الطب العام

العلاج الكيماوي | صوره، وأهدافه، وعلامات نجاحه

بقلم: د. منى فوزي
العلاج الكيماوي

العلاج الكيماوي هو شكل عنيف من أشكال العلاج الدوائي يهدف إلى تدمير الخلايا التي تنمو سريعًا في الجسم، ويستخدم لعلاج الأورام السرطانية، إذ تنمو الخلايا السرطانية وتتكاثر أسرع من خلايا الجسم الأخرى. يُستخدم هذا العلاج مع أنواع العلاج الأخرى مثل الجراحة، والعلاج الإشعاعي، والعلاج بالهرمونات. نتعرف في هذا المقال من أسرة وطب على أشكال، وأهداف، وعلامات نجاح العلاج الكيماوي.

يعتمد استخدام العلاج الكيماوي على:

  • نوع الورم والمرحلة التي وصل إليها.
  • حالة الجسم الصحية.
  • علاج الأورام السابقة.
  • مكان الخلايا السرطانية.
  • تفضيل المريض لهذا النوع من العلاج.

يُسبّب العلاج أعراض جانبية شديدة بالرغم من كفاءته في علاج الخلايا السرطانية، لذا يكون قرار استخدامه في العلاج بناءًا على الفوائد التي يحققها العلاج في مقابل الأضرار التي يسبّبها.

لماذا يُستخدم العلاج الكيماوي؟

  • لخفض العدد الكُلّي للخلايا السرطانية في الجسم.
  • لخفض فرص انتشار الورم.
  • لإنقاص حجم الورم.
  • للسيطرة على الأعراض الموجودة.

قد يرشح طبيب الأورام هذا النوع من العلاج بعد إجراء جراحة لإزالة ورم سرطاني للتأكد من قتل جميع الخلايا السرطانية الباقية.

يُستخدم العلاج الكيماوي للتحضير لأنواع العلاج الأخرى، إذ أنه يعمل على انكماش الورم مما يساعد على إزالته جراحيًا أو للتحضير للعلاج الإشعاعي.

كذلك يساعد على تخفيف الألم في المرحلة المتأخرة من المرض.

يُستخدم لتحضير مرضى النخاع العظمي للعلاج بالخلايا الجذعية للنخاع العظمي، كذلك يمكن استخدامه لعلاج خلل الجهاز المناعي.

تُستخدم جرعات أقل من تلك التي تُستخدم لعلاج الأورام السرطانية لعلاج أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمراء، والتهاب المفاصل الروماتويدي.

الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي:

يقضي العلاج الكيماوي على الخلايا التي تتكاثر بسرعة مثل الخلايا السرطانية، لكن توجد كذلك خلايا تتكاثر سريعًا في بعض المناطق مما يؤدي إلى تضررها من استخدام هذا النوع من العلاج مثل:

  • خلايا الدم.
  • خَلايا الشعر.
  • خلايا الجلد.
  • الخلايا التي تبطن الأمعاء. 

لذا تشمل الآثار الجانبية ما يلي:

تزول معظم الآثار الجانبية بعد انتهاء العلاج ، لكن تبقى بعض الآثار لفترة طويلة ربما لسنوات تبعًا لنوع العلاج المُستخدم.

تشمل هذه الآثار تلف الأعضاء الآتية:

  • القلب.
  • الكلى.
  • الرئة.
  • الأعصاب.
  • الأعضاء التناسلية.

التحضير للعلاج الكيماوي:

  • تُجرى بعض الاختبارات قبل بدء العلاج للتأكد من القدرة على تحمله مثل فحص القلب، وإجراء اختبارات الدم للكشف عن صحة الكبد، ولتحديد نوع العلاج الكيماوي المستخدم.
  • قد ينصح الطبيب بزيارة طبيب الأسنان قبل بدء العلاج، إذ يؤثر على التئام الجروح، كذلك قد يُسبّب عدوى اللثة والأسنان.
  • قد يقوم الطبيب بتركيب جهاز داخل الصدر بجوار الكتف، ليسهل وصول العلاج إلى الأوردة، وتقليل الألم عن طريق توصيله بالجهاز الوريدي الذي ينقل العلاج الكيماوي.

طريقة تناول العلاج الكيماوي:

يُعطى هذا النوع من العلاج في صورة أقراص أو يُحقن مباشرًة في الوريد، ويصل إلى هدفه في أحد الصور الآتية:

  • يُمكن أن يُوجه مباشرًة إلى الورم، في حالة إجراء عملية لإزالة الورم قد يزرع الطبيب أقراص أسطوانية بطيئة الذوبان تفرز العلاج بطء.
  •  تُعالج بعض الأورام السرطانية في الجلد باستخدام كريمات تحتوي على العلاج الكيماوي.
  • قد يصل العلاج الكيماوي عن طريق توجيهه إلى مكان محدد؛ مثل توجيهه مباشرًة إلى منطقة البطن أو الثدي أو الجهاز العصبي المركزي.
  • قد تؤخذ بعض الأنواع في صورة أقراص بالفم.
  • يُعطى العلاج الكيماوي السائل عن طريق الحقن.

يُمكن للمريض أن يتناول الأقراص أو الكريم في المنزل، وتُعطى باقي أشكال العلاج إما في المستشفى أو في مركز لعلاج الأورام.

يُمكن تعديل جدول تناول جرعات العلاج حسب حالة المريض، فتزداد أو تنقص حسب استجابة الجسم للعلاج.

يتابع الطبيب فاعلية العلاج عن طريق اختبارات الدم أو الاختبارات التصويرية، ويمكنه تعديل العلاج في أي وقت.

يتواصل المريض باستمرار مع طبيبه لإخباره بتأثير العلاج، والآثار الجانبية التي نتجت عنه.

علامات نجاح العلاج الكيماوي:

يُقاس نجاح العلاج الكيماوي عن طريق إجراء نفس الاختبارات التي تُشخص الأورام السرطانية عن طريق:

  •  فحص الأورام خلال الكشف السريري.
  • تُستخدم الأشعة السينية، والأشعة المقطعية للكشف عن الأورام السرطانية الداخلية.
  • اختبارات الدم بما فيها الاختبارات التي تكشف عن كفاءة الأعضاء المصابة.
  • اختبار دلائل الأورام لبعض أنواع الأورام السرطانية.

يُكرر الاختبار المستخدم بصفة دورية، وتُقارن نتيجته بنتيجة الاختبار السابق.

تكون الاستجابة للعلاج في أحد الصور الآتية: 

استجابة كاملة: هي اختفاء كل الأورام والخلايا السرطانية، ويمكن أن يرجع اختبار نسبة دلائل الأورام إلى المعدل الطبيعي.

استجابة جزئية: هي انكماش حجم الورم بنسبة معينة مع استمرار وجوده، وفيه تنخفض نسبة دلائل الأورام ولكن لا تصل إلى النسبة الطبيعية.

استقرار (ثبات) المرض: هي عدم نمو الخلايا السرطانية كذلك عدم انكماشها، ولا تتغير نسبة دلائل الأورام.

تقدم المرض: وفيه تنمو الخلايا السرطانية بالرغم من تناول العلاج، وترتفع نسبة دلائل الأورام.

كيف تقاس الاستجابة للعلاج؟

عند تشخيص المريض للمرة الأولى بالسرطان، وتحديد هذا النوع من العلاج له؛ توضع خطة العلاج، وتُحدد عدد الجلسات، ويتم تقييم العلاج أثناء الجلسات، ولا يتم تغيير عدد الجلسات إلا في حالة نمو الورم، عند ذلك يوقف العلاج أو يُستبدل بنوع علاج آخر.

تُحدد جلستان أو ثلاث جلسات في حالة انتكاس المريض أو تقدم المرض ثم يُقيّم العلاج، وإذا انكمش الورم أو ظل ثابتًا، تُحدد جلسات إضافية للحفاظ على تقدم العلاج، مع الأخذ في الاعتبار قدرة المريض على تحمل العلاج وآثاره الجانبية. 

هل العلاج الكيماوي مؤلم؟

يُسبّب العلاج الكيماوي التهاب الأعصاب ، فيسبّب تنميلًا مؤلمًا بالأطراف، وقد يكون التنميل مصحوبًا كذلك برعشة الكفين أو القدمين، ويُسبّب كذلك ألم العضلات، والصداع، وألم بالمعدة.

غالبًا ما يختفي الألم بين جلسات العلاج، ولكن يزداد تلف الأعصاب مع كل جرعة؛ لذا قد يضطر الطبيب إلى إيقاف العلاج. قد يتحسن تلف الأعصاب بعد شهور أو سنوات من إيقاف العلاج، وقد يختفي عند بعض الأشخاص.

يُعالج ألم العلاج الكيماوي عن طريق:

  • تناول المسكنات.
  • منع وصول إشارات الألم من الأعصاب إلى المخ.
  • تعديل الجرعات.

يتضح لنا أن استخدام العلاج الكيماوي يعتمد على استجابة الفرد له، والقدرة على تحمل الآثار الجانبية، والنتيجة التي تحققها جلسات العلاج.

السابق
علاج تصلب الشرايين.. الحل بين يديك
التالي
دليلك لعلاج الرؤوس السوداء في الانف