تجميل

جفاف البشرة وأسبابه وما له من آثار وأهم طرق العلاج

بقلم د. لمياء سعد غريب
جفاف البشرة

إن أكثر ما يُميز الجمال الخارجي للإنسان وخاصةً النساء هو نعومة وجمال البشرة، لذلك تحظى العناية بالبشرة بالكثير من اهتمام البنات والسيدات اللاتي يُردن التميز الجمالي والرضا عن مظهرهن الخارجي.. ولكن يعاني الكثير من جفاف البشرة وخاصةً في فصل الشتاء، فيُعد جفاف البشرة مشكلة مؤرقة ولكنها في الأغلب ليست خطيرة، وتكون ناتجة عن ظروف بيئية أو صحية أو نفسية، وقد تكون مشكلة عابرة قصيرة الأمد أو حادة ومزعجة.

دعونا في أسرة وطب نلقي الضوء على كل ما يخص جفاف البشرة من أسباب وعلامات وطرق علاج، وعلى كيفية العناية بالبشرة الجافة.

علامات جفاف البشرة

غالبًا ما يكون جفاف البشرة مشكلة عابرة -تحدث مثلًا في فصل الشتاء- وفي بعض الأحيان تكون مشكلة طويلة الأمد، إذ تتسم طبيعة جلد بعض الناس بالجفاف، أو قد لا تعانين من جفاف البشرة بطبيعة الحال سوى في أوقات مُعينة أو مع ظروف محددة.

يُمكن أن يتأثر أي جزء من الجلد بالجفاف، ولكن غالبًا ما يظهر جفاف البشرة على اليدين والذراعين والساقين، والمرفق (الشائع باسم الكوع)، وكعب القدم والعقب (باطن القدم من الخلف).

تختلف علامات جفاف البشرة حسب عدة عوامل منها: العُمر، وصحتك العامة، ومكان المعيشة، ومقدار الوقت الذي تقضينه خارج المنزل، فيأخذ شكل البشرة الجافة إحدى العلامات الآتية أو بعضها أو كلها:

  • يكون ملمس وشكل الجلد خشنًا بدلًا من أن يكون ناعمًا ورطبًا.
  • تَصلُّب البشرة، بمعنى أن يكون الجلد مشدودًا غير مرن خاصةً بعد الاستحمام.
  • ظهور قشور على سطح الجلد.
  • شعور بالحكة.
  • ميل البشرة إلى اللون الرمادي.
  • ظهور تجاعيد و خطوط رفيعة على سطح الجلد.
  • إحمرار البشرة.
  • ظهور تشققات عميقة قد تنزف أحيانًا.

لماذا أُعاني من جفاف البشرة؟

يُرجع الأطباء سبب جفاف البشرة إلى فقدان أو تناقص المياه والزيوت الطبيعية بالجلد، ويحدث ذلك لعدة عوامل، إما بيئية أو مرضية، أو نتيجة لسلوكيات وممارسات يومية خاطئة.. لذا يُمكن أن نسرُد أسباب جفاف البشرة كالتالي:

1- المُناخ: إذ أن التعرض للطقس البارد الجاف مع انخفاض مستوى الرطوبة يزيد من جفاف البشرة، ويظهر ذلك في فصل الشتاء.. كذلك بعض المناطق (خاصةً الصحراوية أو البعيدة عن البحر) تكون جافة ومُنخفضة الرطوبة في فصل الصيف أيضًا.

2- أجهزة التدفئة: سواء التدفئة المركزية أو مكيفات الهواء أو التدفئة باستخدام الحطب؛ لأنها تسحب الرطوبة من الجو وتُعرض لجفاف البشرة.

3- كثرة الاستحمام: والإفراط في تنظيف البشرة؛ لأن كثرة التعرض للماء ولفترات طويلة يُفقد الجلد مرونته، وخاصةً الماء الساخن.. أيضًا كثرة الاستحمام بحمامات السباحة المحتوية على نسبة عالية من الكلور.

4- استخدام صابون أو منظفات تحتوي على مواد كيميائية  قاسية: لأنه يزيل طبقة الزيوت الطبيعية الموجودة بالجلد، ويؤدي إلى جفافه.

5- بعض الأمراض الجلدية: مثل الإكزيما والصدفية، لأنها تُكوّن طبقة سميكة جافة على سطح البشرة.

6- بعض الأدوية: مثل مُدرات البول.

7- التدخين.

يجدر الإشارة إلى أن هناك بعض الأمراض التي قد تصيب البشرة بالجفاف كإحدى المضاعفات، مثل مرض السكري.

العوامل التي تزيد من جفاف البشرة

يُمكن لأي شخص أن يُصاب بجفاف البشرة، ولكن تزيد الفرصة مع العوامل الآتية:

1- العُمر: فكلما زاد العمر زادت فرصة جفاف البشرة، وخاصةً بعد سن الأربعين.

2- مكان السكن: إذ تزيد فرصة جفاف الجلد عند الأشخاص الذين يسكنون في أماكن باردة أو جافة أو قليلة الرطوبة.

3- طبيعة العمل: إذا كانت طبيعة عملك تُعرضك للماء لفترات طويلة مثل مهنة مُصفف الشعر؛ فحتمًا ستزيد لديكِ فرصة جفاف البشرة.

4- السباحة: إذا كانت بشكل مُتكرر بحمامات السباحة المُحتوية على نسبة عالية من الكلور.

علاج جفاف البشرة

إن من أهم طرق علاج جفاف البشرة هي مراقبة سلوكياتك وممارساتك اليومية الخاطئة وتصحيحها قدر الإمكان، فربما تحتاجين إلى تغيير نمط الحياة الخاص بكِ، فبعض التغييرات البسيطة تُساعد على تجنب جفاف الجلد أو التقليل من حدة هذا الجفاف.. مثلًا:

  • تجنبي استخدام الماء الساخن للاستحمام، واستبدليه بالماء الفاتر أو الدافئ.
  • لا داعي للاستحمام يوميًا، فالأفضل يومًا بعد يوم.
  • اجعلي وقت استحمامك 10 دقائق أو أقل؛ فالهدف هو تقليل مُدة تعرض بشرتك للماء.
  • استبدلي الصابون أو المُنظف المحتوي على مواد كيميائية قاسية بآخر من النوع الطبي، أو المُحتوي على مرطبات جلدية مناسبة لنوع بشرتك.
  • استخدمي طريقة التربيت بلطف على بشرتك لتجفيفها باستخدام منشفة ناعمة، بدلًا من فركها.
  • تجنبي حك أو فرك الجلد الجاف.
  • استخدمي القفازات عند غسل الصحون؛ حتى لا تتعرض بشرتك للماء لفترات طويلة.
  • استخدمي جهاز ترطيب الهواء (Humidifier) بمنزلك قدر الإمكان.
  • اشربي الكثير من الماء، فالماء يُعطي البشرة المرونة والترطيب.

عليكِ أيضًا اختيار نوع المُرطب الجلدي المناسب لبشرتك، فإذا كانت شديدة الجفاف فيُفضل استخدام المُرطبات ذات الأساس الزيتي، أو المحتوية على نفس مكونات طبقة الزيوت الطبيعية الموجودة في البشرة لتعويض فقدانها (ويُفضل النوع الثاني إذا كانت بشرتك دهنية بالأساس ولكنها تعرضت للجفاف لسبب أو لآخر).. وفي فصل الصيف عندما تقل نسبة جفاف البشرة استخدمي المُرطبات الخفيفة ذات الأساس المائي، وبشكلٍ عام تجنبي المُرطبات المُحتوية على الكحول؛ لأنها تزيد من جفاف البشرة.

يجدر الإشارة إلى أن المُرطبات المُحتوية على زيت بذور العنب ومضادات الأكسدة لها فاعلية كبيرة في الحفاظ على رطوبة ومرونة البشرة.

أيضًا تناول الأطعمة الصحية المُحتوية على الفيتامينات مثل الخضروات والفواكه الغنية أيضًا بالماء الضروري لترطيب الجلد، وتناول الدهون الصحية وأوميجا 3 الموجودة بالأسماك والمكسرات والأفوكادو، يساعد في علاج جفاف البشرة.

جفاف البشرة وجفاف الجلد

===> يجب الانتباه: إن “الماكياچ” أو مساحيق التجميل تُسهم بشدة في زيادة الجفاف للبشرة، لأنها تحتوي على مواد كيميائية ضارة بالجلد، لذا يجب التقليل منها، واستخدام كريم أساس مناسب لبشرتك، ويُفضل استخدام “المياه الحرارية “thermal water” مع كريم الأساس بشكل بسيط، كما يمكن استخدامها كمثبت مكياچ مما يحافظ على المكياچ ويحافظ على رطوبة بشرتك، وكذلك إزالة المكياچ بمُزيل ماكياچ مناسب وبلطف، واستخدام منظف طبي بعدها مناسب لنوع بشرتك وكذلك المرطب.

أيضًا الإقلاع عن التدخين وسيلة هامة لتجنب جفاف الجلد؛ لأن التدخين يُساهم بشكل قوي في زيادة جفاف البشرة، ويُعطي شكل الجلد مظهر غير صحي وأكبر من عُمره الحقيقي.

متى أزور الطبيب؟

يُمكنك معالجة جفاف البشرة عادةً بالمنزل باتباع الإرشادات السابقة، وباستخدام المُرطبات والكريمات والوصفات الطبيعية المنزلية، وخاصةً الڤازلين وچل الألوفيرا والجلسرين (إذا كنتِ في مكان معتدل الرطوبة؛ لأن الجلسرين غير مناسب إذا كان الجو شديد الجفاف وقليل الرطوبة؛ فحينها قد يزيد جفاف البشرة.. ويمكنك التغلب على ذلك بتخفيف الجلسرين بماء الورد قبل استخدامه على بشرتك).. ولكن قد تحتاجين لزيارة الطبيب أو أخصائي الجلدية إذا كان جفاف الجلد شديدًا جدًا، أو مصحوبًا بحكة تؤرق نومك، أو تَسبب في تشققات جلدية قد تنزف أحيانًا.

سيحدد لكِ الطبيب خطة العلاج معتمدًا على أسباب جفاف بشرتك، وسيصف لكِ مراهم أو كريمات أو أدوية للعلاج، قد تحتوي تلك الكريمات على مادة الكورتيزون بنسبة بسيطة.. وقد يصف الطبيب كريمات محتوية على مضاد حيوي لمنع أو علاج الالتهابات بأماكن تشقق الجلد.

بشكلٍ عام، علاج البشرة الجافة ليس صعبًا.. ولكن السر في نجاح العلاج هو الاستمرار، فلا تسأمي أو تملي.. وتذكري دائمًا الإرشادات السابقة للحفاظ على بشرتك رطبة ومرنة وناعمة.

السابق
الدهون الصحية |5 مصادر لـ اوميجا3 و4 فوائد سحرية للبيض
التالي
البروبيوتيك | بكتيريا نافعة تقوي مناعتك وتقي جسمك