الطب العام

ضيق النفس.. عرض واحد لأمراض عديدة! تعرف على أسبابه وعلاجه

 بقلم د. أميرة حلواني
ضيق النفس

لا يوجد شعور أسوأ من إحساسك بعدم القدرة على التقاط نفسك! كأن أكسجين الغلاف الجوي كاملاً يبدو غير كافٍ بالنسبة لك! يمكن أن تنقطع أنفاسك لثوان عند ممارسة التمارين المجهدة أو إذا كنت في مكان شديد الحر أو على جبل شاهق الارتفاع،  ويزداد الأمر سوءًا في حالة البدانة!
قد يبدو كل ما سبق أمراً طبيعيًا، ولكن احذر فإن ضيق النفس الذي يظهر فجأة ودون سبب واضح غالبًا مايشير إلى وجود مشكلة صحية تستدعي استشارة الطبيب فورًا.

فلنتعرف مع أسرة وطب عن ضيق التنفس: أسبابه وكيفية تشخيصه وطرق العلاج المناسبة..

ما هو ضيق النفس؟

يوصف ضيق النفس -أو مايعرف بـ عسر التنفس أو الزّلّة التنفسية- بضيق شديد في الصدر يترافق مع صعوبة في أخذ النفس وشعور بالاختناق…

يُعدّ ضيق النفس عرضاً مرافقًا لأمراض أخرى وليس مرضًا بحد ذاته، وهو شعور لا يمكن قياسه؛ فيقوم المصاب بوصفه، ويختلف عن تسرع التنفس أو فرط التهوية اللذين يمكن ملاحظتهما من قِبل الطبيب عند الفحص.

قد يحدث ضيق النفس بشكل مفاجئ (أو مايعرف بـ ضيق النفس الحاد) أو يكون مزمنًا يستمر لأسابيع أو أكثر.

ما أسباب ضيق النفس؟

تُعزى معظم حالات ضيق النفس إلى أمراض قلبية أو رئوية، إذ يقوم قلبك، ورئتاك بنقل الأوكسجين إلى كافة أنسجة الجسم بالإضافة إلى تخليصها من ثاني أوكسيد الكربون، وأية مشكلة صحية في هذين العضوين ستؤثر بالتأكيد على عملية التنفس، بالإضافة إلى أسباب أخرى.
تشمل العوامل المسببة لضيق النفس مايلي:

  • أمراض القلب: مثل قصور القلب الاحتقاني، واضطراب نظم القلب، والذبحة الصدرية، وغيرها من أمراض القلب.
  • أمراض الجهاز التنفسي: مثل النوبات الحادة للربو أو الانسداد الرئوي المزمن، وذات الرئة، والفشل الرئوي، والانصمام الرئوي، وسرطان الرئة وغيرها من أمراض الرئتين.
  • الفشل الكلوي: يمكن أن يُسبّب الفشل الكلوي في مراحل متقدمة وذمة رئوية تعيق التنفس بشكل طبيعي.
  • الصدمة التأقية: وهي صدمة تحسسية شديدة نتيجة التعرض إلى عوامل مسببة للحساسية تترافق مع زيادة في تحرر العامل الالتهابي “الهيستامين”؛ الذي يسبب تشنجاً قصبيًا حادًا وضيقًا في النفس.
  • شلل عضلات الحجاب الحاجز: وهي العضلات المسؤولة عن عملية التنفس، ويمكن أن يحدث الشلل في إحدى العضلتين أو كليهما؛ نتيجة تأذي العصب الحجابي كخطأ طبي أثناء جراحات الصدر أو العنق.
  • الأمراض العضلية والعصبية: مثل شلل الأطفال، والتصلب اللويحي، والوهن العضلي الوبيل، إذ تؤدي هذه الأمراض إلى ضعف عام في عضلات الجسم ومن بينها عضلات التنفس.
  • فقر الدم أو النزف الشديد (الفقدان المفاجئ لكمية كبيرة من الدم):  تُسبّب نقصًا في عدد الكريات الحمر التي تحمل الأوكسجين إلى خلايا وأنسجة الجسم.
  • حالات التسمم بأحادي أكسيد الكربون؛ الذي يترافق كذلك مع خلل في وظيفة الكريات الحمر في نقل الأوكسجين.
  • انسداد مجرى التنفس نتيجة لابتلاع جسم صلب غريب؛ مما يعيق وصول الأوكسجين بشكل كافٍ إلى الرئتين.
  • البدانة: تشكل الدهون المتراكمة في البطن عبئًا على عضلة الحجاب الحاجز؛ مما يعيق حركتها أثناء عمليتي الشهيق والزفير، ويسبب صعوبة في التنفس.
  • الاضطرابات النفسية: يمكن أن يترافق التوتر النفسي، والخوف، والقلق مع نوبة من الهلع وصعوبة في التنفس؛ وهذا ما يسمى ضيق التنفس النفسي.

متى ينبغي مراجعة الطبيب؟

راجع طبيبك فور الشعور بضيق شديد مفاجئ في التنفس، وخاصةً مع ظهور واحد أو أكثر من الأعراض التالية:

  1. ألم صدري.
  2. غثيان أو إغماء أو تلون الشفاه باللون الأزرق أو التّخليط الذهني.
  3. تورم القدمين والكاحل.
  4. صعوبة التنفس عند الاستلقاء.
  5. ارتفاع شديد في الحرارة مترافق مع سعال.
  6. تفاقم شعور ضيق النفس عما كان عليه سابقًا.

التشخيص التفريقي لـضيق النفس:

  • شكوى المريض: من الضروري تمييز ضيق النفس عن الأعراض الأخرى المشابهة كضيق الصدر المرافق لاحتشاء العضلة القلبية أو الشعور بالتعب، والضعف الشديد؛ لذا ينبغي عليك وصف ما تعاني منه  للطبيب بشكل جيد.
  • القصة المرضية: يقوم الطبيب بعدها بسؤالك الأسئلة التالية:
  • متى يحدث ضيق النفس وهل يظهر بشكل مفاجئ أم تدريجيًا.
  • الوضعية التي تجعلك تشعر بضيق، النفس وتلك التي تجعلك تشعر بالراحة.
  • هل يستمر ضيق النفس لمدة طويلة أم يختفي فور تعديل وضعية الجسم.
  • الاستفسار عن تاريخك المرضي، والأدوية التي تقوم بتناولها.
  • السؤال عن صحتك النفسية، وعن تعرضك لأية صدمة عاطفية قريبة.

 وتساعد هذه الإجابات بشكل كبير في تحديد العامل المسبّب لحالة ضيق النفس؛ فمثلاً في حالة قصور القلب الاحتقاني يجد المريض صعوبة في التنفس عند الاستلقاء للنوم، ويتحسن الوضع عند الجلوس أو القيام وهو ما يسمى ضيق النفس الاضطجاعي، كذلك يمكن أن يعاني من ضيق النفس الليلي الانتيابي؛ وفيه يستيقظ المريض بعد 1-2 ساعة من النوم بحالة مفاجئة من الذعر وضيق النفس الشديد، وتختفي الأعراض كذلك عند الجلوس. 

(أ)- المعاينة: يقوم الطبيب بالإصغاء إلى أصوات الرئتين لكشف وجود أصوات غير طبيعية كالأزيز والخرخرة، وفحص القدمين لتحري وجود وذمات فيهما (ففي انتفاخ القدمين معًا دلالة على قصور القلب الاحتقاني، أما في حال تورم قدم واحدة فقد يدل ذلك على وجود خثرة دموية في الساق).

(ب)- الفحوصات والاختبارات: تشمل الفحوصات والاختبارات التي يمكن أن تساعد في التشخيص التفريقي لضيق النفس كلاً من:

  1. التصوير الشعاعي للصدر.
  2. تخطيط القلب.
  3. اختبارات وظائف الرئة.
  4. اختبار غازات الدم.

علاج ضيق التنفس

يعتمد علاج ضيق النفس على علاج العامل المسبّب له، وهذا أمر بالغ في الأهمية إذ إن معظم حالات ضيق النفس تنتج عن مشاكل صحية شديدة الخطورة ينبغي تدبيرها بشكل فوري؛ مثل الذبحة القلبية أو الانصمام الرئوي.

يُمكن علاج بعض حالات ضيق النفس بشكل فوري عند وجود جسم غريب يسد مجرى التنفس فتزول صعوبة التنفس بإزالته، بينما يستغرق علاج الحالات الأخرى وقتاً أطول. خلال هذا الوقت تُعالج أعراض ضيق النفس بهدف تخفيف معاناة المريض؛ وذلك بإعطائه موسعات قصبية، وأدوية مدرّة في حال وجود وذمة رئوية، ودواء مهدئًا لمساعدته على التنفس بهدوءٍ أكثر، كذلك يمكن استخدام أقنعة الأوكسجين لرفع مستوى الأوكسجين في الدم وتحسين تروية الأعضاء.

نصائح لمنع تطور ضيق النفس المزمن إلى الأسوأ

  • الامتناع عن التدخين: يُعد التدخين المسبّب الأول للانسداد الرئوي المزمن، كذلك يُمكن أن يحفز نوبات الربو الحاد، ويسبب الإصابة بسرطان الرئة.
  • تجنٌب التعرض للعوامل المسببة للحساسية، والسموم البيئية كدخان عوادم السيارات، والتدخين السلبي.
  • تجنُب الأماكن المرتفعة أو شديدة الحرارة أو البرودة، إذ يُمكن أن تزيد من ضيق النفس المترافق مع الأمراض الرئوية المزمنة.
  • قم بممارسة التمارين الرياضية المعتدلة بانتظام: تساعد التمارين في تخفيف الوزن، وتحسين اللياقة البدنية، وتنظيم التنفس.
  • التزم بتناول أدويتك بانتظام إذا كنت من المصابين بأحد الأمراض الرئوية والقلبية المزمنة، وذلك لتجنب تفاقم ضيق النفس.

في الختام، يُعد ضيق النفس من الأعراض المؤثرة على المريض جسديًا ونفسيًا، وتمثل ستارًا يُخفي وراءه العديد من الأمراض التي لا يُستهان بخطورتها؛ لذا ينبغي مراجعة الطبيب عندما تشعر بصعوبة مفاجئة في التنفس خاصةً إذا كنت من المصابين بأمراض قلبية أو رئوية مزمنة.

السابق
كيكة القهوة.. مذاق رائع ومختلف ونكهة أروع
التالي
طريقة عمل خبز التورتيلا.. عمل عيش الشاورما في المنزل