الطفل

اللسان المربوط عقبة تواجه رضيعك.. الأعراض والمخاطر

بقلم د. غادة جمال سرور
اللسان المربوط

تقف ظاهرة اللسان المربوط عائقًا أمام الكثير من الرضع، فلا يمكنهم التعبير عن أنفسهم وتعلم الكلام كباقي الأطفال، بل قد يؤدي فيما بعد إلى التلعثم وصعوبة الكلام، إذا استمر الأمر لفترة طويلة في عمر الطفل، مما قد يؤثر على بناء شخصيته ويسبب انطوائه عن الناس والأطفال، فما هي اعراض اللسان المربوط عند الرضع؟ وما هي مخاطره وطرق علاجه؟

نأخذكم في رحلة قصيرة مع أسرة وطب للتعرف على كل ما يخص اللسان المربوط (Tongue-tie) من أعراض ومضاعفات ووسائل العلاج المتاحة.

هل تعرف ماذا تُعني ظاهرة اللسان المربوط عند الرضع؟

يرتبط السطح السفلي من اللسان بقاع الفم بواسطة ثنية من نسيج اللثة تُدعى اللجام اللساني (Lingual frenum)، حيث تقع في الوضع الطبيعي في منتصف اللسان، فتمنح للسان حرية الحركة في كل الاتجاهات وسهولة الكلام، ولكنها تحميه من رجوعه بالحلق وابتلاعه، مما قد يسبب الاختناق.

بينما في بعض الرضع، قد تتواجد هذه الثنية بالقرب من طرف اللسان (Tongue tip)، أو تكون قصيرة أكثر من الطبيعي، فتسبب اللسان المربوط (Ankyloglossia) للرضيع، مما يُقيّد حركة اللسان، ويُعوق الرضاعة الطبيعية، كما يسبب اضطراب الكلام فيما بعد.

اقرأ أيضًا: اللسان الجغرافي مشكلة تؤرق الشباب والأطفال

أسباب اللسان المربوط

مع نشأة الجنين، يكونا اللسان وقاع الفم متصلان، ومع نمو الجنين ينفصل اللسان عن قاع الفم تدريجيًا، إلى أن يترك تلك الثنية، التي تكون سميكة في البداية، ولكنها مع النمو تنحف وتتراجع للوراء، إلى أن تصبح بمنتصف اللسان، ولكن في بعض الأطفال، قد تبقى هذه الثنية سميكة فلا يمكنها التراجع قبل ميلاد الطفل، مسببةً اللسان المربوط.

لا يوجد حتى الآن سبب واضح لتلك الظاهرة، فقد تكون وراثية أو جينية في بعض الحالات، وهي أكثر حدوثًا في البنين عن البنات بنسبة 3 : 1.

اعراض اللسان المربوط عند الرضع

هناك بعض الأعراض التي تظهر على الطفل، وأخرى قد تظهر على الأم، ومن الأعراض التى تظهر على طفلك:

  • اضطراب الرضاعة الطبيعية، الذي يظهر كالتالي:
    1. عدم القدرة على المص، فيكون المضغ عند الرضيع أكثر من المص.
    2. عدم قدرة اللسان على التماسك مع حلمة الثدي أثناء الرضاعة.
    3. استغراق الطفل وقتًا طويلًا أثناء الرضاعة.
    4. استهلاك كمية قليلة من غذائه بالرغم من طول مدة الرضاعة.
    5. بقاء الطفل جائعًا في معظم الأحيان.
    6. بقاء وزن الرضيع منخفضًا؛ نتيجة لعدم تناوله القدر الكافي من الحليب.
    7. ظهور صوت طرقعة أثناء الرضاعة.
  • صعوبة الكلام.
  • عدم القدرة على تحريك اللسان بعيدًا إلى الجانبين أو إلى الأمام.
اللسان المربوط
  • عدم القدرة على ملامسة طرف اللسان للأسنان الأمامية العلوية من الخلف.
  • قد يظهر شكل اللسان المربوط عند الاطفال كشكل القلب (V- shaped) عند طرف اللسان.

أما عن الأعراض التي قد تظهر على الأم، فهي كالتالي:

  1. تشققات وتقرحات في حلمة الثدي.
  2. ألم أثناء الرضاعة.
  3. انخفاض معدل تدفق الحليب بالثدي؛ بسبب انخفاض قدرة المص لدى الرضيع.

 كيف يمكن تشخيص اللسان المربوط؟

يفحص الطبيب اللسان، كما قد يستخدم خافض اللسان؛ لاختبار مدى امكانية تحريك اللسان، وقد يوجه للأم بعض الأسئلة بخصوص رضاعة الطفل الطبيعية وقدرته على المص، وفي حالة الطفل الواعي، قد يوصيه الطبيب بحركة اللسان في اتجاهات مختلفة، لاختبار مدى القدرة على الحركة.

ما هي مضاعفات اللسان المربوط، وهل يجب علاجه في كل الحالات؟

نشرت احدى الصحف استفتاءً لآباء بعض الأطفال الذين يعانون من اللسان المربوط بعنوان، ما هي تجاربكم مع اللسان المربوط عند الأطفال؟ وكان ملخص جواب الآباء ما يلي:

  • تسبب اللسان المربوط في ظهور تسوس الأسنان في بعض الأطفال، ويمكن تفسير ذلك بأن حركة اللسان المستمرة أثناء الرضاعة أو المضغ، تُساعد على تنظيف الأسنان وإزالة أي طعام عالق بها.
  • تورم وانتفاخ اللثة.
  • ظهور فجوة بين أسنان الأطفال الأمامية السفلية المركزية.
  • مشاكل وصعوبات بالحديث والكلام، خاصة الحروف (د، ن، ر، ت، ل،س، ز).
  • لجوء الرضيع للمضغ بدلًا من المص، وعدم قدرته على تناول القدر الكافي من الغذاء، مما يسبب بكاء الرضيع وجوعه المستمر، وانخفاض وزنه.
  • لا يستطيع الطفل المصاب بظاهرة اللسان المربوط ممارسة بعض النشاطات مثل: لعق الأيس كريم، أو ترطيب شفتاه.

علاج اللسان المربوط

قد يرغب بعض الأطباء في معالجة الرضيع بمجرد الولادة، بينما يرى ويُفضل البعض الانتظار، ومتابعة ما قد يحدث، ففي بعض الأحيان يتراجع اللجام اللساني إلى الوضع الطبيعي، وفي البعض الآخر قد يتطلب فقط مراجعة استشاري رضاعة؛ لتوجيه الأم للطريقة المناسبة، كما يمكن أن يحتاج الطفل فقط لأخصائي تخاطب؛ لمعالجة اضطرابات الكلام.

أما في بعض الأحيان قد يتطلب اللسان المربوط تدخلًا جراحيًا لعلاج المشكلة، وتوجد طريقتين للعلاج الجراحي:

  • بَضْع اللجام اللساني (frenotomy)، قد تُجرى العملية تحت تأثير التخدير أو بدونه؛ إذ لا توجد نهايات عصبية أو أوعية دموية في اللجام، لذا قد يكون الألم طفيفًا جدًا، وإذا كان هناك نزف، فتكون قطرتين أو ثلاث على الأكثر. يستخدم الطبيب مقصًا معقمًا لتحرير اللجام في العيادة، وفي وقت وجيز، فهي عملية سهلة جدًا، إذا يتمكن المولود من الرضاعة في الحال.
  • رَأْب اللجام اللساني (Frenuloplasty)، عندما يكون اللجام أكثر سمكًا؛ لا يمكن علاجه بعملية بضع اللجام فقط، ويلجأ الأطباء إلى رأب اللجام تحت تأثير التخدير الكلي، باستخدام أدوات جراحية، ثم يخيط الجرح بخيط قابل للذوبان مع مرور الوقت والتئام الجرح. وقد يُجري بعض الأطباء عملية اللسان المربوط بالليزر، فلا يحتاج إلى إخاطة الجرح، وقد يوصي الطبيب بعمل بعض الحركات للسان بعد العملية؛ لتفادي حدوث ندبات وتحسين حركة اللسان.

مخاطر عملية اللسان المربوط

قد تحدث بعض المضاعفات نادرًا بعد تحرير اللجام اللساني، مثل:

  1. حدوث عدوى أو نزيف.
  2. ظهور ندبات.
  3. إصابة اللسان أو القنوات اللعابية في الفم.
  4. عودة ارتباط اللجام اللساني في نفس المكان مجددًا.
  5. تفاعلات حساسية لمواد التخدير.

تبين مما سبق أن اللسان المربوط ليس حالة ميؤوسة، ويسهل علاجه، وكل ما عليك هو استشارة الطبيب بأنسب طرق العلاج الملائمة لطفلك، واتباع كل توصيات الطبيب، لاجتياز هذه المرحلة بسلاسة دون الإضرار بصحتك أو صحة رضيعك.

السابق
طريقة عمل النجرسكو بالفراخ ومذاق شهي
التالي
طريقه عمل الناجتس المقرمش بالفراخ في المنزل