لا شك أن من أهم أسباب السعادة في تلك الحياة هو تواجد أطفال بها، فأول شيء يفكر به الزوجين بعد الزواج ويشتاقون لحدوثه هو الحمل وإنجاب طفل، ويبدأ الزوج في تخيل أنه سيصبح أب عن قريب. كذلك الزوجة تشتاق إلى أن تصبح أم، لذلك إذا تأخر الزوجين في الإنجاب ينتابهم القلق وتبدأ رحلة الكشف لمعرفة ما إذا كان هناك معوقات تحول دون حدوث حمل أم لا، خاصة إذا كانت لا تظهر عليهم علامات العقم.
في هذا المقال سوف نتحدث عن العقم، وأسبابه، وما هي علامات العقم عند الرجال والنساء والفتيات، وطرق العلاج.
ما هو العقم؟
تمر عملية الإنجاب بعدة مراحل بداية من التقاء الحيوان المنوي بالبويضة، مرورا بالإخصاب إلي أن يتكون الجنين، وأي تعطل في تلك الخطوات يحول دون حدوث حمل وإنجاب طفل يطلق عليه عقم، وقد تظهر علامات العقم على أحد الزوجين أو كليهما.
حوالي 15% من المتزوجين لديهم عقم بسبب أسباب وراثية أو مشاكل طبية أو مكتسبات بيئية، قد يكون العقم بسبب أسباب متعلقة بالرجل ويمثل ذلك حوالى 40% من الحالات، وقد تكون الأسباب متعلقة بالزوجة ويمثل ذلك أيضا حوالي 40% من الحالات، بينما حوالي 20% من حالات العقم غير معلومة السبب.
يصنَّف الزوجان أنهما مصابان بالعقم بعد مرور سنة من زواجهما دون حدوث حمل مع وجود علاقة زوجية منتظمة ومستمرة، وأيضا دون استخدام أي وسيلة مانعة للحمل، خاصة إذا كان عمر الزوجة يزيد عن ثمانية وثلاثين عاما.
أسباب تؤدي إلى ظهور علامات العقم عند النساء
- مشاكل بالتبويض:
- تحدث بسبب الاضطرابات الهرمونية وخاصة هرمون ال (FSH ،LH) التي تؤدي إلى حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية اضطراب هرمون البرولاكتين الذي يحفز إنتاج اللبن ويسبب اضطرابات في الدورة الشهرية.
- تكيسات المبايض يحدث فيها زيادة في مستويات الهرمونات الذكورية فتتسبب في خلل عملية التبويض.
- نقص البروجيستيرون:
يتسبب في عدم نمو الكيس الأصفر بشكل كامل، مما قد يعوق وصول البويضة المخصبة إلى الرحم وبالتالي لا تحدث عملية الحمل.
- السن:
يلعب السن دورًا هامًا في عملية الحمل حيث تنخفض جودة البويضات بعد سن الخامسة والثلاثين وبالتالي مع التقدم بالعمر أكثر تكون فرص الحمل أقل.
- الأمراض السرطانية:
تؤثر الأدوية المستخدمة في علاج الأورام من إشعاع وعلاجات كيماوية بالسلب على العملية الإنجابية.
- مشاكل متعلقة بالرحم:
- وجود بعض التشوهات في شكل وعنق الرحم وكذلك تواجد الأورام والتليفات بالرحم يتسبب في انسداد قناة فالوب.
- بطانة الرحم المهاجرة من أكثر الحالات التي تعيق عملية الحمل، وهي عبارة عن غشاء ينمو خارج الرحم مسببا ألما شديدا ويؤثر على نمو المبيض والتبويض وقناة فالوب.
- انقطاع الطمث المبكر:
وهو توقف المبيض عن العمل وانتهاء فترة الطمث قبل سن الأربعين ويرجع ذلك لأسباب وراثية أو بسبب أمراض الجهاز المناعي.
- الالتصاقات التي تحدث في الحوض:
تعوق تلك الالتصاقات عملية الحمل وهي ناتجة عن عدوى بالحوض أو الإصابة ببعض الأمراض مثل التهابات الزائدة الدودية أو جراحات في البطن.
- زيادة الوزن.
- البيئة الملوثة.
- الالتهابات الجنسية والعدوي التناسلية.
- تناول الكحول بكميات كبيرة.
أسباب وعلامات العقم عند الرجال
هناك أسباب عدة تؤثر في عملية الإنجاب وتكون متعلقة بالزوج ومن أهم هذه الأسباب:
1. أسباب مرتبطة بالسائل المنوي
- أي مشاكل بالسائل المنوي من حيث العدد والشكل والحركة تكون سبب أساسي في حدوث العقم عند الرجل؛ إذ يجب أن تكون الحيوانات المنوية سليمة، وعددها كاف لا يقل عن 15 مليون لكل ملليلتر من السائل المنوي، وقادرة على الحركة لتصل إلى البويضة.
- المسار الذي تسلكه الحيوانات المنوية، إذ أن المسار الطبيعي لها بعد أن تُنتَج من الخصيتين تخلط بالسائل المنوي ومن ثم إلى القضيب، وأي ارتداد لها عن هذا المسار يكون سببا في العقم.
2. العدوى الجن-سية.
3. التهاب الخصيتين:
كما في أمراض نقص المناعة البشرية والسيلان.
4. الأورام
الأدوية المستخدمة في علاج الأورام السرطانية من إشعاع وعلاجات كيماوية تؤثر بالسلب على إنتاج الحيوانات المنوية.
5. الاضطرابات الهرمونية
تحدث نتيجة أي خلل بالغدة النخامية أو الدرقية أو النخامية مثل نقص هرمون التستوستيرون.
6. أمراض الجهاز المناعي 2
في بعض الحالات يهاجم الجهاز المناعي الحيوانات المنوية على اعتبار أنها أجسام غريبة ويحاول القضاء عليها.
7. مشاكل نفسية كالقلق والاكتئاب.
ما هي علامات العقم عند الرجال؟
- هناك بعض الدلالات التي إذا وجدت في حياة الزوج فإن احتمالية حدوث عقم تكون واردة بنسبة كبيرة مثل:
- مشاكل في الوظائف الجنسية كما في
- مشاكل في الخصيتين وألم في البروستاتا.
- انخفاض في الرغبة الجنسية.
- وجود تورم وتكتلات في الخصية.
- عدم حدوث حمل رغم مرور فترة طويلة على الزواج.
- التثدي عند الرجل ويقصد بها كبر حجم ثدي الرجل عن الطبيعي.
- صغر حجم الخصية.
- وجود دوالي أو جراحات في الخصية.ضعف الانتصاب وسرعة القذف.
ينصح كل من لديه أي من هذه العلامات بالتوجه إلى الطبيب لإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة وخاصة تحليل السائل المنوي والذي بدوره يكشف عن طبيعة الحيوانات المنوية المتواجدة وعددها وشكلها وقدرتها على الحركة وكذلك مدى كفاءتها.
تعرف على علامات العقم عند النساء
- هناك بعض علامات العقم تظهر عند الزوجة وتكون أكثر وضوحًا، إذا وجدت تلك العلامات فإن احتمالية تأخر الإنجاب تكون واردة بنسبة كبيرة؛ إذ أنها تشير إلى وجود خلل في الهرمونات لديها مثل:
- عدم انتظام الدورة الشهرية إذ أنه من الطبيعي أن يكون متوسط حدوثها كل ٢٨ يوم يزيد أو ينقص قليلا، لكن في هذه الحالات لا يكون لها ميعاد محدد.
- الألم الشديد غير المحتمل المصاحب للدورة الشهرية.
- كمية الدم غير طبيعية أثناء الدورة، فقد يكون أكثر من الطبيعي غزير جدا أو قليل جدا.
- لون الدم يكون غير طبيعي قاتم جدا أو فاتح جدا.
- ألم شديد أثناء الجماع.
- ضعف شديد في الرغبة الجنسية.
- زيادة مفرطة في الوزن.
- تساقط الشعر.
- حساسية وتقلبات بالجلد.
- نمو الشعر في أماكن غير مألوفة بالنسبة للمرأة.
علامات العقم عند النساء قبل الزواج
تعد علامات العقم عند الفتيات من الأمور الأكثر صعوبة والأقل وضوحا ولكن من أكثر هذه العلامات شهرة:
- انقطاع الدورة الشهرية عند الفتاة لفترات طويلة تزيد عن ثلاثة أشهر إلى وجود مشاكل هرمونية تؤثر على مستوى الخصوبة فيما بعد.
- السمنة المفرطة للفتيات والتي قد تتسبب في تكيسات المبايض والتي تعد من أهم علامات العقم وتأخر الإنجاب.
- خروج الحليب من حلمة الثدي بسبب زيادة هرمون البرولاكتين، مما يضعف عملية التبويض، وتعد أيضا من أبرز علامات العقم بالفتيات.
- ظهور الشعر بالصدر والوجه والذقن دليل على ارتفاع هرمون التستوستيرون.
علاج العقم (ضعف الإخصاب)
تختلف طرق علاج العقم ونوع الأدوية المستخدمة من شخص إلى آخر ويعتمد ذلك على علامات العقم الموجودة وظروف الحالة مثل:
- السبب وراء العقم.
- المدة التي حاول فيها الزوجين.
- عمر الزوجة.
- الصحة العامة لكل منهما.
لذا يتضمن العلاج أكثر من طريقة
طرق علاج العقم
- علاج دوائي
- الهدف منه هو زيادة أعداد الحيوانات المنوية بالنسبة للرجل، وتنشيط عملية التبويض لدى المرأة وطبقا لكل حالة يقرر الطبيب الأنواع والجرعات المستخدمة.
- إجراءات جراحية
- تحتاج بعض الحالات لتدخل جراحي لحل بعض المشكلات المسببة للعقم مثل: انسداد قناة فالوب أو مشاكل بالرحم أو المبيض هذا بالنسبة للمرأة، أما بالنسبة للرجل فقد يلجأ للجراحة؛ لحل مشكلة انسداد مجرى الحيوانات المنوية، وكذلك معالجة مشاكل الخصية وخاصة دوالي الخصية.
■عمليات تلقيح داخل الرحم (IUI)
تعتمد تلك الفكرة على حقن السائل المنوي للزوج في رحم الزوجة خلال فترة التبويض، مع تناول بعض الأدوية والمنشطات قبل العملية لزيادة عملية التبويض، ويطلق عليها التلقيح الصناعي.
■عمليات التلقيح الصناعي خارج الرحم (IVF)
تعتمد هذه العملية على إخصاب البويضة بالحيوان المنوي للزوج في المعمل خارج الرحم، ثم إعادة البويضة الملقحة إلى داخل رحم الزوجة مرة أخرى، وتسمى هذه العملية بالحقن المجهري.
- علاجات طبيعية
- ينصح بها قبل البدء في العلاجات السابقة، فربما تؤتي ثمارها وتحسن من عملية الإخصاب ومن أهمها:
- اختيار الأوقات المناسبة للجماع ويفضل أن يكون بشكل يومي في فترة التبويض.
- الحجامة وهي عبارة عن الحقن بإبر دقيقة وصغيرة في أماكن مختلفة بالجسم.
- اليوجا تنظم عملية الشهيق والزفير، وتقلل التوتر والضغط العصبي وبالتالي قد يساهم ذلك في تحسن عملية التبويض.
- تناول الفيتامينات المهمة لزيادة الخصوبة مثل: الزنك، والفوليك، وفيتامين هاء، والحديد.
- الشاي وخاصة الشاي الأخضر؛ لاحتوائه على مضادات الأكسدة إذ تساعد في تحسين عدد وحركة الحيوانات المنوية.
- اتباع نظام صحي مناسب غني بالألياف مثل:الخضروات والحبوب، وتجنب السكريات والكربوهيدرات.
- استبدال البروتين الحيواني بالبروتين النباتي يحسن من كفاءة الحيوانات المنوية.
- ممارسة التمارين الرياضية.
- ينصح بها قبل البدء في العلاجات السابقة، فربما تؤتي ثمارها وتحسن من عملية الإخصاب ومن أهمها:
ختاما في معظم حالات تأخر الإنجاب يكون الوقت جزء من الحل، ومع مرور الوقت قد تتلاشى علامات العقم ويحدث حملا طبيعيا، ولكن إذا وجدت مشكلة محددة لدى الزوجين فعليهما السعي في حلها وعلاجها، مع التحلي بالصبر والأمل والثقة بالله، رغم كل الضغوطات المادية والنفسية والاجتماعية التي يتعرضون لها، إلا أن النتائج الإيجابية التي ستتحقق تستحق ذلك الصبر والسعي.
