بقلم د. دعاء مجدي
لقد جعل الله سبحانه وتعالى غريزة الأمومة في كل فتاة منذ الصغر، ودائمًا ما تشعر بالحنان والمسئولية بفطرتها. وتمر السنين، ويصبح حلم الأمومة الذي باتت تحلم به منذ طفولتها حقيقة، وتتحمل الكثير من الآلام أثناء فترة الحمل وبعد ذلك تستعد لمرحلة الوضع واستقبال صغيرها بين يديها. كثيرًا ما تبحث كل أم عن افضل اوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة وكيفية الاهتمام بالرضيع والحفاظ عليه. سنتعرف على ذلك بالتفصيل مع أسرة وطب ومن خلال هذا المقال.
*11 فائدة من الرضاعة الطبيعية للأم والرضيع:
يُعد حليب الثدي التغذية المثالية للأطفال، إذ يحتوي على الكمية المناسبة من العناصر الغذائية الهامة، ويُهضم بسهولة، ومُتاح في أي وقت فلا تحتاج الأم لتحضيره مُسبقًا أو البحث عنه كثيرًا.
1. حليب الثدي يوفر للرضيع التغذية المثالية:
يُشكل حليب الثدي أهمية بالغة للرضيع في أول ستة أشهر، وهذا ما أكدته أغلب منظمات الصحة؛ إذ أن تركيب الحليب يتغير طبقًا لاحتياجات الرضيع خلال هذه الفترة. يُنتج الثديان سائلًا سميكًا، أصفر اللون يسمى(اللبأ) أو لبن السرسوب، ويحتوي على نسبة عالية من البروتين ونسبة قليلة من السكر كما أنه غني بالمواد الغذائية المفيدة. ويُعد لبن اللبأ المصدر الأول المثالي للبن، ومسئول كذلك عن مناعة الرضيع، ويساعد في تطوير وظيفة القناة الهضمية.
2. إن حليب الثدي غني بالأجسام المضادة، التي تمنع أو تحارب الميكروب الذي يدخل في جسم الرضيع، تُنتج هذه الأجسام في حليب الثدي ثم تصل إلى الرضيع عن طريق الرضاعة الطبيعية.
3. ومن أهم فوائده كذلك انخفاض معدل إصابة الرضيع بالعديد من الأمراض مثل: التهاب الأذن الوسطى الذي يزيد إلى حد ما في الأطفال التي تعتمد في التغذية على الحليب الصناعي، وذلك لا يحدث كثيرًا مع اوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة.
4. الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية أقل عرضة للسمنة مقارنًة بالأطفال الذين يتغذون على الحليب الصناعي، ولديهم كذلك نسبة أكبر من بكتيريا الأمعاء المفيدة.
5. أظهرت بعض الدراسات كذلك أن الرضاعة الطبيعية تزيد نسبة الذكاء لدى الطفل فى المستقبل، وتساهم بنسبة كبيرة فى التطور العقلى بشكل صحي، وتقلل من صعوبات التعلم.
6. وأما عن فوائدها للأم: فقد تزيد من صعوبة إنقاص الوزن خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة، لكن أغلب الحالات تساعد على فقدان الوزن بنسبة أكبر من الأمهات التي تلجأ إلى التغذية بالحليب الصناعي.
ومن الأفضل إنهاء مدة الرضاعة كاملة؛ فهى تمنح الطفل مناعة بنسبة كبيرة، ولكن قد تعانى الأم من صعوبات ومتاعب لقضاء وقت طويل خاصة في أول فترة، فيجب معرفة اوضاع الرضاعة الطبيعية الصحيحة لحديثى الولادة؛ حتى تتغلب على أوجاعها بسهولة ويستفيد الطفل كذلك.
7. ترفع الرضاعة الطبيعية من معدل إنتاج الأوكسيتوسين، وهو هرمون يُسبّب تقلصات في الرحم، ويُقلّل من فقدان الدم بعد الولادة، ويساعد الرحم على العودة إلى حجمه السابق.
8. تقل احتمالية إصابة الأم المرضعة باكتئاب مع بعض الولادة إذ تساعد الرضاعة الطبيعية على الاسترخاء وزيادة الارتباط بين الأم والطفل، ويُسهل ذلك معرفة أوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة.
9. من فوائد الرضاعة الطبيعية لأكثر من عام واحد: انخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض بنسبة 28%، كذلك تحمى الأم من أمراض عديدة مثل: ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والتهابات المفاصل وغيرها.
10. ومن الممكن استخدامها ضمن وسائل منع الحمل إذ أنها توقف عملية التبويض والحيض، لكن قد لا تكون فعالة تمامًا.
11. وأخيرًا، لا يوجد قلق بشأن شراء الحليب الصناعى المناسب، أو تسخين الزجاجات أو حساب احتياجات طفلك اليومية.
اوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة
أفضل اوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة بالنسبة لك هو الوضع الذي تكونين فيه أنتِ وطفلك في راحة تامة، ولا تحتاجين إلى الضغط لتحمل الوضع أو الاستمرار في الرضاعة.
- وفيما يلي بعض اوضاع الرضاعة الطبيعية الصحيحة بالصور
1. وضع المهد:
ضعي جانب رأس طفلك في ثنية مرفقك بحيث يكون جسمه كله في مواجهتك، واجعلى بطن طفلك تلامس جسدك حتى يشعر بالارتباط الكامل بينكما، ويمكن لذراعك الأخرى “الحرة” الالتفاف أسفل جسمه أو ظهره لدعم رأسه ورقبته.
2. ومن ضمن اوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة الوضع المتقاطع:
يشبه وضع المهد تمامًا، ولكنه متقاطع مما يعني أنه بدلًا من وضع رأس طفلك على ذراعك، وأنتِ تدعمين الجزء الأسفل منه، اجلسي بشكل مستقيم و أمسكي طفلك بحيث يكون الجزء الأسفل منه في ملتوي ذراعكِ ورأسه عند الثدي الذي تريدين إطعامه منه (الثدي الذي يوجد بجانب الذراع الداعمة للطفل)، ستمسكين رأسه كذلك بيد الذراع الداعمة، لذلك مرة أخرى، من المهم التأكد من أن لديكِ مساند للذراعين أو الوسائد، واستخدمي ذراعكِ الآخر لحمل ثديكِ من أسفل في وضع يسهل على طفلك الرضاعة، وهو يُعد من افضل اوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة.
3- ومن اوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثى الولادة المعروفة كذلك وضع كرة القدم:
ضعى ظهر طفلك على طول الساعد ليحمل طفلك مثل كرة القدم، ويدعم رأسه ورقبته في راحة يدكِ، ويعمل هذا بشكل أفضل مع الأطفال حديثي الولادة والأطفال الصغار.
4- ومن افضل اوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة فى الليل على السرير هو الوضع الجانبي :
يعمل هذا الوضع الجانبي بشكل جيد إذا كنت تتعافين من بضع الفرج، وهو شق لتوسيع فتحة المهبل أثناء الولادة. استخدمي الوسائد تحت رأسك لتصبحي أكثر راحة ثم احتضني طفلك واستخدمي يدك الحرة لرفع ثديك وضعي الحلمة في فم طفلك، وبمجرد أن “يعلق طفلك” بشكل صحيح، ادعمي رأس طفلك ورقبته بيدك الحرة حتى لا يكون هناك أيّ انحاء أو معاناة للحفاظ على الرضاعة.
5- المسكة المزدوجة لكرة القدم الأمريكية من افضل اوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة: بأن تضعي كلا الطفلين رأسًا لرأس على الوسادتين أمامك مباشرة. واحرصي على بقاء جسمي الطفلين متجهين نحوكِ بدلاً من أن يكونا متجهين لأعلى. استخدمي راحتي يديكِ لدعم الطفلين من رأسيهما.
*طرق زيادة إدرار الحليب:
بعد أن تعرفنا على اوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة، سنتحدث عن أهم طرق زيادة إدرار الحليب، أغلب النساء عادة ما يصيبهم القلق تجاه كمية الحليب التي ينتجها الثدي هل تكفي الطفل الرضيع؟ أم لا؟ وتبحث دائما عن طرق كثيرة والتي أهمها:
1. الرضاعة الطبيعية في أغلب الوقت:
عندما يرضع طفلك من ثديك، تُطلق الهرمونات التي تحفز ثدييك على إنتاج الحليب، وهو ما يسمى ب”الفعل المنعكس” وهذا يعني أنه كلما انقبضت عضلات ثدييك وتحرك الحليب عبر القنوات المخصصة، كلما زادت كمية الحليب التي ينتجها الثدي.
2. الضخ بين الرضعات:
يمكن أن يساعد الضخ بين الرضعات على زيادة إنتاج الحليب، كذلك تدليك ثدييك قبل الضخ يجعلك أكثر راحة ويسهل من عملية الضخ .
3. الرضاعة الطبيعية من الجانبين:
اجعلي طفلك يتغذى من كلا الثديين في كل رضعة، ودعي طفلك يتغذى من الثدي الأول حتى يتباطأ أو يتوقف عن الرضاعة قبل تقديم الثدي الثاني، ويساعد استخدام اوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة في كل هذه الطرق، ويمكن أن يساعد في تحفيز كلا الثديين لزيادة إنتاج الحليب.
4. بعض الأطعمة والأعشاب والمكملات الغذائية:
هناك أطعمة وأعشاب قد تزيد من إنتاج حليب الثدي، وفقًا للمؤسسة الكندية للرضاعة الطبيعية مثل: نبات الحلبة؛ الذي وجد أنه يكون فعالًا في أقل من سبعة أيام، وهذه الأطعمة والأعشاب تشمل:
الثوم ، والزنجبيل، ونبات الحلبة، والشمر، وخميرة البيرة، وعشب سبيرولينا.
تحدثي دائمًا مع طبيبك قبل تناول أي مكمل غذائي جديد، خاصة عند الرضاعة الطبيعية، إذ أن الوصفات الطبيعية قد تسبب آثارًا جانبية، واتبعي الأنسب والأكثر راحة لكِ من اوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة.
