بقلم د. مجدي راشد
كثُر في الآونة الأخيرة الحديث عن مادة الجلوتين وارتباطها بالعديد من المشاكل الصحية التي تصيب الجهاز الهضمي خاصة، منها حساسية القمح، وعدم تحمل الجلوتين، ومرض السيلياك وما يترتب عليه من أعراض كثيرة، وظهرت أنظمة غذائية خالية من الجلوتين وثبت فاعليتها في الكثير من الحالات؛ مثل متلازمة القولون العصبي؛ حيث تحسنت الكثير من هذه الحالات على النظام الخالي من الجلوتين.
مادة الجلوتين هي نوع من البروتينات وتحتوي على نوعين من البروتين (جلوتينين، وجليادين)،
وتُعد مادة الجليادين المسؤولة عن الآثار الضارة للجلوتين، يأتي إسم (Gluten) من خاصيته الصمغية Glue (تعني صمغ) حيث يُعطي القوام المطاطي للعجائن ويساعد على سهولة الخبز ويُعطي هشاشة للمخبوزات، لذلك فإن الدقيق الخالي من الجلوتين يكون صعب الخبز وأقل جودة في القوام والمذاق.
يوجد الجلوتين في القمح والشعير والحنطة والجاودار ومنتجاتهم، وتوجد مادة الجلوتين أيضا في الشوفان والبرغل والسميد والجريش عن طريق التلوث بغبار طحن القمح والشعير.
ماهي أضرار مادة الجلوتين علي الجسم؟
يتكيف معظم الناس مع مادة الجلوتين ولا تسبب لهم أضرار ملحوظة، ولكن يتسبب الجلوتين في أضرار لبعض الناس تتفاوت شدتها من فئة إلى أخرى؛ مثل: عدم القدرة على تحمل الجلوتين، وحساسية القمح، ومرض السيلياك المنتشر في مصر ودول الخليج؛ وخصصت بعض دول الخليج جمعيات لمرضى السيلياك وتقدم لهم دعما شهريا؛ نظرًا لغلاء أسعار المنتجات الخالية من الجلوتين.
عدم القدرة على تحمل الجلوتين:
وهي حالة يعاني فيها الشخص كلما تناول كمية زائدة من الجلوتين من أعراض مثل الانتفاخ والمغص والإسهال والإرهاق، ويتحسن هؤلاء الأشخاص على الحمية الخالية من الجلوتين، وتُشخص حالتهم بالملاحظة (عن طريق تناول ومنع الجلوتين وملاحظة الأعراض ومدى ارتباطها بتناول الجلوتين)، وذلك بعد استبعاد حساسية القمح ومرض السيلياك، يندرج مرضى القولون العصبي تحت هذه الفئة ويتحسن البعض منهم على هذه الحمية الخالية من الجلوتين.
حساسية القمح:
رد فعل من الجهاز المناعي على أكثر من بروتين من بروتينات القمح فقط وليس الجلوتين بالتحديد، ويمكن للمصاب تناول الجلوتين من مصادر أخرى غير القمح؛ مثل الشعير والجاودار، وهي حساسية طعام مثل التحسس من أي نوع من الطعام وليست مرضًا مناعيًا ذاتيًا مثل السيلياك، وتتراوح شدة أعراض الحساسية بين الخفيفة مثل:
الحكة، وظهور طفح جلدي، وألم في البطن، وانتفاخ الشفتين واللسان،
وبين الخطيرة مثل: صعوبة التنفس، وفقدان الوعي نتيجة تورم الحلق، وتصل في بعض الحالات إلى درجة من الحساسية المفرطة تسمى – التأق – (Anaphylaxis) وهي حالة طواريء تُهدد الحياة.
لا يوجد علاج لحساسية القمح سوى الامتناع عن تناول القمح ومنتجاته فقط، ولا ينتج عن حساسية القمح أي تأثير على نتوءات الأمعاء كما يحدث في السيلياك.
مرض السيلياك:
مرض مناعي ذاتي يحدث عند تناول الجلوتين حيث يهاجم الجهاز المناعي النتوءات المبطنة للأمعاء الدقيقة، مما ينتج عنه تلف هذه النتوءات المسؤولة عن زيادة سطح الامتصاص، مما يؤدي إلى نقص القدرة على امتصاص العديد من العناصر الغذائية بدرجة كبيرة.
أعراض مرض السيلياك تشمل:
إسهال، اضطرابات في الجهاز الهضمي؛ غثيان وقيء وانتفاخ وتقلصات المعدة، وظهور دهون في البراز نتيجة سوء امتصاصها، إرهاق وتعب، نقص الوزن والتقزم عند الأطفال في حالة عدم الالتزام بالحمية الخالية من الجلوتين.
عوامل الخطورة:
يمكن لأي شخص أن يُصاب بمرض السيلياك ولكن تزداد فرصة الإصابة في الحالات التالية:
- العامل الجيني؛ تاريخ عائلي للإصابة بالسيلياك.
- الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، أو المصابين بمتلازمة داون، يكونون أكثر عرضة للسيلياك.
- عوامل أخرى مثل: إطعام الطفل أطعمة تحتوي على الجلوتين قبل بلوغه الشهر السادس من عمره، أو إصابة الطفل بعدوى مثل الروتا.
ما هو علاج مرض السيلياك؟: لا يوجد علاج دوائي لمرض السيلياك، يحتاج فقط لاتباع حمية خالية من مادة الجلوتين، وتتحسن الحالة مع مرور الوقت وتعود بطانة الأمعاء إلى طبيعتها.
ماهي المنتجات التي تحتوي على مادة الجلوتين بصورة مخفية؟
- اللحوم المصنعة مثل اللانشون، والسجق، والهوت دوج، واللحوم المدخنة…
- الألوان الصناعية، والباكينج باودر، والخميرة…
- المستحلبات، والصلصات، ومكعبات مرقة الدجاج…
- ومنتجات كثيرة تستخدم الجلوتين لإضفاء كثافة على المنتج وقوام صمغي.
هل توجد مادة الجلوتين في الأطعمة فقط؟
توجد مادة الجلوتين في منتجات كثيرة غير الأطعمة، مثل: معجون الأسنان، غسول الفم، بعض أدوات التجميل مثل أحمر الشفاه، بعض المكملات الغذائية، عجائن الصلصال، وبعض الأدوية.
هل يُنصح باتباع حمية غذائية خالية من مادة الجلوتين لمن لا يُعاني من حساسية؟
لا يُنصح بذلك؛ لأن الجسم يحتاج إلى جميع العناصر الغذائية المتوفرة في جميع أنواع الأطعمة.
دور أخصائي التغذية هام جدا في حالة الإصابة بحساسية الجلوتين لتثقيف المريض، وإرشاده إلى المسموح والممنوع من الأغذية، والمنتجات التي تحتوي على الجلوتين، وكيفية قراءة المكونات عند التسوق، وقد يُنصح المريض بتناول بعض المكملات الغذائية مثل: الحديد ، والكالسيوم، والزنك، وفيتامين ب12؛ ودال؛ وكاف، وحمض الفوليك.
إذا كنت تعاني من حساسية الجلوتين؛ أو أعراضها، أو حساسية القمح، أو مرض السيلياك، أو لديك مشكلة القولون العصبي؛ تابعنا للمزيد من المعلومات في أسرة وطب دليل أسرتك لحياة أفضل.
