الطب العام

الهربس الفموي | عدوى بكتيرية أم فيروسية؟

الهربس الفموي

عانيت منذ عدة أيام من وخز وألم في منطقة الفم، وبعدها ظهرت لي بعض البثور على الشفاه مما سبب لي الضيق والانزعاج، إذ إن حفل تخرجي بعد أسبوع؛ فذهبت إلى الطبيب لاستشارته في هذا الأمر فأخبرني أن هذا يُدعى (الهربس الفموي). كما نصحني بقراءة هذا المقال من موقع أسرة وطب، فدعونا نقرأه معًا لنتعرف أكثر على هذا المرض، وأسبابه، وأعراضه وطرق علاجه.

ما هو مرض الهربس؟

الهربس هو فيروس شائع يسبب عدوى، وتنتج عنه حبوب تمتلئ بالسوائل تحت سطح الجلد، وقد تُخدش أو تُفتح فينتج عنها قشرة أكثر سماكة، وتمتد لمدة 7 إلى 10 أيام ويطلق عليه أيضًا (قرح البرد)، وعادة ما توجد هذه التقرحات في الفم أو المنطقة المحيطة به وكذلك الأعضاء التناسلية. 

هناك نوعان من فيروس الهربس:

  • فيروس الهربس البسيط النوع الأول.
  • فيروس الهربس البسيط النوع الثاني.

هما متشابهان ولكنهما غير متطابقين من حيث المستضدات (antigens) والخارطة الوبائية وصورة ظهور عدوى الهربس السريرية. كما تتشابه مسارات كلا النوعين بعد الإصابة بالعدوى دون عِلاقة النوع أو موضع الإصابة في الجسم.

أسباب الهربس

ينتشر الهربس نتيجة ملامسة الجلد مع المناطق المصابة بالفيروس.

فيروس الهربس البسيط النوع الأول:

 هي عدوى شائعة ومتوطنة في أنحاء العالم، ويكتسب الجسم معظم أنواع عدوى هذا الفيروس في أثناء الطفولة وتمتد طيلة العمر. غالبية حالات عدوى فيروس الهربس البسيط النوع الأول هي حالات الهربس الفموي، عادة ما تصيب الفم أو المنطقة المحيطة به لذا يطلق عليه أحيانًا (الهربس الفموي) أو (الهربس الفموي الشفوي)، ولكن هناك نسبة ضئيلة من حالات عدوى فيروس الهربس البسيط النوع الأول هي حالات هربس تناسلي.

قد لا يدرك أغلب الأشخاص المصابين بعدوى النوع الأول أنهم حاملين للفيروس.

فيروس الهربس البسيط النوع الثاني:

هي عدوى شائعة في أنحاء العالم، ويسبب العدوى بهذا الفيروس الإصابة بالهربس التناسلي، الذي قد ينجم من الإصابة بالنوع الأول أيضًا.قد تكون الإصابة بلا أعراض أو مصحوبة بأعراض طفيفة، وقد لا يدرك بعض مصابي العدوى بإصابتهم.

من أهم أعراض الإصابة بالهربس التناسلي ظهور بثور وتقرحات في الأعضاء التناسلية أو حولها، وقد تكون مصحوبة بحكة ووخز قبل ظهور الأعراض.

ثبت بالدراسات والدلائل أن هناك ارتباط وثيق بين الإصابة بفيروس الإيدز (فيروس نقص المناعة المكتسبة) وفيروس الهربس البسيط النوع الثاني. فالإصابة بعدوى النوع الثاني تزيد من خطورة الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة بما يقرب من ثلاثة أضعاف.

الهربس عند الأطفال

هذا النوع من الهربس ناتج عن فيروس الهربس البسيط النوع الأول مما يسبب الهربس الفموي. وهو التهاب جلدي يصيب الفم عند حديثي الولادة، ويصاب الطفل بالهربس عن طريق إحدى الطرق التالية:

  • خلال الولادة.

في حالات نادرة يمكن أن تنتقل العدوى من أم مصابة بالهربس التناسلي إلى وليدها في أثناء الولادة الطبيعية ويطلق عليه (الهربس الوليدي)، وبالرغم من ندرة حدوث هذه العدوى إلا أنها تُعد شديدة الخطورة، وقد تؤدي إلى الإصابة بإعاقة أو الوفاة.

يُصبح خطر الإصابة بالهربس الوليدي على أشده عندما تلتقط الأم العدوى للمرة الأولى في الثلث الأخير من الحمل؛ إذ يكون الفيروس في أعلى مستوياته في الجهاز التناسلي في مرحلة العدوى المبكرة.

  • بعد الولادة.

تزداد إمكانية إصابة الطفل بالهربس خاصة في الأسابيع الأولى بعد الولادة عن طريق:

  • انتقال العدوى من شخص مصاب بقرح البرد عن طريق التقبيل.
  • انتقال العدوى من الأم إلى الطفل بالرضاعة الطبيعية في حالة وجود قرح الهربس على الثدي.

أعراض الهربس الفموي عند الأطفال

تُعد عدوى الهربس الفموي أكثر انتشارًا بين الأطفال من عمر سنة حتى خمس سنوات، وتظهر أعراض الهربس الفموي عند الأطفال من يومين إلى عشرة أيام من التعرض للعدوى (مدة حضانة المرض)، وبعض هذه الأعراض ما يلي:

  • قلة الرضاعة.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • ظهور تقرحات داخل الفم أو العين.
  • رفض الطعام أو الشراب خوفًا من زيادة الألم.

نظرًا لأنه يمكن الخلط بين الهربس الفموي والعديد من الأنواع الأخرى، بما في ذلك بعض ردود الفعل التحسسية، وفي بعض الأحيان قد تظهر القرح على الحلق واللوزتين، وتتشابه مع بقع الصديد الناتج عن التهاب الحلق البكتيري؛ لذا فإن أفضل طريقة لتأكيد تشخيص الهربس الفموي هي عن طريق أخذ مَسْحَة من موضع القرحة مع طلب فحص للدم.

أعراض الهربس الفموي 

تشمل ظهور:

  • بثور مؤلمة.
  • تقرحات مفتوحة في الفم أو المنطقة المحيطة به.

وتظهر هذه التقرحات بصورة شائعة على الشفاه، وعادة ما يعاني المصابون بالعدوى بوخز أو حكة أو حرقان في منطقة الفم قبل ظهور الأعراض. قد تنتكس البثور أو التقرحات بصورة دورية بعد العدوى الأولية.

يمكن أن يكون الهربس التناسلي الناتج عن النوع الأول من فيروس الهربس البسيط عديم الأعراض، أو قد تصاحبه أعراض طفيفة. العرض المميز للهربس التناسلي هو ظهور بثور أو تقيحات في الأعضاء التناسلية أو حولها.

علاج الهربس الفموي

الهربس الفموي

لا يوجد علاج فعال يقضي على العدوى فبمجرد الإصابة به يظل في الجسم، وعادة ما تُشفى هذه التقرحات في غضون أسبوع إلى أسبوعين على الأكثر. ولكن استخدام بعض الأدوية أو العلاج بالأعشاب قد يخفف من حدة الألم والالتهابات. كما تساعد بعض العلاجات في الحد من انتشار فيروس الهربس، كما يقلل بعضها من المزيد من التقرحات، أوالالتهابات، والألم.

وإليك أفضل طرق علاج الهربس:

  • علاج الهربس بالأدوية.
    • يمكن استخدام الأدوية المضادة للفيروسات للتخفيف من حدة الأعراض ولكنها لا تقضي على العدوى، ومنها: الأسيكلوفير، وفالسيكلوفير، وفامسيكلوفير.
    • كما يمكن استخدام بعض المراهم والكريمات إذ تكون أكثر فعالية إذا استخدمت فور ظهور الأعراض أو الإحساس بالوخز.
  • علاج الهربس الفموي بالعسل.
    • يُساعد العسل بصورة كبيرة على شفاء وتطهير التقرحات التي تظهر مع الهربس الفموي؛ لذا يُنصح الأطباء بوضع القليل من العسل على أماكن التقرحات والبثور.
  • علاج الهربس الفموي بعشبة المليسا.
    • عشبة المليسا: من عائلة النعناع، والمعروفة أيضًا ببلسم الليمون لأن رائحتها تشبه الليمون. قد تساعد هذه العشبة على تقليل التورم والاحمرار، ومع ذلك ليست لها فاعلية في تقليل الشعور بالألم. كما يساعد شرب الشاي بعشبة المليسا على الوقاية المستقبلية من قرح البرد.
  • علاج الهربس الفموي بجل الصبار (الألوفيرا).
    • أثبتت الدراسات أن وضع القليل من جل الصبار موضعيًا على القرح يساعد في تهدئة البشرة، فيتميز أنه ذو خصائص مضادة للالتهاب.
  • علاج الهربس بالثلج.
    • وضع الثلج أو كمادات الماء البارد على القرح يمكنه تخفيف الألم والالتهاب، ولكن لا يمكنه القضاء على الفيروس.
  • تناول الشاي الأخضر.
    • نظرا لاحتوائه على مضادات الأكسدة، التي تخفف من أعراض الهربس؛ لذا يُنصح الأطباء المصابين بعدوى الهربس الفموي بتناول من 4 إلى 5 أكواب من الشاي الأخضر يوميًا.

بعض النصائح للعناية بالطفل المصاب بالهربس الفموي

  • وضع كمادات ماء بارد على القرح لتخفيف الألم.
  • محاولة منع الطفل من حك القرح للحد من انتشار العدوى في مناطق أخرى من الجلد أو إلى العين.
  • تقديم مشروبات باردة للطفل للتقليل من الألم ومنع إصابته بالجفاف الناتج عن رفضه للشراب والطعام.

كيف تحمين أطفالك من العدوى؟

  • الفصل بين أدوات الطفل المصاب وباقي الأطفال، مع غسل أدوات المُصاب بالماء الساخن وتعقيمها جيدًا.
  • عودي طفلك عدم التقبيل من الفم؛ إذ إنه سبب انتشار الكثير من الأمراض ومنهم الهربس.
  • إذا ظهرت عليكِ الأعراض أو القرح فعليكِ بغسل اليدين جيدًا قبل التعامل مع الأطفال. قد تكون الأعراض طفيفة عند البالغين ولكنها تكون شديدة الخطورة عند الأطفال ولا سيما الرضع.

كيفية الوقاية من الهربس الفموي

ينتقل مرض الهربس عن طريق الاتصال المباشر. إذ ينتقل النوع الأول من فيروس الهربس البسيط بواسطة مشاركة الأشياء الخاصة أو ملامسة التقرحات بصورة مباشرة. أما النوع الثاني من الفيروس (الهربس التناسلي) ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي أو ملامسة التقرحات.

 وتتضمن طرق الوقاية من النوع الأول من الهربس ما يلي:

  • غسل اليدين جيدًا.
  • عدم الاتصال المباشر مع المصابين.
  • عدم مشاركة الأدوات الشخصية مع الآخرين ومنها: المناشف، وأدوات المائدة، والملابس.

كما تتضمن طرق الوقاية من النوع الثاني ما يلي:

  • الابتعاد عن ممارسة العلاقة الجنسية إذا ظهرت أعراض الهربس التناسلي مع ضرورة مراجعة الطبيب.
  • استخدام الواقي الذكري يحمي من الإصابة بالهربس.
  • إذا أُصيبت الحامل بالعدوى في الثلث الأخير عليها بمراجعة الطبيب لتلقي العلاج واستشارته ما إذا كانت الولادة القيصرية أمر وارد لحماية الجنين من العدوى، التي يمكن أن تحدث خلال الولادة الطبيعية.

بعد الإصابة بفيروس الهربس للمرة الأولى يظل الفيروس كامنًا غير ناشطٌ في الجسم، حتى تتحين له الفرصة في الظهور مرة أخرى عن طريق ضعف المناعة، أو التعرض للعدوى بالفيروس مرة أخرى. وأخيرًا أتمنى أن يكون ساعدك المقال على معرفة هذا الفيروس، ولا تقلق فمع اتباع طرق العلاج كما ذكرنا ستمر تجرِبة الهربس سريعًا ودون مضاعفات.

السابق
أفضل طرق علاج سيلان الانف عند الكبار والأطفال
التالي
خشونة المفاصل | آلام جسدية ونفسية، الأسباب والعلاج