بقلم د. منى فوزي
الصدفية مرض جلدي من أمراض المناعة الذاتية، إذ يُهاجم الجهاز المناعي خلايا الجسم السليمة، وهو من الأمراض المزمنة، لكن يمكن السيطرة على أعراضه باتباع أسلوب حياة معين، فهيا بنا مع أسرة وطب نتعرف على هذا مرض ، وما أعراضه ، وكيفية علاجه، وما هي الطرق المتبعة للسيطرة على أعراضه ، كذلك سنعرض إرشادات لمرضى الصدفية ليستطيعوا ممارسة حياة طبيعية دون قلق من آثاره.
ما هي الصدفية؟
الصدفية مرض جلدي مناعي ذاتي مزمن ينتج عن سرعة دورة حياة الخلايا الجلدية مما يؤدي إلى سرعة تكون هذه الخلايا على سطح الجلد. تُكوًن الخلايا الزائدة قشورًا و بقعًا حمراء تسبب حكة، وتكون مؤلمة أحيانًا.
أعراض الصدفية:
تختلف أعراض الصدفية من شخص لآخر فتظهر في إحدى الصور الآتية:
- بقع حمراء على الجلد مغطاه بقشور سميكة.
- بقع قشرية صغيرة غالبًا ما تظهر عند الأطفال.
- جلد جاف مشقق غالبًا ما ينزف.
- ألم، وحكة، وحرقان عند موضع البقع.
- أظافر سميكة، جافة، ومشققة.
- مفاصل متصلبة، ومتورمة.
تتنوع بقع الصدفية بين مناطق قشرية صغيرة إلى بقع كبيرة تغطي مناطق كثيرة.
تمر أغلب أنواع الصدفية بمراحل نشاط لعدة أسابيع أو شهور، ثم تهدأ لبعض الوقت، وربما تصل إلى الاختفاء التام.
أنواع الصدفية:
- الصدفية اللويحية: أكثر الأنواع انتشارًا، وتظهر في صورة جلد أحمر، جاف، مشقق، ومُغطى بالقشور. قد تكون هذه البقع قليلة أو كثيرة، وتوجد في أى مكان بالجسم بما فيها الأعضاء التناسلية، والأنسجة الناعمة داخل الفم.
- صدفية الأظافر:
- يؤثر هذا النوع على أظافر اليدين والقدمين، فتؤدي إلى سرعة نمو خلايا الأظافر مما يسبب ضعفها، وتغير لونها، وفي الحالات الشديدة تؤدي إلى سقوط الأظافر، وانفصالها عن الجلد.
- الصدفية النقطية:
- يؤثر هذا النوع على الأطفال، والبالغين الصغار، وغالبًا ما يحدث بسبب عدوى بكتيرية مثل بكتيريا الحلق. يظهر هذا النوع في صورة دائرة قشرية صغيرة في الأذرع، والأرجل، والجذع، وفروة الرأس، وتكون القشور رقيقة وليست سميكة. يظهر هذا النوع مرة واحدة فقط ويمكن أن يتكرر على فترات.
- صدفية الثنيات: يصيب هذا النوع الجلد تحت الإبط، وفي الفخذين، وحول الأعضاء التناسلية، ويظهر في صورة بقع حمراء ملتهبة تسوء بالاحتكاك والعرق. ربما يكون هذا النوع من نتيجة الإصابة بفطريات.
- الصدفية البثرية: هذا النوع غير منتشر، ويظهر في مناطق صغيرة في الأيدي، والأقدام، وعند أطراف الأصابع. يتطور هذا النوع سريعاً، فُيكوّن بثور صديدية بعد ساعات من احمرار الجلد. تظهر هذه البثور لفترات ثم تختفي. يسبب هذا النوع ارتفاع درجة الحرارة، ورعشة، وحكة شديدة، وإسهال.
- الصدفية المحمرة للجلد: يعد هذا النوع أقل الأنواع انتشارًا، ويكون في صورة طفح جلدي أحمر مؤلم يغطي الجسم كله.
- التهاب المفاصل بالصدفية: يسبب هذا النوع تورم، وألم بالمفاصل إلى جانب الالتهاب، وتقشير الجلد. يؤثر هذا النوع على أى مفصل بالجسم، ويسبب تلف تدريجي بالمفاصل يصل إلى التشوه الكامل في الحالات الشديدة.
محفزات الصدفية:
- العدوى البكتيرية مثل بكتيريا الحلق أو الجلد.
- إصابة الجلد بجرح، أو خدش، ولدغ الحشرات، أو حرق شديد من الشمس.
- الضغط النفسي.
- التدخين.
- تناول الكحوليات بكثرة.
- نقص ڤيتامين (د).
- استخدام أدوية معينة مثل الليثيوم، الذي يعالج الاضطراب ثنائي القطب، وبعض أدوية الضغط مثل مثبطات بيتا، وأدوية الملاريا، واليود.
تشخيص الصدفية:
ُيشخص هذا المرض بسهولة بالكشف الظاهري خاصة عند ظهور القشور في المناطق الآتية:
- فروة الرأس.
- الأذن.
- الكوع.
- الركبتين.
- أسفل البطن.
- الأظافر.
من الممكن أخذ عينة من الجلد للتأكد من عدم وجود عدوى جلدية لتأكيد تشخيص الصدفية.
علاج الصدفية:
الهدف من العلاج هو إيقاف النمو السريع لخلايا الجلد، ومن حسن الحظ وجود أنواع مختلفة من الأدوية بعضها يبطئ نمو خلايا الجلد الجديدة، والبعض الآخر يقلل الحكة، وجفاف الجلد.
يضع الطبيب خطة العلاج المناسبة معتمدًا على مكان الإصابة، وحجمها، وسن المصاب، وحالته الصحية.
تشمل هذه الأدوية:
- الكورتيكوستيرويدات الموضعية (الكورتيزونات): تقلل الاحمرار والالتهابات.
- مرطبات الجلد الجاف: للحفاظ على ترطيب الجلد.
- كريمات الريتينويد: لتقشير الجلد وإزالة خلايا الجلد الميتة.
- قطران الفحم: ُيستخدم لعلاج في فروة الرأس، ويوجد على هيئة شامبو، وكريم، ولوشن، وسائل استحمام.
- حمض الساليسيليك: يحفز سقوط خلايا الجلد الميتة، ويقلل القشور. يستخدم مع الكورتيكوستيرويدات الموضعية.
يشمل علاج حالات الصدفية المتوسطة و الشديدة استخدام الأدوية الآتية:
- العلاج بالضوء: ُيعرّض الطبيب الجلد المصاب للأشعة فوق البنفسجية حتى ُيقلّل من سرعة نمو خلايا الجلد.
- ميثوتريكسات: يسبب هذا العلاج أمراض النخاع العظمى، والكبد، ويسبب مشاكل بالرئة لذا يستخدم للحالات الشديدة فقط، وتحت ملاحظة طبية شديدة، كذلك ُتطلب بعض التحاليل، وربما ُتطلب أشعة على الصدر، وعينة من الكبد قبل استخدامه.
- الرتينويدات: هى مجموعة من الأدوية مشتقة من ڤيتامين أ سواءًا كانت أقراص، أو كريمات، أو لوشن، أو جل. يسبب تناول الأقراص أعراض جانبية شديدة منها تشوه الأجنة، لذا لا توصف للحوامل أو من يخططون للحمل. تثبط هذه الأدوية الجهاز المناعي، وتُعطى للحالات الشديدة التي لا تستجيب لأنواع العلاج الأخرى. تؤثر هذه الأدوية على الكلى، وترفع صغط الدم لذا تعطى تحت ملاحظة طبية دقيقة.
- العلاجات الحيوية: تعمل هذه الأدوية على تثبيط الجهاز المناعي للسيطرة على أعراض الصدفية، وتشمل أداليموماب (هيوميرا)، برودالوماب (سيليك)، ستروليزوماب (سيمزا)، وغيرها.
- مثبطات الإنزيمات : نوع جديد من العلاج يوقف نشاط إنزيم معين مما يساعد على إيقاف تفاعلات أخرى تؤدي إلى الالتهاب، ويعرف باسم (إبريمالاست).
علاج الصدفية بالأعشاب:
تُستخدم الأعشاب في علاج الكثير من الأمراض، ويفضل البعض استخدامها بدلًا من الأدوية إن أمكن لقلة آثارها الجانبية مقارنةً بالأدوية.
تستخدم بعض الأعشاب لعلاج الصدفية، لكن مازال استخدامها محدودًا وتحت الدراسة.
من الأعشاب التي تستخدم لعلاج الصدفية:
- الكركم: يقلل الكركم انتشار الصدفية، ويؤخذ على هيئة أقراص، أو مكمل غذائي، أو يوضع على الطعام. أجازت هيئة الغذاء والدواء جرعة 1.5 إلى 3جرام يوميًا.
- الألوفيرا: يقلل نبات الألوفيرا الاحمرار، و الحكة، والقشور كذلك يقلل الالتهاب، ويستخدم في صورة كريم موضعي على الجلد عدة مرات يوميًا لمدة شهر على الأقل لتحقيق النتيجة المرجوة.
- الكابسيسين: أحد مكونات الفلفل الحار، ويقلل الألم، والالتهاب، والاحمرار ويوجد في الكريمات الموضعية.
- زيت شجرة الشاي: يوضع ضمن مكونات الشامبوهات التي تعالج صدفية فروة الرأس.
- الشوفان: يوضع الشوفان في الماء الدافىء المستخدم للاستحمام مما يساعد على تهدئة الجلد.
كيف نتجنب تزايد مرض الصدفية؟
- الامتناع عن التدخين.
- فقد الوزن الزائد.
- الامتناع عن شرب الكحوليات.
- الابتعاد عن التوتر والضغط النفسي.
- تناول الخضراوات والفواكه الغنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة.
- الابتعاد عن المأكولات التي تحتوي على مواد حافظة، وتجنب المأكولات السريعة.
- التعرض لأشعة الشمس الغير ضارة الغنية بفيتامين د.
