الطب العام

الزهايمر: أعراضه وعلاجه، وكيف نقلّل آثاره على حياة المريض؟

 بقلم د. منى فوزي
الزهايمر

يُصيب مرض الزهايمر كبار السن فيصبحوا غير قادرين على الاعتماد على أنفسهم، إلى جانب أعراض أخرى قد تُسبّب لهم بعض المشاكل في التعامل مع المجتمع، فما هو مرض الزهايمر، وما هي أعراضه، وما هو العلاج الذي يؤخر تقدُم هذا المرض؛ هيا نتعرف على الإجابة عن هذه الأسئلة من خلال هذا المقال مع أسرة وطب.

يسبب مرض الزهايمر تلف خلايا المخ، وموتها؛ فيُحدث نقص مستمر في مهارات التفكير، والمهارات السلوكية والاجتماعية؛ مما يؤدي إلى عدم قدرة المريض على الاعتماد على نفسه.

يُعد نسيان الأحداث، والمحادثات القريبة من علامات المرض المبكرة، ويصاب المريض بتلف شديد في الذاكرة مع عدم القدرة على أداء المهام اليومية مع تقدم المرض.

لا يوجد علاج لمرض الزهايمر؛ لكن أدوية الزهايمر تؤخر تقدمه وتُحسن الأعراض فيستطيع المريض الاعتماد على نفسه، و أداء مهامه.

اعراض مرض الزهايمر:

فقدان الذاكرة هي العرض الأساسي لمرض الزهايمر، فيجد المريض في البداية صعوبة في تذكر الأشياء، وترتيب الأفكار ثم يتطور المرض ليصل لفقدان تام للذاكرة.

تؤدي تغيرات المخ المصاحبة لمرض الزهايمر إلى مشاكل بالذاكرة، فيقوم المريض بما يلي:

  • يكرر العبارات، والأسئلة عدة مرات.
  • ينسى المحادثات، والمواعيد، والأحداث ولا يتذكرها مرة أخرى.
  • ينسى مكان أشيائه، وغالبًا ما يضعها في أماكن غير مناسبة.
  • يتوه في أماكن مشهورة.
  • ينسى أسماء أفراد العائلة، ومهامه اليومية.
  • لا يستطيع التعبير عن أفكاره أو المشاركة في الحوار.
  • يجد صعوبة في التركيز، والتفكير، والقيام بعدة مهام.
  • يجد صعوبة في التعامل مع الأرقام، والحسابات، ودفع الفواتير.
  • لا يستطيع اتخاذ قرارات سليمة في المواقف اليومية مثل اختيار الملابس المناسبة.
  • لا يستطيع الاستجابة بكفاءة لمشاكل الحياة اليومية مثل حرق الطعام أو التعرض لموقف مفاجئ أثناء القيادة.
  • لا يستطيع أداء المهمات اليومية مثل الاستحمام أو ارتداء الملابس.

كذلك تؤدي تغيرات المخ لتغيرات في السلوك والشخصية منها:

  • الاكتئاب.
  • اللامبالاة.
  • العزلة.
  • التقلبات المزاجية.
  • فقدان الثقة في الآخرين.
  • التوتر والعدوانية.
  • تغير في عادات النوم.
  • التوهان.
  • فقدان الموانع.
  • الضلالات.

يحتفظ المريض ببعض المهارات لفترة طويلة حتى عندما تسوء الأعراض؛ من هذه المهارات القراءة، والرسم، والاستماع إلى الموسيقى، والمهارات اليدوية.

أسباب مرض الزهايمر:

سبب الزهايمر غير معروف تحديدًا؛ لكنه يرجع إلي أسباب جينية مع أسباب بيئية تؤثر على المخ مع الوقت، فتفشل بروتينات المخ في العمل بكفاءة مما يعطّل عمل خلايا المخ، ويطلق مجموعة من المواد السامة فتتلف الخلايا العصبية، وتفقد الاتصال ببعضها.

يبدأ التلف في الجزء الخاص بالذاكرة قبل سنوات من ظهور الأعراض، ثم ينتشر التلف في أجزاء أخرى من المخ، وينكمش المخ في مرحلة متأخرة من المرض.

ويتركز البحث في نوعين مهمين من البروتينات وهما:

  • الصفائح (Plaques): بيتا أميلويد هي بقايا من بروتين أكبر، عندما تتجمع هذه البقايا يكون لها تأثير سام على خلايا المخ، وتعطل الاتصال بين الخلايا، وتصنع هذه التجمعات رواسب أكبر تُسمى صفائح الأميلويد وتسبب تلف الخلايا.
  • العقد: يتغير شكل بروتين تاو(Tau) الذي يلعب دورًا في دعم خلايا المخ، ونقل العناصر الغذائية والمواد المهمة عند الإصابة بالزهايمر، وتكوّن أجسام سامة لخلايا المخ، وتعوق نقل العناصر الغذائية والمواد المهمة بين الخلايا.
الزهايمر

عوامل المخاطرة:

  • السن: يُعد تقدم السن أكبر عامل مخاطرة لحدوث الزهايمر؛ فكلما تقدم السن، زادت نسبة الإصابة بالزهايمر.   
  • التاريخ العائلي والعوامل الوراثية: تُعد إصابة قريب من الدرجة الأولى بالزهايمر عامل مخاطرة للإصابة بالمرض، كذلك اختلاف جين يُدعى (Apolipoprotein e) يسبب الإصابة بمرض الزهايمر؛ لكن اختلاف هذا الجين لا يسبّب المرض عند كل الأشخاص.
  • متلازمة داون: يعاني كثير من الناس أصحاب متلازمة داون من الزهايمر؛ قد يرجع ذلك إلى ثلاث نسخ من كروموسوم 21 مما يؤدي إلى تخليق بيتا أميلويد، وتظهر أعراض مرض الزهايمر على الأشخاص أصحاب متلازمة داون من عشر إلى عشرين سنة مبكرًا عن الأشخاص الطبيعيين.
  • النوع: لا يوجد اختلاف كبير بين الذكور والإناث في ظهور المرض؛ لكنه يظهر أكثر عند الإناث لأن أعمارهن أطول.
  • الضعف الإدراكي البسيط:  الضعف الإدراكي البسيط هو تناقص في الذاكرة ومهارات التفكير؛ لكنه لا يمنع الشخص من أداء مهامه اليومية. يكون الأشخاص أصحاب الضعف الإدراكي البسيط أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر، ويساعد تشخيص الضعف الإدراكي البسيط على التركيز على طرق الحياة الصحية، وتطبيق وسائل للحفاظ على الذاكرة، ومتابعة الأعراض مع الطبيب.
  • صدمة سابقة في الرأس: إذا تعرّض شخص لصدمة سابقة في الرأس، يكون أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر.
  • اضطراب أوقات النوم: يؤدي اضطراب أوقات النوم سواء كانت صعوبة في النوم أو زيادة ساعات النوم إلى زيادة التعرض للإصابة بالزهايمر.
  • الإصابة بأمراض القلب: قد تؤدي عوامل المخاطرة المسببة للإصابة بأمراض القلب إلى الإصابة بالزهايمر وهي: 
  1. التدخين أو التدخين السلبي.
  2. السمنة.
  3. عدم ممارسة الرياضة.
  4. ارتفاع ضغط الدم.
  5. ارتفاع نسبة الكوليسترول.
  6. داء السكري النوع الثاني الغير منضبط.

طرق التشخيص:

يُشخص مرض الزهايمر عن طريق الأعراض، وملاحظات الأشخاص القريبة من المريض؛ كذلك عن طريق الاختبارات الطبية لقياس مهارات الذاكرة والتفكير.

تساعد الاختبارات التصويرية والمعملية على معرفة أسباب ضعف الذاكرة.

تشمل وسائل تشخيص مرض الزهايمر الآتي:

  • الاختبارات السريرية والعصبية: يوقع الطبيب الكشف السريري والعصبي لقياس:
  1. ردود الأفعال.
  2. قوة العضلات.
  3. القدرة على حمل كرسي والسير به في الغرفة.
  4. قوة الإبصار والسمع.
  5. التوازن.
  • الاختبارات المعملية: قد تساعد صورة الدم على تحديد سبب ضعف الذاكرة والتشويش مثل اضطراب الغدة الدرقية أو نقص الفيتامينات.
  • اختبارات للحالة العقلية والعصبية: يُجري الطبيب بعض الاختبارات لقياس قوة الذاكرة، ومهارات التفكير؛ هذه الاختبارات مهمة لمتابعة تطور الأعراض.
  • تصوير المخ: يوضّح تصوير المخ الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى التغيّرات العقلية مثل الجلطات، والصدمات، والأورام، وتُمكّن أساليب التصوير الجديدة الأطباء من تحديد التغيرات العقلية التي يسببها الزهايمر وتشمل:
  1. الرنين المغناطيسي: يحدّد الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى التغيرات العقلية، ويُمكن أن يوضح انكماش المخ.
  2. الأشعة المقطعية: تُستخدم لتصوير الجلطات، والأورام، وصدمات الرأس.
  3. الأشعة المقطعية البوزيترونية: عن طريق حقن مادة مشعة في الدم لتصوير جزء معيّن في المخ، وتُمكّن الأطباء من تحديد التغيّرات التي يسببها الزهايمر، وتميّز بين الزهايمر والأسباب الأخرى لضعف الذاكرة.

علاج مرض الزهايمر:

  • الأدوية: تساعد الأدوية لبعض الوقت في علاج أعراض مرض الزهايمر التي تشمل ضعف الذاكرة، والأعراض العقلية الأخرى.

يُستخدم حاليًا نوعان من الأدوية وهما:

  1. مثبطات إنزيم الكولين إستريز: تحافظ هذه الأدوية على المواد الكيميائية المسؤولة عن التواصل بين الخلايا، والتي يسبّب الزهايمر نقصها، كذلك تُحسن الأعراض النفسية العصبية مثل التوتر والاكتئاب.

تشمل مثبطات إنزيم الكولين إستريز: دونيبيزيل (أريسبت)، وجالانتامين ( رازادين)، وريفاإستجمين (إكسيلون).

تشمل الآثار الجانبية لهذه الأدوية: الغثيان، والإسهال، وفقدان الشهية، واضطرابات النوم، وقد يعاني مرضى القلب من عدم انتظام ضربات القلب.

          2- ميمانتين (ناميندا): يساعد على الإتصال بين الخلايا، ويبطئ من تطور الأعراض، وقد يُستخدم مع مثبطات إنزيم الكولين إستريز، وأعراضه الجانبية نادرة الحدوث وتشمل الدوار، والاضطراب.

قد توصف بعض الأدوية المضادة للاكتئاب لعلاج أعراض مرض الزهايمر.

  • توفير بيئة آمنة وداعمة للمريض: تعد مساعدة المريض على التكيف مع حالته جزء هام من خطة العلاج عن طريق تقليل المهام العقلية، وتوفير عادات يومية ثابتة لتسهيل حياته وذلك عن طريق:
  1. الاحتفاظ بالأشياء التي تخصه في مكان ثابت بالمنزل.
  2. الاحتفاظ بالأدوية في مكان آمن، وعمل قائمة لمتابعة تناول الجرعات.
  3. ضبط الأمور المالية لتكون الدفع والإيداع آليًا.
  4. تشغيل خاصية التتبع على هاتفه المحمول ليتمكن المحيطين به من متابعته، وتسجيل الأرقام المهمة على هاتفه.
  5. تحديد المواعيد الدورية في نفس الأيام على قدر الإمكان.
  6. إبعاد الأثاث الزائد.
  7. الاحتفاظ بالصور، والأشياء التي تهمه في مكان قريب منه.
  8. التأكد من احتفاظ المريض ببياناته الشخصية، أو ارتداء سوار للتعرف عليه.
  9. انقاص عدد المرايات لأنها تُخيف وتُوتِر مريض الزهايمر. 

ويبقى الدعم العائلي والاهتمام بالمريض من أهم الطرق التي تساعده على التكيًف مع البيئة المحيطة به والتعامل معها.

السابق
طريقة عمل الملوخية الخضراء.. وداعًا لفشل الملوخية
التالي
اضطراب الشخصية الحدية.. ما هي أسبابه وأعراضه وهل له مميزات