الطب العام

الحمل خارج الرحم يعرضك للخطر تعرفي على أسبابه

بقلم د. لميـاء سـعد غريـب
الحمل خارج الرحم

ما هو الحمل خارج الرحم؟ ما الفرق بينه وبين الحمل الطبيعي؟ ما مدى خطورة الحمل خارج الرحم وما هي أعراضه؟ كيف أتجنبه؟

كل تلك التساؤلات تدور في أذهان السيدات، وخاصةً المقبلات على الحمل والإنجاب، واللاتي يسمعن كثيرًا عن أخريات تعرضن لتلك التجربة المؤلمة.

لا داعي للقلق، سوف نجيب في أسرة وطب على كل التساؤلات الخاصة بهذه الحالة، وسوف نوضح لكِ بالتفصيل كل ما يتعلق بالحمل خارج الرحم من أسباب وأعراض وطريقة تشخيص وعلاج.

ما الفرق بين الحمل خارج الرحم والحمل الطبيعي؟

يعمل المبيضان لدى المرأة على إنتاج البويضات اللازمة للتلقيح وحدوث الحمل، يطلق المبيض البويضة داخل قناة فالوب، وهي القناة التي تصل الرحم بالمبيض، وتُلقح البويضة بالحيوان المنوي داخل هذه القناة، ثم تتجه البويضة المخصبة باتجاه تجويف الرحم؛ لتستقر هناك وتُكمل نموها لمدة تسعة أشهر، وهكذا يكون الحمل طبيعيًا.

قد تبقى البويضة المخصبة داخل قناة فالوب، ولا تُكمل رحلتها إلى تجويف الرحم، وأحيانًا أخرى تلتصق بأحد المبيضين، ونادرًا ما تخرج إلى تجويف البطن وتلتصق بأي عضو من أعضاء البطن الأخرى، وهذا ما يُسمى بالحمل خارج الرحم أو الحمل المُنتبَذ.

يُعد الحمل خارج الرحم من الحالات قليلة الحدوث، أما الحمل الأنبوبي، أو الحمل داخل قناة فالوب، هو الأكثر شيوعًا بين حالات الحمل المُنتبَذ.

الحمل خارج وداخل الرحم

لا يمكن للحمل الخارجي أن يكتمل وينمو بشكل طبيعي، بل أنه يمكن أن يؤدي إلى نزيف داخلي يُعرض حياة الأم للخطر، لذا يعد الحمل المُنتبَذ حالة طارئة تهدد حياة الأم، وتتطلب تدخل طبي فوري.

ما هي الأسباب وعوامل الخطر للحمل خارج الرحم؟

يحدث الحمل داخل قناة فالوب، وهو الأكثر شيوعًا بين كل حالات الحمل الخارجي، عندما تفشل البويضة المخصبة في التوجه لداخل الرحم، ويعود ذلك لضرر أو تلف بقناة فالوب، غالبا ما يكون بسبب التهابات، أو خلل هرموني، أو تشوهات إما خِلقية أو نتيجة لإجراء عمليات جراحية سابقة بمنطقة الحوض أدت إلى تكوُن التصاقات حول قناة فالوب.

تزيد فرصة حدوث الحمل خارج الرحم في وجود العوامل الآتية:

  • التهابات بالحوض.
  • الأمراض المنقولة جنسيًا، مثل مرض السيلان وعدوى الكلاميديا؛ لأنها تسبب التهاب بالقنوات والأعضاء المحيطة.
  • تشوهات خِلقية لقناة فالوب.
  • وجود بطانة الرحم المهاجرة.
  • إجراء عمليات جراحية سابقة في منطقة الحوض.
  • حدوث حمل سابق خارج الرحم، فمن المرجح أن يحدث مرة أخرى.
  • الحمل رغم وجود أداة منع الحمل داخل الرحم، أو ما يُعرف باللولب، أو رغم إجراء عملية ربط قنوات الرحم لمنع الحمل بشكل دائم، وهو أمر نادر الحدوث.
  • استخدام أدوية زيادة الخصوبة.
  • الحقن المجهري.
  • التدخين.
  • السن فوق 35 سنة.

أعراض الحمل خارج الرحم

تتشابه أعراض الحمل خارج الرحم مع الأعراض المبكرة الاعتيادية للحمل الطبيعي، مثل: غياب الدورة الشهرية، والشعور بالغثيان، لذا قد لا تلاحظين أي شيء غير طبيعي في بداية الأمر، وعند إجراء اختبار حمل ستكون النتيجة موجبة.

ولكن للحمل خارج الرحم بعض الأعراض التحذيرية التي يجب أن تأخذيها في الاعتبار فورًا، مثل:

  • آلام أسفل البطن.
  • نزيف مهبلي خفيف.

لا يمكن للحمل المُنتبَذ الاستمرار؛ لأن البويضة المخصبة تنمو في المكان الخطأ، لذا قد تتسبب في تمزيق قناة الرحم، مما يؤدي إلى نزيف داخلي يهدد حياة الأم، وتكون أعراض الطوارىء كالتالي:

  • آلام شديدة مفاجئة بالبطن.
  • دوار شديد قد يصل لحد الصدمة والإغماء.
  • انخفاض حاد بضغط الدم.
  • آلام بالكتف؛ نتيجة لتجمع النزيف بالبطن وإثارة الأعصاب الموصلة للكتف.
الام في البطن

متى أزور الطبيب؟

تنصح أسرة وطب بالتوجه للطبيب فورًا عند حدوث أي نزيف مهبلي غير طبيعي، أو عند الشعور بآلام بالبطن أو الحوض أثناء الحمل، أو الشعور بدوار شديد أو الإغماء.

تشخيص الحمل خارج الرحم

إذا راودَكِ الشك أن حملِك حمل مُنتبَذ فعليك بالتوجه للطبيب فورًا؛ إذ أنها تعد حالة طارئة تهدد حياتَكِ.

يمكن أن يساعد فحص الحوض طبيبَكِ في تحديد مناطق الألم، ولكنه ليس كافيًا لتشخيص الحمل الخارجي.

سيطلب منكِ طبيبُكِ إجراء بعض الاختبارات المعملية، وفحص بجهاز الموجات فوق الصوتية.

  • اختبار الحمل، وقياسات متكررة لمستوى هرمون الحمل Beta-HCG، إذ يرتفع مستوى هذا الهرمون بالدم أثناء الحمل، ومن المفترض أن يتضاعف مستواه في خلال 48-72 ساعة في حالة الحمل الطبيعي، ولكن في حالة الحمل خارج الرحم يكون المستوى منخفضًا ولا يتضاعف خلال هذه المدة.
  • الفحص بجهاز الموجات فوق الصوتية عن طريق المهبل، أو السونار المهبلي، إذ يمكن رؤية الحمل الطبيعي داخل تجويف الرحم عن طريق الصورة التي يعرضها هذا الجهاز على شاشته، وذلك عندما يكون مستوى HCG في الدم بلغ نسبة محددة يعرفها الطبيب.. وعدم رؤية الحمل داخل تجويف الرحم بالرغم من وصول مستوى هرمون الحمل هذه القيمة يثير الشك في وجود حمل مُنتبَذ.

ما هو علاج الحمل خارج الرحم؟

لا يمكن للحمل الخارجي أن يكتمل ويستمر، لذا من الضروري إزالته قبل أن يؤدي إلى مضاعفات تهدد حياة الأم، مثل التمزق في قناة الرحم والنزيف الداخلي.

يعتمد علاج الحمل خارج الرحم على الأعراض التي تعانين منها وقت اكتشافه، ويتم ذلك عن طريق العلاج الدوائي أو الجراحي كما يلي:

العلاج الدوائي: وذلك إذا كان الحمل خارج الرحم في مراحله الأولى، وصغير الحجم، ولم يسبب أي اضطراب في قناة الرحم أو نزيف، في هذه الحالة يُعطى دواء يُعرف باسم “ميثوتريكسيت” عن طريق الحقن، يعمل على إيقاف نمو الخلايا وفصلها، ثم تُترك لتُمتَص عن طريق جسم الأم.

بعد مدة محددة من الحقن، سيطلب منكِ طبيبُكِ إجراء اختبار حمل؛ لتقييم مدى الاستجابة للعلاج.

العلاج الجراحي: إما عن طريق جراحة منظار البطن، أو جراحة شق البطن، ويعتمد اختيار نوع العلاج الجراحي على مدى خطورة الحالة.

  • يُفتَح شق صغير جدا قريب من السُرة، ويُدخل الجراح أنبوب رفيع متصل بكاميرا، وأداة رفيعة لتجويف البطن، يزيل بها الحمل المُنتبَذ، أو يزيل قناة الرحم، اعتمادًا على كمية التهتك أو النزيف بها، وهذا ما يُسمى جراحة منظار البطن أو المنظار الجراحي، ويعد هذا النوع من العلاج الأكثر شيوعًا واستخدامًا.
  • يشق الجراح البطن لإزالة الحمل خارج الرحم وقناة الرحم، وإيقاف النزيف، وتنظيف البطن من آثار النزيف، وذلك إذا أدى الحمل خارج الرحم إلى تمزق بقناة فالوب، ونزيف داخلي، وتعد هذه جراحة طوارئ.
منظار جراحي

كيف أتجنب الحمل خارج الرحم؟

لا توجد طريقة لمنع الحمل خارج الرحم، ولكن يمكنك تجنب بعض عوامل الخطورة التي تزيد من احتمالية الحمل الخارجي، مثل: الإقلاع عن التدخين إذا كنتِ مُدخنة، واستخدام الواقي الذكري أثناء ممارسة الجنس؛ للوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا، التي تسبب التهابات في الحوض، وتزيد من احتمالية تعرُضِك للحمل المُنتبَذ.

هل يمكنني الحمل بطريقة صحية وطبيعية بعد تجربة الحمل خارج الرحم؟

تتمكن العديد من السيدات اللاتي تعرضن للحمل المُنتبَذ من الحمل مرة أخرى بطريقة طبيعية.

يحتوي جسم المرأة على قناتي فالوب، إذا تلفت أو أُزيلت إحداهما، فيمكن أن تُلقح البويضة في القناة الأخرى، ثم تنتقل إلى الرحم، وإذا تلفت القناتين فإن الحقن المجهري يعد اختيارًا متاحًا.

تنصح أسرة وطب كل امرأة بالحرص على إجراء فحوصات طبية منتظمة، والمتابعة المستمرة للحمل لدى الطبيب، وذلك لاكتشاف الحمل خارج الرحم مبكرًا وسريعًا، أو للاطمئنان على تطور ونمو الحمل بشكل طبيعي.

السابق
مرض السيلياك ما هو وهل هو مرض خطير إليك التفاصيل
التالي
تكميم المعدة بالمنظار | من الاستعداد حتّى التعافي