الطب العام

علاج ضعف الانتصاب وزيادة القُدرة الجنسية بالأعشاب

بقلم د. حسين الحجار
علاج ضعف الانتصاب

ضعف الانتصاب من أكثر مشكلات الضعف الجنسي شيوعًا عند الرجال، ويبحث كل من يعاني من هذه المشكلة بصفة يومية عن طريقة أو دواء لزيادة القدرة الجنسية، ويُعد علاج ضعف الانتصاب هو ضالة الباحثين عن النجاح في النشاط الجنسي مع الزوجة؛ لذا يتنافس كل من هم في مجال الصحة الجنسية للرجل مثل شركات الأدوية من أجل التربح المادي من خلال بيع المستحضرات الطبية والأعشاب، وكذلك الجراحين في تخصص أمراض الذكورة من خلال إجراء العمليات المفيدة في علاج ضعف الانتصاب.

 إن الخطوة الأولى في علاج ضعف الانتصاب هي تحديد سبب المشكلة، فضغف الانتصاب يحدث لأسباب نفسية أو أسباب عضوية، ومن السهل على طبيبك تحديد السبب بإجراء الفحص ومعرفة تاريخك المرضي وإجراء الاختبارات المختلفة.

يمكنك الاطلاع على مقال ضعف الانتصاب للتعرف على الأسباب وطرق التشخيص من هنا

علاج ضعف الانتصاب النفسي:

تؤثر الحالة النفسية على القدرة الجنسية في سن الشباب أكثر منها عند كبار السن، ويحدث ضعف الانتصاب النفسي لعدة أسباب منها الإجهاد في العمل، والقلق، والتوتر، والاكتئاب، والخوف، والشعور بالذنب تجاه الزوجة، فهذه الحالات النفسية تؤثر على الإشارات العصبية بين المخ والجسم، وتؤثر على كيفية استجابة القضيب لرسائل المخ للسماح بامتلائه بالدم اللازم للانتصاب الطبيعي.

  يعتمد علاج ضعف الانتصاب النفسي على العلاج بالتَحَدَّث مع الأخصائي، وربما يستغرق ذلك عدة جلسات؛ لمناقشة أسباب الإجهاد أو القلق والتوتر، ومشاعرك وأفكارك الخاطئة عن الجنس، والتي يمكن أن تؤثر على رغبتك وقدرتك الجنسية.

تحتاج أيضًا في علاج ضعف الانتصاب النفسي للحوار مع المتخصصين في فهم العلاقات، إذا كان ضعفك جنسيًا يؤثر على علاقتك العاطفية مع زوجتك، ومن بالغ الأهمية حضور الزوجة بنفسها لهذه الجلسات حتى يتم اكتشاف مدى تأثير هذه الحالة على العلاقة بينكم.

علاج ضعف الانتصاب بالأدوية:

هناك العديد من الأدوية التي تستخدم في علاج ضعف الانتصاب، ومعظمها يعمل على تحفيز تدفق الدم إلى القضيب، وأكثر هذه الأدوية استخدامًا هي تلك المجموعة التي تُسمى مثبطات إنزيم فوسفودايستريز (PDE inhibitors)، هذه الأدوية مثل:

  • السيلدينافيل: متاح فقط في شكل أقراص عن طريق الفم تؤخذ قبل الجماع الجنسي بحوالي 30 دقيقة، ومن الآثار الجانبية لهذا الدواء صداع الرأس، وانسداد أو سيلان الأنف، ألم بالظهر والعضلات، واضطراب المعدة، وأحيانًا اعتلال الرؤية وعدم تمييز ألوان معينة.
  • تادالافيل: وهو مثل السيلدينافيل في طريقة الاستخدام والآثار الجانبية، ولكنه يتميز عنه بطول مدة الفعالية في علاج ضعف الانتصاب والتي قد تصل إلى 36 ساعة، كما إنه يُستخدم في علاج تضخم البروستاتا الحميد في شكل أقراص بتركيز 5 مللي غرام.
  • فاردينافيل: يؤخذ أيضًا قبل الجماع ولكن بمدة لا تقل عن ساعة، وله نفس الآثار الجانبية مثل بقية المجموعة.
  •  اﭬانافيل: وهو أحدث ما تم اكتشافه في علاج ضعف الانتصاب، ومن آثاره الجانبية التهاب الحلق، ويتميز عنهم في سرعة بدء الفعالية؛ فيمكن تناوله قبل النشاط الجنسي بمدة 15 دقيقة فقط.

   وجميع هذه الأدوية تؤخذ مرة واحدة يوميًا، ويحظُر استخدامها للأشخاص من مرضى ضعف الانتصاب المستخدمين للأدوية الموسعة للشرايين مثل أدوية الذبحة التي تحوي مادة “النيترات”، فهي لها نفس التأثير على شرايين القلب؛ فتسبب انخفاض شديد في ضغط الدم في حالة الاستخدام معًا ويمكن أن تسبب الوفاة.

  • دواء “آلبروستاديل”: وله نفس تأثير المجموعة السابقة في علاج ضعف الانتصاب؛ فهو يعمل على اتساع الشرايين وزيادة تدفق الدم إلى القضيب، ويتوفر هذا الدواء على هيئة تحاميل تُوضع في مجرى البول، أو أمبولات للحقن في الجسم الكهفي للقضيب، ويتميز باستخدامه قبل النشاط الجنسي بمدة قصيرة جدًا وهي من 5 إلى 10 دقائق فقط.

ومن أهم آثاره الجانبية الألم في القضيب والخصيتين والشعور بالحرقان في مجرى البول، ويحظُر استخدامه مع مرضى سيولة الدم؛ فطريقة الاستخدام قد تسبب النزيف.

  • هرمون التستوستيرون: يجب عمل تحليل للدم قبل استخدام هذا الدواء؛ لقياس مستوى الهرمون، ولتحديد الجرعة المناسبة في علاج ضعف الانتصاب، وسيقوم طبيبك بمتابعتك أثناء فترة تلقي الدواء لمعرفة مدى الاستجابة لهذا العلاج الهرموني، وقد يصف لك التستوستيرون بالإضافة إلى أحد أفراد مجموعة مثبطات إنزيم فوسفودايستريز.

تنخفض مستويات هرمون الذكورة بشكل طبيعي مع تقدم العمر؛ ويؤدي هذا إلى انخفاض الرغبة الجنسية، وقلة عدد الحيوانات المنوية، وزيادة الوزن والتعب الجسماني بشكل عام، لذلك يفيد هذا العلاج الهرموني لكبار السن من الرجال.

يزيد هرمون التستوستيرون من خطر الإصابة بالنوبة القلبية، والسكتة الدماغية، لذلك توصي منظمة الغذاء والدواء “FDA” بعدم اللجوء لاستخدام هذا الهرمون في علاج ضعف الانتصاب إلا مع المرضى ذوي المستوى المنخفض من التستوستيرون.

يتوفر هرمون التستوستيرون في العديد من الأشكال الصيدلانية منها الأقراص، والكبسولات، والكريمات والجل، والحقن العضلية، واللصقات الجلدية، والجل الأنفي، ومن أهم آثاره الجانبية تغيير المزاج، واضطراب أو توقف التنفس أثناء النوم، والتضخم الحميد في البروستاتا.

علاج ضعف الانتصاب بالأعشاب:

هناك العديد من الأعشاب التي تفيد في تقوية الانتصاب، وتؤخذ هذه الأعشاب بجرعات معينة ولفترة محدودة لتجنب آثارها الضارة، ومن أشهرها:

  • عشبة الجنسنج: وهي عشبة صينية أو كورية، استُخْدِمت منذ مئات السنين في الطب الصيني والكوري كمُنشِط عام للجسم، حيث يستخدم الناس جذور هذا النبات الذي يفيد في زيادة القدرة على التحمل والتركيز وعلاج الضغط العصبي، ويفيد أيضًا في علاج ضعف الانتصاب، ولكن يُستخدم بجرعات عالية تصل إلى 900 مللى غرام 3 مرات يوميًا.

يعمل الجنسنج كمضاد للأكسدة، ويزيد من مادة “أكسيد النيتريك” المسؤولة عن اتساع الشرايين في القضيب؛ فيزيد من صلابته ومدة الانتصاب، ويُحسن الرغبة الجنسية للرجل، ويؤدي إلى الرضا العام بالنشاط الجنسي.

  • الجنكوبيلوبا: أو الجنكة وهي عشبة صينية تزيد من تدفق الدم إلى القضيب، ويُفضل استخدامها مع مرضى الضعف الجنسي الناتج عن تناول بعض الأدوية، وتُستخدم بجرعات عالية للحصول على فائدتها في علاج ضعف الانتصاب، وتُؤخذ بحذر في حالة مرضى سيولة الدم أو مع المستخدمين لأدوية التجلط.   
  • عشبة الماكا: أو تسمى ( Lepidium meyenii)، وهي تُزرع فوق جبال الأنديز في وسط البيرو، وتنتمي إلى الخضروات الصليبية مثل الفجل والبروكلي واللفت والجرجير، وجذورها هي الجزء الصالح للأكل، كما يتم تجفيفه للحصول على مسحوق ويوجد في شكل مكملات غذائية جافة، أو كبسولات، أو مستخلصات سائلة.

تُعد هذه العشبة مغذية جدًا لاحتوائها على الكثير من الفيتامينات، والبروتينات، والمعادن الهامة، وكمية قليلة من الدهون. هناك دراسات ولكنها ضعيفة تفيد أن الماكا تزيد من الرغبة الجنسية لدى الرجال، ولكن يُوصى بأن لا تزيد الجرعة اليومية في علاج ضعف الانتصاب عن 600 مجم خاصة مع مرضى القلب لتجنب ارتفاع ضغط الدم.

  • مونديا وايتي: وهي جذور نبات أفريقي وتسمى “الزنجبيل الأبيض” وتحظى بشعبية خاصة في أوغندا، وهي تزيد من الرغبة الجنسية، وعدد وحركة الحيوانات المنوية، وتزيد من مستوى هرمون التستوستيرون؛ وقد يزيد هذا من قوة الانتصاب.

والجدير بالذكر هنا أن منظمة الغذاء والدواء لم توافق على استخدام أي من هذه الأعشاب في علاج ضعف الانتصاب، بالرغم من انتشار هذه الأدوية في الأسواق وعلى الإنترنت وبيعها بأسعار مرتفعة، فهذه الأعشاب قد تكون ملوثة ولم تُختبر جيدًا كدواء، ونوصي نحن في أسرة وطب بعدم شراء ما يُطلق عليه “الفياجرا العشبية” لأنها قد تحتوي على مواد ضارة وفي الغالب لا يتم ذكرها في المكونات. 

علاج ضعف الانتصاب بالمضخة الهوائية:

وتسمى أيضًا “مضخة القضيب”، وهي جهاز يساعد على تحقيق الانتصاب أو الحفاظ عليه، وفكرته بسيطة وهي سحب الدم إلى القضيب عن طريق شفط الهواء منه، ثم وضع حلقة على الجزء العلوي بغرض الحفاظ على الدم داخل أنسجته وبقائه منتصبًا، وبعد الانتهاء من العملية الجنسية تُزال هذه الحلقة فيحدث الارتخاء. تُستخدم هذه المضخة في علاج ضعف الانتصاب لدى الأشخاص غير المسموح لهم باستخدام أدوية (PDE inhibitors) مثل مرضى شرايين القلب، أو كعلاج مساعد مع هذه الأدوية في الحالات الأخرى غيرهؤلاء المرضى.

علاج ضعف الانتصاب بالجراحة:

يلجأ الطبيب إلى الجراحة في حالة فشل الأدوية المختلفة في علاج ضعف الانتصاب، ويتضمن العلاج الجراحي نوعين من الإجراءات وهما: (أ) الغرس داخل القضيب            (ب) جراحة الأوعية الدموية.

(أ) الغرس داخل القضيب

 هو إجراء جراحي لزرع عمود مرن قابل للنفخ داخل القضيب، وله جهاز لضخ المحلول الملحي داخله، عند الضغط في المرة الأولى يمتلىء العمود ويحدث الانتصاب، ثم بعد الانتهاء من العملية الجنسية؛ بالضغط مرة ثانية يحدث تفريغ للعمود فيحدث الارتخاء في القضيب.

علاج ضعف الانتصاب جراحيا

يُفيد هذا الإجراء في علاج ضعف الانتصاب في حالة الفشل المستمر في الانتصاب بالرغم من تجربة كل العلاجات الأخرى مثل الأدوية أو حتى مضخة القضيب، وهوغير مناسب لك إذا كان الضعف في الانتصاب لديك لسبب نفسي، أو لا توجد لديك رغبة جنسية، أو إذا كان هناك التهاب مزمن في المسالك البولية أو كيس الصفن أو جلد القضيب.

(ب) جراحة الأوعية الدموية:

تُجرى هذه الجراحة في علاج ضعف الانتصاب بسبب مشاكل في الأوعية الدموية مثل ضيق أو تصلب شرايين القضيب، وهي حالة نادرة.

وهناك أيضًا ما يُوصىَ به، بالإضافة إلى كل العلاجات السابقة للمساعدة في علاج ضعف الانتصاب، مثل تغيير نمط الحياة، الذي يتضمن الحفاظ على ممارسة الرياضة بانتظام والتوقف عن التدخين وفقدان الوزن الزائد وتناول الأطعمة الصحية؛ والذي يُقلل من خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية الشائعة؛ والذي بدوره يؤثر على تدفق الدم إلى القضيب، أي التأثير المباشر على الانتصاب.   

السابق
مرض التوحد عند الأطفال ما هي أسبابه؟ وطرق التشخيص والعلاج؟
التالي
أسنان الأطفال | متى تظهر؟؟ وما هي أعراض التسْنين؟؟