بقلم د. حسين الحجار
تتشكل دوالي الخصية عندما تتضخم الأوردة الدموية (تُسمى الضفيرة) في الحبل المنوي بداخل كيس الصفن المتدلي بين الفخذين في أسفل البطن، والمحتوي على الخصيتين. تُساهم دوالي الخصية في حرمانك من الأبوة؛ فقد تحرمك من إنجاب الطفل الأول (العقم الأولي)، وكذلك ربما تجد صعوبة في إنجاب الطفل ما بعد الأول (العقم الثانوي). يُعاني الكثير من الرجال من الخوف من علاج دوالي الخصية جراحيًا، ونحرص دائمًا في أسرة وطب على تناول كل ما يهُم أسرتُنا العربية، لذلك في هذا المقال سنوضح متى يُمكن علاج دوالي الخصية بالادوية وإلى أي مدى يكون ذلك فعالًا.
تنقسم دوالي الخصية إلى ثلاث درجات سريرية كالتالي:
- الدرجة الأولى: وهي بسيطة لا يمكن تشخيصها إلا بواسطة طبيب متخصص من خلال إجراء ما تُسمى “مناورة فالسالفا” حيث يُطلب منك أخذ نفس عميق ثم الإمساك به وتركه ببطء مثل طريقة نفخ البالون؛ فيزيد الضغط داخل البطن مانعًا تصريف الدم فتظهر الدوالي واضحة.
- الدرجة الثانية: المتوسطة وهي مجموعة من الأوردة يمكنك اكتشافها ذاتيًا بواسطة الجس على جلد الصفن؛ ستشعر بلمسك لكيس من الديدان.
- الدرجة الثالثة: الكبيرة تظهر فيها الأوردة بوضوح ويمكن أن تراها بمجرد النظر، وتُعد هي أعلى درجات الدوالي وأشدها تأثيرًا على الخصية.
متى نلجأ إلى علاج دوالي الخصية بالادوية؟
يلجأ الشخص إلى علاج دوالي الخصية بالادوية: إذا كانت الدوالي لها تأثير ضار على الخصوبة، أو صاحبها ألم لا يستطيع الرجل تحمُله. تسبب دوالي الخصية نقصًا في مستوى هرمون الذكورة “التستوستيرون” خاصة عند كبار السن لما يصاحبها من خلل في الغدد التناسلية؛ فتُستخدم البدائل الهرمونية للتغلب على آثار هذا القصور الوظيفي. يُعد علاج دوالي الخصية بالادوية فعالًا فقط في حالة الدرجة الأولى، والهدف الرئيسي هنا هو تحسُن جودة الحيوانات المنوية وزيادة الخصوبة لدى الرجل؛ لتحقيق حلم الإنجاب.
خطوات علاج دوالي الخصية بالادوية
يحدد طبيبك أولًا الدرجة السريرية لدوالي الخصية ومدى ارتجاع الدم فيها من خلال أشعة دوبلر، ويُطلب منك عمل تحليل للسائل المنوي لمقارنته بآخر بعد ذلك، ثم يصف لك الأدوية المناسبة لعلاج الدوالي، ويُطلب منك المداومة على تناولها فترة لا تقل عن الشهرين، ثم تتوقف لمدة شهر ثم يُجري التحليل مرة أخرى وتتم المقارنة بسابقه.
يعتمد علاج دوالي الخصية بالادوية على استخدام المواد الفعالة التي تفيد في تقوية جدار الأوعية الدموية (مثل مادة الديوسمين مع فيتامين سي)، وكذلك الأدوية التي تزيد من خصوبة الرجل (مثل عقار الكلوميفن، وأمبولات HCG)، والمسكنات (مثل الأسيتامينوفين أو الأيبوبروفين أو الديكلوفيناك) للتغلب على الألم المصاحب لدوالي الخصية أحيانًا، كما توصف أيضًا المكملات التي تحتوي على مضادات الأكسدة؛ لتخفيف الإجهاد التأكسدي داخل الخصيتين.
ترتبط دوالي الخصية بالإنجاب، وقد تسبب الألم مما يؤرق ويُجهد الكثير من المصابين بها؛ لذا يُعد علاج دوالي الخصية بالادوية هو أمل هؤلاء الأشخاص ممن لديهم خوف من الإجراء الجراحي، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يُدركه، ولذا وجب التنويه- أن لكل حالة علاجًا يُناسبُها ربما يكون بالأدوية أو بالجراحة، ومن يحدد ذلك هو طبيبك بتوظيف ما لديه من علمٍ ومعرفة واستخدامه للوسائل التشخيصية المختلفة.
