الطب العام

قصر النظر مرضْ أمْ عرَض؟ الأعراض والأسباب والعلاج

بقلم د. ريهام محمد
قصر النظر

هل تعاني صعوبة في قيادة السيارة ليلا؟
هل تواجه صعوبات في قراءة اللافتات المرورية على مر الطريق؟
هل تضطر إلى تقريب الكتب قريبا من عينك، أو تضطر إلى الجلوس قريبًا من شاشة التلفاز للتمكّن من الرؤية بوضوح؟
إذا كانت إجابتك بنعم، فأنت تعاني من قصر النظر.
فتعرف معنا في هذا المقال من أسرة وطب على اسباب قصر النظر وأعراضه وكيفية علاجه.

ما هو قصر النظر؟

قصر النظر بالانجليزي (Nearsightedness or Myopia)، وهي حالة بصرية شائعة تتمثل في رؤية الأشياء القريبة بوضوح، بينما تظهر الأشياء البعيدة ضبابية.

يُكتشف غالبًا لأول مرة خلال مرحلة الطفولة، ويُشخص في سنوات الدراسة المبكرة وحتى سن المراهقة، وقد تنشأ حالة قصر النظر تدريجيًا أو بشكل سريع، وغالبًا ما تزداد سوءًا أثناء مرحلة الطفولة والمراهقة، وقد يستقر النظر في بداية مرحلة البلوغ؛ ولكنه في بعض الأحيان يستمر في التقدم مع تقدم العمر.

ما هو الفرق بين قصر النظر وطول النظر

 1. قصر النظر (myopia):

عندما تكون مقلة العين أطول من الطبيعي أو تكون القرنية محدَّبة بشدة، يؤدي هذا إلى تركيز أشعة الضوء على نقطة أمام الشبكية بدلاً من تركيزها على سطحها مباشرة، فيجعل الأجسام البعيدة تبدو مشوشة، ويسمي الأطباء هذا بالخطأ الإنكساري.

2. طول النظر (hyperopia):

يعد طول النظر أقل شيوعا، عندما تكون مقلة العين أقصر من الطبيعي أو إن القرنية تنحني بشكل صغير للغاية، ويتمثل في عدم رؤية الأشياء القريبة بوضوح بينما تكون الأشياء البعيدة واضحة، وتختلف شدّة طول النظر بحسب قدرة العين على التركيز على الأجسام القريبة.

 تتكون العين من جزأين يُركزان على الصور وهما:

  • القرَنية: السطح الأمامي الشفاف من العين وتأخذ شكل القُبَّة.
  • العدسة: جسم شفاف في حجم حبة الفول.

في العين الطبيعية يتميز كلا من القرنية والعدسة بسطحٍ مُقوّس غاية في النعومة، وتعمل التقوُّسات على كسر كل الضوء الساقط عليها لتُكوِّن في النهاية صورة مُركَّزة واضحة على الشبكية مباشرةً، في الجزء الخلفي من العين.

ما هي العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بقصر النظر؟

  • العامل الجيني:
    • معاناة أحد الوالدين أو كلاهما من قصر النظر يزيد من احتمالية إصابة الأبناء بهذه المشكلة.
  • العامل البيئي:
    • تشير بعض الدراسات إلى أن ضيق الوقت الذي تقضيه في الخارج قد يزيد من فرص الإصابة بمرض قصر النظر.
  • القراءة والعمل عن قرب:
    • القراءة أو الكتابة عن قرب، والعمل على الحاسوب لفترات طويلة، واستخدام الشاشات لمدة طويلة خاصة لدى الأفراد الذين يستغرقون وقتًا طويلًا في الألعاب الإلكترونية ومشاهدة التلفاز.

هناك أيضًا أنواع أخرى من قصر النظر:

  •  قصر النظر المرتفع: حيث تنمو مقلة العين أكثر مما يجب، فتُصبح أكثر امتدادًا من الأمام إلى الخلف، مما يُسبب صعوبة في رؤية الأشياء عن بُعد، ويُشكل هذا النوع خطرًا أكبر في زيادة فرص الإصابة بأمراض أخرى مثل الشبكية المنفصلة، وإعتام عدسة العين، والمياه الزرقاء.
  •  قصر النظر التنكسي: يُسمى أيضًا قصر النظر المرضي أو الخبيث، وهو نوع نادر يُورث عادة من الآباء؛ إذ تطول مقلة العين بسرعة كبيرة مما يُسبب قصر نظر شديد.

أعراض قصر النظر

يواجه الأشخاص المصابون بقصر النظر بعض المشكلات التالية:

  •  صعوبة رؤية الأشياء البعيدة.
  • المعاناة من الصداع بسبب إجهاد العين.
  • حَوَل في العينين أو إغلاق الجفون جزئيًا لرؤية واضحة.
  • تقليص العينين لرؤية الأشياء بوضوح.
  • صعوبة الرؤية أثناء قيادة السيارة، خاصة في الليل (قصر النظر الليلي).

كما يواجه الطفل المصاب بعض الصعوبات مثل:

قصر النظر
  • صعوبة في قراءة السبورة في المدرسة.
  • تقريب الكتب أو الأغراض جدا من وجهه.
  • الجلوس قريبا جدا من التلفاز أو الحاسوب للحصول على رؤية أفضل.
  • الجلوس في الصفوف الأولى في الفصل، أو في قاعة المسرح.
  • غير مهتم بالرياضة، أو الفعاليات الأخرى التي تتطلب رؤية جيدة إلى مسافات بعيدة.
  • الإفراط في رمش العين، أو فركها بشكل ملحوظ.

عليك بالذهاب لرؤية الطبيب فورًا إذا كنت تشعر بأي من الأعراض الآتية، فقد يشير هذا الأمر إلى حالة مرضية أو مشكلة بصرية خطيرة:

  •  فقدان البصر في إحدى العينين فجأة بألم أو بدون ألم.
  •  الشعور بتَغَيُّم الرؤية وضبابيتها فجأة، أو ازدواجية الرؤية.
  •  ظهور ومضات ضوئية، أو بقعًا سوداء، أو هالات حول الأضواء.

التشخيص

يُشخص المريض عن طريق فحص العين الأساسي، والذي يتضمن تقييم الانكسار وفحص سلامة العين، كما يوجه طبيب العيون الأضواء الساطعة مباشرة في عينيك، ويطلب منك النظر من خلال مجموعة من العدسات.
أحيانًا يضع طبيب العيون قطرات في عينيك مثل الاتروبين لتوسيع حدقة العين، تًمكنه من الرؤية داخل عينيك بسهولة أكبر.

كيفية علاج قصر النظر

يصف الطبيب العدسات المناسبة لحالة المريض، حيثُ تعمل على تصحيح الانحناء الزائد للقرنيّة أو الطول الزائد لعينك، وتنقسم أنواع العدسات الموصوفة طبيًّا إلى ما يلي:

1. نظارات العيون

هي وسيلة آمنة وبسيطة لتصحيح مشاكل الرؤية، وهناك تنوع كبير في عدسات النظارات، فهي تتضمن العدسات ذات الرؤية الوحدة، وثنائية البؤرة التي تسمح برؤية الأشياء القريبة والبعيدة بوضوح دون تغيير النظارات، وثلاثية البؤرة، ومتعددة البؤر المترقية.

2. العدسات اللاصقة

هي وسيلة شائعة حيث تلتصق العدسات بالعين مباشرةً، هذه العدسات على العين مباشرةً. وهي متوفرة في أشكال عديدة منها اللينة، والصلبة، والنافذة للغاز، ومنها كروية الشكل، والحلقية، ومتعددة البؤر. إذا قررت ارتداء العدسات اللاصقة، فمن المهم جدًا أن تحافظ على عدساتك نظيفة وصحية لمنع التهابات العين.

  • العدسات اللاصقة ذات التركيز المزدوج
    • يُبطئ هذا النوع من العدسات تقدم قصر النظر لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عامًا.
  • عدسات تصحيح الإبصار
    • عبارة عن عدسة لاصقة صلبة ترتديها طوال الليل لتسطيح انحناء القرنية، حتى تتمكن من الرؤية بشكل أفضل بدون عدسة أو نظارات أثناء النهار، إنه ليس علاجًا لقصر النظر لأن القرنية عادة ما تعود إلى شكلها الطبيعي، ولكنها قد تقلل الاعتماد على العدسات لدى بعض الأشخاص.

3. جراحة العيون بالليزر

تعتمد على استخدام الليزر لحرق أجزاء صغيرة من القرنية، لتصحيح الانحناء بحيث يُركَّز الضوء بشكل أفضل على شبكية العين.
هناك 3 أنواع رئيسية من جراحة العيون بالليزر:

  1. تصحيح تحدُّب القرنية في موضعها بمساعدة الليزر (LASIK)
    • يجري جراح العيون سَديلة رفيعة مفصلية داخل القرنية، ثم يستخدم الليزر لإزالة طبقات داخلية من القرنية لمعالجة شكلها المقوس، وتتميز هذه الجراحة بأن التعافي منها أكثر سرعة ويُسبب إزعاجًا أقل من غيرها من جراحات القرنية.
  2. استئصال القرنية بالانكسار الضوئي (PRK)
    • يُزيل الجرَّاح النسيج المبطن للقرنية بالكامل، ثم يستخدم الليزر لإعادة تشكيل القرنية، ولا تُستبدَل الظهارة وإنما تعود للنمو طبيعيًّا، متوائمة مع شكل القرنية الجديد.
  3. تحدب القرنية الظهاري بالليزر (LASEK)
    • شبيه بـ PRK، ولكنه يتضمن استخدام الكحول لتخفيف سطح القرنية، إذ يُجري الجراح سَديلة فائقة الرفع فقط في الغطاء الواقي الخارجي للقرنية (الظهارة)، ثم يستخدم الليزر لإعادة تشكيل الطبقات الخارجية للقرنية، مما يعمل على تسطيح القرنية، ثم يستبدل الظهارة.

ما هو الإجراء الأفضل؟

  • عادةً ما تكون عملية الليزك LASEK أو LASIK هي أفضل الطرق وأكثرها شيوعًا؛ لأنها لا تسبب أي ألم تقريبًا، وستبدأ رؤيتك عادةً في التعافي في غضون ساعات أو أيام قليلة. لكن قد لا تستقر رؤيتك تمامًا لمدة تصل إلى شهر.
  • يمكن أن يكون PRK مؤلمًا بعض الشيء وقد يستغرق الأمر عدة أشهر حتى تستقر رؤيتك بعد ذلك.
  • من الجدير بالذكر أنه في حين أن هذه العلاجات تصحح الخطأ الانكساري لقصر النظر، إلا أنها لا تبطئ من نمو العين المصاحب، أو تؤخر التغيرات الفسيولوجية المرتبطة بالاستطالة المحورية المفرطة.

وفي الختام، لا يُمكنك الوقاية من قصر النظر ولكنك قادرًا على إبطاء تقدمه، وعلى حماية عينيك من خلال اتباع هذه النصائح:

  • افحص عينيك بانتظام حتى إذا كنت ترى بشكل جيد، وخاصة إذا كنت مصابا بالسكري وارتفاع ضغط الدم.
  • احرص على ارتداء النظارات الشمسية التي تحجب الأشعة فوق البنفسجية.
  • تناول الأطعمة الصحية كالأسماك الغنية بأحماض أوميجا-3 الدهنية، مثل التونة والسلمون.
  • استخدم إضاءة جيدة عند القراءة، وقلِّل من إجهاد العين.
السابق
افضل كريم تقشير الوجه | كل ما ترغب معرفته عن التقشير
التالي
علاج الزكام وكيف تتغلب عليه؟ تعرف على أسباب الزكام