الطب العام

النخالة الوردية.. ما أسبابها وكيف نعالجها

 بقلم د. ياسمين أحمد اللباني 
النخالة الوردية

هل تعاني من أعراض النخالة الوردية ولا تعرف السبب.. تريد معرفة معلومات أكثر عن هذا المرض.. أسباب الإصابة بهذا المرض الجلدي.. كيفية التعامل مع الأعراض.. كيفية علاج النخالة الوردية وهل يمكن الاكتفاء بالعلاج المنزلي أم لابد من الذهاب إلى الطبيب؟.. هل هناك أي إجراءات يمكن فعلها لتقليل الأعراض أو لتجنب المضاعفات؟.. فقط عليك متابعة هذا المقال إلى آخره للوصول إلى تلك المعلومات، فإليك ما لا تعرفه عن هذا المرض. 

دعنا أولا نتعرف على طبيعة مرض النخالة الوردية ومن ثم نتطرق إلى كل ما يخص هذا المرض ثم نقوم بتوضيح كيفية السيطرة على المرض وكيفية علاجه.

ماذا نعني بمرض النخالة الوردية:

النخالة الوردية أو ما تعرف باللغة الإنجليزية باسم (pityriasis roseae) عبارة عن طفح جلدي يظهر في صورة بقعة حمراء كبيرة بارزة عن مستوى سطح الجلد تسمى Herald patch  وتبدو أحيانًا خشنة الملمس بعض الشئ. تبدأ تلك البقعة بنقطة دائرية صغيرة  على الأغلب في منطقة الصدر أو الظهر أو البطن (الجذع) أو الذراعين يصاحبها حكة، وفي بعض الأحيان تكون الحكة شديدة، ويظهر هذا المرض بصورة شائعة بين سن 10إلى 35 عامًا لكن ظهوره غير محدد بسن معين إذ يظهر أيضًا في الأطفال وكبار السن، ويعد من الأمراض الجلدية غير المُعدية.

أسباب ظهور مرض النخالة الوردية:

يُعد هذا المرض غير معروف السبب بصورة دقيقة كما أن طريقة الإصابة غير معروفة أيضًا، ولكن تبعًا للدراسات والبحوث العلمية يعتبر الأطباء أنه مرتبط بعدوى فيروسية لا سيما البعض من أنواع معينة من الهربس (Human herpes virus-6 and 7) إذ يتوافق ظهور النخالة الوردية عادةً مع وجود حمى بالجسم أو التهاب الحلق وصداع وهذا ما يثبت صحة تلك الدراسات.

أعراض تشير إلى وجود هذا المرض:

أما عن الأعراض فكما ذكرنا أنها تكون في صورة طفح جلدي على رقعة من الجلد بارزة عنه، ويصاحبها حكة بسيطة في حوالي 50 % من الحالات المصابة و تزداد  الحكة بتأثير الضغط النفسي ، يمكن أن يصل عرض الجزء البارز من الجلد في بعض الأحيان إلى 10 سنتيمترات و أحيانًا يصاحب هذا الطفح الجلدي ما يشبه أعراض الإنفلونزا مثل احتقان الحلق، إرهاق بدني، وفقدان شهيه.

علاج النخالة الوردية:

عادة ما تختفي النخالة الوردية في غضون 4 إلى 10 أسابيع تلقائيًا دون تعاطي أي علاج وبدون أن تترك آثار طفح جلدي أو ندبات، ولكن تخفف الأدوية في هذه الحالة من شدة الأعراض أو بالأخص تقلل من التهيج. أما إذا لم يختفِ الطفح الجلدي بعد 10 أسابيع فلابد هنا من مراجعة الطبيب فى هذا الوقت لأن العلاج حينئذٍ يكون إلزاميًا.

نبدأ بالعلاجات المنزلية:

إليك عزيزي القارئ بعض النصائح التي من الواجب عليك اتباعها إذا كنت تعاني من النخالة الوردية للسيطرة على التهيج والطفح الجلدي قدر الإمكان وتجنب حدوث المضاعفات المتوقعة.

  • يجب تجنب أي سخونة زائدة حول الجسم سواء كانت بسبب ممارسة رياضة لفترة طويلة مثلا أو غيرها للتقليل من تهيج الجلد، كما يجب تجنب الحرارة العالية الناتجة من التعرض للشمس لفترات طويلة وقت الذروة فهاذا يزيد الوضع سوءًا. 
  • يوجد علاقة طردية بين النخالة الوردية والاستحمام باستخدام منتجات العناية بالبشرة التي تحتوي على مواد عطرية تسبب زيادة التهاب الجلد، كما أن استخدام الماء الساخن أثناء الاستحمام يزيد من تهيج الجلد أيضًا مثلما ذكرنا في النقطة السابقة، فلا داعي لاستخدام الماء الساخن أو هذا النوع من  المنتجات المنظفة إذا كنت تعاني من نخالة وردية ويمكن الاكتفاء فقط باستخدام الماء الدافئ أو البارد في الاستحمام واستبدال المنتجات العطرية بأخرى خالية من العطور الضارة للبشرة.
  • تجنب استخدام المنتجات التي تعرف باسم مضادات الجراثيم المستخدمة كمزيلات للعرق وغيرها نظرًا لاحتوائها أيضًا على مواد عطرية. 
  • احمِ المنطقة المصابة من حروق الشمس باستخدام واقي شمسي مناسب و خالي من العطور والأفضل تغطية الطفح بملابس فضفاضة قبل الخروج من المنزل وتقليل عدد مرات الخروج صباحًا بقدر الإمكان.
  • استخدم كمادات باردة على الجلد باستخدام قطعة نظيفة من القماش وغمسها في الماء ثم ضع القماشة على مكان الإصابة مع الضغط عليها لمدة 3- 5 دقائق.
  • يمكنك استخدام غسول أو دهان مضاد للحكة مثل الكلامين أو أكسيد الزنك، ومرطب مناسب لتلطيف الجلد.
  • يلجأ البعض أحيانا إلى استخدام أقراص مضادة للهيستامين في حالة زيادة بقعة الطفح الجلدي لتجنب الاستيقاظ من النوم بسبب حدوث حكة أثناء النوم.
  • ارتداء الملابس القطنية وتجنب الملابس المصنوعة من مادة البولي استر للحفاظ على الجلد وتقليل تهيجه.

أما عن العلاج غير المنزلي فيكون بعد تواجد الطفح لمدة تتجاوز ثلاثة أشهر إذ ينبغي فورًا الذهاب إلى الطبيب للوصول إلى التشخيص السليم واتباع الإجراءات اللازمة لعلاج الحالة. ويوصي الأطباء كذلك باستخدام أقراص مضادة للهستامين وكريم موضعي يحتوي على هيدروكورتيزون (Hydrocortisone) كما يمكن استخدام دهان مضاد للفيروسات مثل الأسيكلوفير (Acyclovir) في حالة وجود الهربس بالجسم وفي نهاية المطاف يأتي دور العلاج باستخدام أشعة الضوء أو ما يسمى العلاج الضوئي. 

العلاج الضوئي:

يكون العلاج بهذه الطريقة بتسليط الأشعة فوق البنفسجية على المنطقة المصابة، إذ يُعتقد أن هذه الأشعة تقلل من مدة الإصابة بالطفح الجلدي وتساعد على تلاشي هذا المرض، ولكن يعقب العلاج الضوئي وجود بقعة داكنة بالجلد في مكان الإصابة الأولى تبقى بعد زوال الإلتهابات والطفح الجلدي. فى معظم حالات الإصابة يكون العلاج الضوئي غير ضروري.

كيفية تشخيص المرض:

 يقوم الطبيب بالتشخيص عن طريق النظر إلى رقعة الجلد المتهيج إذ تشبه شجرة عيد الميلاد في شكلها وللتأكد من التشخيص يقوم بعمل قشط برقعة الجلد المصاب و أخذ عينة منها وفحصها للتأكد من وجود مرض النخالة الوردية إذ يختلط تشخيصه المرض مع بعض الأمراض الجلدية الأخرى.

المضاعفات المتوقع حدوثها:

  • حكة شديدة بالجلد.
  • ازدياد رقعة الجلد المصابة نتيجة عدم السيطرة على المرض. 
  • زيادة تهيج الجلد.
  • وجود بقع بنية دائمة بعد الشفاء لكن في أغلب الأحيان تختفي تلك البقعة ذاتيا. 
  • حدوث إجهاض في بعض الأحيان خصوصا عند الإصابة في الأسابيع الأولى من حدوث الحمل (أول 15 أسبوع تحديدا) كما يمكن أن يحدث تشوهات للجنين في حالة اكتمال الحمل، لذا فمن الواجب المتابعة مع طبيب متخصص أولًا بأول في حالة ظهور أي أعراض للإصابة بالمرض خلال فترة الحمل في أي مرحلة.  

هل تظهر النخالة الوردية بعد الشفاء التام؟

تحدث الإصابة لكثير من الناس مرة واحدة بالعمر إلا أنه من الممكن تطور حدوث الطفح الجلدي فى هذا المرض أكثر من مرة إذ تقول الدراسات والأبحاث أن نسبة بسيطة من البشر (حوالي 2 إلى 3 % فقط) يمكن أن يصابوا بالمرض مرة أخرى.

كيفية الوقاية من المرض:

نظرا لعدم وجود أسباب واضحة لمرض النخالة الوردية فلا يوجد لدينا طريقة لمنع حدوثه ولكن لا داعي للقلق لأنه غير معدي كما وضحنا لك عزيزي زائر أسرة وطب في هذا المقال.

السابق
طريقة عمل طاجن البامية باللحمة في الفرن
التالي
كيكة قوس قزح.. كيك هش بألوان جذابة