الطفل

الصحة النفسية للأطفال.. وكيف تأثرت بفيروس كورونا

بقلم د. مروة صبحي
الصحة النفسية للأطفال

  تُعد الصحة حالة من السلامة الجسدية والنفسية والاجتماعية؛ فهي ليست مقصورة فقط على الخلو من الأمراض، بل لا تقل الصحة النفسية أهمية عن الصحة الجسدية والعقلية فهي حجر أساس في العيش بصحة جيدة. إذا تحدثنا عن مفهوم الصحة النفسية نجدها حالة من التوازن النفسي والاجتماعي والعاطفي، وهي لا تعني  الخلو من وجود المشكلات على قدر ما تعني القدرة على التعامل مع هذه المشكلات بشكلٍ سليم. تتأثر الصحة النفسية بما نمر به منذ الطفولة مرورًا بالمراهقة وصولًا إلى سن النضوج. إذا تحدثنا  عن الصحة النفسية للأطفال فلابد من الأخذ في الاعتبار تطور نمو الطفل واختلاف تصرفاته من عمرٍ لآخر؛ فغير المقبول من طفل العاشرة قد يكون مقبولًا من طفل في الثالثة من عُمره.

تتأثر الصحة النفسية للأطفال بعدة عوامل أهمها:

  • العوامل الجينية الموروثة من الأب والأم معا.
  • البيئة المحيطة بالطفل والمتمثلة  في الأسرة والمدرسة والمجتمع المحيط بالطفل.
  • وجود تاريخ مرضي  بالعائلة لأي مرض نفسي من العوامل المؤثرة أيضا في الصحة النفسية للأطفال.

لذا وجب علينا كآباء وأمهات الاهتمام بصحة أطفالنا النفسية

وهناك احتياجات أساسية من حق كل طفل التمتع بها متمثلة في:

  • الحصول على حب غير مشروط من الأبوين متمثلا في مساندته وإظهار مشاعر الحب والمودة في جميع الظروف.
  • القبول من أهم احتياجات الطفل للعيش بصحة نفسية جيدة، ولا يعني القبول الموافقة على كل تصرفات طفلك، لكن فهم احتياجاته واستيعاب ما وراء تلك التصرفات من مشاعر واحتياجات.
  • السماح بالخطأ والتجربة من أهم العوامل المؤثرة في الصحة النفسية للأطفال مع وضع قواعد واضحة له وقابلة للتنفيذ.
  • قضاء وقت ممتع مع الطفل من أساسيات مايحتاج إليه نفسيا ويجب التركيز على نوعية الوقت الذي نقضيه مع أطفالنا؛ ليكون ممتعا ومشبعًا لاحتياجاتهم النفسية.

وبالنظر إلى مشكلات الصحة النفسية للأطفال نجدها تنقسم إلى قسمين: 

  1. المشكلات والأمراض التي تؤثر على بيئة الطفل المحيطة به أكثر من تأثيرها على الطفل نفسه، وتُسمى الاضطرابات الخارجية مثل فرط الحركة وتشتت الانتباه و العند والتصرف العدواني، والتي ما يأتي الأبوان للشكوى من تصرفات طفلهما غير المقبولة اجتماعيا والمقلقة لهما. 
  2. الاضطرابات الداخلية والتي تؤثر على الطفل نفسه داخليًا أكثر من تأثيرها على من حوله مثل اضطرابات المزاج والاكتئاب.

وبالنظر إلى مقياس الصحة النفسية للاطفال نجد هناك العديد من الاختبارات التي تحدد المهارات الاجتماعية والتكيفية والنفسية للطفل التي تساعد الأطباء في تشخيص المشكلات النفسية للطفل.  

ومع تداعيات فيروس كورونا المستجد تم التعرف على تأثير العدوى الفيروسية على الجهاز التنفسي والصحة الجسدية  للأطفال، ولكن هل يحمل الفيروس المستجد تأثيرًا على الصحة النفسية للاطفال وخاصة في ظل ظروف الحجر المنزلي في معظم دول العالم؟ 

وهل يتأثر بعض الأطفال أكثر من غيرهم؟

وهل تختلف أعراض التأثير النفسي للفيروس على حسب عمر الطفل؟

لنستعرض معكم تأثير فيروس كورونا على الصحة النفسية للأطفال

في واقع الأمر إن لفيروس كورونا المستجد تأثيرٍ قوي على الصحة النفسية للأطفال متمثلا فى ازدياد معدل القلق والخوف لدى الأطفال حيث هناك كثير من المخاوف المتعلقة بالمرض، واحتمالية موت من هم يحبونهم، أو حتى الخوف من فقد أحد الوالدين لعمله في ظل الظروف الراهنة. 

يُضاف إلى ذلك تأثير الحجر المنزلي على الصحة النفسية للاطفال والذي يزيد من معدلات الاكتئاب والعنف وحدوث نوبات الغضب لديهم. وجد أن معدل الإصابة بكرب ما بعد الصدمة في الأطفال  بعد حدوث الأوبئة، لا يقل عن معدل الإصابة حال وقوع الحروب أو الكوارث الطبيعية كالزلازل، لذا المحافظة على الصحة النفسية للأطفال من الأشياء التي يجب أن نعطيها أهمية خاصة. 

يجب أن نعطي أهمية خاصة أيضا  لهؤلاء الأكثر عرضة للمشاكل النفسية، المتمثلين في:

  • الأطفال ذوي القدرات الخاصة؛ فهم أكثر عرضة من غيرهم للاضطرابات النفسية. 
  • مرضى التوحد: بالرغم من أن أخذ استراحة مؤقتة من المدرسة قد تساعد هؤلاء في البداية لكن استمرار هذه الأزمة لوقت أطول سوف يعرضهم أيضا إلي زيادة في معدل حدوث الاضطرابات النفسية. 
  • الأطفال الذين تعرضوا لصدمات نفسية سابقة، وعانوا من كرب ما بعد الصدمة.

مما سبق ذكره يجب على الوالدين أن يولوا اهتمامًا كبيرًا للمحافظة على الصحة النفسية لأطفالهم

ولكن كيف نحافظ على صحة أطفالنا النفسية في ظل أزمة كورونا

1)- الإجابة على تساؤلات أطفالنا بخصوص فيروس كورونا المستجد هي من أهم احتياجاتهم في ذلك الوقت، يجب أن تكون الإجابة واضحة دون تهويل في الأمر أو الدخول في تفاصيل أكبر من قدرتهم على الاستيعاب، فهذه هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع الأمر. يُضاف إلى ذلك عدم اعطائهم معلومات مغلوطة غير مؤكدة بالنسبة لنا فمن الهام الصدق. بعض الآباء  قد يطمئنون الأبناء بإخبارهم بقرب انتهاء الأزمة أو انتهاء موعد الحجر المنزلي لكن في الحقيقة قد يكون الرد بعدم معرفتنا عن موعد انتهاء الأزمة أو الحجر المنزلي هو أفضل كثيرًا من إعطاء معلومات غير مؤكدة.  

2)- من أفضل الطرق للتعامل مع تلك الأزمة أيضًا هي أن يكون الوالدان نموذجا لأطفالهم؛ ليقتدوا به في هدوء الأعصاب والتعامل مع الأمر بهدوء وحرص في الوقت ذاته. 

3)- من الجيد للأبوين وضع روتين يومي للطفل ليستفيد بيومه خلال فترة الحجر المنزلي على أن يكون ذلك الروتين مرنًا قابل لتغيير بعض الأشياء به على حسب طاقة الطفل، وحالته المزاجية.

وقد تكون فترة الحجر فرصة مناسبة لتقوية العلاقة بالأبناء وقضاء وقت ممتع معهم. وهناك الكثير من الأنشطة التي قد تساعد في قضاء وقت ممتع للعائلة ومنها:

  • القيام ببعض الأعمال المنزلية مثل الطهو والتنظيف بمشاركة الأطفال وبطريقة ممتعة قد تكون من أفضل الأشياء التي تدعم الصحة النفسية للأطفال. 
  • ممارسة الأطفال الرسم والموسيقى لها أثر كبير على تحسين الصحة النفسية للأطفال. 
  • من النشاطات الممتعة مشاركة الأطفال وقتًا للقراءة وقص الحكايات.
  • الجلوس مع الأطفال للاستماع لهم لأحلامهم وقصصهم ومخاوفهم تساعد كثيرًا في تعزيز صحتهم النفسية. 

وفي النهاية نتمنى السلامة لكم وأطفالكم واتباع إجراءات الوقاية من فيروس كورونا المستجد دمتم في صحة. 

السابق
طريقة عمل الثومية كالمطاعم
التالي
طريقة عمل الفراخ البروستد المقرمشة في المنزل