الطب العام

علاج التعرق الزائد | وداعًا لرائحة العرق المزعجة

علاج التعرق الزائد بعدة طرق مثل استخدام الأدوية والجراحة

يُعد التعرق من الأشياء الطبيعية -بل والصحية- التي تحدث لنا جميعًا. يستفيد منها الجسم بطرق عديدة لتبريده عند الإحساس بالحرارة وللتخلص من بعض المواد الضارة بالجسم. لكن التعرق بطريقة زائدة عن المعتاد يسبب الانزعاج وربما الاحراج لبعض الاشخاص؛ لذا يبحثون عن طريقة من أجل علاج التعرق الزائد.

ما هو التعرق الزائد؟

هي حالة يعاني المصاب بها من إنتاج كميات أكبر من المعتاد من العرق؛ ويفرز العرق عنده في أوقات غير معتادة كالطقس البارد أو بدون بذل أي مجهود. يزداد التعرق من أماكن معينة في الجسم مثل اليدين والقدمين والإبطين والفخذين لزيادة عدد الغدد العرقية بها. تؤثر هذه الأعراض على الحالة النفسية للإنسان وتسبب له الإحراج والقلق، قد تؤثر أيضاً على عمله وعلاقاته والأنشطة التي يقوم بها.

انواع واسباب التعرق

يتعرق الانسان السليم في ظروف معينة مثل الشعور بالحر أو الخوف والتوتر أو عند ممارسة الرياضة، ولكن الشخص المصاب يتعرق بشكل زائد عن الآخرين و يتوقف سبب هذا على نوع فرط التعرق عنده فهو إما:

  • فرط التعرق البؤري الرئيسي

يصيب هذا النوع غالبًا الأشخاص الذين عانى أحد أفراد عائلتهم من التعرق الزائد، ويظهر بشكل واضح في القدمين والوجه واليدين والرأس وتحت الإبط ويظهر مند الطفولة.

  • فرط التعرق الثانوي العام

ينتج هذا النوع كعرض لمرض آخر يصاب به المريض أو كأثر جانبي لبعض الأدوية التي يتعاطاها. قد يحدث التعرق في مكان واحد أو في الجسم كله. من الأمراض التي قد تسبب التعرق الزائد:

  1. أمراض القلب.
  2. الأورام الخبيثة.
  3. اضطرابات الغدة الكظرية.
  4. سن اليأس.
  5. فرط نشاط الغدة الدرقية.
  6. السمنة المفرطة.
  7. السكتة الدماغية.
  8. إصابة في الحبل الشوكي.
  9. إدمان الكحول.
  10. بعض أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.
  11. أمراض الرئة.
  12. الشلل الرعاش.
  13. بعض الأمراض المعدية مثل السل والإيدز.

من الأدوية التي قد تسبب فرط التعرق كعرض جانبي:

  • بيلوكاربين كعلاج لجفاف الفم.
  • الزنك وهو مكمل غذائي.

تشخيص التعرق الزائد

  • أولًا يتأكد الطبيب من استبعاد وجود أي مرض آخر قد يكون هو السبب الرئيسي في العرق الغزير مثل فرط نشاط الغدة الدرقية أو انخفاض نسبة السكر في الدم عن طريق طلب فحص اختبارات الدم والبول.
  • يعرف الطبيب الحالة عن طريق السؤال عن أي أجزاء الجسم تنتج العرق بطريقة كبيرة، وعدد مرات حدوث نوبات التعرق، وإذا كانت نوبات التعرق تحدث خلال النوم.
  • اختبار العرق لتنظيم الحرارة: يُجري عن طريق وضع مسحوق حساس للرطوبة على الجلد، عندما يصاب المريض بنوبة التعرق الشديد في درجة حرارة الغرفة العادية، يتغير لون المسحوق. ثم يتم تعريض المريض للحرارة العالية والرطوبة في ما يسمى خزانة العرق مما يؤدي إلى إنتاج العرق من جميع أنحاء الجسم. عند التعرض للحرارة يتعرق الأشخاص الذين لا يعانون من فرط التعرق بشكل مفرط في أيديهم، ولكن الذين يعانون من فرط التعرق لا يفعلون ذلك، مما يساعد الطبيب في تحديد الحالة وشدتها.

علاج التعرق الزائد

برغم أنه لا يعد من المشكلات الصحية الخطيرة ولكن هناك بعض الطرق التي يمكن اللجوء إليها لمحاولة علاج التعرق الشديد وهي:

1. علاج التعرق الزائد باستخدام الأدوية:
  •  تعمل بعض الأدوية مثل الأدوية المضادة للكولين استريز مثل (جليكوبيرولات) على منع أستيل كولين من العمل؛ وهو ناقل عصبي يساعد على تحفيز عمل الغدد العرقية في الجسم، وبالتالي تساعد هذه الأدوية في علاج التعرق الغزير خاصة من النوع الثاني (العام)، يشعر المريض بالتحسن في غضون أسبوعين تقريبًا. ولكن لها بعض الأعراض الجانبية المزعجة مثل الإمساك والدوخة وجفاف الفم وعدم وضوح الرؤية واحتباس البول وتسارع دقات القلب.
  • توصف مضادات الاكتئاب أيضًا لعلاج التعرق الزائد فهي تقلل التعرق كما إنها تساعد على تقليل الإحساس بالقلق الذي ينتج عنه إفراز العرق أيضًا.
  1. قد يصف الطبيب مضادًا قويًا للتعرق يحتوي على كلوريد الألومنيوم فهو يعد أقوى من تلك المتاحة بالمحلات التجارية التي يمكن شراؤها بدون وصفة طبية وعادةً ما يُوصف في علاج التعرق الزائد لدى أصحاب الحالات الخفيفة.
  1. معالجة المناطق شديدة التعرق عن طريق استخدام جهاز يوفر تيارات كهربائية منخفضة أثناء غمر الجزء المراد علاجه تحت الماء أو على وسادة مبللة وهو ما يُعرف ب (الإحلال الأيوني)، يستعمل هذا الإجراء لعلاج التعرق الزائد تحت الإبط أو اليدين أو القدمين ولكن بصفة مؤقتة فقط. يحتاج المريض عادة من جلستين إلى أربع جلسات تصل مدتها إلى (20-30) دقيقة. قد ينتج عن الجلسة بعض الأعراض الجانبية مثل الاحمرار أو الجفاف أو تقشير في الجلد ولكنها سرعان ما تزول عند استخدام كريمات تحتوي على الكورتيزون.
  1. حقن البوتوكس: يستخدم البوتوكس (توكسين البوتولينوم)في علاج التعرق الشديد، فهو يسد مجرى الأعصاب التي تحفز إفراز العرق من خلال الغدد العرقية، عادة ما يحتاج المريض إلى عدة حقن قبل أن تظهر فعالية العلاج.
  1. الجراحة:

تستخدم الجراحة في علاج التعرق الزائد تحت الابط؛ هناك أكثر من طريقة للعلاج الجراحي تتضمن إزالة الغدد العرقية في الإبط أو خيار آخر هو استئصال الودي الصدري بالمنظار، يتم ذلك عن طريق قطع الأعصاب التي تحفز الغدد العرقية.

تشمل طرق علاج التعرق الزائد الأخرى ما يلي:

  1. العلاج بالموجات الدقيقة: يستخدم جهاز يوفر طاقة الميكروويف ويستعمل لتدمير الغدد العرقية. تشمل خطة العلاج جلستين مدة كل منهما 30 دقيقة تقريبًا، تفصل بينهما ثلاثة أشهر. الآثار الجانبية لهذا الإجراء هي تغير في الإحساس بالجلد والشعور بالانزعاج. يعد هذا العلاج مكلفًا وغير متاح في معظم دول العالم.
  2. إزالة الغدد العرقية: يستخدم لعلاج التعرق الزائد تحت الابط، تعد هذه الطريقة غير مفضلة ولا يتم اللجوء إليها إلا عند فشل الطرق الأخرى في علاج التعرق الزائد.
طرق علاج التعرق الزائد

علاج التعرق الغزير في المنزل

يمكن للمريض محاولة علاج التعرق الزائد في المنزل بدون اللجوء للطبيب إذا لم يكن يسبب له الانزعاج أو عدم الراحة باستخدام طرق عديدة وإجراء بعض التغييرات على نمط الحياة مثل:

  1. استعمال مضادات التعرق المتاحة دون وصفة طبية بطريقة منتظمة على المنطقة المصابة.
  2. استخدام دروع الإبط وهي كوسادات تُلبس في الإبط لحماية الملابس من العرق.
  3. ارتداء الملابس الفضفاضة غير المصنوعة من الألياف الصناعية مثل النايلون، أيضًا الملابس فاتحة اللون تعكس الحرارة وبالتالي تقلل التعرق.
  4. الاستحمام يوميًا للقضاء على البكتيريا.
  5. ترك القدمين مكشوفتين بدون حذاء كلما أمكن. 
  6. تغيير الجوارب أكثر من مرة باليوم.
  7. ينصح باستخدام الأحذية المصنوعة من المواد الطبيعية كالجلد، والجوارب السميكة المصنوعة من الألياف الطبيعية. لا ينبغي ارتداء الأحذية المغلقة أو الرياضية لمرضى فرط التعرق.
  8. البعد عن شرب الكحوليات وأكل الطعام الحار.

وصفات طبيعية في علاج التعرق الشديد

ثبت بالتجربة أنه يُمكن استخدام اعشاب لعلاج التعرق الزائد وتشمل:

  • شاي المريمية أو أقراص المريمية.
  •  البابونج.
  • صودا الخبز: تساعد الخصائص القلوية لها من تقليل رائحة العرق عند خلطها بالماء.
  • الخل: تناول ملعقتين من الخل يوميًا يقلل إفراز العرق.
  • العنب: يساعد تناول العنب على إبطاء عملية التعرق.
  • عصير الطماطم.
  •  جذور حشيشة الهر.
  •  نبتة سانت جون.
  • اعتماد نظام غذائي خال من الجلوتين يمكن أن يساعد في علاج التعرق الزائد.
  •  كذلك يقترح استخدام  تقنيات مثل الوخز بالإبر والارتجاع البيولوجي والتنويم المغناطيسي وتمارين الاسترخاء في علاج التعرق الزائد .

مضاعفات التعرق الزائد

إذا لم يتم علاج التعرق الزائد، فقد تحدث بعض المضاعفات مثل:

  • التهابات الأظافر: نتيجة العرق الكثير وبصفة خاصة التهاب أظافر الأقدام.
  • الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري: يسبب الثآليل والزوائد الجلدية.
  • الإصابة بالالتهابات البكتيرية: خصوصًا بين أصابع القدم وحول بصيلات الشعر.
  • الطفح الجلدي: ينتج عن انسداد قنوات العرق واحتجاز العرق تحت الجلد، يظهر بلون أحمر ويثير الحكة وإحساسًا بالوخز.
  • التأثير النفسي: يؤثر فرط التعرق على نفسية المريض وعلاقاته، قد يصاب بعض الأفراد بالقلق والاكتئاب نتيجة إصابتهم.

من المهم على المحيطين بمريض فرط التعرق تقديم المساندة له ومراعاة إحساسه بالانزعاج والإحراج في الأوساط العامة وعدم الضغط عليه لممارسة نشاطات يكون غير مرتاحًا في أدائها، ومساعدته في طلب المساعدة الطبية أو النفسية عند احتياجها.

نظرة مستقبلية لمرضى فرط التعرق

يميل فرط التعرق الأساسي الموضعي في التحسن مع التقدم في العمر وتقل شدة الحالة تدريجيًا بمرور السنوات، أما وجود فرط التعرق الثانوي العام فيعتمد على الشئ المتسبب به سواء كان مرض آخر أو دواء معين و يزول بالتبعية بتوقف وجوده.

السابق
علاج فراغات الشعر | طرق الحصول على شعر قوي وصحي
التالي
الفطر الاسود | أعراضه وأسبابه ومخاطره وطرق تجنبه