الطب العام

الذئبة الحمراء | وما هي أسبابها وأعراضها وعلاجها؟

بقلم: د. منى فوزي.
الذئبة الحمراء

تُعد أمراض المناعة الذاتية من الأمراض التي تؤرق الناس، إذ يهاجم جهاز المناعة خلايا الجسم فيُسبّب أمراضًا مختلفة منها الحمى الروماتيزمية، والتصلّب المتعدد، والذئبة الحمراء؛ الذي سنتعرف عليه في هذا المقال.

يُشير مصطلح (الذئبة) إلى عدد من الأمراض المناعية التي لها نفس الأعراض السريرية، والفحوصات المعملية؛ لكن الذئبة الحمراء هو أكثرهم انتشارًا، وهو مرض مزمن يمر بمراحل من الأعراض الشديدة بالتبادل مع الأعراض المتوسطة، ويعيش معظم المرضى حياة طبيعية مع العلاج.

اعراض الذئبة الحمراء:

تختلف اعراض الذئبة الحمراء مع مرور الوقت، وتتضمن الأعراض الشائعة ما يلي:

  • الإرهاق الشديد.
  • ألم بالمفاصل.
  • تورم المفاصل.
  • صداع.
  • طفح جلدي في الأنف والخدين يُعرف بطفح الفراشة.
  • سقوط الشعر.
  • الأنيميا.
  • مشاكل تجلط الدم.
  • ظاهرة (رينود) وتتمثل في زرقة أو بياض في الأظافر نتيجة انقطاع أو قلة الإمداد الدموي إلى أصابع اليدين والقدمين، والأنف، والأذنين.
  • تعتمد الأعراض الأخرى على العضو الذي يهاجمه المرض مثل القلب، والجهاز الهضمي، والجلد.
  • تتشابه اعراض الذئبة الحمراء مع أعراض أمراض أخرى، مما يجعل التشخيص صعبًا؛ لذا يُجري الطبيب عدة فحوصات للوصول إلى التشخيص الصحيح.

أسباب الذئبة الحمراء:

لم يُعرف المُسبّب الرئيسي للذئبة الحمراء، ولكن توجد عدة عوامل تُصاحب المرض منها:

  • العوامل الوراثية: لا يرتبط المرض بجين محدد، ولكن قد يعاني بعض أفراد عائلة المصاب بالذئبة الحمراء من أمراض المناعة الذاتية الأخرى.
  • العوامل البيئية: تشمل المحفزات البيئية ما يلي:
  1. الأشعة فوق البنفسجية.
  2. بعض الأدوية.
  3. الفيروسات.
  4. الإجهاد البدني والنفسي.
  5. الصدمات.

الهرمونات: تتعرض السيدات للذئبة الحمراء بنسبة أكبر من الرجال، وتكون الأعراض أشد حدةً عند السيدات أثناء الحمل والدورة الشهرية، وأدت هذه الملاحظة إلى الاعتقاد بأن هرمون الإستروجين يُسبّب الإصابة بالذئبة الحمراء، ولكن لم تثبت بعد صحة هذه النظرية.

التشخيص :

  • عن طريق الكشف السريري لفحص اعراض الذئبة الحمراء التي تشمل:
  1. الطفح الجلدي نتيجة الحساسية للشمس مثل طفح الفراشة.
  2. قرح بالفم أو الأنف نتيجة التهاب الأغشية المخاطية.
  3. التهاب مفاصل اليدين، والقدمين، والركبتين، والمعصمين.
  4. تساقط الشعر.
  5. أعراض إصابة القلب والرئة مثل عدم انتظام ضربات القلب.
  • بعض الاختبارات التشخيصية التي تشمل:
  1. صورة دم كاملة: لقياس عدد كرات الدم الحمراء والبيضاء، والصفائح، والهيموجلوبين، والبروتين في كرات الدم الحمراء للكشف عن الأنيميا، ونقص كرات الدم الحمراء والبيضاء التي قد تكون بسبب الإصابة بالذئبة الحمراء.
  2. قياس سرعة الترسيب: قد يُشير إلى الإصابة بالذئبة الحمراء إذا كان معدل سرعة ترسيب كرات الدم الحمراء أعلى من المعدل الطبيعي، ولا يعد هذا الاختبار مُخصصًا للكشف عن الإصابة بالذئبة الحمراء، لكنه يكشف كذلك عن العدوى أو الأورام.
  3. فحص كفاءة الكلى والكبد: عن طريق تحليل الدم إذ قد يؤثر مرض الذئبة الحمراء عليهما.
  4. تحليل البول: اختبار عينة من البول للكشف عن ارتفاع نسبة البروتين أو وجود كرات دم حمراء في البول التي قد تكون بسبب تأثير الذئبة الحمراء على الكلى.
  5. اختبار الأجسام المضادة للنواة (ِِِAntinuclear antibody test): يُشير الكشف عن هذه الأجسام المضادة إلى تحفيز الجهاز المناعي؛ مما يستدعي إجراء تحاليل أكثر تخصصًا للتأكد من الإصابة بالذئبة الحمراء. 
  6. الأشعة السينية (X-Ray) على الصدر للكشف عن وجود سائل أو التهابات في الرئة.
  7. عمل رسم قلب: باستخدام الموجات الصوتية لفحص مشاكل الصمامات ومشاكل القلب الأخرى.
  8. قد تتم الاستعانة بطبيب أمراض روماتيزمية لعلاج التهابات المفاصل.

علاج الذئبة الحمراء:

الهدف من العلاج هو تخفيف الأعراض، ويعتمد العلاج على شدة الأعراض والعضو المصاب في الجسم.

يشمل العلاج ما يلي: 

  • الأدوية المضادة للالتهاب مثل نابروكسين و ايبوبروفين لعلاج ألم وتصلّب المفاصل وارتفاع درجة الحرارة.

تشمل الآثار الجانبية نزيف المعدة، ومشاكل في الكلى، وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب. 

  • الكريمات الستيرويدية (الكورتيزونية) لعلاج الطفح الجلدي.
  • الكورتيزون لإنقاص الاستجابة المناعية، ولعلاج الالتهابات، وتُستخدم الجرعات الكبيرة من الكورتيزون مثل ميثيل بريدنيزولون لعلاج الآثار الخطيرة على المخ والكلى.
  • تشمل الآثار الجانبية زيادة الوزن، وهشاشة العظام، وارتفاع ضغط الدم، والإصابة بداء السكري.
  • الأدوية المضادة للملاريا مثل هيدروكسي كلوروكين (بلاكوينيل) لعلاج مشكلات المفاصل والجلد، وتقليل مخاطر ازدهار نوبات الذئبة الحمراء.
  • تشمل الآثار الجانبية اضطرابات في المعدة، ونادرًا ما تسبّب أدوية الملاريا تلف شبكية العين؛ مما يستدعي فحص قاع العين بانتظام طوال فترة تناول هذه الأدوية.
  • مثبطات المناعة: تساعد الأدوية المثبطة للمناعة على علاج حالات الذئبة الحمراء الخطرة، وتشمل أزاثيوبرين (اميوران)، وميكوفينولات موفيتيل (سيلسيبت)، وميثوتريكسات (تريكسال).
  • تشمل الآثار الجانبية تلف الكبد، وضعف الخصوبة، وزيادة مخاطر الإصابة بالأورام.

ينصح موقع أسرة وطب مرضى الذئبة الحمراء بتجنب العوامل التي تحفز ظهور النوبات المرضية، ويتمنى لجميع القراء التمتع بالصحة والعافية.

السابق
طريقة عمل برياني دجاج الهندي الأصلي
التالي
كيكة القهوة.. مذاق رائع ومختلف ونكهة أروع