الطفل

مرض الحصبة.. تعرف على طرق العدوى والأعراض والوقاية

بقلم د. مجدي راشد
مرض الحصبة

مرض الحصبة أو (بوحمرون) كما يُطلق عليه في دول الخليج، هو من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى التي تُصيب الأطفال في الغالب، ورغم خطورة هذا الفيروس الشديدة إلا أن خطورته تنحصر في الأشخاص الذين لم يتلقوا لقاح الحصبة، وقد ثبت أن لقاح الحصبة من أنجح اللقاحات التي حالت دون وقوع عدد كبير من الوفيات بسبب مُضاعفاته منذ اكتشافه؛ وهو من أكثر اللقاحات أمانًا؛ ويُعد اللقاح الثلاثي (الحصبة، والحصبة الألمانية، والنكاف) هو أفضل طريقة للوقاية من الحصبة والحصبة الألمانية وهو عبارة عن فيروس مُضعَّف، وإذا حدث وأُصيب مُتلقي اللقاح بالعدوى فإن الأعراض تكون خفيفة جدًا ويُمكن التعافي منها والوقاية مدى الحياة.

دعونا نتعرف في أسرة وطب أولا على عوامل الخطورة التي تؤدي إلى الإصابة بمرض الحصبة؛ إذ أن التعامل مع هذا المرض هو تعامل وقائي في المقام الأول لأنه لا يوجد علاج فعَّال يُمكن أن يتخلص من عدوى الحصبة بعد الإصابة بها.

عوامل الخطورة والأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بمرض الحصبة:

  • عدم تلقي التطعيم الخاص بمرض الحصبة، خاصة الأطفال دون سن الخامسة.
  • ضعف المناعة الناتج عن سوء التغذية خاصةً في الدول النامية.
  • نقص تناول فيتامين (أ) سواءً كان في الأغذية أو المكملات.
  • السفر إلى البلدان الموبوءة؛ خاصة الدول التي مازالت تتعافى من الكوارث الطبيعية أو النزاعات نتيجة تضرر البنية الصحية، ومُخيمات اللاجئين الذين يفتقدون إلى التطعيمات الروتينية والرعاية الصحية.
  • النساء الحوامل خاصةً من لم تتلق التطعيمات الخاصة بمرض الحصبة.

ما هي طُرق انتقال مرض الحصبة؟

  • عن طريق رذاذ سُعال أو عُطاس المريض أو حامل المرض؛ إذ أن الفيروس يعيش في أنف وحنجرة الشخص المُصاب.
  • الأسطح المُلوثة برذاذ الشخص المُصاب ويبقى الفيروس نشطًا (مُعديًا) لفترة تصل إلى ساعتين؛ وينتقل بالتالي إذا لمس الشخص فمه أو أنفه أو فرك عينيه.
  • يُمكن انتقال الفيروس (العدوى) إلى المُخالطين؛ من بداية فترة الحضانة (قبل ظهور الأعراض) إلى اليوم الرابع من ظهور الطفح الجلدي.

فترة حضانة فيروس الحصبة:

تستمر فترة الحضانة لمدة 10 إلى 12 يوم، تبدأ بعده أعراض مرض الحصبة في الظهور.

ما هي أعراض ومراحل مرض الحصبة؟

تحدث العدوى على مراحل مُتتابعة على مدى أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع:

  • مرحلة بداية ظهور أعراض وعلامات عامة: تستمر لمدة يومين إلى ثلاثة أيام، تبدأ عادةً بحمى خفيفة إلى متوسطة، تكون مصحوبة غالبًا بسُعال مستمر، وسيلان في الأنف، واحمرار في ملتحمة العين ودموع، مصحوبة بحساسية زائدة للضوء، والتهاب مؤلم في الحلق، وظهور بقع صغيرة بيضاء في الجانب الداخلي من الخدّين؛ تُسمى (Koplik`s Spots) أو بُقع كوبليك.
  • مرحلة المرض الحاد والطفح الجلدي: في اليوم الرابع أو الخامس؛ يبدأ ظهور الطفح الجلدي من أعلى إلى أسفل الجسم؛ على هيئة بُقع حمراء صغيرة في الوجه خاصةً على حدود الشعر وخلف الأذنين؛ ثم الرقبة والذراعين والجذع ثم ينتقل إلى الفخذين وصولًا إلى الساقين والقدمين، يُصاحب انتشار البُقع إرتفاع حاد في درجة الحرارة تصل إلى 40-41 درجة مئوية.
  • يبدأ الطفح الجلدي في التلاشي في اليوم الثالث لظهوره بصورة عكسية، إذ يتلاشى بداية من المناطق التي ظهر فيها أولًا من الوجه وانتهاءً بالفخذين والقدمين. 

متى يجب مراجعة الطبيب؟

يُنصح بمُراجعة الطبيب عند مُخالطة شخص مُصاب بمرض الحصبة، أو ظهور طفح جلدي.

ويجب التحذير من عادة قديمة خاطئة عند بعض الأمهات نتيجة قلة الوعي؛ وهي جمع الأطفال في غُرفة واحدة مع الطفل المُصاب حتى يُصابوا بالعدوى مرة واحدة ولا يُصابوا بها بعد ذلك!!!…

التشخيص:

  • الفحص السريري: عن طريق ملاحظة بُقع كوبليك (بُقع صغيرة بيضاء مزرقَّة تظهر داخل الفم على بطانة الخدَّين)، وكذلك الطفح الجلدي المميز للمرض.
  • الفحص المخبري: عن طريق تحليل الدم للتأكد من مرض الحصبة.

مُضاعفات مرض الحصبة:

يُعد خطر حدوث مُضاعفات أكثر لدى الأطفال دون سن الخامسة، ولدى المرضى الذين يُعانون من نقص المناعة، وتشمل:

  • التهاب الأذن الوسطى (الأكثر شيوعًا).
  • الإسهال ويتسبب في الجفاف.
  • الالتهاب الرئوي .
  • التهاب قرنية العين.
  • نقص الصفائح الدموية.
  • الإجهاض أو الولادة المبكرة في الحوامل.
  • التهاب السحايا (Meningitis): نسبة قليلة لا تتجاوز الواحد بالألف قد تُصاب به، ومن أعراضه القيء، والتشنجات، وفي حالات نادرة غيبوبة، قد يظهر خلال وقت قصير بعد ظهور الحصبة، وقد يظهر في حالات نادرة جدًا بعد عدة سنوات؛ في سن المُراهقة بشكل بطيء نتيجة لعدوى فيروسية ويُسمى (Dawson`s encephalitis) أو التهاب الدماغ.

تتكون لدى الأشخاص الذين أُصيبوا بمرض الحصبة مناعة تدوم مدى الحياة.

هل يوجد علاج لمرض لحصبة؟

لا يوجد دواء معين لعلاج مرض الحصبة، ولكن يُمكن تخفيف الأعراض عن طريق:

  • لقاح ما بعد الإصابة: لمن لم يتلقوا اللقاح مُسبقًا؛ يُمكن تلقي اللقاح في خلال 72 ساعة من التعرض لفيروس الحصبة.
  • مصل الجلوبيولين المناعي: يُعطَى في صورة حقنة تحتوي على أجسام مُضادة وذلك خلال ستة أيام من التعرض لفيروس الحصبة.
  • تناول السوائل بكثرة لتجنب الجفاف.
  • إغلاق الستائر وتخفيف الإضاءة نظرًا لتحسس العينين من الضوء.
  • قد تُوصف بعض الأدوية مثل: خافض الحرارة، وفي حال ظهور عدوى بكتيرية ثانوية (مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب الأذن الوسطى) يُمكن وصف مُضادات حيوية، وتُساعد المكملات المحتوية على فيتامين (أ) في الحد من أعراض ومُضاعفات مرض الحصبة.

طُرق الوقاية من مرض الحصبة:

  • عزل المصابين عن باقي أفراد الأسرة خاصة الأطفال؛ لمنع انتقال العدوى.
  • أفضل الطُرق للوقاية من مرض الحصبة هي تلقي اللقاح الثلاثي الفيروسي (الحصبة، والحصبة الألمانية، والنكاف)؛ وهي تُعد من التطعيمات الروتينية التي تُعطى للأطفال؛ ويوصى بجرعتين من اللقاح قبل سن المدرسة: تُعطى الأولى عند سن 12 شهر والثانية عند سن 18 شهر.
  • يُعد الشخص في مأمن إذا أُعطي اللقاح أو أُصيب بالمرض من قبل.

هل هناك موانع لتلقي اللقاح الثلاثي الفيروسي؟

  • الحوامل أو من يُخططن للحمل في غضون الأربعة أسابيع المٌقبلة.
  • المُصابون بحساسية شديدة من المضاد الحيوي نيوميسين، أو الجيلاتين.
  • الذين يتناولون الستيرويدات عن طريق الفم.
  • المُصابون بضعف شديد في المناعة.

ما الفرق بين الحصبة والحصبة الألمانية؟

الحصبة الألمانية تكون أعراضها أقل حدة من الحصبة وتزول أعراضها خلال ثلاثة أيام.

إصابة المرأة الحامل بالحصبة الألمانية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل؛ قد تؤدي إلى إصابة الجنين (بمُتلازمة الحصبة الألمانية الخِلْقية)؛ أو ما تُسمى بمُتلازمة الحميراء الخِلْقية (تؤدي إلى عيوب خِلقية بالجنين كالعمى والصمم وعيوب بعضلة القلب قد تؤدي إلى وفاة الجنين). 
تظهر حالات الإصابة بمرض الحصبة في الفئة العمرية بين 5-9 سنوات ولكنها ليست بمنأى عن الكبار خاصة من لم يتلقوا التطعيمات، لذلك توصي منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع وزارات الصحة بحملات قومية مجانية لتطعيم الأطفال ضد مرض الحصبة والحصبة الألمانية في بعض الأحيان، وتنصح أسرة وطب بعدم التخلف عن تلقي هذه التطعيمات نظرًا لخطورة هذا المرض وسرعة انتشاره، وتأثيره السلبي على صحة أولادنا ومستقبلهم.

السابق
القيلة المائية ما هي؟ وما أعراضها؟ وكيف يُمكن علاجها؟
التالي
الاكزيما العصبية | الأسباب والأعراض وطرق العلاج