بقلم: د. منى فوزي.
يؤدي إهمال علاج بعض الأمراض إلى تطورها إلى أمراضٍ أخطر، فإهمال علاج التهاب الحلق أو الحمى القرمزية قد يؤدي إلى الإصابة بالحمى الروماتيزمية التي قد تؤثر على القلب؛ فما هي الحمى الروماتيزمية؟ وما هي أعراضها وأسبابها؟ وكيف نعالجها؟ للإجابة على هذه الأسئلة هيا نقرأ هذا المقال من أسرة وطب.
الحمى الروماتيزمية مرض التهابي، غالبًا ما يُصيب الأطفال ما بين خمس إلى خمس عشرة سنة، لكنه قد يُصيب كذلك الأطفال دون الخامسة والبالغين، ويكثر انتشاره في الدول النامية.
قد تُسبّب الحمى الروماتيزمية تلف دائم في عضلة القلب مثل تلف صمامات القلب، وفشل عضلة القلب، ويساعد العلاج على تقليل التلف والألم الناتج عن الالتهاب، وكذلك يمنع تكرار الحمى.
أسباب الحمى الروماتيزمية:
- قد تحدث الحمى الروماتيزمية بعد عدوى الحلق التي تنتج عن الإصابة ببكتيريا تُسمى المكورات العقدية (المجموعة الأولى)؛ التي قد تسبّب كذلك الحمى القرمزية.
- قد تؤثر الإصابة بالبكتيريا على الجهاز المناعي؛ إذ تحتوي البكتيريا على بروتين مماثل للبروتين الموجود في بعض أنسجة الجسم، فيقوم الجهاز المناعي الذي يهاجم البكتيريا بمهاجمة الخلايا التي تحتوي على هذا البروتين ( نتيجة خلل في جهاز المناعة أو ما يُسمى المناعة الذاتية).
- يهاجم الجهاز المناعي أنسجة القلب، والمفاصل، والجلد، والجهاز العصبي المركزي مما يؤدي إلى التهاب هذه الأنسجة.
- تقل فرص التعرض للإصابة بالحمى الروماتيزمية مع سرعة تناول المريض لمضاد حيوي مناسب للقضاء على هذه البكتيريا.
- قد يُصاب الطفل بالحمى الروماتيزمية عند تكرار الإصابة بالبكتيريا مع عدم القضاء عليها بشكل كامل.
اعراض الحمى الروماتيزمية:
تبدأ الحمى الروماتيزمية بعد أسبوعين لأربعة أسابيع من عدوى التهاب الحلق، وتختلف الأعراض أثناء دورة المرض فتشمل:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- ألم وتورم المفاصل خاصًة الركبتين، والكوعين، والكاحلين، والمعصمين.
- يبدأ الألم في أحد المفاصل ثم ينتقل إلى المفصل الآخر.
- احمرار المفاصل.
- نتوء صغير غير مؤلم تحت الجلد.
- ألم في الصدر.
- ثقب في القلب.
- إرهاق.
- طفح جلدي خشن الحواف.
- تشنجات لا إرادية في اليدين، والقدمين، والوجه.
- بكاء أو ضحك مفاجئ مصاحب لرقص سيدنهام، وهو اضطراب عصبي يُصيب الأطفال نتيجة الإصابة بالبكتيريا المسبّبة للحمى الروماتيزمية، ويتصف بحركات سريعة لا إرادية في الذراعين، والقدمين، وعضلات الوجه.
اعراض الحمى الروماتيزمية عند الاطفال:
لا تختلف الأعراض عند الاطفال عن البالغين.
عوامل المخاطرة:
تشمل عوامل المخاطرة ما يلي:
- التاريخ العائلي: يحمل بعض الأشخاص جين أو أكثر يجعلهم معرضين للإصابة بالحمى الروماتيزمية أكثر من غيرهم.
- نوع البكتيريا: ترتبط بعض سلالات بكتيريا المكورات العقدية بالحمى الروماتيزمية أكثر من سلالات أخرى من نفس النوع.
- العوامل البيئية: تساعد بعض العوامل البيئية على انتشار البكتيريا المسبّبة للمرض مثل الازدحام، والصرف الصحي السيء.
التشخيص:
يعتمد التشخيص على التاريخ الطبي، والكشف السريري، ونتائج بعض الاختبارات وتشمل:
- اختبارات الدم:
لتحديد الأجسام المضادة للبكتيريا المسبّبة لالتهاب الحلق، كذلك تُطلب بعض التحاليل للكشف عن علامات الالتهاب مثل معدل سرعة الترسيب، وبروتين سي التفاعلي.
- رسم القلب الكهربائي: لتعيين تضخم القلب من عدمه.
- رسم القلب باستخدام الموجات الصوتية الذي يساعد الطبيب على تشخيص مشاكل القلب.
علاج الحمى الروماتيزمية:
الهدف من العلاج هو القضاء على البكتيريا المسبّبة للمرض، وعلاج الأعراض والالتهاب، ومنع تكرار المرض.
يشمل علاج الحمى الروماتيزمية ما يلي:
- المضادات الحيوية:
يصف الطبيب البنسلين أو أي مضاد حيوي آخر للمريض للقضاء على البكتيريا، وبعد انتهاء الجرعة العلاجية يصف الطبيب جرعة أخرى للوقاية من المرض.
يستمر العلاج الوقائي لمدة خمس سنوات أو حتى يبلغ الطفل 21 عامًا أيهما أطول.
يُنصح باستمرار تناول العلاج الوقائي لمدة عشر سنوات أو أكثر للذين أصيبوا بالتهاب القلب أثناء الحمى الروماتيزمية.
- الأدوية المضادة للالتهاب:
لعلاج الالتهاب والحرارة مثل الأسبرين، والنابروكسين. قد يصف الطبيب الكورتيزون إذا كان الالتهاب شديدًا أو عند عدم الاستجابة للعلاج.
- الأدوية المضادة للتشنجات:
قد يصف الطبيب الأدوية المضادة للتشنجات مثل فالبرويك أسيد (ديباكين) أو كاربامازيبين (تجريتول) لعلاج التشنجات اللاإرادية.
الوقاية من الحمى الروماتيزمية:
أفضل طريقة للوقاية من الحمى الروماتيزمية هي علاج التهاب الحلق الذي تسببه بكتيريا المكورات العقدية في بدايته، وإتمام مدة العلاج حتى نهايتها، وممارسة العادات الصحية السليمة التي تمنع الإصابة بالبكتيريا وتشمل:
- تغطية الفم عند السعال أو العطس.
- غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار.
- تجنب الاختلاط بالمرضى.
- تجنب مشاركة الأشياء الشخصية خاصًة مع المرضى.
