الطب العام

فقر الدم اللاتنسجي الأعراض والتشخيص وكيفية العلاج

بقلم د. محمد عبد الرحمن

سُمي فقر الدم اللاتنسجي (Aplastic Anemia) بهذا الاسم نظرا للتوقف أو التأثر السلبي الشديد الذي يحدث لعملية تصنيع أنسجة خلايا الدم في نخاع العظم (Bone Marrow)، ومن المعروف أن مصطلح فقر الدم أو الأنيميا يطلق على الحالة التي تقل فيها كرات الدم الحمراء، ولكن في هذه الحالة لا تقل كرات الدم الحمراء فقط ولكن تقل كرات الدم البيضاء والصفائح الدموية أيضًا.. لذلك فإن هذا المصطلح ليس دقيقًا في وصف المرض، ولكنه في النهاية ما استقر عليه أهل الطب. 

ما هو فقر الدم اللاتنسجي؟

هو مرضٌ من أمراض الدم (Blood disorders) التي يسببها فشل أو عجز في نخاع العظم، ويُعد نخاع العظم هو المسؤول عن تصنيع خلايا الدم.

فقر الدم اللاتنسجي من الحالات النادرة والخطيرة على حد سواء، ومن الممكن أن يحدث في أي عمر، وبشكل مفاجئ أو تدريجي.

أعراض فقر الدم اللاتنسجي

تنشأ أعراض المرض بسبب الخلل الذي يصيب الوظائف التي تقوم بها خلايا الدم فمثلا:

  • النقص في خلايا الدم الحمراء يسبب: حدوث الأنيميا وما يصاحبها من تعب عام وإرهاق، وضيق التنفس، وشحوب الوجه والجلد، والدوار وعدم الاتزان.
  • النقص في خلايا الدم البيضاء (التي لها دورٌ أساسي في مكافحة العدوى) يسبب: حدوث العدوى المتكررة.
  • النقص في الصفائح الدموية (المهمة لعملية تجلط الدم) يسبب: حدوث نزيف اللثة والأنف وغيرها.

أسبابه

تحدث معظم الحالات بسبب مهاجمة جهاز المناعة للخلايا الجذعية الموجودة في نخاع العظم، وفي حالات أخرى يحدث بواحد أو أكثر من هذه الأسباب:

  • الإشعاع والعلاج الكيميائي: برغم أنه هذه الأساليب العلاجية تساعد في محاربة السرطانات، إلا أنها قد تتسبب أيضًا في التأثير على الخلايا الجذعية في نخاع العظم مما يؤدي إلى توقفه وفشله.
  • بعض الأدوية: تتسبب بعض الأدوية (مثل المستخدمة في علاج الروماتيزم وبعض المضادات الحيوية) في التأثير على نخاع العظم.
  • العدوى الفيروسية: تتسبب بعض الفيروسات مثل (hepatitis, Epstein-barr, cytomegalovirus, Parvovirus B19, HIV) في تثبيط نخاع العظم.
  • الحمل: من الممكن أن يهاجم جهاز المناعة نخاع العظم خلال فترة الحمل.
  • أسباب غير معروفة: في كثيرٍ من الأحيان لا يستطيع الأطباء الوقوف على السبب وراء فقر الدم اللاتنسجي، وفي هذه الحالة تسمى فقر الدم اللاتنسجي غير معلوم السبب (Idiopathic aplastic anemia).

التشخيص

يتم تشخيص فقر الدم اللاتنسجي عن طريق عمل صورة دم كاملة (CBC)، التي توضح عدد كرات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية، ويقل عدد هذه المكونات في هذه الحالة.

كما يمكن أخذ جزء من نسيج نخاع العظم (bone marrow biopsy) ودراسته تحت الميكروسكوب، وهو ما يساعد على التمييز بين فقر الدم اللاتنسجي وأمراض الدم الأخرى مثل: سرطان الدم (Leukemia).

علاج فقر الدم اللاتنسجي

تُعد زراعة نخاع العظم هي العلاج الأساسي والجذري لمرضى فقر الدم اللاتنسجي، ولكن يفضل ممارسة هذا النوع من العلاج مع الأطفال والشباب في مقتبل العمر.

من الضروري أيضًا عند المرضى الذين لا تتناسب حالتهم مع إجراء هذه العملية أن تعالج الأنيميا بنقل كرات الدم الحمراء، والعدوى البكتيرية بالمضادات الحيوية، ويعالج النزيف بنقل الصفائح الدموية.

يكمن خطر فقر الدم اللاتنسجي في كونه يصيب الخلايا الجذعية المُصنّعة لخلايا الدم، لذلك فإن تأثيره يكون كبيرًا على المريض.. لكن ما يدعو للتفاؤل هو ارتفاع نسبة نجاح عملية زراعة نخاع العظم التي قد تصل إلى 90 % في بعض الحالات.

السابق
التهاب الجلد التأتبي.. تعرّف على الأسباب والأعراض والعلاج
التالي
البط المحشي بالأرز.. بطريقة سهلة ومذاق ولا أروع