الطب العام

الشخير أثناء النوم، ظاهرة لن تعكر صفو حياتك بعد الآن

 بقلم د. مها محمد أبو غالية
الشخير

وصل أحمد إلى مقر عمله مرهقًا، وكان يبدو عليه أثر التعب الشديد كأنه لم ينم منذ أيام مع صعوبة بالغة في التركيز فيما يدور حوله، الأمر الذي جعل زميله بالعمل يشعر بالقلق حياله وينصحه بالذهاب إلى طبيب الشركة للاطمئنان. فحص الطبيب أحمد وتأكد من سلامة كل العلامات الحيوية لديه ثم طرح عليه سؤالاً استغربه أحمد بشدة، فقد سأله إذا كان يعاني من الشخير أثناء النوم، فهل يوجد علاقة بين الشخير أثناء النوم وممارسة الفرد لحياته بصورة طبيعية؟ هذا ما سوف نعرفه معًا في موقعنا أسرة وطب.

ما هو الشخير وكيف يحدث؟

هو صوت مزعج يصاحب عملية التنفس أثناء النوم، ويُعد ظاهرة شائعة تمر على الجميع من حين لآخر، لكنها قد تصبح ظاهرة دائمة ومزعجة خاصةً بين الرجال وتزداد مع تقدم السن.

يصدر صوت الشخير المألوف عند النوم حينما لا يستطيع الهواء التحرك بسلاسة عبر أنف وحلق النائم، مما يجعل الأنسجة المحيطة تهتز فيظهر هذا الصوت.

اسباب الشخير

يمكن تقسيم اسباب الشخير إلى مجموعتين من العوامل، عوامل داخلية وعوامل خارجية.

أ)- العوامل الداخلية:

  • الأنف: 
  1.      – انحراف الحاجز الأنفي.
  2.      – السليلة الأنفية (هي زوائد أو أورام أنفية تنمو بشكل غير اعتيادي في الأنف وما حولها من جيوب). 
  3.      – التهاب الجيوب الأنفية.
  • اللسان:

       –  ارتخاء عضلات اللسان.

  • الحلق:
  1. تضخم اللوزتين خاصة في الأطفال.
  2. تضخم الغُدانيات (اللحمية).
  • الحنك:
  1. استطالة الحنك الرخو (soft palate).
  2. استطالة اللهاة (Uvula).

ب) العوامل الخارجية.

  • التقدم في السن: يصبح الحلق أكثر ضيقا مع التقدم في العمر مما قد يؤدي إلى وجود ظاهرة الشخير.
  • زيادة الوزن وتُعد من أهم الأسباب.
  • التدخين وشرب الكحول.
  • بعض الأدوية مثل: المهدئات.
  • وضعية النوم: يساعد النوم في وضع الاستلقاء على الظهر في زيادة المشكلة.

أنواع الشخير

يوجد عدة أنواع، ويدل عادة كل نوع على سبب حدوثه، فنجد مثلا:

1)- الشخير مع غلق الفم، ويكون ذلك بسبب مشكلة في وضع اللسان.

2)– الشخير مع الفم المفتوح، والتنفس من الفم ويكون ذلك بسبب مشكلة في الحلق.

3)– الشخير عند الاستلقاء على الظهر، ويكون هذا شخير بسيط يمكن اجتنابه بتحسين وضعية النوم.

4)– الشخير في كل أوضاع النوم، ويحتاج هذا النوع إلى علاج شامل كما سنوضح لاحقًا.

علاج الشخير اثناء النوم

يختلف علاج الشخير اثناء النوم من شخص لآخر، فهو يعتمد بالأساس على معرفة السبب الصحيح لحدوثه.

عند مراجعة الأسباب يمكننا أن نصل إلى العلاج المناسب؛ الذي قد يقتصر على إجراء بعض التغيرات في نمط الحياة، أو قد نحتاج إلى علاج أكثر شمولية، فمثلا نجد أن:

  • تغيير وضعية النوم.

 يمنع تماما حدوث هذه الظاهرة، يرفع الشخص رأسه عدة بوصات ليمنع اللسان والفك من اعتراض طريق الهواء، ويمكن الاستعانة بمخدات طبية مخصصة لذلك. ويفضل أيضا النوم على الجانبين بدلًا من الاستلقاء على الظهر.

  • الامتناع عن التدخين والكحوليات.
  • الامتناع عن تناول الوجبات الثقيلة قبل النوم مباشرة، واتباع نمط غذائي صحي.
  • تنظيف الأنف:

يمكن لاستخدام المحلول الملحي ومضادات الاحتقان أن تقضي على هذا الصوت المزعج أثناء النوم؛ إذا كان السبب في ذلك احتقان الأنف أو التهاب الجيوب الأنفية.

  • أجهزة توضع داخل الفم:
  • يمكن لجهاز صغير يصنع من البلاستيك بواسطة طبيب الأسنان أن يساعدك، كل ما عليك هو ارتدائه أثناء النوم ليحافظ على ممر الهواء مفتوح.
  • ارتداء قناع متصل بجهاز ضغط المجرى الهوائي الإيجابي (Continuous Positive Airway Pressure)، يعمل على ضخ الهواء بصورة منتظمة للحفاظ على مجرى الهواء مفتوحًا.
  • العلاج الجراحي:

يهدف العلاج الجراحي بمختلف انواعه إلى زيادة المساحة المتاحة للتنفس عن طريقة إزالة بعض الأنسجة أو تصحيح العيوب الخِلْقيَّة إن وجدت.

أمثلة على التدخل الجراحي:

  1. استئصال اللوزتين (tonsillectomy).
  2. استئصال اللحمية (adenoidectomy).
  3. رأب الحنك والبلعوم واللهاة (Uvulopalatopharyngoplasty).
  4. رأب الحاجز الأنفي (septoplasty).
  5. تقصير الحنك الرخو واستئصال اللهاة بالليزر.

مضاعفات الشخير:

  • الاستيقاظ المتكرر من النوم.
  • الشعور بالنعاس والإرهاق الشديد في اليوم التالي.
  • عدم القدرة على التركيز في العمل ومتطلبات الحياة اليومية.

الشخير وانقطاع النفس أثناء النوم

يُعد انقطاع النفس أثناء النوم  حالة مرضية مزمنة، تتمثل خطورتها في أنه يمكن للمريض أن يتوقف عن التنفس تماما مدة تتراوح من 10 ثوان إلى دقيقة مما يعرض حياة المريض للخطر، كما أنه يضع عبءً كبيرًا على عضلة القلب ويؤدي إلى حدوث جلطات وارتفاع في ضغط الدم.

يُعد الصوت العالي والمستمر للشخير من أهم علامات الإصابة بانقطاع النفس أثناء النوم، لكنها ليست العلامة الوحيدة.

يجب عليك استشارة طبيبك إذا كنت تعاني أيضا من:

  • الصداع الصباحي.
  • جفاف الفم عند الاستيقاظ.
  • قلة التركيز.
  • النوم في أي وقت حتى لو كان أثناء مقابلة عمل أو تناول الطعام.
  • الأرق.
  • التوتر والشد العصبي.

الشخير والعلاقات الاجتماعية

قد يكون للشخير بُعدًا هامًا بعيدًا عن المضاعفات الطبية، وهو تأثيره السلبي المباشر على علاقتك بشريك حياتك الذي قد يعاني من صعوبة النوم ليلًا بسبب هذا الصوت المزعج، بجانب شعور صاحب المشكلة بالذنب حيال ذلك؛ مما يؤدي إلى توتر العلاقة بينهما.

 نصيحتنا لك قارئنا الكريم ألا تتردد في التحدث إلى شريك حياتك وطلب مساعدته والذهاب سويًا إلى الطبيب إذا تطلب الأمر ذلك لتنعما سويًا بحياة هادئة مستقرة لا يعكر صفوها صوت الشخير.

السابق
طريقه عمل الناجتس المقرمش بالفراخ في المنزل
التالي
طريقة عمل الملوخية المجمدة المصرية كالطازجة