الطب العام

الشخصية السيكوباتية | وكل ما يجب معرفته عنها!

الشخصية السيكوباتية

هل التقيت من قبل شخص يبدو جذابًا، وهو في الحقيقة مخادع!
هل تعرف شخصًا يبدو محبًا، وهو في الحقيقة لا يحب غير نفسه!
وهل التقيت بشخص يبدو لطيفًا، وهو في الحقيقة عدواني!
فإذا التقيت به فاحذر! إنه الشخص السيكوباتي.
الشخصية السيكوباتية من أكثر الاضطرابات النفسية صعوبةٍ في اكتشافها، من قِبل أطباء علم النفس.
هيا معًا لنعرف أكثر عن الشخصية السيكوباتية وكيفية التعامل معها، وما هو علاجها؟

ما هي الشخصية السيكوباتية؟

السيكوباتية اضطراب طيفي يتميز ببعض السمات مثل: عدم التعاطف، والكذب المَرضي، والاندفاع، والقسوة. يقيّم هذه الشخصية اختصاصي الصحة النفسية، والعقلية على أنها اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.

يظهر السيكوباتي بمظهر البريء الساحر ولكنه يفتقر إلى الضمير، وطبيعته العدوانية تدفعه في كثير من الأحيان إلى الإجرام.

سمات الشخصية السيكوباتية.

من المهم التمييز بين الشخصية السيكوباتية، والأفراد ذوو السمات السيكوباتية؛ إذ من الممكن أن تظهر العديد من السمات السيكوباتية على الشخص، دون أن يكون مريضًا نفسيًا. لذلك فإن الأفراد ذوو السمات السيكوباتية والذين لديهم سلوكًا معاديًا للمجتمع، يُطلق عليه السيكوباتي.

أفادت الكثير من الدراسات إلى أن حوالي 29% من عامة الناس، تظهر عليهم سمة أو أكثر من السمات السيكوباتية، ولكن ينطبق معنى سيكوباتي على 0.6% فقط من هذه النسبة.

يوضح الدكتور ماساند (طبيب نفسي، ومؤسس مراكز التمييز النفسي)، أنه لا يهتم السيكوباتيون عند إيذائهم لأشخاص آخرين، وغالبًا ما يفتقرون إلى الندم وهذا بالضرورة لا يعني العنف في كثيرٍ من الأحيان.

ما هي العلامات الشائعة للشخصية السيكوباتية؟

تظهر سمات الشخصية السيكوباتية في مرحلة الطفولة، وتزداد سوءًا مع مرور الوقت؛ لذا هيا بنا نستعرض بعض العلامات والسمات الأكثر شيوعًا للشخصية السيكوباتية، وهي:

  1. السحر السطحي
    • غالبا يكون السيكوباتي محبوب ومتحدث جيد، ويشارك القصص المضحكة والجيدة مع الآخرين؛ حتى يبدو جذابًا.
  1. الكذب المَرضي
    • يكذب السيكوباتي ليبدو بشكلٍ جيد، وحتى يخرج من المشاكل أو يتستر على أكاذيبٍ سابقة.
  1. الشعور الزائد بقيمة الذات
    • السيكوباتي له رؤية متضخمة لذاته، يرى نفسه مهمًا وملهمًا، ويعتقد أن القوانين لا تنطبق عليه.
  1. التلاعب بالآخرين
    • الشخصية السيكوباتية بارعة في إقناع الآخرين بفعل ما تريد، وتتعمد إحساس الناس بالذنب، وقد تكذب لخداعهم.
  1. عدم الندم
    • لا يهتم السيكوباتيون بكيفية تأثير سلوكهم على الآخرين، ويبالغون في ردود أفعالهم، وفي النهاية لا يشعرون بالذنب وغالبًا يبررون أفعالهم، ويلقوا باللوم على الآخرين.
  1. مشاعرهم باردة وغير عاطفية
    • لا يُظهر السيكوباتي الكثير من مشاعره الحقيقية في معظم الأوقات، وهذا يخدمه جيدًا فقد يُظهر الغضب لتخويف شخصٍ ما، أو الحزن للتلاعب بهم ولكنه لا يشعر بذلك حقًا.
  1. عدم التعاطف
    • يعاني السيكوباتي  صعوبة تقدير مشاعر الناس فهي غير منطقية له، ولا يرى غير نفسه.
  1. استغلال الآخرين
    • قد يكون لدى السيكوباتي قصص حزينة حول سبب عدم تمكنه من كسب المال، أو تعرضه للإيذاء؛ حتى يستغل الناس بالاعتماد عليهم ماديًا.
  1. الضوابط السلوكية السيئة.
    • تكافح الشخصية السيكوباتية لاتباع القواعد، والقوانين في معظم الأوقات فهم عادًة لا يلتزمون بالقوانين مدة طويلة.
  1. اللامسؤولية
    • الوعود لا تعني شيئًا للسيكوباتي؛ لذا قد يغرق بعمق في الديون أو ينسى الالتزامات، ولا يتحمل المسؤولية عن المشاكل في حياته، ويرى أن المشكلات دائمًا هي خطأ شخص آخر، فغالبًا ما يؤدّي دور الضحية.
  1. مشاكل سلوكية مبكرة
    • تعاني الشخصية السيكوباتية من مشاكل سلوكية في سن مبكرة، قد يغش أو يترك المدرسة أو يخرب الممتلكات أو يصبح عنيفًا، وتميل هذه السلوكيات إلى التصعيد مع مرور الوقت.
  1. الاندفاع
    • يستجيب السيكوباتي للأشياء وفقًا لما يشعر به؛ لذلك قد يترك وظيفة أو ينهي عِلاقة أو يشتري سيارة جديدة مثلًا لمجرد نزوة.
  1. السلوك الجنسي غير الأخلاقي
    • نظرًا لأنهم لا يهتمون بالأشخاص من حولهم، فمن المُرجح أن يغش السيكوباتي ويُمارس الجنس مع الغرباء، أو يستخدم الجنس كوسيلة للحصول على ما يريد.
  1. الحاجة إلى التحفيز
    • يحب السيكوباتيون الإثارة، ولا يتسامح مع الروتين.
سمات الشخصية السيكوباتية

كيفية تشخيص الشخصية السيكوباتية

السيكوباتية ليست اضطرابًا عقليًا رسميًا؛ لذلك يُشخصها الخبراء على أنها اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع. تشخيص الشخصية المعادية للمجتمع ومعالجتها، هي تحدي كبير للكثير من الأخصائيين النفسيين لصعوبة تشخيصها. قد يعتمد التشخيص على بعض الإرشادات، وهي:

  • يصيب الرجال أكثر من النساء.
  • يبدأ السلوك العدواني من عمر 15 عامًا، أو في سنوات المراهقة.
  • يبدأ التشخيص الحقيقي للسيكوباتي من عمر 18 عامًا.
  • يقوم الأخصائي بإجراء تقييم كامل للصحة العقلية، أي تقييم أفكار الشخص، ومشاعره، وأنماط سلوكه، وعلاقاته.
  • النظر إلى التاريخ الطبي للشخصية.

ما هي الأسباب التي قد تؤدي إلى الشخصية السيكوباتية؟

أشارت الأبحاث إلى أن الاضطراب ينشأ غالبًا عن مشكلات، تتعلق بالارتباط بين الوالدين والطفل، وهناك علاقة وثيقة بين سوء المعاملة، والإساءة، والانفصال المتكرر بين الوالدين، وظهور ما يُعرف باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.

هناك عدة عوامل قد تسبب هذا الاضطراب، وهي:

  • العوامل الوراثية (الجينات).
  • التغيرات العصبية.
  • الحرمان العاطفي.
  • قلة المودة بين الوالدين، والطفل.
  • مخاطر تعرضت لها الأم قبل الولادة، مثل التعرض للسموم في الرحم.

ما هو اختبار الشخصية السيكوباتية؟

هناك الكثير من اختبارات السيكوباتيين المجانية عبر الإنترنت، ولكن الاختبار الذي يُستخدم في علم النفس هو (قائمة فحص السيكوباتية)PCL-R، وهو مكون من 20 عنصر وتكتمل جنبًا إلى جنب مع مقابلات مُنظمة مع الشخص، ومراجعة السجلات المتاحة مثل تقارير الشرطة، أو المعلومات الطبية.

تستخدم نتيجة هذا الاختبار غالبًا للتنبؤ باحتمالية أن المجرم قد يعاود ارتكاب الجريمة، أو إذا كان قادرًا على إعادة التأهيل؛ إذ ربطت العديد من الدراسات الصفات السيكوباتية بالعنف.

في عام 1996 استخدم اختبار بديل (PPI) لتقييم الشخصية السيكوباتية، في الأشخاص غير المجرمين مثل طلاب الجامعات.

السيكوباتي والحب

من الوارد أن يقع السيكوباتيون في الحب، إذا كنت شريكًا له فكن مستعدًا للأوقات العصيبة القادمة، إن عدم قدرته على التعاطف، والاندفاع تزيد من الصعوبات التي قد تواجه هذه العلاقة، سواء كنت ذكرًا أم أنثى، ولكن بالحصول على قدر من مساعدة الأخصائي يمكن أن تُكلل هذه العلاقة بالنجاح.

لا يوجد علاج حقيقي للشخصية السيكوباتية!

يميل الأشخاص الذين يعانون من سمات السيكوباتية، مثل: القسوة، والكاريزما، والاندفاع، إلى اجتياز عقبات الحياة بشكل جيد. لذلك قد يكون من الصعب علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، لأن السيكوباتي لا يعتقد أن هناك مشكلة في سلوكه، ولذلك نادرًا ما يلتمس العلاج.

يجيد الشخص السيكوباتي التظاهر بأنه جيد، ولا يعاني أي مرض نفسي، على سبيل المثال: لو أجبر على الذهاب للعلاج فسيكون قادر على التلاعب، وخداع المعالجين؛ لذلك قد يتواطأ المعالج معه دون علمه.

عادًة يستخدم الأخصائي النفسي مزيجًا من العلاج النفسي (العلاج بالكلام)، والأدوية. وقد يصف الطبيب الأدوية التي تعالج الأمراض النفسية الأخرى، مثل: القلق، أو الاكتئاب.

ختامًا.. لن يصبح كل السيكوباتيين مجرمين، وسينجح الكثير منهم في حياته، دون أن يدرك أنه يحمل الشخصية السيكوباتية، ولكن سواء انتهى بهم الأمر إلى التسبب في مشكلة أم لا، فليس هناك دليل على أن شخصيتهم ستتغير على الإطلاق.

السابق
علاج مرض البهاق | هل يمكن استعادة الجمال الضائع؟
التالي
روتين العناية بالبشرة الدهنية طبيعيا صباحًا ومساءً