الطب العام

الحمى التيفودية | ما لا تعرفه عن أسبابها وعلاجها!

الحمى التيفودية

هناك العديد من البكتيريا المسببة للأمراض، وأحيانًا إذا لم تُعالج بشكل سليم قد تودي بحياة المريض، ويوجد نوعان من البكتيريا: النافعة والضارة .
 سنعرض لكم في هذا المقال من أسرة وطب أحد أنواع البكتيريا الضارة التي تسبب الحمى التيفودية وطرق انتقالها وعلاجها، وطرق الحد من انتشارها.

ما هى الحمى التيفودية وما أسبابها؟

الحمى التيفودية عدوى بكتيرية تصيب الإنسان وتهدد حياته, تسببها  أحد أنواع السالمونيلا (S. Typhi)، وهي نوع من البكتيريا يُصاب بها الإنسان  نتيجة الأطعمة والمشروبات الملوثة وتظهرغالبًا في الدول النامية الأكثر فقرا.

يتراوح عدد المُصابين بمرض الحمى التيفودية بين 11 و25 مليون شخص، وعدد الوفيات بين 128000 و 161000 ‏شخص سنويًا.
تشير الدراسات إلى انخفاض معدل الإصابات بشكل ملحوظ في الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين بسبب تحسُن الصرف الصحي البيئي.
تعد الهند وباكستان ومصر من الدول الأكثر خطورة بسبب تلوث المياه والطعام  والطعام غير نظيف وتدني الصرف الصحي وقلة العلاج.

كيف تُشخص حمى التيفوئيد؟

عند تناول الطعام أو الماء الملوث، تمر بكتيريا السالمونيلا إلى الأمعاء الدقيقة وتدخل مجرى الدم، ثم تنتقل البكتيريا بواسطة خلايا الدم البيضاء في الكبد والطحال ونخاع العظام، حيث تتكاثر وتعود إلى مجرى الدم، فيصاب الناس بأعراض الحمى.

في تلك المرحلة، تغزو البكتيريا المرارة والأنسجة اللمفاوية في الأمعاء وتتكاثر بأعداد كبيرة، ثم تنتقل البكتيريا إلى القناة المعوية حيث يمكن ملاحظتها في عينات البراز، فإذا كانت نتيجة الاختبار غير واضحة، تؤخذ عينات من الدم أو البول لإجراء التشخيص.

طرق انتقال الحمى التيفودية

فى أغلب الأحيان تنتقل الحمى التيفودية عن طريق بول أو براز الشخص المصاب، وقد تنتقل إليك إذا تناولت طعامك مع أحد الاشخاص المصابين بالحمى التيفودية ولم يغسل يديه جيدًا بعد استخدام المرحاض، مما يُعرضك للإصابة بمرض الحمى التيفودية.

السفر إلى البلدان التي بها عدد كبير من الإصابات، ولذلك عند السفر يجب توخي الحذر من تناول الأغذية والمشروبات الملوثة، وأخذ كافة التطعيمات اللازمة عند السفر.
في الدول النامية التي تنتشر بها الكثير من حالات الحمى التيفوديه، يُصاب معظم الناس عن طريق شرب المياه الملوثة أو تناول الأطعمة الملوثة بالبكتيريا أو الاحتكاك المباشر مع الأشخاص المصابة.

فى بعض الأحيان يوجد بعض الأشخاص حاملي المرض بالرغم من عدم ظهور أعراض عليهم ويُطلق عليهم “Chronic carrier“، هؤلاء الأشخاص هم الأكثر خطورة عن غيرهم لعدم معرفتهم بذلك، حيث ما زالت البكتيريا نشطة داخل الأمعاء، وتخرج مع البراز، فتسبب في عدوى أشخاص آخرين.

أعراض الحمى التيفودية

الحمى التيفودية عند الكبار

هناك أعراض شائعة دائما تحدث عند الإصابة بمرض الحمى التيفودية للكبار فى بداية العدوى وتظهر خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من بداية العدوى:

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم كله، فقد تصل درجة الحرارة أحيانا إلى 40 درجة مئوية.
  • تعب وضعف عام فى الجسم.
  • إسهال أو إمساك.
  • ألم شديد في منطقة البطن.
  • ألم شديد فى العضلات.
  • فقدان الشهية.
  • فقدان الوزن بصورة ملحوظة.
  • طفح جلدى.
  • سعال جاف.

في المراحل المتقدمة من الإصابة بمرض الحمى التيفودية تصل إلى الهذيان وفقدان الوعى الكامل إذا لم  تُعالج بشكل سريع وأحيانًا تؤدي إلى الوفاة.

الحمى التيفودية عند الأطفال:

 يُصاب الأطفال أيضا بمرض الحمى التيفودية، وقد يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالحُمى أكثر من الكبار.

تتشابه أعراض الحمى في الأطفال كثيرًا مع تلك التي تبدو على البالغين مثل: الصداع، وفقدان الشهية، وظهور بقع حمراء على صدر الطفل، والإحساس بالدوار وارتفاع درجات الحرارة. 

عندما تلاحظين هذه الأعراض على صغيرك، استشيرى الطبيب فورا.

مضاعفات حمى التيفوئيد

لكل مرض مضاعفاته، ولكن بعض الأمراض تكون مضاعفاتها فى غاية الخطورة والتعقيد، ومن أشد مضاعفات الحمى التيفودية  النزيف المعوي أو الثقوب المعوية” GASTROINTESTINAL BLEEDING or holes” حيث يحدث ثقب في الأمعاء الغليظة أو الأمعاء الدقيقة.

تتسرب محتويات الأمعاء إلى المعدة، وتسبب آلام شديدة في المعدة وقيء فقدان للوعي، وقد تتطور إلى عدوى في مجرى سريان الدم تُعرف ب تعفن الدم “sepsis”.
هناك أيضًا مضاعفات أخرى للحمى التيفودية وهي:

  • التهاب عضلة القلب (myocarditis).
  • التهاب بطانة القلب والصمامات (endocarditis).
  • إصابة الأوعية الدموية الرئيسية (mycotic aneurysm).
  • التهاب رئوي (Pneumonia).
  • التهاب البنكرياس (اpancreatitis).
  • التهابات الكلى أو المثانة.
  • عدوى والتهاب الأغشية والسوائل المحيطة بالمخ والحبل الشوكي (meningitis)

عند ظهور احدى هذه المضاعفات على المريض فى الأسبوع الثالث، يجب تلقي العلاج فورا لأن هذة المضاعفات قد تودي بحياته.

الحمى التيفودية

دور منظمة الصحة العالمية للحد من انتشار الحمى التيفودية

  • في ديسمبر 2017، أنتجت المنظمة أول لقاح  ضد الحمى التيفودية. يوفر هذا اللقاح الجديد مناعة أطول من اللقاحات السابقة، ويمكن أخذه بجرعات أقل، كذلك يُمكن إعطاؤه للأطفال اعتبارًامن سن ستة أشهر من العمر.
  • يُنتج هذا اللقاح لأكثر البلدان إصابة بالحمى التيفودية، وسيساعد ذلك في الحد من كثرة استخدام المضادات الحيوية لعلاجه، الأمر الذي سيُسهم بدوره في تقليل مقاومة السالمونيلا التيفية للمضادات الحيوية.
  • اعتمد مجلس التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع تمويًلا قدره 85 مليون دولار أمريكي من أجل لقاحات الحمى التيفودية عام 2019.
  • في الآونة الأخيرة اتجهت الدول العربية التي تزداد بها حالات الحمى التيفودية إلى توفير اللقاح الخاص بها منذ الولادة وعلى جرعات لتقليل أعداد المصابين سنويًا.

علاج الحمى التيفودية

تُعالج الحمى التيفودية باستخدام المضادات الحيوية، لكن لابد أن نأخذ في الاعتبار أن الاستمرار في تناول المضادات الحيوية لفترات طويلة يؤدى إلى زيادة مقاومة البكتيريا المُسببة للحمى.

  • سيبروفلوكساسين(سيبرو) (Ciprofloxacin) أو(Cipro): يصفه الأطباء  للبالغين فيما عدا الحوامل أو المرضعات، يعتبر هذا المضاد الحيوى ضعيفا في مواجهة السالمونيلا التيفية وخاصة تلك  السلالات المتوطنة في جنوب شرق آسيا.
  • أزيثروميسين (زيثروماكس)(Zithromax): يستخدم كبديل سيبرو عندما تحدث عدم استجابة للعلاج.
  • سيفترياكسون (Ceftriaxone): مضاد حيوي قابل للحقن شائع الاستخدام في الحالات الأكثر خطورة وتعقيدًا. يُستخدم لعلاج الأطفال كبديلٍ لعقار السيبرو، وكذلك الأشخاص الذين لم يستجيبوا لعقار سيبروفلوكاسين.

توجد هناك أيضًا بعض العلاجات المنزلية تساعد في تحسين حالة المريض ومثل :

  • تناول الكثير من السوائل وذلك بسبب القيء المتكرر والإسهال .
  • تناول الأطعمة الصحية التي تدعم مناعة الجسم.
  • الجراحة في الحالات التي تتطلب ذلك.

طرق التغلب على الحمى التيفودية

  • عند الإصابة بالحمى التيفودية، يرجى الالتزام بتعليمات الطبيب في تناول الأدوية؛ لتُشفى سريعًا ولتجنب أية مضاعفات أخرى.
  • إذا كنت أحد المصابين، يجب عليك توخي الحذر وعدم لمس الطعام والشراب المخصص لباقى أسرتك ويفضل تنظيف المرحاض جيدًا وغسل اليدين باستمرار.
  • فى حالة السفر بغرض العمل أو السياحة إلى الدول المعروفة بانتشار الحمى التيفودية، يجب تناول اللقاحات اللازمة قبل السفر وعدم تناول الطعام أو الشراب مجهول المصدر. 
  • التأكد من طهي الطعام جيدًا وبقائه ساخنًا عند التقديم.
  • غسل الخضروات والفاكهة جيدا قبل تناولها أو تقشيرها إن أمكن.
  • غلي الماء قبل تناوله إذا جاء من مصدر غير موثوق.
  • تجنب استخدام مكعبات الثلج مجهولة المصدر.

في نهاية المقال يجب أن نسلط الضوء على أهمية تطعيم الأطفال بلقاح الحمى التيفودية فى المراحل الأولى من عمرهم، وفي حالة الإصابة يجب الالتزام بتعليمات الطبيب جيدًا وعدم الإكثار من تناول المضادات الحيوية لأن هذا من شأنه أن يزيد مقاومة البكتيريا.

الابتعاد التام عن الأغذية والمشروبات مجهولة المصدر، وتجنب التعامل مع الأشخاص المصابين واستخدام الأغراض الخاصة بهم.
في حالة تطور الإصابة بمرض الحمى التيفودية إلى المراحل المتقدمة، يرجى مراجعة الطبيب والتوجه إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج عفانا الله جميعًا.

السابق
تقصف الشعر | شعري الجميل أين ذهب؟ هل يمكنني علاجه؟
التالي
فيتامين ه 400 |أنواعه واستخداماته والآثار الجانبية