الطب العام

حموضة المعدة أو حرقة المعدة الأسباب والعلاج

بقلم د. محمود ممدوح
حموضة المعدة

تكمن وظيفة المعدة في هضم الطعام المُمرر لها من خلال المريء عن طريق الأحماض الهاضمة وأهمها حمض الهيدروكلوريك، وتتحكم البنية العصبية والإفرازات الهرمونية في معدل ضخ هذه الأحماض؛ وبالطبع فإن أنسجة المعدة مهيأة لتحمل تأثير تلك الأحماض. تزيد إفرازات المعدة في أحيان عدة بشكل كبير مسببةً أعراض حموضة المعدة أو ما يسمى حرقة الفؤاد (heartburn)، والتي قد تتراوح مدتها من عدة دقائق إلى بضع ساعات.

 الجدير بالذكر أن مصطلح حرقة الفؤاد لا يتعلق بأي مشكلة بالقلب، كذلك هو ليس مشكلة مرضية في حد ذاته؛ ولكنه عرض لارتجاع المريء (Acid reflux).
قد يكون تكرار تعرض الشخص لارتجاع المريء مؤشرًا وبقوة على إصابته بمرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD).


لعلك لاحظت العديد من الأشخاص حولك يحملون طوال الوقت الأدوية المضادة لحموضة المعدة؛ نظرًا لزيادة انتشار هذا المرض مؤخرًا نتيجة عوامل صحية وسلوكية سيتم ذكرها خلال هذا المقال من أسرة وطب.

أعراض حموضة المعدة

*  يفصل ما بين المريء والمعدة صمام أو عضلة قابضة تمنع خروج أحماض المعدة إلى المريء نظرًا لأن خلاياه المبطنة غير مهيأة لهذه الأحماض.

  • فى حالات ارتخاء هذا الصمام يحدث الارتجاع، وعند ملامسة هذه الأحماض  لجدار المريء تشعر بحرقة شديدة وعدم ارتياح أسفل القفص الصدري.
  • الشعور بحرقة شديدة في نهاية الحلق.
  • ارتجاع سائل ساخن بالفم له طعم شديد الحامضية.

من الممكن تطور الأعراض إلى كحة طويلة المدة مصاحبة لألم في الحلق وصوت مبحوح.

اسباب حموضة المعدة

كل ما سبق تزداد احتمالية حدوثه تبعًا لعوامل معينة ومنها:

1)- عوامل سلوكية مثل

– التوتر الدائم وقلة النوم.
– السمنة المفرطة.
– التدخين الشره أو حتى السلبي منه.
– الإفراط في المشروبات الكحوليات من أهم اسباب حموضة المعدة. 

– عدم ممارسة الرياضة.

– الإفراط في تناول المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين.

– تناول وجبات كبيرة.
– النوم بعد تناول الطعام بفترة أقل من ساعتين.
– الإفراط في المشروبات الحامضية، وتناول مختلف الأنواع من الشوكولاتة بكميات كبيرة.

– الإكثار من تناول بعض الأطعمة يسبب زيادة حموضة المعدة، وارتخاء الصمام العضلي ممرّر الطعام من المريء للمعدة منها:

  • الطماطم.
  •  الثوم.
  • البصل.
  • الأغذية عالية الزيوت والدهون.
  • 2)- عوامل طبية ومنها:

– الحمل.

– الاستخدام الزائد للأدوية المضادة للاكتئاب، ومسكنات الألم، ومضادات الهيستامين.

– الأشخاص المصابين بالفتق الحجابي (Hiatal Hernia)؛ وهو دخول الجزء العلوي من المعدة إلى داخل الحجاب الحاجز.

– الأشخاص المصابون بمرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) هم الأكثر عرضة للمعاناة من حموضة المعدة باستمرار.

– ارتخاء الصمام العضلي الفاصل ما بين المعدة والمريء.

– المعاناة من الإمساك لفترة طويلة.

كيف يتم تشخيص حموضة المعدة؟

عندما تعاني من الأعراض السابق ذكرها، واستشارتك للطبيب فمن السهل التعرف عليها كأعراض سببها حموضة المعدة؛ سيصف لك طبيبك علاج لحالتك مع اتباع نظام غذائي خاص باستبعاد الأطعمة المحفزة لزيادة حمض المعدة. 

يمكن أن تُتخذ خطوات متقدمة في التشخيص في حالة عدم الاستجابة للعلاج؛ للتوصل لمسببات أعراض حموضة المعدة سواء مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، أو الأمراض المتعلقة بعضلات ممر المريء ذاته وذلك من خلال عدة وسائل أهمها:

1)- أخذ صور أشعة سينية (ْX-Rays) للمريء بتقنية ابتلاع مادة الباريوم (Barium swallow):

ويهدف الطبيب من خلال هذه الوسيلة فحص المريء للتأكد من خلو المريء  من أي قرح أو ضيق في الممر ذاته قد يكون له دور في أعراض حموضة المعدة.

2)- مراقبة معدل حامضية المريء:

ويتم ذلك عن طريق وضع جهاز صغير بمريء المريض وتركه لفترة تتراوح من يوم إلى يومين لقياس معدل حامضية المريء.

3)- قياس ضغط المريء:
تعد تلك الأداة وسيلة فعالة لفحص وظائف عضلة المريء وحركته، وقياس فعالية الصمام السفلي للمريء الفاصل بينه وبين المعدة.

 4)- استخدام المناظير الطبية: 

تُستخدم في فحص مشاكل المعدة والمريء لاستكشاف الأسباب العضوية التي تسبب زيادة حموضة المعدة؛ عن طريق الجزء الأمامي من المنظار الذي يحتوي على كاميرا، ومصدر إضاءة لتبيان ما قد طرأ على المعدة أو المريء من تغيرات مرضية.

5)- أخذ عينة من نسيج المريء أو المعدة بواسطة المنظار لفحص أي تغييرات أو عدوى محتملة.

علاج حموضة المعدة

كما لاحظت عزيزي القارئ أن اسباب حموضة المعدة منقسمة إلي شقين أحدهما سلوكي والآخر لأسباب طبية ودوائية، لذلك وجب عند التفكير في علاج حموضة المعدة تغطية كافة أسبابها لكي يستطيع الشخص المُصاب التعايش معها.

أولاً: الشق الخاص بالسلوكيات وتغيير طريقة الحياة

  • الامتناع  عن تناول الأغذية ذات الزيوت المهدرجة المسببة لحموضة المعدة وعلى رأسها الوجبات السريعة.
  • التوقف عن المشروبات الكحولية.
  • تقسيم الوجبات إلى عدد مرات أكبر بكميات أقل لإعطاء الجهاز الهضمي الفرصة لهضم مكونات الوجبة بسلاسة أكبر.
  • مراعاة تنوع العناصر الغذائية من خضروات وفواكه سهلة الهضم بعيدًا عن الموالح.
  • التوقف عن التدخين.
  • يفضل خلال النوم رفع مستوى الرأس بما يقارب 10 حتى 15 سنتيمتر؛ لمساعدة الجاذبية على تقليل احتمالية الارتجاع ودوره كعامل أساسي في زيادة التعرض لحموضة المعدة.
  • أن لايقل الزمن ما بين آخر وجبة يتناولها الشخص و الاستلقاء للنوم عن ثلاث ساعات.
  •  النوم أو الاستلقاء على كرسي خلال قيلولة النهار للأفراد المعتادين على هذا الأمر.
  • عدم ارتداء ملابس ضيقة غير مريحة للجسم خصوصًا خلال تناول الطعام.
  • ينبغي أن تأخذ خطوات جادة في اتجاه إنقاص وزنك، إذا كان وزنك زائدًا وتعاني من حموضة المعدة.

ثانياً: الشق الدوائي لعلاج حموضة المعدة

وينقسم إلي :

  • علاجات مضادة للأعراض الناتجة عن حموضة المعدة، مثل:
  • مضادات الحموضة (Antacids)ومنها دواء مالوكس(Maalox):

تعمل مضادات الحموضة على معادلة الأحماض القادمة من المعدة لتقليل الإحساس المؤلم الناتج عن حموضة المعدة.

زيادة استخدام مضادات الحموضة يسبب إسهال أو إمساك للشخص المريض كعرض جانبي ناتج عن زيادة استخدام هذه العقاقير.

تجنباً لهذا العرض الجانبي يفضل استخدام مضادات الحموضة المحتوية على مركبات كيميائية مثل هيدروكسيد الماغنسيوم وهيدروكيسيد الألومنيوم.

في حالة عدم جدوى ما سبق من عقاقير ينتقل الطبيب للخطة التالية من العلاجات.

  • علاجات تثبط الإفراز الزائد من الأحماض المعدية. مثل:
  •  العقاقير المبطنة للمعدة لمنع الارتجاع مثل جافيسكون (Gaviscon).
  •  الأدوية حاصرات المستقبلات الهيستامينية (H2 blockers): لتقليل إنتاج أحماض المعدة.ومنها بيبسيد (pepcid)
  •    العقاقير المثبطة لضخ البروتون (Proton pump inhibitors): منها نيكسيام (Nexium) وتعمل كذلك على خفض إنتاج أحماض المعدة.
  • الأدوية المنشطّة والمعززّة لحركة القناة الهضمية (Prokinetics) ومنها: ريجلان (reglan)والتي تعمل على تقليل الزمن المطلوب لإفراغ المعدة، كذلك تقليل إفراز الأحماض وتدعيم الصمام العضلي بالجزء السفلي بالمريء لمنع الارتجاع.
السابق
فراخ مشوية على الفحم بتتبيلة المطاعم
التالي
عمل الارز المعمر الحلو في المنزل بطعم مميز