الطب العام

تضخم البروستاتا قد يصيب الرجال في مختلف مراحل العمر

بقلم د. حسين الحجار

يشكو كثيرٌ من الرجال ممّن هم في المرحلة العمرية التي تبدأ من 45 عام من اضطرابات في غدة البروستاتا، وأكثر ما يعاني منه الرجال هو تضخم البروستاتا؛ الذي يُصاحبه التهابات متكررة في المسالك البولية، واحتباس بولي أو بول دموي، وربما يتطور إلى قصور كلوي؛ لذا دعنا نتحدث هنا في ساحة “أسرة وطب” عن مرض تضخم البروستاتا، وكيفية تشخيصه، وطرق تخفيف الأعراض وعلاجاته المختلفة.

ماهي البروستاتا؟

توجد البروستاتا فقط في الجهاز التناسلي للذكر، وهي غدة عضلية صغيرة، تقع أسفل المثانة البولية وتحيط بمجرى البول، ويتخللها قناتان ناقلتان للمني، ولها وظيفتان هامتان وهما:

1- الدور الرئيسي لغدة البروستاتا هو إفراز ذلك السائل القلوي الذي يُمثل حوالي 70% من السائل المنوي، ويحتوي هذا السائل على غذاء الحيوانات المنوية، ويعمل على تخفيف اللزوجة في المني؛ مما ينتج عنه سهولة في حركة الحيوانات المنوية، كما إنه عند الجماع الجنسي يعادل الوسط الحامضي الموجود داخل مهبل المرأة. 

 2- تنظيم المرور بين البول والسائل المنوي؛ أثناء القذف تقوم هذه العضلة بالضغط على عنق المثانة البولية، فتمنع عودة المني للأعلى، وأثناء التبول تضغط البروستاتا على قناتي المني فتمنع اختلاط السائل المنوي بالبول.

تضخم البروستاتا

ماذا يُقصد بمرض تضخم البروستاتا؟

يحدث زيادة في عدد الخلايا المُكونة لنسيج غدة البروستاتا ” فرط التنسج”، أو زيادة في حجم هذه الخلايا؛ فيحدث ما يُسمى تضخم البروستاتا الحميد “BPH”، أي أنه تضخم غير سرطاني، ولكن لهذا المرض كثير من الأعراض التي تُنّغِص حياة المصاب به، وهي حالة أكثر شيوعًا مع تقدم العمر، ولكن يُمكن أن يحدث أيضًا تضخم البروستاتا عند الشباب.

أسباب تضخم البروستاتا

يزداد احتمال الإصابة بمرض تضخم البروستاتا تدريجيًا مع تقدم العمر، في عُمر الـ 60 عام تجد أن الشخص لديه بعض علامات المرض، وبحلول سن الـ 85 إلى 90 عام تجد أن الشخص يُعاني من كل أعراض تضخم البروستاتا  ويحتاج بالفعل إلى العلاج، وأسباب هذا التضخم هي:

(ا)- خلل في الموت الخلوي المُبرمَج: أي استمرار وجود الخلايا القديمة للبروستاتا، وفي نفس الوقت تتكون خلايا جديدة مما ينتُج عنه تضخم البروستاتا.

(ب)- يمر هرمون التستوستيرون إلى داخل أنسجة البروستاتا، ويتحول بواسطة إنزيم “5alpha-reductase” إلى مادة “داي هيدرو تستوستيرون”، التي تؤثر على مستقبِلات “alpha” فتسبب فرط التنسج وتزيد من انقباض عضلة البروستاتا.

أعراض تضخم البروستاتا

البروستاتا المتضخمة تضغط على عنق المثانة البولية باستمرار؛ وينتُج عن ذلك اضطرابات مختلفة في التبول مثل:

  • تكرار التبول.
  • الشعور الطاريء بالحاجة إلى التبول.
  • الحاجة للاستيقاظ كثيرًا في الليل للتبول.
  • صعوبة في بدء التبول أو توقفه.
  • الشعور بعدم إفراغ المثانة بالكامل بغض النظر عن تكرار التبول.
  • انخفاض تدريجي في قوة تدفق البول، يتطور إلى التنقيط البولي ( سلس البول)
أعراض تضخم البروستاتا

يتجاهل العديد من الرجال أعراض تضخم البروستاتا  دون تلقي العلاج؛ فتتطور إلى أعراض أسوأ مما ذُكر مثل:

  •  عدوى بكتيرية والتهابات في المسالك البولية.
  • تكون الحصوات.
  • نزيف في مجرى البول.

وفي بعض الحالات من مرض تضخم البروستاتا، يحدث الانسداد الكامل لمجرى البول، أي انسداد منفذ المثانة؛ وبالتالي تَلَف الكُلى ( لعدم  قدرة المثانة على التفريغ والارتجاع إلى الكليتين).

تشخيص تضخم البروستاتا

يسألك طبيبك في البداية عن تاريخك المرضي، ثم يشمل الكشف خطوتان:

1- الكشف البدني يتضمن فحصًا للمستقيم؛ لتقدير حجم وشكل البروستاتا.

2- التحاليل المعملية والتي تتضمن:

  • تحليل البول؛ لتقييم الرواسب والبحث عن وجود الدم أو البكتيريا والبروتين أو الجلوكوز.
  • مزرعة من البول، في حالة ما إذا كانت نتيجة تحليل البول الأولى تشير إلى وجود خلل.
  • مسحة من البروستاتا، أي جزء صغير من نسيج البروستاتا وتُفحص للتأكد من مدى سلامتها.
  • تحليل مستضد البروستاتا النوعي(PSA)، ويُستخدم هذا التحليل للاكتشاف المبكر لأورام هذه الغدة.
  • تحليل دم؛ لتحديد نسبة السوائل الحيوية(الإلكتروليت)، واليوريا، والكرياتينين؛ لكشف القصور الكلوي المزمن.

هل يُمكن أن يزيد تضخم البروستاتا الحميد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا؟

 حتى يومنا هذا تُثبت الأبحاث الطبية أن تضخم البروستاتا لا ينتج عنه سرطان البروستاتا، ولكن إذا كان الشخص مُصابًا بالتضخم في هذه الغدة؛ قد يؤخر ذلك الاكتشاف المبكر للورم السرطاني بها؛ لذلك توصي جمعية أمراض المسالك البولية الأمريكية وكذلك الجمعية الأمريكية للسرطان بإجراء فحص كل عام للرجال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 50 و 70 عامًا، وفي حالة وجود تاريخ عائلي لسرطان البروستاتا؛ يُوصى بالفحص بدءًا من سن 40 عام.

طُرق علاج مرض تضخم البروستاتا

أولًا العلاج الدوائي ويشمل استخدام:

  1. مُحصِرات مستقبلات ألفا الأدرينالية مثل دوكسازوسين، وبرازوسين، والفوزوسين، وتيرازوسين وتامسولوسين.
  2. مثبطات إنزيم “5alpha-reductase”
  3. استخدام مضادات الكولين.
  4. استخدام المضادات الحيوية في حالة الالتهابات البكتيرية المزمنة.
  5. الأدوية المستخدمة في علاج ضعف الانتصاب مثل مادة “تادالافيل” بتركيز 5 مجم؛ يزيد من نسبة مادة “Nitric Oxide” التي تعمل على ارتخاء عضلة البروستاتا، وتُستخدم في حالة وجود مانع لاستخدام مُحصِرات مستقبلات ألفا.
  6. أعشاب طبيعية تفيد في علاج تضخم البروستاتا، ومن أشهرها المِنشارة النخلية(الساو بالميتو) واليقطين(القَرع العسلي).

ثانيًا العلاج الجراحي ويشمل:

  • استئصال جزء من البروستاتا عبر الإحليل البولي؛ يُخفف من أعراض تضخم البروستاتا.
  • الاستئصال المفتوح للبروستاتا، تُجرى هذه العملية في حالة التضخم الشديد ( حجم البروستاتا أكبر من 75 جم) أو في حالة سرطان البروستاتا.
  • العلاج بالليزر، ويُستخدم لقطع أو تدمير جزء من أنسجة البروستاتا، وتتوفر أنواع متعددة من الليزر، وكل نوع له نقاط القوة والضعف الخاصة به.
  • الدُعامات البروستاتية، وهي أجهزة مرنة تتسع عند وضعها لتحسين تدفق البول.
  • استئصال البروستاتا بالمنظار.
  • العلاج بالموجات الحرارية عبر الإحليل البولي (TUMT)؛ يولد الحرارة التي تسبب موت الخلايا في البروستاتا ، مما يؤدي إلى تقلص البروستاتا المتضخمة.

العلاج الطبيعي أو النصائح الموصى بها للمساعدة على تخفيف أعراض تضخم البروستاتا 

ويشمل إجراءات أو تغيرات في نمط الحياة مثل:

  • التبول بمجرد أن تشعر بالحاجة.
  • الذهاب للتبول؛ حتى في حالة عدم وجود رغبة.
  • تجنب أدوية مزيلات الاحتقان (التي تؤخذ بدون وصفة طبية) أو الأدوية المضادة للهستامين؛ التي تزيد من صعوبة إفراغ المثانة.
  • تجنب شُرب المياه أو الكافيين خاصة في الساعات التي تسبق النوم.
  • قلل من التوتر ومارس الرياضة بانتظام.
  • تعلم ممارسة تمارين “كيجل” لتقوية عضلات الحوض.
  • حافظ على الدفء دائمًا؛ فهذا يساعد على تخفيف أعراض تضخم البروستاتا.

ويجب أن يعلم مريض تضخم البروستاتا، أن مدة العلاج بالأدوية قد تطول لعدة أشهر، ولكن يمكنه الالتزام بالنصائح السابقة، بجانب تناوله للأدوية الموصوفة؛ للمساعدة على تخفيف الأعراض وتقصير فترة العلاج خاصة في حالة تضخم البروستاتا عند الشباب.

السابق
الصدفية | تعرَّف على طرق العلاج بالأدوية والأعشاب
التالي
تقويم الاسنان الشفاف.. الأنواع والمميزات والتكلفة