لكم تمنت أن تتخلص من آلام مفاصلها، وأن تستطيع الحركة بسهولة كما كانت في السابق، ولم لا وقد كانت خشونة المفاصل التي أصيبت بها مؤخرًا عائقًا أمام ممارستها لمهام أمومتها على الوجه الأكمل؟
أخبرها الطبيب أن خشونة المفاصل ترتبط بالأضرار التي تلحق بالغضروف والأنسجة المحيطة به، وكذلك تتسبب هذه الأضرار في الإحساس بالألم وتيبُّس المفصل وفقدان وظيفته، كما تميل الغضاريف التي تبطِّن المفاصل إلى أن تصبح أكثر رقة.
في هذا المقال من أسره وطب سنجيب على تساؤلاتك عن الغضاريف وأهميتها وأسباب خشونة المفاصل.
ماهي وظيفة الغضاريف؟
في الحالات الطبيعية تعمل الغضاريف على منع احتكاك العظام ببعضها- وهو ما لا يحدث في حالة خشونة المفاصل- مما يسبب الإحساس بالألم، وعلاوة على الألم النفسى نتيجة لنقص القدرة على ممارسة الأنشطة الطبيعية بشكل سليم.
ولكن ما هو الغضروف؟
هو نوع من الأنسجة الضامة الصلبة والسميكة والمرنة المتواجدة في العديد من مناطق الجسم. وتشمل هذه المناطق: بين فقرات العمود الفقري وأنابيب الشعب الهوائية ونهايات الضلوع والأذنين والأنف، وكذلك بالإضافة إلى نهايات العظام الطويلة عند نقطة اتصالها مع بعضها في المفاصل.
مم تتكون الغضاريف؟
بشكلٍ عام، تتكون الغضاريف من الخلايا الغضروفية التي تعمل على إنتاج المواد البروتينية الهلامية المكونة من ألياف الكولاجين و البروتيوجليكان وألياف بروتينية مرنة، بالإضافة إلى حوالي 65 إلى 80 % من الماء.
أسباب خشونة المفاصل:
تحمي الغضاريف المفاصل من الاحتكاك ببعضها؛ فتحميها من التآكل والاهتراء.
تنشأ خشونة المفاصل نتيجة لتضرّر الأنسجة؛ فتتجمع مواد كيميائية في المفصل، فينتج عن ذلك زيادة في إنتاج مكونات الغضاريف، مثل الكولاجين المكون للنسيج الضام والبروتيوجليكانات المسؤولة عن المرونة. ويحدث ذلك في محاولة لإصلاح المفصل المتضرِّر، مما ينتج عنه بعد ذلك تورم الغضروف؛ نتيجة لاحتباس الماء ويصبح الغصروف رخوًا، وتبدأ الشقوق في الظهور على سطحه، وتتشكل تجاويف صغيرة في العظام تحت الغضروف تؤدي إلى إضعاف العظام، بالإضافة لذلك، تؤدي محاولات الأنسجة لإصلاح الضرر إلى حدوث نمو إضافي في الغضروف والعظام والأنسجة الأخرى. وقد يحدث أن تنمو زوائد عظمية على حواف المفصل، مؤدية إلى حدوث تحدب يمكن رؤيته والشعور به، فيصبح سطح الغضروف خشنًا به ثقوب بدلًا من سطحه الأملس في الحالة الطبيعية.
معاناة عند الحركة:
تؤدي التغيرات التي تطرأ على العظام والغضاريف إلى ألم ومعاناة عند الحركة. يحدث ذلك بسبب فقدان المفصل لقدرته على الحركة بسلاسة وامتصاص الصدمات؛ فتتعطل مكونات المفصل جميعها وهي العظم والمفصل والمحفظة والأنسجة الزلالية والأوتار والأربطة والغضروف، فتتغير وظيفة المفصل ويعاني المريض من ألم عند الحركة.
ليس هذا فحسب؛ بل غالبًا ما تتطور أعراض خشونة المفاصل تدريجيًّا، وربما تصيب مفصلًا واحدًا أو بضعة مفاصل في البداية.
ما هي المفاصل المعرضة للإصابة؟
أكثر المفاصل تعرضًا للإصابة هي:
- مفاصل أصابع اليد.
- تحدث حالات نمو العظام في مفاصل أصابع اليد عادةً في المفاصل الأقرب إلى أطراف الأصابع وتسمى عُقد هيبيردن، أو في مفاصل منتصف الأصابع وتُسمى عُقد بوتشار.
- قاعدة الإبهام.
- الرقبة
- أسفل الظهر.
- الأصابع الكبيرة في القدم.
- مفصلي الوركين.
- الركبة.
الأعراض:
أول الأعراض ظهورًا هو الألم العميق، خاصةً في تلك المفاصل التي تحمل وزن الجسم. ولذلك فإن الألم يزداد عند القيام بالأنشطة التي تنطوي على حمل الجسم مثل الوقوف.
قد يعاني المريض من تيبس المفصل بعد النوم أو بعد فترات الراحة. ولكن يزول هذا الألم خلال ثلاثين دقيقة غالبًا، خاصةً إذا تم تحريك المفصل.
تطور الأعراض:
من الممكن مع تطور الحالة أن تظهر المزيد من الأعراض مثل:
- تراجع قدرة المفصل على الحركة والعجز عن ثنيه أو جعله مستقيمًا بشكل كامل.
- قد تؤدي حالات النمو الجديدة للغضاريف والعظام والأنسجة الأخرى إلى زيادة حجم المفصل.
- تتسبب الأسطح غير المنتظمة للغضروف في حدوث صوت عند تحريك المفصل مع الشعور بالألم.
تشخيص خشونة المفاصل:
يعتمد التَّشخيص على الأعراض، بالإضافة للتشخيص باستخدام الأشعَّة السِّينية حيث تساعد على تأكيد التشخيص وتحديد المفاصل المتضررة.
تنقسم خشونة المفاصل إلى ما يلي:
- خشونة المفاصل الأولية:
هي حالات خشونة المفاصل التي يكون سبب الإصابة فيها مجهولًا، يمكن أن تصاب العديد من المفاصل- مثل الركبة وغيرها من المفاصل- بالتهاب المفاصل الأولي.
- خشونة المفاصل الثانويَّة:
يكمن السبب في خشونة المفاصل الثانويَّة في وجود إصابة بمرض آخر أو بحالةٍ أخرى، مثل:
- العدوى.
- تشوُّه مفصلي يظهر عند الولادة.
- إصابات المفاصل.
- زيادة الحديد في الجسم.
- زيادة النحاس في الكبد.
- الاضطرابات التي تُلحق الضَّرر بالغضروف المفصلي – مثل الروماتويد أو النقرس.
ويجدر بالذكر أن بعض الأشخاص الذين يُجهِدون بشكلٍ متكرر مفصلًا واحدًا أو مجموعة من المفاصل- مثل السباكين وعمال المناجم وسائقي الحافلات- يتعرَّضون للخطر بشكل أكبر.
ما هو مرض خشونة الركبة؟
يعبر مصطلح خشونة الركبة عن الحالة المرضية التي يحدث فيها تحلل وتفتت للغضاريف ما بين عظام الركبة. توفر هذه الغضاريف دعامة مرنة بين عظام مفصل الركبة. ومع الوقت يزداد احتمال تلامس عظام المفصل في منطقة الركبة واحتكاكها مع كل حركة، مما يتسبب في الألم والتورم والتصلب أو حتى ظهور النتوءات العظمية. كل ذلك يؤدي إلى صعوبة المشي وتناقص رغبة المريض في الحركة لتجنب الألم والانزعاج المرافقين لحركة مفصل الركبة المصاب.
اسباب خشونة الركبة:
قد تكون السمنة أحد أهم اسباب خشونة الركبة وكذلك تطور خشونة المفاصل، وإذا كان عمل الشخص يتطلب القيام بثني الركبة بشكل مستمر؛ فإن ذلك يزيد من احتمال الإصابة وخطورتها.
احتكاك الركب:
يُعرَف احتكاك الركبة باسم التهاب المفاصل الناتج عن اهتراء الغضروف، وفي هذه الحالة تتلاشى الغضاريف بين المفاصل. فتحتك عظام المفاصل بعضها ببعض بشكل شديد، دون وجود غضاريف لامتصاص الصدمات الناتجة عن ذلك. يتسبب احتكاك الركب في الألم والتورم والتيبس مع انخفاض القدرة على الحركة.
علاج خشونة الركبة:
يمكن استعمال الأدوية المسكنة للألم بالإضافة للأدوية المضادة لالتهابات المفاصل وخشونتها مثل دواء جينوفيل. يحتوي دواء جينوفيل على مادة الجلوكوزامين بشكل أساسي، لهذه المادة القدرة على تحسين حالة الالتهابات بشكل كبير وعلاج خشونة الركبة، لتعيد للمريض القدرة على ممارسة حياته بشكل شبه طبيعي.
تساهم ممارسة التمارين الرياضية والعلاج الطبيعي في تحسين حالة المريض، وقد يضطر المريض إلى اللجوء للعلاج الجراحي في بعض الحالات.
هل أثبت علاج خشونة الركبة بالخلايا الجذعية في جدة كفاءة في العلاج؟
تلجأ مراكز علاج خشونة الركبة بالخلايا الجذعية في جدة إلى حقن الخلايا الجذعية الجنينية في تجويف المفصل أو في محيطه. تعد هذه الطريقة من أحدث الطرق الطبية لعلاج خشونة المفاصل. وتستخدمها العديد من المراكز الطبية في العالم؛ إذ أن للخلايا الجذعية الجنينية قدرة عالية على الانقسام والتكاثر والتحول إلى خلايا غضروفية مفصلية .
علاج خشونة المفاصل بشكل عام:
يتضمن العلاج على كلٍ من العلاج الطبيعي والتمارين الرياضية مع استعمال الأدوية التي تقلل الألم وتُحسِّن وظيفة المفصل. وقد يلجأ المريض إلى إجراء جراحة استبدال المفصل أوإجراءاتٍ جراحيَّةٍ أخرى عند الحاجة إلى إجراء تغييرات كبيرة؛ نتيجة الضرر الشديد الذي أصاب المفصل.
أي المسكنات يمكن استخدامها؟:
لا تستطيع مسكنات الألم البسيطة (مثل مسكنات الألم المحتوية على الأسيتامينوفين) أن تقلل الألم النَّاتج عن خشونة المفاصل في بعض الحالات. يصف الطبيب في هذه الحالات، مسكنات أكثر قوة مثل المسكنات الأفيونية. ولكن لهذه الأدوية بعض الآثار الجانبية، فقد أثبتت الدراسات الطبية أن هذه الأدوية قد تُسبِّبُ التشوش الذهني عند كبار السن.
هل من بديل للمسكنات؟
يؤدي التدليك باستخدام المستحضرات التي تحتوي على مضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة إلى تخفيف الألم بشكل كبير. يعد هذاهو الخيار الأفضل بالنسبة لكبار السن؛ حيث يمتص الجلد كمية أقل من مضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة؛ مما يؤدي لتقليل حدوث الآثار الجانبيَّة لمضادات الالتهاب.
لا شك أن الوقاية خير من العلاج، لذا فإن تجنب زيادة الوزن وعدم تعريض المفاصل للحركات المتكررة دون راحة يحمي من خشونة المفاصل ويحافظ على سلامتها بشكل كبير.
