علاج قصر النظر.. هل يقترب البعيد وتنقشع غمامة عيني؟

حكت لي إحدى صديقاتي عن شيء يؤرقها، وهو أن ابنتها الصغرى تعاني من مشكلة في البصر. إذ أنها لا ترى ما يكتب على السبورة في مدرستها. وتدقق النظر حتى تستطيع الرؤية، ودائمًا تشتكي من صداع في الرأس، حينها قلت لها، إذن نظر ابنتك ضعيف. فقالت لي بالعكس هي ترى جيدا أي شيء قريب منها، وتستطيع القراءة جيدًا إذا كان الكتاب في يدها. ولكن مشكلتها الوحيدة أنها ترى الأشياء البعيدة ضبابية ومشوشة. فقلت لها ابنتك تحتاج إلى زيارة الطبيب المختص فقد تكون بحاجة إلى علاج قصر النظر.

إذا كنت ترى الأشياء القريبة بوضوح، وترى الأشياء البعيدة ضبابية ومشوشة. فأنت أيضًا تحتاج إلى علاج قصر النظر حتى تتخلص من هذه الأعراض. تعرفوا معنا بين طيات هذا المقال من أسرة وطب على الطرق المختلفة لعلاج قصر النظر، فهيا بنا.

ما هو قصر النظر؟

يعد قصر النظر نوع من أنواع الخطأ الانكساري، حيث يعاني المريض عدم قدرته على رؤية الأشياء البعيدة جيدًا. بل تبدو مشوشة وغير واضحة، مسببةً إجهاد العين وصعوبة بالغة في التعرف على الأشياء البعيدة. بينما يرى الأشياء القريبة بوضوح. يتسبب قصر النظر في ضعف البصر لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا.

ما أسباب قصر النظر؟

يحدث قصر النظر بسبب خلل في هيكل العين، خاصة عندما تكون مقلة العين طويلة جدًا. أو تكون القرنية (الطبقة الخارجية الواقية للعين) منحنية جدًا؛ نتيجة لذلك يؤدي إلى عدم تركيز الضوء الداخل إلى العين بشكل صحيح.

تركز العين الضوء أمام شبكية العين (الجزء الموجود في مؤخرة العين الذي يجمع الضوء، ويحوله إلى نبضات كهربائية. يقرأها الدماغ على أنها صور)، بدلًا من التركيز عليها، وهذا ما يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية.

كيفية علاج قصر النظر:

الهدف الرئيسي من علاج قصر النظر، هو تحسين الرؤية. عن طريق المساعدة في تركيز الضوء على شبكية العين، وذلك باستخدام العدسات التصحيحية أو الجراحة الانكسارية.

علاج قصر النظر طبيعيا:

يمكن علاج قصر النظر بطريقة طبيعية. وهذه الطريقة لها القدرة على تخفيف أو تصحيح مجموعة متنوعة من مشاكل الرؤية، دون مساعدة العدسات التصحيحية، وهذه الطريقة تسمى:

طريقة بيتس

وجد دكتور ويليام بيتس (طبيب عيون)، أن الطريقة الأكثر فعالية لعلاج قصر النظر بشكل طبيعي. هي استرخاء العقل والعين، والتخلص من العادات المرهقة للعين، وذلك بتطبيق الخطوات التالية:

• تقبل وجود الضبابية وعدم مقاومتها: فمقاومة الضبابية بكثرة التحديق والتدقيق، يؤدي إلى نتائج عكسية، بينما يساعد الاسترخاء في حل المشكلة.

• تخلص من نظاراتك الطبية: يرى د. بيتس أن النظارات الطبية ما هي إلا عكازات، وليست علاج للمشكلة، فتخلص منها ورحّب بعودة الضبابية بهدوء واسترخاء.

• ضمان الوميض السليم والمتكرر: علينا إعادة تدريب أعيننا على الوميض (الرَمش) بطريقة طبيعية؛ ذلك لأن هذا الوميض المتكرر يعمل على:
  1. استرخاء العين.
  2. تشحيم العين.
  3. تنظيف سطح العين.
  4. تغذية القرنية.
  5. منع التهابات العين.
  6. يعطي العين راحة قصيرة.

العين السليمة تومض كل ثانيتين أو ثلاث ثوان، والوميض الطبيعي للعين يستمر لمدة 40/1 من الثانية.

• حاول ألا تحدق: التحديق والتركيز الشديد يؤدي إلى توتر العينين وتعبهما. لذا كلما زاد إدراكك لعادة التحديق، زادت سرعة كسرها والعودة إلى الوميض الطبيعي.

• افْهم أنه ليس كل شيء يمكن أن يكون واضحًا: من أجل تحسين رؤيتك عليك أن تفهم مجال رؤيتك بالكامل. فلا يمكن أن يكون واضحًا تمامًا؛ لذا عليك أن تركز اهتمامك على نقطة وحيدة واضحة. مع السماح للباقي أن يكون ضبابيًا، وهذه هي الطريقة المثلى لاستخدام عينيك، وهذا ما يسمى بالتثبيت المركزي.

■ كن على علم برؤيتك المحيطة: عليك توسيع مجال رؤيتك، وتذكر أنه سيكون ضبابيًا مقارنةً بالشيء الذي تركز عليه.

• انتبه للتفاصيل: حركة العينين بشكل طبيعي، تساعد في تدفق الدم. وجلب العناصر الغذائية التي تحتاجها العين؛ لذا انتبه للتفاصيل التي تقود عينيك إلى الحركة.

• امنح عينيك راحة مع راحة اليد: وضع اليدين برفق فوق العينين بحيث لا يدخل أي ضوء. يمكنك فتح عينيك دون رؤية أي شيء فعليًا، هذا سيمنح عينيك راحة فورية من التوتر.

• التنفس الصحي والوضعية الجيدة: الاسترخاء والتنفس بعمق من خلال الحجاب الحاجز، يمنح عينيك الراحة، ويوفر لهما فيض من الأكسجين النقي.

• اتباع نظام غذائي صحي: العيون من أكبر مستهلكي الطاقة في الجسم؛ لذا تحتاج إلى الفيتامينات والمعادن.

• الاسترخاء مع التأرجح الطويل: وتحريك العينين يمينا ويسارًا، وهذا يساعد في جعل رؤيتك المحيطة مفتوحة، ويقلل الضغط على عينيك.

• العيون السليمة تحتاج الكثير من الضوء: حاجة العينين إلى ضوء الشمس لا تقل أهمية عن حاجتهما إلى نظام غذائي صحي، لذا عرض عينيك لضوء الشمس، مع عدم النظر المباشر لها.

علاج قصر النظر بدون عمليات:

تحسين الرؤية هو الهدف القياسي من علاج قصر النظر ويمكن ذلك باستخدام:

• العدسات التصحيحية:
  • تستخدم في علاج قصر النظر عن طريق مقاومة الانحناء المتزايد للقرنية، أو زيادة طول العين وتشمل:
    1. النظارة الطبية: طريقة بسيطة وآمنة لتحسين الرؤية وعلاج قصر النظر.
    2. العدسات اللاصقة: تستخدم مباشرة على العين، وينبغي اختيارها بمعرفة الطبيب المختص.

• علاجات لإبطاء أو وقف تطور قصر النظر:
  • توصل الباحثون إلى علاجات أكثر فعالية لوقف تفاقم قصر النظر وتشمل:
    1. الأتروبين كدواء موضعي: تستخدم قطرة الأتروبين الموضعية لتوسيع حدقة العين، وإبطاء تطور قصر النظر.
    2. زيادة أوقات الخروج في الهواء الطلق: قضاء الوقت في الهواء الطلق أثناء فترة الشباب والمراهقة. تساعد في تقليل الإصابة بقصر النظر. إذ أن التعرض الغير مباشر لآشعة الشمس، يحافظ على الشكل الطبيعي للعين.

• عدسات لاصقة مزدوجة التركيز:
  • تثبيت عدسات لاصقة ثنائية التركيز ، كذلك تبطئ من تطور قصر النظر لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عام.

• تقويم العظام:
  • بارتداء العدسات اللاصقة الصلبة المنفذة للغازات لعدة ساعات في اليوم. يساعد ذلك في تلاشي انحناء العين، وإبطاء استطالة مقلة العين، مما يقلل من قصر النظر.

علاج قصر النظر الشديد

يعد علاج قصر النظر المتقدم أمر بالغ الأهمية، إذ يعاني مرضى قصر النظر من ضعف الرؤية. بالرغم من استخدام النظارات الطبية. لذا لديهم العديد من الخيارات لتصحيح النظر جراحيًا وهي:

1. الليزك (تصحيح تحدب القرنية بالليزر):

إعادة تشكيل القرنية باستخدام ليزر إكسيمر. يتميز علاج قصر النظر بالليزر بسرعة التعافي من الجراحة، مع وجود القليل من الإزعاج مقارنة بجراحات القرنية الأخرى.

2. استئصال القرنية تحت الظهارة باستخدام الليزر:

إعادة تشكيل الطبقات الخارجية للقرنية، ثم تسطيح انحنائها، ثم استبدال الظهارة.

3. استئصال القرنية المسببة للانكسار الضوئي (PRK):

إعادة تشكيل القرنية، وإزالة الظهارة، مع عدم استبدالها؛ لأنها ستنمو بشكل طبيعي يتوافق مع الشكل الجديد للقرنية.

قد يكون هناك طرق أخرى للعلاج، منها علاج قصر النظر بالقران، فتلاوة القرآن تمرين جيد للعينين. فالقرآن الكريم معجزة، لها تأثير قوي في صحة دماغك وعينيك وأذنيك.

وأخيرا…..

وهبنا الله نعمة البصر، ولابد من شكر هذه النعمة، وذلك بالحفاظ عليها وحمايتها من أخطار التكنولوجيا الحديثة. أيضًا تقويتها بتناول غذاء صحي، وكذلك الخروج إلى الهواء الطلق، والنظر إلى الطبيعة والتفكر في خلق الله.