريض من نوبة هوس شديد (مزاج مرتفع) واحدة على الأقل تليها أو تسبقها نوبة هوس خفيف (أقل حدة من الهوس الشديد) أو نوبة اكتئاب شديد.

( مثل: استيقظت أضحك بلا سبب واضح للضحك قمت بتناول الكحول وأنا في العادة لا اتناوله فعلت أشياء مجنونة وبعد ذلك شرعت فجأة في البكاء ودارت برأسي أفكار انتحارية).

مرض ثنائي القطب من النوع الثاني:

يعاني الشخص في هذا النوع من نوبة اكتئاب شديدة على الأقل ونوبة هوس خفيف واحدة ولكنه لم يعان من نوبة هوس شديد مطلقا.

(مثل: استيقظت لدي أفكار انتحارية وأبكي بلا سبب وفي اليوم التالي زالت هذه الأفكار من رأسي واستيقظت باسمًا وأعددت الإفطار والقهوة بسرور). 

مرض ثنائي القطب من النوع الثالث:

يمر الشخص بتقلبات مزاجية دورية لمدة عامين ما بين الهوس الخفيف والاكتئاب الخفيف.

(داهمتني النوبات متتاليةً، تُخرجني من الظلمات إلى النور و تضربني في الحائط بقسوة، ثم تستقبل ارتداد جسدي بحنان على مرتبة ريش) هكذا وصفه المريض.

أعراض الهوس الاكتئابي

أثناء نوبة الهوس يعاني المريض من

  • التفاؤل الشديد.
  • زيادة النشاط وفرط الحركة والطاقة.
  • الأفكار المتخبطة.
  • قلة الحاجة إلى النوم.
  • كثرة الثرثرة.
  • التشتت وقلة الإنتباه.
  • الشعور بالفخر وزيادة الثقة بالنفس.
  • قد تؤدي نوبات الهوس الي الذهان (الانفصال عن الواقع ).

أثناء نوبات الاكتئاب يعاني المريض من:

  • الحزن الشديدة والرغبة في البكاء.
  • زيادة أو قلة عدد ساعات النوم.
  • زيادة الشهية وكثرة تناول الطعام. والعكس قد يحدث فتقل الرغبة في تناول الطعام.
  • جلد الذات والشعور بالدونية.
  • فقد الشغف بكل شي فالأشياء التي كانت تسبب له السعادة لم تعد تفعل الأن.
  • عدم القدرة على التفكير أو التركيز.
  • فقدان الاهتمام والشعور باللامبالاة.
  • التفكير المستمر في الانتحار والشروع فيه.

علاج مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب 

يعيش مريض الهوس الاكتئابي في حياة قاسية جدًا، فهو لديه مرض لا شفاء منه حتى الآن، فيعيش حالة مزاجية جيدة وبعد ساعات قد ينغمر في البكاء بلا سبب؛ فتتأثر علاقاته الشخصية وعمله ودراسته وحياته الأسرية؛ لذا لابد أن يسعى المريض لزيارة الطبيب من أجل العلاج.

يعتمد التشخيص علي:

  1. أخذ تاريخ مرضي مُفصّل عن نوبات الهوس أو الإكتئاب ومعرفة الأسباب النفسية والضغوط التي قد تتسبب في ظهور الأعراض، معرفة ما إذا كان قد أصيب أحد أفراد العائلة بالمرض من قبل.
  2. عمل تخطيط نفسي حيث يقوم المريض بتسجيل النوبات وعدد ساعات النوم.
  3. تقييم المريض نفسيًا تحت إشراف الطبيب النفسي.

الشفاء من مرض ثنائي القطب 

الأدوية:

مثل مضادات الذهان ومضادات الإكتئاب ومثبتات المزاج ، قد يستخدم الطبيب نوعًا واحدًا أو يلجأ إلى المزج بين نوعين معًا.

العلاج النفسي: 

يعتمد العلاج النفسي على العديد من الطرق والتي تضم:

1- التثقيف النفسي: شرح المرض وأعراضه وكل شئ عنه للمريض وأسرته، يفيد ذلك كثيرًا في العلاج.

2- العلاج السلوكي  المعرفي:

عن طريق استبدال المفاهيم الخاطئة بالصحيحة وتقديم الدعم النفسي للمريض، وتصحيح العادات السيئة، معرفة الطرق المختلفة للتحكم في نوبات القلق والحزن.

3- النظام الروتيني اليومي:

قد يساعد تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ أوقات تناول الطعام والعمل والترفيه للمريض في الاحتفاظ بحالة مزاجية معتدلة نوعا ما.

4- الدعم الأسري: 

للأسرة دور كبير جدًا في تخطي النوبات التي يمر بها المريض، فتحمل المريض عندما يمر بنوبة اكتئاب أو هوس ومساعدته على إدارتها وتخطيها يساهم في العلاج بشكل ملحوظ.

5- العلاج الجماعي:

فتعرُف المريض على أشخاص يعانون من نفس المرض يفيد جدا في تبادل المشاعر والطرق المختلفة في إدارة النوبات والتحكم فيها.

بالرغم أن مرض ثنائي القطب يعد مرض نفسي لا شفاء منه إلا إنه يمكن التحكم فيه والمحافظة على مزاج مستقر بإتباع طرق العلاج وتناول الادوية بانتظام حتى بين النوبات.

6- ممارسة الرياضة بانتظام يساعد المريض في تخفيف التوتر والقلق ويحقق حياة صحية أفضل.

7- الإنجاز في الحياة العملية والمحاولة المستمرة في وضع أهداف فكلما أنجز المريض هدفه شعر بقيمته و بالإيجابية.

مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب عند الأطفال

مرض ثنائي القطب عند الأطفال

بعض الدراسات تشير أنه من الصعب إصابة الأطفال بمرض الهوس الاكتئابي، وإذا حدث فإن المرض يصعب تشخيصه وذلك لأن طبيعة الأطفال يمرون بتقلبات مزاجية مختلفة وحالات من زيادة النشاط وفرط الحركة وكذلك البكاء بلاسبب واضح قد يحدث كل هذا ويكون الطفل طبيعيا لايعاني من أي مرض.

قد يهمك أيضًا علاج فرط الحركة عند الاطفال

لكنه يكون أسهل في التشخيص في الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين.

يصيب مرض ثنائي القطب حوالي 3 % من كل الأطفال ومن أخطر الأنواع التي تصيب الأطفال هو النوع الأول الذي يصيب نحو ½ % من الأطفال. الأطفال الذين يعانون من مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب غالبًا ما يكون تطور المرض أخطر من الكبار ولكن المتابعة والعلاج النفسي يجعل الأعراض تحت السيطرة.

الأعراض في الأطفال تكون غالبًا مشابهة للكبار فنلاحظ أن الطفل:

  • تقل عدد ساعات نومه ويصاب بالأرق.
  • زيادة ملحوظة في نشاط الطفل وفرط حركة.
  • زيادة الرغبة في تناول الطعام أو يحدث العكس فنلاحظ زيادة أو نقصان في وزن الطفل.
  • اكتساب الطفل سلوكيات عدوانية ويرفض اللعب مع من هم في عمره.
  • البكاء المستمر والانعزال.
  • العلاج في الأطفال هو نفسه كما في الكبار مع تعديل الجرعات المناسبة تحت إشراف الطبيب. 
  • التدخل المبكر مهم جدًا في التحكم في مرض الهوس الاكتئابي عند الأطفال.
  • الدعم الاسري والإهتمام بالطفل وتهيئة جو أسري صحي مهم جدا لمساعدة الطفل في التغلب على النوبات التي يسببها مرض ثنائي القطب.

           

السابق
علاج الهربس الفموي | تخلص من قرح الفم المزعجة
التالي
علاج البهاق بالليزر | المميزات والعيوب والتكلفة