الطب العام

الرمد الربيعي.. العلاج والوقاية من مرض العين الربيعي

 بقلم د. أميرة حلواني
الرمد الربيعي

لا شك أن فصل الربيع ليس الفصل المفضّل لدى الجميع، فالبعض يعاني من أمراض تحسسية يمكن أن تتفاقم أعراضها خلال الربيع ومن هذه الأمراض الرمد الربيعي.
ولكن ما هو الرمد الربيعي؟ وما هي أعراضه؟ ما الأدوية المستخدمة لعلاجه، وكيف يمكن الوقاية من مضاعفاته؟  فلنتعرف سوياً مع أسرة وطب على هذا المرض التحسسي.

ما هو مرض الرمد الربيعي؟

تشير كلمة “الرمد” إلى أي مرض التهابي يصيب الطبقة الخارجية للعين، أما “الربيعي”؛ فهي نسبة إلى ظهور الأعراض في فصل الربيع، وهي دلالة غير صحيحة بالمطلق؛ فربما يستمر ظهور الأعراض في فصل الصيف أيضًا.

يُعدّ الرمد الربيعي أو ما يُعرف بالتهاب الملتحمة الربيعي، واحداً من أمراض الحساسية المزمنة التي تصيب ملتحمة العين (الملتحمة هي غشاء رقيق يغطي بياض العين ويبطن الجفون من الداخل)، وتظهر أعراضه بشكل موسمي مع قدوم فصل الربيع أو عندما يصبح الطقس أكثر دفئًا في فصل الصيف، وهو مرض غير معدٍ، وشائع الانتشار في منطقة حوض البحر المتوسط، ويصيب الأطفال والكبار.

ما هي أسباب الرمد الربيعي؟

يحدث الرمد الربيعي نتيجة فرط تحسس العين لمسببات الحساسية الموجودة في الهواء، حيث يؤدي تفاعل هذه المواد مع ملتحمة العين إلى إفراز مواد التهابية مثل الهيستامين وغيرها؛ مما يسبب التهاب العين، وينجم هذا النوع من التفاعل الالتهابي عن اضطراب في الجهاز المناعي والذي قد يكون وراثيًا في كثيرٍ من الحالات.

ومن أهم العوامل المسببة للحساسية:

  • غبار الطلع الذي ينتشر بشكل كبير في فصل الربيع.
  • الرياح المحملة بالأتربة والغبار.
  • ارتفاع درجات الحرارة وأشعة الشمس (خاصة الأشعة فوق البنفسجية) في فصل الصيف.
  • وبر الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب.
  • دخان السجائر.
  • الكلور المستخدم في تعقيم أحواض السباحة.

ماهي العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالرمد الربيعي؟

  1. العمر: يصيب الرمد الربيعي الأطفال والشباب أكثر من الكبار، ويبدأ الرمد الربيعي للاطفال عادة بعمر 11 سنة، ونادرًا ما يبدأ قبل سن الخامسة أو بعد بلوغ العشرين.
  2. الجنس: فهذا المرض يصيب الذكور أكثر من الإناث بنسبة قد تصل إلى الضعف.
  3. وجود تاريخ عائلي: تزداد فرص إصابتك بالرمد الربيعي إذا كان في عائلتك أفراد مصابون بأحد الأمراض التحسسية كالربو أو الإكزيما أو التهاب الأنف التحسسي.
  4. وجود تاريخ مرضي: إذا كنت تعاني من أنواع أخرى من أمراض التحسس الموسمية.
  5. كثرة التعرض للعوامل المسببة للحساسية ولفترات طويلة.
  6. المناخ: ينتشر الرمد الربيعي بشكل أكبر في البلدان ذات المناخ الحار والجاف ويكون نادر الحدوث في البلدان الباردة.

ما هي اعراض الرمد الربيعي؟

يصيب الرمد الربيعي كلتا العينين معًا وتتفاوت الأعراض بشكل كبير من شخص إلى آخر، ومن أكثر الأعراض شيوعًا:

  • احمرار وتورّم العينين نتيجة التهاب الطبقة الخارجية للعين مما يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية.
  • حكة شديدة وشعور بالحرقة في العينين.
  • الانزعاج من الضوء وعدم القدرة على تحمله (حساسية من الضوء).
  • زيادة في المفرزات العينية وخاصة عند الاستيقاظ من النوم، وتكون المفرزات مائية أو لزجة.
  • قد تترافق بعض الحالات مع ثخانة في الجفن مع وجود حبيبات بيضاء ترتص إلى جانب بعضها على السطح الداخلي للجفن العلوي وتؤدي إلى هبوط الجفن.
  • تترافق حالات أخرى مع ظهور سماكة جيلاتينية في بياض العين وخاصة حول القرنية تؤدي إلى ضبابية في الرؤية. 

تشخيص الرمد الربيعي

لتشخيص الرمد الربيعي عادة ما يلجأ الطبيب إلى:

1- فحص العين وملاحظة العلامات والأعراض المشيرة إلى الرمد الربيعي.

2-  السؤال عن التاريخ الطبي والتاريخ العائلي للمريض.

3- إجراء مسحة من الملتحمة وتحليلها لمعرفة فيما إذا كانت الحالة هي رمد ربيعي أو نوع آخر من أنواع التهاب العين.

4- إجراء اختبارات التحسس لمعرفة مُسببات الحساسية.

أمراض أخرى للعين قد يُخلط بينها وبين الرمد الربيعي

التهاب الملتحمة الجرثومي أو الفيروسي: 

يحدث هذا الالتهاب نتيجة إصابة العين بعدوى جرثومية أو فيروسية حيث يترافق مع احمرار وحرقة وتهيج في العينين مع شعور بوجود أجسام غريبة في العين. عادة ما تحدث العدوى بعد الإصابة بالزكام، وهو أيضًا أكثر شيوعًا لدى الأطفال.

ما يميز هذا المرض عن رمد الربيع هو المفرزات القيحية الدبقة التي تؤدي إلى التصاق الجفنين معًا وخاصة في الصباح، كما أن التهاب الملتحمة الجرثومي أو الفيروسي معدٍ بشكل كبير، تبدأ الإصابة في عين واحدة وسرعان ما تنتقل إلى العين الثانية. 

ماهي مضاعفات الرمد الربيعي؟

  • ارتخاء في الجفن كرد فعل على الحساسية الشديدة للضوء. 
  • يمكن أن يسبب الرمد الربيعي في بعض الحالات التهابات شديدة تؤدي إلى ظهور تقرحات في القرنية قد تسبب فقدان البصر مما يستدعي التدخل الجراحي.

علاج الرمد الربيعي

يشفى معظم المصابون بالرمد الربيعي بعد عدة سنوات تلقائيًا، حيث تقل حدة المرض عادة مع التقدم بالعمر أو عندما يصل الطفل إلى سن البلوغ. يهدف العلاج إلى تخفيف حالة الالتهاب- ما أمكن إلى حين زوال المرض، ومن المهم جداً البدء بعلاج الرمد الربيعي مباشرة بعد تشخيصه لتجنب المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن تنتهي بفقدان كلي أو جزئي في البصر.

أما بالنسبة لطرق العلاج المتبعة فهي تشمل كلاً من العلاج الوقائي والعلاج بالأدوية.

العلاج الوقائي للرمد الربيعي:

للوقاية من حدوث نوبات الرمد الربيعي إليك النصائح التالية:

  1. تجنب العوامل المسببة للتحسس إن أمكن.
  2. ارتداء نظارات شمسية داكنة عند الخروج في النهار وتجنب استخدام العدسات اللاصقة.
  3. تجنب الخروج في الأيام الحارة.
  4. يمكن استعمال قطرة العين التي تحتوي على على مادة الكرومولين (وهي مادة تمنع إفراز الهيستامين المسبب للالتهاب) قبيل بداية موسم الحساسية للوقاية من حدوث النوبات التحسسية وتخفيف شدة الأعراض.

علاج الرمد الربيعي باستخدام الأدوية:

في حالة الرمد الربيعي المترافق مع نوبات تحسسية خفيفة:

 ينصح المريض بما يلي:

  • وضع كمادات باردة على العينين لمدة 5-10 دقائق عدة مرات يوميًا وذلك لتخفيف التورم.
  • استعمال قطرات الدموع الصناعية لترطيب العين وتخفيف الحكة.
  •  استعمال قطرات العين التي تحتوي على مضادات الهيستامين و الكرومولين.

في حالات الرمد الربيعي المتوسطة إلى الشديدة:

في حال عدم الاستجابة لطرق العلاج السابقة ينبغي مراجعة الطبيب المختص حيث يمكن أن يبدأ العلاج باستخدام قطرات العين التي تحتوي على أحد مركبات الكورتيزون إلى جانب تلك التي تحتوي على مضادات الهيستامين و الكرومولين وذلك لتخفيف الالتهاب، ولا ينصح باستعمال قطرات الكورتيزون لفترات طويلة بسبب آثارها الجانبية الخطيرة؛ حيث يمكن أن تؤدي  إلى ارتفاع الضغط داخل العين مما يزيد الوضع سوءًا، كما أنها يمكن أن تزيد من خطورة إصابة العين بعدوى جرثومية أو فيروسية. 

في حال ترافق الرمد الربيعي مع وجود نتوءات كبيرة في الجفن يمكن اللجوء إلى حقن الكورتيزون موضعيًا داخل الجفن أو إزالة هذه النتوءات جراحيًا بعملية الكي.

كما تقترح دراسات جديدة استعمال دواء سيكلوسبورين 2% (وهو دواء مضاد للسرطان) في الحالات المتفاقمة من الرمد الربيعي حيث يمكن أن يمنع حدوث الانتكاس نتيجة قدرته على كبح الخلايا المسؤولة عن حدوث الالتهاب.

يترافق الرمد الربيعي مع العديد من الأعراض المزعجة وينبغي عدم إهمال المرض حتى لا يتفاقم، ويبقى دومًا “درهم وقاية خير من قنطار علاج”.

السابق
طريقة عمل الملبن في المنزل بكل أسراره
التالي
طريقة عمل الملبن الابيض بدون جيلاتين في المنزل