بقلم د. أميرة حلواني
تَشغلُ حبوب الشباب بال الكثير من الذكور والإناث في مرحلة المراهقة، وتنعكس بشكل سلبي على الحالة النفسية مسببةً الإحراج والقلق، ويمكن أن تصل إلى الاكتئاب في بعض الحالات، وحتى بعد التّخلص من حبوب الشباب وعلاجها قد تترك آثارًا وندبات مزعجة على البشرة. فما هي حبوب الشّباب؟ وماهي الطرق الصحيحة لعلاجها؟ وكيف يمكن التّخلص من آثارها؟
فلنتعرف سويًا مع أسرة وطب على حبوب الشباب وعلاجها.
أسباب ظهور حبوب الشّباب
تظهر حبوب الشّباب عندما تتراكم الإفرازات الدهنية وخلايا الجلد الميتة داخل جريبات الشّعر؛ مما يؤدّي إلى انسدادها وظهور رؤوس بيضاء أو سوداء أو بثرات على الوجه والجبهة. كما يمكن أن تظهر على الصدر وأعلى الظهر وعلى الأكتاف. تُعدّ حبوب الشّباب شائعة بين المراهقين ولكن يمكن أن تستمر كذلك إلى ما بعد سنوات المراهقة.
متى ينبغي استشارة الطّبيب؟
قم باستشارة طبيب مختصّ للتخلّص من حبوب الشّباب وعلاجها في الحالات التالية:
- إذا كانت حبوب الشّباب تجعلك تشعر بالخجل أو الإحراج.
- المستحضرات الّتي قمت باستخدامها لم تعط النتائج المرجوّة.
- إذا كنت تعاني من ندبات أو تغير في لون الجلد نتيجة حبوب الشّباب.
حبوب الشباب في الوجه وعلاجها:
تعمل الأدوية المستخدمة في التّخلّص من حبوب الشباب وعلاجها عن طريق:
- تقليل الإفرازات الدهنية من خلايا البشرة.
- تسريع عملية تبدّل خلايا الجلد.
- القضاء على البكتيريا المسببة لظهور الحبوب.
- تخفيف التهاب الحبوب.
يساعد الاستعمال الصحيح للأدوية في السيطرة على حبوب الشّباب وعلاجها دون تشكّل ندبات، إلا أنّ الوصول إلى بشرة صافية يستغرق وقتًا طويلًا يمكن أن يصل إلى أشهر أو حتى سنوات، وقد تزداد الحبوب سوءًا عند بدء العلاج قبل أن تبدأ بالتّحسن مجددًا.
يختلف النّظام العلاجيّ الّذي
يختاره لك الطبيب حسب عمرك وطبيعة وشدة حبوب الشّباب الّتي تعاني منها، بالإضافة
إلى استعدادك للالتزام بتطبيق العلاج، فقد تحتاج مثلًا إلى غسل وجهك وتطبيق
الأدوية مرتين في اليوم لعدة أسابيع.
يشمل تدبير حبوب الشباب وعلاجها عادةَ المشاركة بين العلاجات الموضعية وتلك الّتي
تؤخذ عن طريق الفم، وينبغي تجنب العلاجات الفموية لدى النّساء الحوامل.
أولًا: العلاجات الموضعية:
يمكن علاج الحالات البسيطة من حبوب الشّباب باستخدام مستحضرات جلدية على شكل كريم أو جل أو لوشن تُطبق خارجيًا على المناطق المتأثرة من البشرة. تتوفر هذه المستحضرات في الصيدليات ويمكن الحصول عليها دون الحاجة إلى وصفة طبية، وتشتمل على واحدة أو أكثر من المركبات التالية:
- بيروكسيد البنزويل: يُستعمل بمفرده أو بالمشاركة مع مشتقات الريتينويد أو المضادّات الحيوية الموضعية، ويمكن استخدامه بتركيزات منخفضة لتخفيف حبوب الشّباب وعلاجها لدى الأطفال بدءًا من عمر 9 سنوات.
- الريتينويد والأدوية المشابهة له: تُشتق هذه المستحضرات من فيتامين أ، وتفيد في التّخلص من حبوب الشباب وعلاجها عن طريق منع انسداد جريبات الشّعر بالمُفرزات الدهنية، ويمكن كذلك استخدام بعض أنواع الريتينويد في علاج حبوب الشّباب لدى الأطفال فوق ال 9 سنوات بتركيزات منخفضة.
- المضادّات الحيوية الموضعية: تفيد هذه الأدوية في السيطرة على حبوب الشباب وعلاجها عن طريق قتل الفائض من البكتيريا الموجودة على سطح الجلد وتخفيف احمرار الحبوب. عادة ما تستعمل المضادّات الحيوية مع بيروكسيد البنزويل ولا يُنصح باستخدامها بمفردها وذلك للتخفيف من احتمالية ظهور مقاومة لهذه الادوية وفقدانها لفعاليتها. وتُستخدم المستحضرات الحاوية على كل من المضادّات الحيوية وبيروكسيد البنزويل في الأشهر الأولى من العلاج مع مشتقات الريتينويد بالتناوب (الأول يستخدم صباحًا والثاني قبل النوم).
- حمض الأزيليك: لعلاج التّصبّغات الّتي تظهر بعد شفاء الحبوب الملتهبة، ويمكن استخدامه بشكل آمن للتخلص من حبوب الشّباب وعلاجها خلال الحمل.
- الدابسون: لعلاج حبوب الشّباب الملتهبة وخاصة لدى النّساء.
ثانياً: العلاجات الفموية:
تحتاج الحالات الأكثر شدة من حبوب الشّباب إلى تناول أدوية فموية للحصول على تأثير أكثر قوة، وتُوصف هذه الأدوية من قبل الطّبيب المختصّ، ومنها:
المضادّات الحيوية الفموية:
قد تحتاج إلى إلى تناول المضادّات الحيوية الفموية مثل المونوسايكلين الأزيثرومايسين للقضاء على البكتيريا وتخفيف الالتهاب.
يُنصح باستعمال هذه الأدوية لأقصر فترة ممكنة وبالمشاركة مع المستحضرات الجلدية الحاوية على بيروكسيد البنزويل؛ لتجنب ظهور مقاومة ضدها. يمكن أن تسبب المضادّات الحيوية المستخدمة لتدبير حبوب الشّباب وعلاجها بعض الانزعاجات الهضمية، كما يمكن أن تجعل البشرة أكثر حساسية لأشعة الشمس.
الأدوية الهرمونية:
– مانعات الحمل الفموية المركبة: يمكن أن تساعد مانعات الحمل الفموية في تحسّن حبوب الشباب وعلاجها لدى العديد من النّساء، خاصة إذا كان ظهور حبوب الشّباب مرتبطاً بفترة الدورة الشهرية أو مترافقًا مع متلازمة المبيض متعدد التكيسات، ولكن يمكن أن يأخذ العلاج وقتًا أطول للحصول على النتائج المرجوّة.
– الأدوية المضادة للأندروجين: مثل السبيرونولاكتون ويفيد في علاج حبوب الشّباب الناتجة عن ارتفاع الهرمونات الذكرية والّتي لا تستجيب للمضادات الحيوية لدى النّساء والشابات.
الإيزوتريتينوين:
يفيد استخدامه في علاج حبوب الشّباب واثارها عند فشل الأدوية الأخرى، إلا أنه قد يسبب العديد من الآثار الجانبية وينبغي استخدامه بحذر وتحت إشراف الطبيب.
ثالثًا: طرق أخرى للتخلّص من حبوب الشّباب
قد يلجأ الطبيب المختص إلى إزالة بقايا الرؤوس البيضاء أو السوداء باستخدام آلة يدوية وذلك بعد تطبيق العلاج الدوائي وشفاء الحبوب، كما يمكن تطبيق التقشير الكيميائي، أو استخدام الليزر أو العلاج الضوئي الديناميكي وتعدّ الطرق الثلاثة الأخيرة مفيدة كذلك في علاج آثار حبوب الشباب.
نصائح للعناية بالبشرة عند الإصابة بحبوب الشّباب
فيما يلي مجموعة من التدابير الذاتية الّتي يمكن أن تساعد في تسريع شفاء حبوب الشّباب:
- تجنب غسل الوجه أكثر من مرتين يوميًا، حيث يمكن أن يؤدّي ذلك إلى تهيج البشرة وجعل الأعراض أكثر سوءًا.
- استعمل صابونًا لطيفًا على البشرة وماءً دافئًا لغسل أماكن وجود حبوب الشّباب.
- تجنب محاولة إزالة الحبوب أو عصر الرؤوس السوداء كطريقة للتّخلّص من حبوب الشّباب وعلاجها لأن ذلك قد يؤدّي إلى حدوث ندبات دائمة.
- تجنبي استعمال الكثير من المكياج ومستحضرات التجميل ويُفضل استخدام المستحضرات ذات الأساس المائي لأنها أقل قدرة على سد مسامات البشرة.
- ينبغي إزالة المكياج بشكل كامل قبل الخلود إلى النوم.
- إذا كنتِ من صاحبات البشرة الجافة استعملي الكريمات ذات القوام المائي والخالية من العطور.
في الختام، تحتاج السيطرة على حبوب الشباب وعلاجها الكثيرَ من الصّبر والالتزام للحصول على النتائج المرجوّة!
