الطب العام

قصور الغدة الدرقية والحمل.. كيف تقي نفسك وجنينك

 بقلم د. حسين الحجار
قصور الغدة الدرقية والحمل

يؤثر قصور الغدة الدرقية على جسمك بالكامل؛ فهذه الغدة التي تقع في الجزء الأمامي السفلي من الرقبة، أسفل تفاحة آدم هي مسؤولة عن العديد من وظائف الجسم الحيوية، بما في ذلك التمثيل الغذائي ونبض القلب والتحكم في درجة الحرارة. عندما لا يكون هناك ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية، يمكن أن تتباطأ كل هذه الوظائف. تواجه النساء المصابات بمرض قصور الغدة الدرقية، ويرغبن في الحمل مجموعة معينة من التحديات؛ نوضح لكِ سيدتي زائرة أسرة وطب  في هذا المقال كل ما تريدين معرفته وكيف تحافظين على نفسك وجنينك إذا ما تصادف لديكِ قصور الغدة الدرقية والحمل معًا.

أسباب قصور الغدة الدرقية مع الحمل.

1)- يعد اضطراب المناعة الذاتية المعروف باسم مرض هاشيموتو: هو السبب الرئيسي لحدوث قصور الغدة الدرقية مع الحمل.

2)- العلاج غير الكافي لامرأة تعاني بالفعل من قصور الغدة الدرقية لأي سببٍ، أو آخر.

3)- الإفراط في علاج زيادة نشاط الغدة الدرقية بتلك الأدوية المضادة لذلك النشاط الدرقي المرتفع.

4)- يزداد مستوى هرمون HCG وكذلك هرمون الإستروجين طبيعيًا أثناء الحمل. يحفز هرمون HCG الغدة الدرقية ؛فيؤدي ذلك بدوره إلى انخفاض في مستوى هرمون الغدة النخامية TSH المُحفز أيضًا للغدة الدرقية. يُسبب هرمون الإستروجين زيادة في البروتينات الحاملة أو بمعني آخر التي ترتبط بهرمون الغدة الدرقية T4؛ أي تنخفض نسبة الهرمون الحر وهي الصورة النشطة المؤثرة، مما يعني حدوث قصور الغدة الدرقية والحمل معًا.

5)- نقص كمية اليود في غذاء الحامل: حيث يعتمد الجنين بشكلٍ كامل خلال الأسابيع 18- 20 الأولى من الحمل على الأم كمصدر لهرمون الغدة الدرقية. تبدأ الغدة الدرقية للجنين في إنتاج هرموناتها بحلول منتصف الحمل. بالطبع يستمر الجنين معتمدًا على الأم في حصوله على اليود اللازم لتصنيع هرمون الغدة الدرقية، لذلك توصي منظمة الصحة العالمية بتناول مكملًا أثناء الحمل يحتوي على 150 ميكرو جرام من اليود بشكلٍ يومي في حالة السيدات ممن يعانين من قصور الغدة الدرقية والحمل معًا. 

قصور الغدة الدرقية و مشاكل الإنجاب

يُمكن للنساء اللواتي يعانين من اضطرابات في الغدة الدرقية أن يكون لديهن حمل صحي في أغلب الأحيان، ولكن من الناحية الأخرى يُمكن أيضًا أن يؤثر قصور الغدة الدرقية على الحامل وكذلك الجنين (قد يُوصف دواء ليفوثيروكسين levothyroxine  للتغلب إلى حدٍ كبير على هذا التأثير الضار).

تشمل أضرار قصور الغدة الدرقية والحمل ما يلي:

  • فقر الدم لدى الحامل.
  •  زيادة خطر الإجهاض.
  • الاعتلال العضلي أي آلام العضلات وضعفها بشكل مستمر.
  • فشل القلب الاحتقاني.
  • تسمم الحمل.
  • ولادة جنين ميت.
  • نزيف ما بعد الولادة.
  • انخفاض وزن المولود.
  • مشاكل في نمو دماغ الطفل (حيث يعاني من قصور الغدة الدرقية).
  • عيوب خِلقية.

ما يجب على السيدة إذا كانت تعاني من قصور الغدة الدرقية والحمل معًا

إذا كنتِ تعاني من قصور الغدة الدرقية وكنتِ حاملاً، فمن الهام اعتبارك لما يلي خلال فترة الحمل:

  • يحدث قصور الغدة الدرقية والحمل معًا في 3- 5 من كل 1000 حالة حمل؛ لذلك يفحص بعض الأطباء بشكل روتيني مستويات الغدة الدرقية أثناء الحمل، لمراقبة انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية؛ فإذا كانت المستويات أقل مما ينبغي يقترح عليكِ طبيبك العلاج.
  • استمري في تناول الدواء كما هو موصوف لكِ، ويجب إجراء اختبارات متكررة حتى يتمكن طبيبك من عمل أي تعديلات ضرورية على دواء الغدة الدرقية مع تقدمك في أشهر الحمل.
  • يحتاج جسمك إلى المزيد من العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن أثناء الحمل وكذلك تزداد متطلبات هرمون الغدة الدرقية؛ يُمكن أن يساعد تناول نظام غذائي متوازن جيدًا وتناول الفيتامينات المتعددة في تجنبك للكثير من مشاكل قصور الغدة الدرقية والحمل.

متى يجب علاج قصور الغدة الدرقية أثناء الحمل؟

يكون ذلك على حسب مستوى هرمون TSH فنجد أنه:

  1. يجب معالجة النساء اللواتي وجد لديهن مستوى هرمون TSH  أكبر من 10 وحدة دولية/لتر في الثلث الأول من الحمل.
  2.  أما النساء اللواتي لديهن مستوى TSH هو 2.5 وحدة دولية/لتر أو أقل؛ فهن لن يأخذن أي علاج.
  3. النساء ممن لديهن مستوى الـ TSH ما بين 2.5- 10 وحدة دولية/لتر، ما يحدد أخذ العلاج من عدمه هو وجود الأجسام المضادة لإنزيم بيروكسيداز الدرقي  TPO فإذا وجدت وكان هرمون TSH  أكبر من 4 فإنه يوصى بالعلاج.

ما هو علاج قصور الغدة الدرقية أثناء الحمل؟

يُستبدل نقص هرمون الغدة الدرقية أثناء الحمل باستخدام البديل الصناعي وهو مادة ليفوثيروكسين، وقد يتطلب ذلك زيادة الجرعة، حتى من قبل حدوث الحمل. قد يطلب منك طبيبك زيادة جرعة الدواء بنسبة 20- 30 % بمجرد تشخيصه لحملك. تزداد الحاجة إلى هرمون الغدة الدرقية بتقدمك في أشهر الحمل بنسبة 25- 50 %. يجب أن تُجرى اختبارات وظائف الغدة الدرقية كل 4 أسابيع تقريبًا خلال النصف الأول من الحمل؛ للتأكد من أن وظيفة الغدة لديكِ طبيعية.

من الهام أيضًا إدراك أن تناولك للفيتامينات التي تحتوي على الحديد والكالسيوم أثناء الحمل يُمكن أن يُضعف امتصاص دواء الغدة الدرقية، ولذلك يجب فصل هذه الأدوية بمدة 4 ساعات على الأقل قبل أو بعد تناولك دواء ليفوثيروكسين.

بعض النساء اللواتي لم يعانين من مشاكل في الغدة الدرقية قبل الحمل قد يتعرضن للإصابة بالتهاب الغدة الدرقية بعد الولادة، والخبر الجيد أنه في حوالي 80 % من النساء، تزول الحالة بعد عام، فلا يعد الدواء مطلوبًا، أما ما يقرب من 20 % من النساء اللواتي لديهن هذا التشخيص سيلتزمن بعلاجٍ طويل الأمد، ولكن تعود جرعة الدواء إلى الجرعة المعتادة قبل حدوث الحمل.

  لا يوجد إجماع عام على ضرورة إجراء اختبارات الغدة الدرقية لجميع النساء أثناء حملهن، ولكن يُوصى بعمل ذلك مع السيدات ممن سبق علاجهن من فرط أو قصور الغدة الدرقية أو لديهن تاريخ عائلي لأمراض الغدة الدرقية، أو لأمراض المناعة الذاتية أو ممن لديهن تضخم في الغدة الدرقية.

 يُعدّ حدوث قصور الغدة الدرقية والحمل معًا أمر غاية في الخطورة؛ فبجانب الآثار الضارة التي قد تتعرض لها الأم أثناء الحمل، فإن ذلك أيضًا يُمكن أن يعرض الطفل لكثيرٍ من المشكلات بعد ولادته مثل التشوهات العصبية والتنموية، خاصةً إذا لم يتم اكتشاف ذلك سريعًا والتعامل معه بشكلٍ سليم، لذلك يُجرى فحص جميع الأطفال حديثي الولادة لسرعة اكتشاف قصور الغدة الدرقية الخِلقي، والعلاج ببدائل هرمون الغدة الدرقية في أقرب وقتٍ ممكن.

السابق
طريقة عمل البتيفور الناعم بألذ طعم
التالي
طريقة بسكويت العيد بالزيت.. بسكويت اقتصادي سهل التحضير