الطفل

الحصبة عند الاطفال | أعراضها وكيفية الوِقاية منها

  بقلم د. لميـاء سـعد غريـب 
الحصبة عند الاطفال

مما لا شك فيه أنه لا يوجد لدينا أغلى من صحة أبنائنا وبناتنا، وأنهم مصدر سعادتنا، وأننا نود دائمًا رؤيتهم بصحة جيدة، لذا تحرص أسرة وطب على التوعية بالأمراض التي تُصيب الطفل، والتوعية بأعراضها وعلاجها وكيفية الوقاية منها، ومن أشهر هذه الأمراض الحصبة عند الاطفال.

الحصبة عند الاطفال هي مرض فيروسي شديد العدوى، ينتقل عن طريق الرذاذ المُتطاير من أنف وفم الطفل المصاب مع العطس أو الكحة إلى الطفل السليم، عن طريق استنشاق الهواء المُلوث بالفيروس، أو استخدام أدوات طفل مصاب.

تعد الحصبة من الأمراض النادرة في الدول المتقدمة، وذلك بفضل انتشار لقاح الحصبة ودوره الكبير في الحد من عدد الحالات التي يُصيبها المرض.

ما هي أعراض الحصبة عند الاطفال؟

تظهر أعراض الحصبة عند الأطفال بعد حوالي 7-14 يوم من تعرض الطفل للفيروس، وتُسمى هذه الفترة بفترة الحضانة.

تبدأ الأعراض شبيهة بأعراض نزلات البرد؛ وهي ارتفاع بدرجة حرارة الطفل قد تصل إلى 40 درجة مئوية،  مصاحب لها سعال جاف، وسيلان الأنف، والتهاب الحلق واحمرار العينين، ولكن تنفرد الحصبة عند الأطفال بظهور بقع صغيرة داخل الفم على الغشاء المُبطن للخد من الداخل، لونها أحمر وبيضاء من المُنتصف، تُسمى “بقع كوبليك” (Koplik’s spots).

بعد حوالي 3-5 أيام من بداية تلك الأعراض، يبدأ الشكل الكلاسيكي للحصبة بالظهور على هيئة طفح جلدي، عبارة عن بقع حمراء مسطحة وتوصل بعضها البعض في كثير من الأحيان، تبدأ بالظهور على الوجه، ثم الرقبة والكتفين والذراعين، ثم الصدر والبطن و باقي أنحاء الجسم مع شعور بالحكة.

يستمر هذا الطفح الجلدي حوالي 7 أيام ثم يبدأ بالاختفاء التدريجي.

كم يظل الطفل المصاب مصدر للعدوى؟

كما ذكرنا مُسبقًا، فإن الحصبة عند الاطفال مرض شديد العدوى، يكون فيه الطفل المصاب مصدر للعدوى عن طريق الاختلاط بالآخرين، من قبل ظهور الطفح الجلدي بحوالي 4 أيام، ويبقى كذلك حوالى 4 أيام أخرى بعد ظهور الطفح الجلدي.

تشخيص الحصبة عند الاطفال

يُشخص الطبيب الحصبة عند الطفل عن طريق الفحص الإكلينيكي وملاحظة أعراض المرض الظاهرة، وخاصة تلك الأعراض المميزة للحصبة عند الأطفال، مثل: الطفح الجلدي وظهور بقع كوبليك داخل الفم، ونادرًا ما يحتاج الطبيب إلى اختبار للدم.

مضاعفات لمرض الحصبة عند الاطفال

هناك عدة مضاعفات بعضها خطير للحصبة عند الأطفال، وخاصة الأطفال أقل من 5 سنوات، والأطفال ذوي المناعة الضعيفة؛  لذا يجب التنويه على ضرورة منح مريض الحصبة الاهتمام والرعاية والعلاج اللازم حتى لا يتطور الأمر لحدوث تلك المضاعفات التي قد تؤدي  للوفاة في بعض الأحيان.

تشمل مضاعفات الحصبة الآتي:

  • التهاب الأذن.
  • التهاب الشعب الهوائية.
  • الإسهال.
  • الالتهاب الرئوي.
  • التهاب الدماغ.

علاج الحصبة :

لا يوجد علاج  للحصبة باستخدام الأدوية، ولكن علاج الحصبة ما هو إلا علاج للأعراض.

يمكن التخفيف من الأعراض بتحفيز الطفل على شرب الكثير من السوائل، مع الراحة التامة، وإعطاء خافض حرارة بجرعات محددة تناسب عُمر الطفل، وذلك بمراجعة طبيب الأطفال.

يلجأ الطبيب أحيانًا إلى إعطاء الطفل مضاد حيوي؛ في حالة حدوث عدوى بكتيرية، مثل: التهاب الأذن أو الالتهاب الرئوي.

يحتاج بعض الأطفال أيضًا إلى تناول فيتامين أ، إذ يرتبط نقص فيتامين أ ارتباط مباشر بارتفاع احتمالية الإصابة بفيروس الحصبة.

طرق الوقاية من الحصبة عند الاطفال

يُعطى لقاح الحصبة كواحد من التطعيم الثلاثي (MMR vaccine) للأطفال الرضع، للوقاية من أمراض الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية، ثم تليها جرعة أخرى من اللقاح في سن 4-6 سنوات.

من الجدير بالذكر أن التطعيم الثلاثي مُدرج ضمن جدول التطعيمات الإجبارية بجمهورية مصر العربية.

ومن رحمة الله بنا، أن مرض الحصبة يصيب الطفل لمرة واحدة فقط خلال عمره ثم يكتسب المناعة ضده، وهذا إذا لم يكن قد حصل على التطعيم من قبل.

السابق
زم الشفايف.. 3 طرق مختلفة للزم والتجميل لشفاه متميزة
التالي
سكري الحمل.. أسبابه وطرق تشخيصه، والوقاية والعلاج