التغذية الصحية

السيلياك والغذاء الممنوح والمسموح مع مرضى السيلياك

 بقلم د. مجدي راشد 

كانت سعادتي كبيرة وأنا أتابع حفل توقيع كتاب رحمة “منحة مرض السيلياك” وقد حرصت على كتابة إهداء لأمها في مقدمة الكتاب، الحفل أقامته “جمعية مرضى السيلياك” التي ساهمت رحمة في إنشائها وأصبحت تضم عددًا كبيرًا من مرضى السيلياك من مختلف الأعمار، تقدمت رحمة بكل ثقة إلى المنصة وقالت: مرض السيلياك هو منحة ربانية لمن استطاع التعامل معها بصورة إيجابية، أُجريت تجربة شهيرة عدة مرات على مدى سنوات منذ الستينيات إلى وقتنا هذا على مجموعات من الأطفال في عمر 3-5 سنوات، يُترك الطفل في غرفة ويُوضع أمامه طبق به قطعة واحدة من الحلوى ونقول للطفل: يمكنك أكل هذه القطعة في أي وقت تشاء ولكن إذا انتظرت إلى أن أعود لك فسوف أعطيك قطعة أخرى، وُجد أن الأطفال الذين تحكموا في أنفسهم وصبروا حتى ينالوا قطعتين أصبحوا أكثر نجاحًا في حياتهم الدراسية، والعملية، والسلوكية، وكذلك الصحية، هذه التجربة معروفة بإسم “Marshmallow Test

مرض السيلياك
صورة توضح قدرة مريض السيلياك على ضبط النفس وتجنب الأطعمة التي تضره

ابتسمت رحمة بفخر وأردفت قائلة: كذلك ينشأ مرضى السيلياك على الصبر والتحكم في النفس، وهم لذلك متميزون.

ثم أردفت قائلة: عندما ذهبت أول مرة إلى أخصائي التغذية مع والدتي وذكر لنا الأطعمة الممنوعة والمسموحة لمرضى السيلياك، وكان معظم الممنوعات مما أشتهيه؛ ذكر لي هذه التجربة وشجعني على الالتزام بهذا النظام الغذائي الخالي من الجلوتين، وعرَّفنا كيف نتسوق ونقرأ المكونات على أي شيء نشتريه سواءًا كان يؤكل أو يُستخدم موضعيًا مثل معجون الأسنان والكريمات، وعرَّفنا على شعار خالٍ من الجلوتين، وسوف أذكر لكم كل هذا بالتفصيل.

الأطعمة الممنوعة والمسموحة لحالات مرضى السيلياك:

مرضي السيلياك
صورة توضح مجموعة متنوعة من المعكرونات المسموح بها من العدس والذرة والحمص

سوف نقسمها حسب المجموعات الغذائية كالتالي:

  • الحليب ومشتقاته: 

يحتوي الحليب على سكر اللاكتوز الذي يُهضم بواسطة إنزيم اللاكتيز Lactase enzyme، يتواجد هذا الإنزيم في الخملات المُبطنة للأمعاء؛ والتي تكون تالفة في مريض السيلياك؛ لذلك تكون هناك صعوبة في استهلاك الحليب في بداية اتباع الحمية الخالية من الجلوتين، ولكن بعد فترة يُمكن إدخال الحليب تدريجيًا لأن الخملات تلتئم وتنمو ويُصبح مريض السيلياك قادرًا على هضم اللاكتوز، ولا ننسى أن نُذكِّر بأن هناك حالات عدم تحمل اللاكتوز والتي لا تكون مرتبطة بمرض السيلياك.

  • الحبوب والطحين والمخبوزات:

كل الحبوب وطحينها مسموح بها عدا القمح والشعير والجاودار ( والشوفان والبرغل والسميد والجريش إلا في حالة خلوها من الجلوتين)، مسموح بالأرز، والذرة، والفاصوليا، والصويا، والعدس …

المشكلة أن الطحين الخالي من الجلوتين يكون غالي الثمن وكذلك منتجاتها من الخبز والكعك والمعكرونات، ولا يوجد دعم في معظم الدول على هذه المنتجات، وهذا ما نطالب به ونسعى إليه بكل الوسائل المتاحة.

  • اللحوم وبدائلها المُصنّعة:

مسموح باللحوم الخالية من الدهون، والأسماك، والدجاج، والبيض …

ممنوع دهون اللحم، واللحوم المُصنَعة مثل النقانق و اللانشون واللحوم المعلبة، والأسماك المُدخنة …

  • الخضار والفاكهة:

مسموح بكل أنواع الخضار والفواكه وعصائرها الطبيعية ما لم تسبب تقلصات أو اضطرابات في الجهاز الهضمي.

ممنوع العصائر الجاهزة والمعلبات وأي منتجات فيها مواد حافظة أو ألوان إلا المكتوب عليها خالية من الجلوتين.

  • منتجات متنوعة:

كل المنتجات التي لا تحمل شعار خالي من الجلوتين ممنوعة؛ حتى لو كانت المكونات المكتوبة لا تحتوي على جلوتين، ومن هذه المنتجات الصلصات ومرق الدجاج والمعلبات …

  • نصائح عامة:

يجب أن تُخصص لمريض السيلياك أدوات مطبخ وأكل بعيدة عن الأدوات التي تُستخدم للطعام العادي؛ مثل: الملاعق، والطاسات، والطناجر، والنشابة، والملاعق الخشبية وملاعق السيليكون …

يُنصح باستخدام شريط لاصق ملون لتمييز الأدوات الخاصة بمريض السيلياك، وتُبعد عن الأدوات العادية.

يجب تثقيف جميع أفراد المنزل بتفاصيل هذه الحمية ومخاطر عدم اتباعها على المصابين، وكذلك الحرص في العزومات الخارجية والمطاعم، وقد بدأت بعض المطاعم حديثًا في تخصيص أقسام خالية من الجلوتين.

ثم أردفت رحمة قائلة:

في بداية الأمر وجدنا صعوبة في الالتزام الكامل بهذه الحمية الخالية من الجلوتين، ومع الوقت تعودنا على كيفية اختيار هذه المنتجات، ولكن يصعُب الحصول على هذه المنتجات بسبب ارتفاع أسعارها وندرتها في بعض الأحيان، كذلك هناك صعوبة في خبزها لخلوها من الجلوتين، ولكن بعد تأسيس جمعيات السيلياك بدأت تتوفر وصفات كثيرة وبعض المنتجات بمجهودات فردية نسعى إلى نشرها حتى لا يشعر مريض السيلياك خاصة الأطفال بالحرمان.

المصابون بالسيلياك أكثر عرضة للإصابة بالأمراض التالية في حالة عدم التزامهم بالحمية الخالية من الجلوتين:

  • هشاشة العظام.
  • فقر الدم بسبب نقص الحديد.
  • داء السكري من النوع الأول.
  • أمراض الغدة الدرقية.
  • التهاب الجلد الحلئي.
  • اضطرابات الجهاز العصبي.
  • سوء التغذية.
  • نقص فيتامين (ب 12)، وحمض الفوليك، وفيتامين(د).
  • حساسية اللاكتوز (عدم تحمل اللاكتوز)؛ لأن السيلياك قد يدمر جزءًا من الأمعاء المسؤول عن هضم اللاكتوز.
  • عند الحوامل: نقص وزن المولود.
  • بعض أنواع السرطان، مثل: سرطان الأمعاء الدقيقة في حالات نادرة.

توصيات غذائية يجب ان يتبعها مرضي السلياك إلى جانب الحمية الصارمة الخالية من الجلوتين:

يفتقد مريض السيلياك إلى عدة عناصر نتيجة ضعف الامتصاص، وقلة تنوع المنتجات الخالية من الجلوتين، لذلك يكون عرضة للإصابة ببعض الأمراض نذكر من أهمها: الأنيميا، وأمراض العظام، وعدم تحمل اللاكتوز.

  • الأنيميا: نتيجة لنقص ثلاثة عناصر وهي: الحديد، والفولات، وفيتامين ب12.

الحديد: نحصل عليه من مصادر حيوانية مثل: اللحوم الحمراء بدون دهن، والدجاج، والأسماك؛ إذ أنها تعد أكثر امتصاصًا من الحديد الموجود في المصادر النباتية.

ومصادر نباتية مثل: البقوليات، والورقيات الخضراء، والمكسرات، والفواكه خاصة الموالح التي تساعد على امتصاص الحديد، ويجب عدم تناول مضادات الحموضة أو الكالسيوم أو الكافيين إلا بعد الوجبة بساعتين أو ثلاث لأنها تؤثر على امتصاص الحديد.

الفولات: هامة لتكوين كرات الدم الحمراء، والتمثيل الغذائي للبروتينات.

توجد في مصادر طبيعية مثل: البقول، والورقيات الخضراء، والأناناس، والموالح.

أو على هيئة حبوب الفوليك والتي تكون أكثر امتصاصًا من المصادر الطبيعية.

فيتامين ب12: يأتي من مصادر حيوانية فقط مثل: اللحوم، والكبدة، أو المكملات مثل الحقن والحبوب.

  • أمراض العظام: التشخيص المبكر للمرض، وكذلك تناول المكملات الغذائية المحتوية على الكالسيوم وفيتامين (د)؛ يُجنبنا الكثير من الأعراض، ويجب أن يحتوي الغذاء عليهما.

الكالسيوم: هام ليس فقط للعظام ولكن يساهم في تجلط الدم، وانبساط وانقباض العضلات، وتنظيم ضربات القلب.

يُفضل في البداية الحصول على الكالسيوم من المصادر النباتية والأسماك عوضًا عن الحليب؛ تجنبًا لاضطرابات الجهاز الهضمي نتيجة عدم تحمل اللاكتوز، يوجد الكالسيوم في: الأسماك خاصة الزيتية منها مثل السالمون والسردين، والخضروات، والبقول، والحبوب مثل السمسم والذي يُعد مصدر غني بالكالسيوم، والمكسرات.

فيتامين د: المصدر الطبيعي من التعرض للشمس في أوقات معينة مثل قبل الظهر وبعد العصر، ويوجد في الأسماك الزيتية وزيت السمك، وصفار البيض، والألبان ومنتجاتها، أو المكملات وهي مصدر هام نظرًا لقلة تعرض الناس للشمس نتيجة لنمط حياتنا الحديثة.

يتضمن الكتاب عدة وصفات خالية من الجلوتين، وقصص نجاح حققها مرضى السيلياك، ورد على تساؤلات تدور حول مرض السيلياك، وللمزيد من المعلومات عن مرض السيلياك، ومادة الجلوتين، والأطعمة الممنوعة والمسموحة لمرضى السيلياك، يمكنكم متابعة موقع أسرة وطب .

السابق
التطعيمات | كل ما يهمك عن تطعيمات الأطفال والحوامل
التالي
القولون العصبي المزمن الأسباب والأعراض وطرق العلاج