الطب العام

ضعف الانتصاب هو أصعب مشاكل الضعف الجنسي

بقلم د. حسين الحجار
ضعف الانتصاب

يعد الانتصاب هو العامل الأساسي في العلاقة الحميمية؛ وضعف الانتصاب يؤدي إلى فشل هذه العلاقة. إن الكثير يلخص مفهوم “العجز الجنسي” بأنه ضعف في الانتصاب وهذا غير صحيح طبيًا؛ لأن العجز الجنسي لدى الرجل يتضمن ثلاثة أمراض أخرى مثل سرعة القذف، وتأخر القذف (أو عدم حدوث قذف)، وفقدان الرغبة الجنسية، ولذلك عزيزي متصفح أسرة وطب دعنا في هذا المقال نتحدث عن العامل الأول في العملية الجنسية، وقد تتغير لديك بعض المفاهيم الخاطئة عن هذا المرض. 

ما هو ضعف الانتصاب؟

لفهم هذا المصطلح، سنوضح لك أولاً كيف يحدث الانتصاب الطبيعي، عندما تحدث الإثارة الجنسية وتحت تأثير هرمون الذكورة والناقلات العصبية، تُفرَز مادة (Nitric oxide) وهي المادة المسؤولة عن اتساع الشرايين المُغَذية للقضيب، فيمتليء بالدم وفي نفس الوقت يحدث الضغط بقوة على الوريد الدموي في أعلى القضيب؛ لكي يُمنع رجوع الدم وتكون كمية الدم المُغَذية للقضيب أكثر من كمية الدم المنُصَرِفة فيحدث الانتصاب الطبيعي.

 يحدث الانتصاب بشكل لا إرادي أثناء النوم أو عند الاستيقاظ صباحًا، وهو ما يطلق عليه الكثير “الانتصاب الصباحي”. كما يحدث أيضًا لا إراديًا عدد من المرات أثناء النهار؛ والهدف من ذلك هو استمرار تروية القضيب بالدم والغذاء للحفاظ على أنسجته.

وعندما يكون هناك علة في الهرمونات أو الناقلات العصبية، أو بسبب مشكلة نفسية أو أسرية أو خلل في الأوعية الدموية؛ فتواجهك صعوبة للحصول على الانتصاب، أو إذا حدث ولكن ليس لديك القدرة للحفاظ عليه حتى نهاية العلاقة الحميمية، أو إذا كان الانتصاب غير مكتمل بمعنى صلابة القضيب غير كافية للإيلاج، فهذا يعني إصابتك بمرض ضعف الانتصاب(Erectile Dysfunction)

أسباب ضعف الانتصاب

الصحة الجنسية

يجد الكثير من الرجال حرجًا للتحدث عن ضعف الانتصاب، ولكن في واقع الأمر هي مشكلة شائعة؛ فأكثر من 30% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم من 40 إلى 70 سنة ربما يجدون صعوبة في الحصول على الانتصاب أو الحفاظ عليه، وقد تشجعك هذه الحقيقة إذا كنت تعاني من ضعف الانتصاب للذهاب إلى الطبيب لتلقي العلاج بدونِ خجل.

إن ضعف الانتصاب يمكن أن يمثل علامة تحذيرية مبكرة لوجود أمراض أخرى تحتاج إلى علاج، مثل تلك المتعلقة بشرايين القلب، ففي بداية الإصابة بأمراض الشريان التاجي: وهي حالة لا تتسع فيها شرايين القلب بشكل سليم، قد يصيب هذا الخلل في البداية الشرايين المُغَذية للقضيب، ويحدث فشل في الانتصاب.

ويمكن تقسيم أسباب ضعف الانتصاب إلى نوعين:

1- الأسباب العضوية               2- الأسباب النفسية

  • وتشمل الأسباب العضوية:

a- نمط أو أسلوب الحياة مثل:

1- طريقة أو نوع الغذاء فكثرة الاعتماد على النشويات والسكريات يؤدي إلى زيادة الوزن بشكلٍ مفرط، ويزيد من إنتاج الجسم لهرمون الأنوثة “الإستروجين” ويقلل من إنتاج هرمون الذكورة “التستوستيرون”.

2- عادة التدخين السيئة والتي تسبب ضيق في الشرايين، وبالتالي اضطراب وصول الدم للقضيب وكثيراً من الأمراض الأخرى المتعلقة بالقلب أو الصدر.

b- كثيراً من الأمراض أو حتى العلاجات المستخدمة لها تسبب ضعف الانتصاب مثل تصلب الشرايين، داء السكري، ضغط الدم المرتفع، زيادة كوليسترول الدم، الأورام، وأمراض البروستاتا. وهناك الأمراض المتعلقة بالأعصاب مثل الشلل الرعاش “باركينسون”، والصرع، وإصابات العمود الفقري. ولعلاج هذه الأمراض تستخدم أدوية والتي قد تؤثر على الأوعية الدموية أو على الأعصاب فتسبب ضعف الانتصاب.

c- وجود تشوهات بالقضيب، أو الشخص مصاب بمرض بيروني”peyronie’s” وهو وجود تندب ليفي في أعلى القضيب مما يسبب اعوجاج للأعلى أثناء الانتصاب مصاحبًا له ألم شديد، وهذا التندب يزيد في الحجم بمرور الوقت، والشخص المصاب بهذا المرض يتجنب دائمًا تعرضه لأي إثارة جنسية حتى يتفادى هذا الألم الشديد.

  • الأسباب النفسية: 

تسبب الكثير من الأمراض النفسية فقدان الرغبة أو الشهوة الجنسية لدى الرجل؛ فتؤدي إلى ضعف الانتصاب ، وهذه الأمراض مثل التوتر، القلق، الخوف، الاكتئاب، وانفصام الشخصية….الخ، والعلاجات المستخدمة لها تسبب مشاكل في الانتصاب أو سرعة القذف أو تأخر القذف أو الضعف الجنسي العام. وأيضًا المشاكل الأسرية المختلفة وعدم وجود وفاق بين الزوجين يكون له أثر مباشر في فقدان الرغبة الجنسية وإصابة الزوج بمرض ضعف الانتصاب النفسي.

كيف يُشخص الطبيب ضعف الانتصاب؟

إذا واجهتك صعوبة في الانتصاب عدد من المرات ولكن لفترة من الوقت أقل من 6 أشهر متتالية فهذا يعني أنك غير مصاب بمرض ضعف الانتصاب ولكنها حالة مؤقتة وطبيعية وربما تواجه الكثير من الرجال؛ وتسمى ضعف الانتصاب المؤقت.

 يتضمن التشخيص استخدام الطبيب لخمس خطوات هامة وهي:

1-يسألك طبيبك عن تاريخك المرضي: هل تعاني من أي مرض مزمن مثل مرض السكر، ارتفاع ضغط الدم، مشكلة في الأوعية الدموية، علة في الأعصاب، هل تعرضت لأي حادث، أو أُجري لك أي عملية جراحية؟ ويسألك أيضًا عن الأدوية وعن حالتك النفسية.

2- يستمع إليك طبيبك بعناية بعد أن يوجه إليك أسئلة معينة؛ ليكتشف ما لديك من مفاهيم خاطئة عن العملية الجنسية، فقد يسألك عن عدد مرات الجماع في الأسبوع، أو يسألك هل يحدث لك انتصاب صباحي؟ فإذا كانت إجابتك بنعم: يكون السبب نفسي وأنت تعاني من ضعف الانتصاب النفسي

وإذا كانت إجابتك أنك تعاني من غياب أو ضعف الانتصاب الصباحي فيكون السبب لضعف الانتصاب هو سبب عضوي. 

3- يستخدم الطبيب معيارًا لقياس درجة ضعف الانتصاب، ويمكنك عزيزي زائر أسرة وطب استخدام هذا المعيار بنفسك لتحديد درجة الضعف في الانتصاب لديك ومتابعة تحسُنك بتلقي العلاجات الموصوفة لك.

4- الكشف السريري:  

  • على الأعضاء التناسلية للرجل للبحث عن وجود تشوهات بالقضيب أو أي أمراض أخرى مثل مرض بيروني، أو صغر حجم العضو التناسلي”Hypogonadism”.
  • قد يكون الشخص مصابًا بمرض التثدي”Gynecomastia” وهو كبر حجم الثديين عند الرجل بسبب وجود خلل هرموني ونقص إنتاج هرمون الذكورة.
  • قد يكون الشخص مصابًا بمرض تضخم البروستاتا الحميد.
  • وجود سمنة مفرطة. 

5- عمل التحاليل الطبية: تحديد نسب الهرمونات في الدم مثل هرمون “التستوستيرون” وهرمون “الإستروجين” وهرمون اللبن “البرولاكتين” وتحليل الكولسترول والسكر…..الخ.

هل ضعف الانتصاب نتيجة حتمية للشيخوخة؟

يحدث الضعف الجنسي أيضا بين الرجال الأصغر سنًا، ولكن يزيد معدل انتشار ضعف الانتصاب مع تقدم العمر، حيث تزيد نسبة تعرض الشخص لكثير من الأسباب والأمراض التي تؤدي إلى الضعف الجنسي بصفة عامة. مع تقدمك في العمر قد يكون من الصعب الحصول على الانتصاب الكامل، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنك ستعاني من الضعف الجنسي بشكل عام، وكلما كنت أكثر صحة، كلما كانت قدرتك الجنسية أفضل.

ما هو التسريب الوريدي وما علاقته بمرض ضعف الانتصاب؟

يتحكم الوريد في كمية الدم الموجودة داخله عن طريق صمامات يتم غلقها أو فتحها للقيام بهذه العملية، إذا كان هناك خلل في هذه الصمامات؛ يحدث ما يسمى “بالتسريب الوريدي”. يمكن أن تُصاب أوردة القضيب بالتسريب وهذا يسبب عدم الانتظام في تدفق الدم؛ مما يضعف القدرة على الحفاظ على كمية الدم المُغَذية؛ الكافية لحدوث الانتصاب. والجدير بالذكر هنا أن التسريب الوريدي هو سبب غير شائع في مشكلة ضعف الانتصاب، فالشخص الذي يعاني من تسريب الوريد هو شخص لم يرى قضيبه منتصبًا  طوال حياته منذ البلوغ.

العلاجات المستخدمة وطرق التغلب على  ضعف الانتصاب.

  • أولًا الأدوية:

1- مجموعة الأدوية المضادة للإنزيم المسئول عن تكسير مادة (Nitric Oxide): وتشمل هذه الأدوية مواد مثل السيلدينافيل، تادالافيل، فاردينافيل ومادة اﭬانافيل، وللحصول على استفادة جيدة من هذه الأدوية يجب عليك استخدامها قبل الجماع بفترة من 15 إلى 30 دقيقة، وتُستخدم على معدة فارغة حتى تصل إلى فعاليتها سريعًا. وشرط بدء تأثير هذه الأدوية في علاج ضعف الانتصاب هو وجود الإثارة الجنسية.

هذه الأدوية يحظر استخدامها للأشخاص من مرضى ضعف الانتصاب المستخدمين للأدوية الموسعة للشرايين مثل أدوية الذبحة التي تحوي مادة “النيترات” فهي لها نفس التأثير على شرايين القلب فتسبب انخفاض شديد في ضغط الدم في حالة الاستخدام معًا ويمكن أن تسبب الموت.

2- دواء “البروستاديل” وهو له نفس التأثير مثل المجموعة السابقة؛ يعمل على اتساع الشرايين وزيادة تدفق الدم إلى القضيب. يتوفر هذا الدواء على هيئة تحاميل تُوضع في مجرى البول أو أمبولات للحقن في الجسم الكهفي للقضيب( يمكن للمريض تعلم طريقة الحقن بسهولة من الطبيب). يستخدم هذا الدواء قبل الجماع بفترة من 5 إلى 10 دقائق. 

هذا الدواء غير مسموح به لمرضى سيولة الدم لأن طريقة استخدامه يمكن أن تسبب نزيف من القضيب.

3- استخدام هرمون الذكورة: يجب عمل التحاليل اللازمة ويستخدم تحت الإشراف الطبي الدقيق.

4- مجموعة أخرى يمكن تسميتها أعشاب، أدوية أخرى، أو مكملات غذائية، ولكن لا تستخدم بمفردها لعلاج ضعف الانتصاب بسبب تأثيرها الضعيف، لذلك تضاف مع المجموعة الأولى أو مع البروستاديل. ومن أشهر هذه الأدوية:

a- مستحضر “DHEA” و هي مادة تتحول إلى هرمون”التستوستيرون” في الذكر أو هرمون “الإستروجين” في الأنثى. وتستخدم هذه المادة تحت الإشراف الطبي وعمل تحليل لقياس نسبة الهرمونات قبل الاستخدام. 

b- مادة “L-ARGININE” وللحصول على فعالية من هذه المادة يجب استخدامها بجرعات عالية تكون لها الكثير من الآثار الجانبية، وهو غيرمناسب لمرضى السكر، ويروج له بطريقة خادعة لعلاج ضعف الانتصاب ويُباع بأسعار مرتفعة جدًا.

c- عشبة “الجنسنج” وهي عشبة فعالة وتستخدم كمقوي عام للجسم ويوجد منها دهانات لعلاج سرعة القذف وضعف الانتصاب، ولكنها غير مناسبة لمرضى ضغط الدم المرتفع.

d- عشبة “الجينكوبيلوبا” وهي عشبة لها الكثير من الفوائد منها تقوية الذاكرة، وتستخدم في علاج ضعف الانتصاب مع المرضى غير المسموح لهم بتعاطي المجموعة الأولى من الأدوية مثل مرضى الشرايين التاجية. 

  • ثانيًا الأجهزة:

إذا كنت تعاني من ضعف الانتصاب وقد استخدمت المجموعة الأولى أو الثانية ….. الخ؛  ولكنك لم تجد النتيجة الكافية لإرضائك؛ فقد يلجأ الطبيب إلى وصف الأجهزة، وهذه الأجهزة ليس لها آثار جانبية ويروج لها كثيرًا في تقوية الانتصاب وتباع بأسعار مرتفعة جدًا بالرغم من فكرتها البسيطة؛ فهي مضخة تقوم بسحب الهواء من داخل القضيب ووضع حلقة على الجزء السفلي منه بغرض الحفاظ على الدم داخل أنسجته، وبقائه منتصبًا، وبعد الانتهاء من العملية الجنسية يزيل الشخص الحلقة؛ فيحدث الارتخاء.

  • ثالثًا الجراحة:

وهو آخر ما يلجأ إليه الطبيب في علاج ضعف الانتصاب: وهي عملية جراحية يُزرع فيها عمود لين مرن داخل القضيب وبه منفاخ صغير مختفي تحت الجلد، عند الضغط عليه في المرة الأولى يسبب الانتصاب، ثم بعد الانتهاء من العملية الجنسية بالضغط عليه مرة ثانية يحدث تفريغ للهواء وارتخاء في القضيب.

وأهم من هذه الطرق في التغلب على ضعف الانتصاب، هناك دور مهم للزوجة وهو التعامل مع الزوج بدون أن تؤثر هذه المشكلة على ممارسة الحياة الطبيعية، وتشجيعها لزوجها مما يكون له تأثير جيد في استجابة المريض للعلاجات.

وهناك تعليمات أخرى يتبعها مريض ضعف الانتصاب ومنها الإقلاع عن العادات السيئة مثل: التدخين وشرب الكحوليات، وممارسة الرياضة أو التمارين الخاصة بتقوية عضلات الحوض، والتعامل مع هذا المرض مثل تعامله مع أي مرض أخر دون أن يؤثر على حياته بصفة عامة.

السابق
متلازمه داون أسبابها وأعراضها وكيفية تشخيصها
التالي
زم الشفايف.. 3 طرق مختلفة للزم والتجميل لشفاه متميزة