سرطان الرئة | أنواعه وأسبابه وأعراضه وعلاجه

يُعد سرطان الرئة أحد أنواع السرطان المنتشرة عالميًا.

الرِئة هي العضو المسؤول عن التنفس وتبادل الغازات؛ يتخلص الجسم من خلالها من ثاني أكسيد الكربون الناتج عن عمليات الحرق، ويتم استبداله بالأكسجين اللازم للتنفس والتمثيل الغذائي. تتم عملية تبادل الغازات من خلال أكياس هوائية دقيقة تسمى الحويصلات (alveoli)، يسبب التدخين تهتكًا بتلك الحويصلات الهوائية، فلا تتم عملية تبادل الغازات بفعالية، وتختنق خلايا جسدك وأعضائه بالنهاية، مما قد يؤدي للوفاة. يُعد سرطان الرئة أحد أنواع السرطان المنتشرة عالميًا، ويساهم بنسبة كبيرة في الوفيات العالمية.

سنتناول خلال هذا المقال سرطان الرئة وأنواعه ومسبباته وأعراضه وعلاجه. فهيا بنا نتابع

ما هو سرطان الرئة وما هي أنواعه؟

هو أحد أنواع السرطان، ويحدث في خلايا الرِئة، قد يكون حميدًا ولا يتطلب علاجًا في أحيان كثيرة، وقد يكون غير حميدًا أو متنقلًا، وهذا هو الذي يحتاج للعلاج والتدخل الطبي. إذ تبدأ فيه الخلايا بالنمو المتزايد بشكل غير طبيعي خارج عن سيطرة الجسم، مسببةً أضرارًا كبيرة للرئة.

يُقسم الأطباء السرطان الرئة غير الحميد إلى نوعين رئيسيين تبعًا لشكل الخلايا السرطانية تحت المجهر، كذلك يعتمد قرار العلاج على تحديد نوع تلك الخلايا السرطانية، فتُصنف إلى:

1. سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة:

ويصيب ذلك النوع المدخنين بشراهة، لكنه أقل شيوعًا من سرطان الرئة ذو الخلايا الكبيرة.

ينمو وينتشر أسرع من سرطان الرئة ذو الخلايا الكبيرة، فحينما يتم تشخيص أحدهم بسرطان الرِئة ذو الخلايا الصغيرة، تكون الخلايا السرطانية انتشرت سابقًا.

ذو استجابة سريعًة للعلاج الكيميائي والإشعاعي، لكنه قد يعاود الظهور مجددًا في بعض الحالات.

2. سرطان الرئة ذو الخلايا الكبيرة:

يضم أنوعًا متعددة من مثل:

سرطان الخلايا الحرشفية (squamous cell carcinoma)

يبدأ ذلك النوع في الخلايا الحرشفية التي تبطن الجهة الداخلية لممرات الهواء بالرئة.

يتكون عادةً بمنتصف الرئة قريبًا من الممرات الهوائية الرئيسية.

السرطان الغدّي (adenocarcinoma)

يبدأ السرطان الغدّي في الخلايا التي تفرز المخاط والسوائل داخل الرِئة.

يحدث عادةً للمدخنين الحاليين، وأحيانًا يحدث لغير المدخنين ( الذين تعرضوا سابقًا للتدخين السلبي)، ينتشر بين النساء أكثر من انتشاره بين الرجال، كذلك يشيع بين صغار السن.

يقع السرطان الغدّي في الجزء الخارجي من الرِئة، وعادةً يتم اكتشافه قبل انتشاره.

سرطان الخلايا الكبيرة (large cell carcinoma)

يحدث ذلك النوع في أماكن مختلفة من الرئة، ويتميز بسرعة نموه وانتشاره، مما يجعل علاجه صعبًا.

وهناك سرطانات تبدأ خارج الرئة في أعضاء أخرى (كالثدي والبنكرياس والكلى والجلد)، وتنتشر وصولًا إلى الرئة، تلك الأنواع ليست أحد سرطانات الرئة، ويعتمد علاجها على مكان نشأتها الأصلي.

هناك عوامل مختلفة يمكن أن تؤدي إلى سرطان الرئة؛ منها عوامل يمكن التحكم فيها مثل الإقلاع عن التدخين، وأخرى لا يمكن التحكم فيها كالتاريخ العائلي المرضي، فما هي تلك العوامل؟

ما هي الأسباب التي تؤدي إلى سرطان الرئة؟

قد يسبب التدخين سرطان الرئة على المدى البعيد.

التدخين المباشر:

تزداد خطورة إصابتك بمرض سرطان الرئة مع زيادة عدد السجائر التي تدخنها يوميًا، كذلك مع عدد السنين التي قضيتها في التدخين.

بالإقلاع عن التدخين يمكنك النجاة، وتقل احتمالية إصابتك بهذا المرض الخطير.

التدخين السلبي:

حتى وإن كنت غير مدخنًا، تعرضك للدخان يزيد من احتمالية إصابتك بسرطان الرِئة.

التعرض السابق للعلاج الإشعاعي:

تزيد احتمالية إصابتك بمرض سرطان الرئة إذا تعرضت سابقًا للعلاج الإشعاعي على منطقة الصدر.

استنشاق الأسبستوس والغازات المسرطنة:

التعرض للأسبستوس والأبخرة المسرطنة الناتجة عن (الزرنيخ – الكروم – النيكل) يزيد من احتمالية إصابتك بسرطان الرِئة، خاصةً إذا كنت مدخنًا.

التعرض لغاز الرادون:

ينتج غاز الرادون من تحلل اليورانيوم في البيئة، ويصبح مكونًا ضمن مكونات الهواء الذي تستنشقه.

الرادون من الغازات المشعّة التي تتسبب في حدوث خلل بالجسم وظهور الخلايا السرطانية.

التاريخ العائلي لسرطان الرِئة:

سرطان الرئة من الأمراض الجينية التي يمكن أن تظهر في أبناء العائلة الواحدة، إصابة أحد أقاربك من الدرجة الأولى بسرطان الرِئة، يزيد احتمالية إصابتك المستقبلية به.

بعد أن تعرفنا على أنواع سرطان الرئة ومسبباته، هيا بنا نتناول أعراضه.

اعراض سرطان الرئة

لا تظهر أعراض وعلامات سرطان الرئة حتى يصل إلى مرحلة متقدمة، ويكون منتشرًا في أغلب الحالات.

لكنك إذا أسرعت بزيارة الطبيب فور شعورك بالأعراض يكون العلاج أكثر فعالية.

غالبية تلك الأعراض قد تظهر في أمراض أخرى غير سرطان الرئة، فعليك الانتباه واستشارة الطبيب فور شعورك بأي منها.

من الأعراض الأكثر شيوعًا في سرطان الرئة ما يلي:

الكحة المزمنة أو التي لا تستجيب للعلاج.
خروج دم أثناء الكحة.
ألم بالصدر يزداد مع التنفس أو الكحة أو الضحك (الانفعالات).
قصر النفس.
الشعور بالتعب والإعياء والضعف.
تكرار الإصابة بالالتهاب الرئوي وعدم الاستجابة للعلاج.
فقدان الشهية.
فقدان الوزن بسرعة وبدون أسباب ملحوظة.
تغير الصوت (ظهور بحة أو أزيز).

في حالة انتشار سرطان الرئة لأعضاء الجسم الأخرى، قد تشعر بما يلي من أعراض:

آلام العظام.
تورم الغدد الليمفاوية.
تغيرات بالجهاز العصبي (كالصداع المستمر وتنميل الأطراف وعدم الإتزان والتشنجات).

اعراض سرطان الرئة الحميد

كما ذكرنا سابقًا، فقد يكون ذلك الورم حميدًا.

سرطان الرئة الحميد يحدث نتيجة لعدة عوامل، منها:

الإصابة بالتهاب رئوي.
الإصابة بالدرن.
خراريج الرئة.

يتسبب ذلك في أعراض تنفسية مثل:

كحة مستمرة.
خروج دم أثناء الكحة.
قصر النفس.

اعراض سرطان الرئة المتقدمة

سرطان الرئة المتقدمة هو المرحلة الأخيرة لهذا المرض، ينتشر فيها السرطان خارج الرِئة التي نشأ بها إلى الرئة الأخرى وباقي أعضاء الجسم مثل: الكلى والكبد والعظام والمخ.

تعتمد اعراض سرطان الرئة المتقدمة على أماكن انتشار الخلايا السرطانية في الجسم، مثلاً:

إذا انتقل السرطان إلى العظام، يتسبب ذلك في آلام العظام والكسور.
لو انتقل إلى الكبد، يتسبب ذلك في الشعور بالامتلاء والغثيان والضعف العام وانتشار الصفراء بالجسم.
إذا انتقل إلى المخ، يتسبب في الصداع ومشاكل في الرؤية وصعوبة في التحدث ونوبات صرع.

تظهر كذلك أعراض أخرى مثل:

تورم الغدد الليمفاوية مثل التي بالرقبة.
ألم أسفل الظهر.
ألم بالبطن.
الضعف العام.
فقدان الشهية.
تنميل الأطراف.

بعد أن استعرضنا أنواع وأسباب وأعراض هذا المرض، هيا بنا نتناول طرق علاجه.

علاج سرطان الرئة

يعتمد قرار علاج هذا المرض على عدة عوامل، منها:

الصحة العامة للمريض.
نوع ومرحلة سرطان الرئة.
عُمر المريض.

وتتعدد طرق العلاج كما يلي:

1)- الجراحة (surgery)

يزيل الجراح الورم السرطاني وجزء من النسيج السليم من حوله؛ للتأكد من إزالة جميع آثار الخلايا السرطانية.

بعد نجاح الجراحة، يأخذ الجراح عينة من العقد الليمفاوية لفحصها والتأكد من وجود أي علامات للخلايا السرطانية بها من عدمه.

إذا أظهرت الفحوصات وجود بقايا للخلايا السرطانية بعد الجراحة؛ قد يصف لك الطبيب جلسات علاج بالإشعاع أو العلاج الكيميائي للقضاء على ما تبقى منها.

كذلك إذا كان حجم الورم كبيرًا؛ يعمل طبيبك على تقليل حجمه قبل إجراء الجراحة من خلال العلاج الإشعاعي أو الكيميائي.

2)- العلاج الإشعاعي (radiotherapy)

يعتمد العلاج الإشعاعي على تسليط حزم عالية الطاقة من الأشعة (كأشعة X) على الخلايا السرطانية لقتلها.

يستخدم العلاج الإشعاعي جنبًا إلى جنب مع العلاج الكيميائي في الكثير من الحالات، كالتي لا تصلح لها الجراحة، أو لا تستدعي حالتها الجراحة، كذلك قبل أو بعد الجراحة؛ لاستكمال العلاج والتخلص من بقايا الخلايا السرطانية.

3)- العلاج الكيميائي (chemotherapy)

يعتمد العلاج الكيماوي على استخدام الأدوية، وغالبًا ما تستخدم مجموعة من الأدوية معًا لضمان أكبر فعالية.

تؤخذ تلك الأدوية عن طريق الحقن بالوريد أو على هيئة أقراص بالفم.

يُستخدم العلاج الكيميائي كذلك قبل الجراحة؛ للتقليل من حجم الورم، أو بعد الجراحة منفردًا أو بالإضافة للعلاج الإشعاعي؛ لضمان القضاء على بقايا الخلايا السرطانية.

4)- العلاج الإشعاعي باستخدام التوجيه التجسيمي (Stereotactic body radiotherapy)

يطلق عليه أيضًا “الجراحة الإشعاعية”، هو علاج إشعاعي مكثف، يُجرى فيه تسليط العديد من حزم الأشعة من عدة زوايا على الورم السرطاني.

يعد العلاج الإشعاعي باستخدام التوجيه التجسيمي خيارًا للمرضى الذين لا يستطيعون الخضوع للجراحة، كذلك يمكن استخدامه لعلاج سرطان الرئة المنتشر بالجسم.

5)- العلاج الدوائي الموجه (targeted drug therapy)

يستهدف العلاج الدوائي الموجه خللًا جينيًا بالخلايا السرطانية، فتتجه جزيئات الدواء لتلك الخلايا فقط دون الإضرار بالخلايا السليمة.

لذلك تُفحص الخلايا السرطانية أولًا لتحديد نوع الطفرات الجينية المستحدثة بها.

6)- العلاج المناعي (immunotherapy)

يعتمد العلاج المناعي على مساعدة الجهاز المناعي للجسم في اكتشاف الخلايا السرطانية والقضاء عليها، فقد يعجز جهازك المناعي وحده في اكتشافها؛ إذ أنها تنتج بروتينات تخفيها عن خلايا المناعة.

يقتصر العلاج المناعي على المرضى المصابين بسرطان الرِئة المتقدمة، أو الذي انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.