الطب العام

مرض الميكروب الحلزونى | من العدوى حتى العلاج

عدوى الميكروب الحلزوني

تعد عدوى الميكروب الحلزونى إحدى أشهر مسببات قرحة المعدة والأمعاء، ويُصاب بها ما يقرب من نصف سكان الأرض. يستمد الميكروب الحلزونى اسمه بسبب شكله الحلزونى ويسمى أيضًا بجرثومة المعدة – الجرثومة الملوية البوابية – البكتيريا الحلزونية – هيليكوباكتر بيلوري. 

لا يُعرف السبب الأساسي للإصابة بعدوى البكتيريا الحلزونية ولكنها يمكن أن تنتقل عن طريق الطعام أو الماء الملوث أو أواني الطعام الملوثة أو عن طريق سوائل الجسم مثل اللعاب، والقيء أو البراز.

تكمن مشكلة عدوى الميكروب الحلزونى في كونها تهاجم بطانة المعدة والجزء العلوي من الأمعاء التي تعمل كحائط صد وعامل حماية ضد حمض المعدة والعصارة الهضمية، مما يعرضهما لخطر التآكل وحدوث القرح، وما يصاحب ذلك من آلام شديدة ومشاكل في الهضم قد تتطور- إذا لم تُعالج- إلى مضاعفات خطيرة تهدد صحة الإنسان.

إلى جانب ذلك، تستطيع البكتيريا الحلزونية المقاومة للبقاء والعيش في بيئة المعدة شديدة الحموضة مما يجعل علاجها يتطلب وقتا كافيًا واستخدام أكثر من صنفين من الأدوية مع اتباع عادات صحية وغذائية سليمة للسيطرة عليها والتخلص منها نهائيًا، وعمل فحوصات بعد انتهاء فترة العلاج للتيقن من تمام الشفاء.

العوامل التي تزيد من فرصة حدوث عدوى الميكروب الحلزونى:

غالبًا ما تكتسب عدوى الميكروب الحلزونى في مرحلة الطفولة. ترتبط عوامل الخطر لعدوى هيليكوباكتر بيلوري بالظروف المعيشية في الطفولة، مثل:

  1. العيش في ظروف مزدحمة: لديك خطر أكبر للإصابة بعدوى جرثومة المعدة إذا كنت تعيش في منزل مع العديد من الأشخاص الآخرين.
  2. استهلاك مصدر غير موثوق لمياه الشرب: يساعد الحصول على مصادر صالحة ونظيفة من المياه الجارية في تقليل خطر الإصابة بالبكتيريا الحلزونية.
  3. الحياة في دولة نامية: الأشخاص الذين يعيشون في البلدان النامية، يعانون من الظروف المعيشية المزدحمة وغير الصحية أكثر من غيرهم، لذلك يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى جرثومة المعدة.
  4. مخالطة أشخاص مصابون بعدوى الميكروب الحلزونى: إذا كنت تعيش مع شخص مصاب بعدوى البكتيريا الحلزونية، فمن المرجح أن تكون مصابًا أيضًا بعدوى الميكروب الحلزونى بسبب التقارب والمشاركة في استخدام الأدوات.

إلى جانب الأضرار والتغيير الذي يلحق ببطانة المعدة والأمعاء، قد تحدث مضاعفات تؤدي إلى حدوث:

  • نزيف داخلي مصحوب بأنيميا.  
  • ورم يؤدي إلى انسداد يعيق مرور الطعام إلى الأمعاء.
  • التهاب في الغشاء البريتوني.
  • وفي حالات نادرة يمكن أن تتطور الحالة إلى حدوث سرطان بالمعدة.

قد يصاب العديد من الأشخاص بجرثومة المعدة ولا تظهر عليهم أي أعراض، أما في حالة ظهور أي من الأعراض التالية فيُنصح باستشارة الطبيب.

أعراض الميكروب الحلزونى:

  • ألم أو حرقة في البطن.
  • ألم في البطن يزداد عندما تكون المعدة فارغة.
  • غثيان.
  • قيء.
  • كثرة التجشؤ.
  • انتفاخ البطن.
  • نقص أو فقدان الشهية.
  • فقدان الوزن بدون سبب.
  • وجود ألم شديد أو مستمر بالبطن.
  • صعوبة البلع.
  • أنيميا.
  • انخفاض عدد كرات الدم الحمراء نتيجة للنزيف.
  • رائحة نفس كريهة.
  • الشعور بالإجهاد.
  • الشعور بالامتلاء بعد تناول كميات قليلة من الطعام.
  • وجود دم أو لون أسود في البراز.
  • قيء به دم أو لونه أسود أو يشبه حبوب القهوة.

إن اشتدت عليك أي من الأعراض السابقة أو استمرت لفترة طويلة، اذهب إلى الطبيب على الفور.

تحليل الميكروب الحلزونى:

سيطلب منك الطبيب إجراء الاختبارات التالية؛ لمعرفة إن كنت مصابًا بعدوى الميكروب الحلزونى أم لا:

1- تحليل الدم: تؤخذ عينة دم من المريض ويُستخدم هذا التحليل لتشخيص الإصابة بعدوى الميكروب الحلزونى عن طريق الكشف عن وجود أجسام مضادة للبكتيريا الحلزونية في دم المريض ولكنه غير دقيق إذا عانى المريض سابقًا من عدوى البكتيريا الحلزونية أو عند متابعة استجابة المريض لعلاج الميكروب الحلزونى.

2- اختبار التنفس باليوريا: هو اختبار دقيق وآمن وسهل، يتناول فيه المريض سائل أو طعام يحتوي على مادة اليوريا فإن كان الميكروب الحلزونى موجودًا في المعدة أو الأمعاء، سيفرز إنزيم اليورياز الذي يحلل اليوريا ويطلق غاز ثاني أوكسيد الكربون في الزفير. سيُطلب من المريض التنفس في كيس أو بالون ثم يُرسل الكيس لفحص كمية غاز ثاني أوكسيد الكربون (الذي يكون تركيزه أعلى من التركيز الطبيعي له في الزفير في حالة وجود الميكروب الحلزونى). يستخدم هذا الاختبار للتأكد من التخلص من البكتيريا الحلزونية عند الانتهاء من العلاج.

التنفس باليوريا هو أحد اختبارات عدوى الميكروب الحلزوني

3- تحليل البراز: يبحث هذا التحليل عن البروتينات الغريبة (المستضدات) المرتبطة بعدوى الميكروب الحلزونى في البراز. يعطي نتائج دقيقة مثل اختبار التنفس باليوريا ويستخدم في متابعة نتيجة علاج الميكروب الحلزونى. يلزم أن يوقف المريض استخدام المضادات الحيوية ومثبطات مضخات البروتون (التي تقلل إفراز حمض المعدة) قبل إجراء هذا الاختبار، أو اختبار التنفس باليوريا.

4الفحص الداخلي بالمنظار: يخضع المريض للتخدير أولا قبل إجراء هذا الفحص، ثم يُدخِل الطبيب أنبوب مرن طويل مزود بكاميرا صغيرة (منظار داخلي) أسفل الحلق والمريء وإلى المعدة والاثني عشر. تسمح هذه الأداة للطبيب بمشاهدة أي تغيرات أو خلل في الجهاز الهضمي العلوي وأخذ عينات من الأنسجة.

يُجرى تحليل هذه العينات بحثًا عن الميكروب الحلزونى. لا ينصح عامة بهذا الفحص لمجرد تشخيص عدوى الميكروب الحلزونى، لأنه أكثر توغلاً من اختبار التنفس أو البراز، ولكن يمكن استخدامه لتشخيص قرح الميكروب الحلزونى أو إذا كان ضروريًا لاستبعاد أمراض الجهاز الهضمي الأخرى.

إذا كانت نتيجة تحليل الميكروب الحلزونى إيجابية، سيصف الطبيب لك علاج الميكروب الحلزونى ويتكون عادة من دوائين أو أكثر.

علاج الميكروب الحلزونى:

أ- العلاج باستخدام الأدوية يكون لفترة لا تقل عن 7 أيام وقد يمتد إلى 14 يوما باستخدام :

  • نوعين من المضادات الحيوية لتجنب حدوث مقاومة للمضاد الحيوي (كلاريثرومايسين أو ليفوفلوكساسين مع أموكسيسيللين).
  • أدوية للتخفيف من إفراز حمض المعدة مثل مثبطات مضخات البروتون (أوميبرازول، لانزوبرازول، إيزموبرازول، رابيبرازول، إيزموبرازول).
  • ميترونيدازول 500 مجم مرتين- ثلاث مرات يوميا.
  • مركبات البزموت: تستخدم لتبطين جدار المعدة والأمعاء والقرح حتى يسهل التئامها.

ب- الغذاء وتحسين نمط الحياة: 

يجب تجنب التدخين والتوتر والضغط العصبي، وتناول الأغذية الحريفة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين واستخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لتأثيرها المحفز لإفراز حمض المعدة ويمكن استبدالها في حالة الألم أو الحمى بدواء باراسيتامول.

يفضل تناول بعض الأطعمة والمكملات الغذائية التي تساعد في تجديد الأنسجة المتضررة وإعادة بناء البطانة التي تحمي المعدة والأمعاء ولا تسبب تهيج أو التهاب للقرح مثل:

  • المنتجات التي تحتوي على البروبيوتيك (بكتيريا نافعة تقاوم الميكروب الحلزونى) مثل الزبادي. 
  • بكتيريا حمض اللاكتيك وهي موجودة في الأطعمة المخمرة كمخلل الكرنب. 
  • بكتيريا لاكتوباسيللاس جاستريا Lactobacillus GG موجودة في صورة مكملات غذائية. 
  • تناول زيت الزيتون وزيت جوز الهند (لهما تأثير ملطف للالتهاب وقاتل للبكتيريا الحلزونية).
  • عسل النحل (يفضل المانوكا).
  • براعم البروكلي والكرنب والقرنبيط (تحتوي على مادة السلفورافان وهو تركيبة طبيعية تثبط البكتيريا الحلزونية).
  • الخضروات الورقية مثل السبانخ والجرجير.
  • الفواكه مثل التفاح والتوت البري والفراولة.
  • خضروات مثل الجزر والبامية والبصل والثوم.
  • الزعتر.
  • مضغ المستكة الطبيعية (هي مادة صمغية تستخرج من جذوع الأشجار لها تأثير قاتل للبكتيريا الحلزونية، ويوجد منها مكملات غذائية). 
  • الشاي الأخضر منزوع الكافيين.

لا يوجد لقاح يقاوم الميكروب الحلزونى. لذا يجب تجنب العدوى عن طريق:

  1. المواظبة على غسل اليدين بالماء والصابون قبل تناول الطعام وبعد الخروج من دورة المياه. 
  2. الحرص على غسل الخضراوات والفاكهة جيدًا. 
  3. تناول طعام مطهو جيدًا. 
  4. شرب الماء من مصدر نظيف وآمن. 
  5. تدريب الأطفال على ممارسة العادات الصحية قبل وبعد تناول الطعام والشراب.

يتعافى أغلب المرضى بعد تناول علاج جرثومة المعدة والالتزام بالعادات الصحية السليمة والأغذية التي تحسن التئام قرح المعدة والأمعاء. أما في حالة المرضى المصابين للمرة الثانية بعدوى الميكروب الحلزونى أو الحالات الشديدة والتي تأخر علاجها، يتطلب الأمر وقتا أطول حتى يتحقق شفاؤها بسبب المضاعفات المصاحبة لإهمال العدوى مثل الأنيميا وانخفاض ضغط الدم.

 احرص دائمًا على اتباع عادات صحية وتناول غذاء نظيف ومتوازن ولا تتجاهل أعراض تعب الجهاز الهضمي لأن “المعدة حقًا بيت الداء”، وكلما بادرت بالكشف والإطمئنان على وضعك الصحي، سهّل ذلك معالجة المشكلة وتحقق الشفاء السريع.

دمتم في أتم صحــة وعافيـــة.

السابق
خلطات للهالات السوداء | وداعًا لعيون الباندا
التالي
لكِ سيدتي | خلطة تسمين الوجه بالخميره و3 طرق فعالة