الطب العام

التهاب المفاصل الروماتويدي: أسبابه، وأعراضه، وكيفية علاجه.

بقلم: د. منى فوزي.

يسبّب هجوم الجهاز المناعي على خلايا الجسم أمراض المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد، والذئبة الحمراء، والحمى الروماتيزمية، و مرض التهاب المفاصل الروماتويدي الذي يؤثر على المفاصل. 

 يعد مرض التهاب المفاصل الروماتويدي من أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر على المفاصل في جانبي الجسم، فبعد إصابة مفصل في أحد الذراعين أو الساقين، من المحتمل إصابة المفصل المماثل في الذراع أو الساق الآخر، ويؤدي التشخيص المبكر إلى استجابة الجسم للعلاج بصورة أفضل، فما هي أسباب الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي؟ وما هي أعراضه؟ وكيف نعالجه؟ للإجابة عن هذه الأسئلة هيا نقرأ هذا المقال من أسرة وطب.

اسباب التهاب المفاصل الروماتويدي:

السبب الرئيسي لالتهاب المفاصل الروماتويدي غير معروف، وتكون السيدات أكثر عرضًة له، ولكن تعمل عدة عوامل على زيادة مخاطر التعرض لهذا المرض منها:

  • التاريخ العائلي للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
  • التعرض لأنواع معينة من البكتيريا مثل تلك التي تصيب اللثة.
  • الإصابة السابقة بعدوى فيروسية مثل فيروس إبشتاين بار الذي يصيب كريات الدم البيضاء.
  • التعرض لصدمة أو إصابة مثل كسر أو شرخ في العظام، أو خلع في المفصل، أو تلف الأربطة.
  • التدخين.
  • السمنة.

اعراض التهاب المفاصل الروماتويدي:

التهاب المفاصل الروماتويدي من الأمراض المزمنة التي تُسبّب اعراض التهاب وألم بالمفاصل، وتظهر الأعراض في فترات تُعرف بفترات التفاقم أو الازدهار، وتختفي هذه الأعراض في فترات أخرى.

تتمثل اعراض التهاب المفاصل الروماتويدي فيما يلي:

من المهم عدم تجاهل الأعراض حتى إذا كانت بسيطة لأن العلاج المبكر يحقق نتائج أفضل.

التهاب المفاصل الروماتويدي والحمل:

قد يكون من الصعب حدوث حمل عند بعض النساء المصابات بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وليس معروفًا إن كان ذلك بسبب المرض أم بسبب العلاج؛ لكن يحدث الحمل مع المتابعة والمحاولات المتكررة عند أغلب الحالات.

قد تتعرض النساء المصابات بالتهاب المفاصل الروماتويدي للإصابة بتسمم الحمل؛ فتصاب بارتفاع شديد في ضغط الدم، مما قد يعرضها للولادة المبكرة أو الولادة القيصرية، ولإنجاب طفل قليل الوزن؛ لكن مع الرعاية الطبية، والمتابعة تمر شهور الحمل بسلام وتضع السيدة الحامل مولودًا يتمتع بصحة جيدة.

قد لا تعاني السيدة الحامل من نوبات التهاب المفاصل الروماتويدي أثناء الحمل، لكن من الممكن أن تتعرض لنوبات شديدة بعد الوضع.

قد تسبّب زيادة الهرمونات أثناء الحمل ظهور التهاب المفاصل الروماتويدي عند النساء المعرضة للإصابة به؛ لذا قد يظهر المرض للمرة الأولى عندهن بعد الوضع مباشرةً. 

تشير بعض الدراسات إلى أن الأدوية المعدّلة للمرض التي تُستخدم لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي قد تضر الجنين؛ لذا من الضروري المتابعة مع الطبيب لتجنب المخاطر المحتملة.

تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي:

يستغرق تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي بعض الوقت، ويحتاج عدة تحاليل وفحوصات، ويبدأ التشخيص بمعرفة التاريخ الطبي، والكشف السريري الذي يشمل:

  • البحث عن الاحمرار، والتورم.
  • فحص وظائف المفاصل، وقدرتها على الحركة.
  • جس المفاصل المصابة.
  • اختبار ردود الأفعال، وقوة المفاصل.

يقوم الطبيب كذلك بعمل بعض الفحوصات مثل:

  • اختبارات الدم للكشف عن الأجسام المضادة، والتأكد من ارتفاع نسبة بعض المواد مثل متفاعلات المرحلة الحادة (Acute phase reactants) التي قد تشير إلى الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. تشمل اختبارات الدم ما يلي: 
  1. اختبار عامل الروماتويد: للكشف عن بروتين يُسمى عامل الروماتويد، والذي يرتفع في حالة أمراض المناعة الذاتية وخاصةً التهاب المفاصل الروماتويدي.
  2. اختبار الأجسام المضادة لبروتين السيترولين المضاد: للكشف عن الجسم المضاد المصاحب لالتهاب المفاصل الروماتويدي، أصحاب هذا الجسم المضاد غالبًا ما يكونوا مصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي، ولكن ليس كل المصابين بالمرض لديهم الجسم المضاد.
  3. اختبار الأجسام المضادة للنواة: للكشف عن الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي في الحالات المختلفة، والتي تشمل التهاب المفاصل الروماتويدي.
  4. معدل الترسيب: للكشف عن وجود التهاب؛ لكنه لا يكشف عن سبب الالتهاب.
  5. اختبار بروتين سي التفاعلي: يكشف عن وجود التهاب شديد في الجسم، وقد تشير ارتفاع نسبته إلى الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.    
  • قد يطلب الطبيب بعض الاختبارات التصويرية مثل الأشعة السينية أو أشعة بالموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي لتصوير شدة تلف المفاصل.

علاج التهاب المفاصل الروماتويدي:

مثل أغلب أمراض المناعة الذاتية يساعد علاج التهاب المفاصل الروماتويدي على تخفيف الأعراض وإبطاء سرعة تقدم المرض.

يحقق العلاج نتائج متقدمة لأنه يعتمد على ما يلي:

  • تحديد الهدف من العلاج وهو اختفاء الأعراض أو الوصول إلى أقل حالة مرضية.
  • اختبار متفاعلات المرحلة الحادة وعمل متابعة شهرية لتقييم خطة العلاج، وتقدم الحالة.
  • تغيير خطة العلاج فورًا عند عدم تحقيق تقدم.

يعمل العلاج على تخفيف الألم والالتهاب مما يمنع تلف المفاصل، ويشمل العلاج ما يلي:

  • الأدوية.
  • العلاج المنزلي.
  • النظام الغذائي.
  • أنواع معينة من التمرينات.

أولًا: الأدوية:

تُقلّل الأدوية الألم والالتهاب، كذلك تحد من تلف المفاصل الذي يسببه التهاب المفاصل الروماتويدي، ويشمل الأدوية غير الموصوفة مثل: 

  • مضادات الالتهاب الغير كورتيزونية.
  • الكورتيزونات.
  • أسيتامينوفين.

أما الأدوية التي تقلّل تلف الجسم المصاحب لالتهاب المفاصل الروماتويدي فتشمل:

  • مضادات الروماتيزم المعدلة للمرض: تمنع استجابة الجهاز المناعي؛ مما يبطئ من تقدم المرض.
  • الأدوية الحيوية: هي الجيل الجديد من مضادات الروماتيزم المعدلة للمرض، فهي توجه رد فعل الجهاز المناعي ضد الالتهاب بدلًا من منعه، وهي فعالة للمرضى الغير مستجيبين لمضادات الروماتيزم المعدلة للمرض.
  • مثبطات جانوس كيناز: نوع جديد من مضادات الروماتيزم المعدلة للمرض تمنع رد فعل مناعي معين، وتستخدم في حالة عدم الاستجابة للأدوية الأخرى.

ثانيًا: العلاج المنزلي:

يشمل العلاج المنزلي ما يلي:

  • التمرينات التي تحسن حركة المفاصل، وتقوي العضلات، وتمرينات يوجا بسيطة تزيد من مرونة الجسم. 
  • الحصول على قسط كافي من الراحة أثناء فترات ازدهار الأعراض؛ إذ يساعد النوم على تقليل الالتهاب، والألم، والإجهاد. 
  • يساعد عمل الكمادات الباردة على تقليل الألم والالتهاب، كذلك يساعد الماء الدافئ على تقليل التصلب.
  • يساعد استخدام الدعامات، والجبائر على راحة المفاصل مما يقلّل الالتهاب، كذلك قد يساعد استخدام العكازات على الحركة. 

ثالثًا: النظام الغذائي:

تساعد الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية أوميجا 3 على تقليل الالتهاب وتشمل:

  • الأسماك الدهنية مثل السلمون، والتونة، والماكريل.
  • بذور الشيا.
  • بذور الكتان.
  • عين الجمل.

تساعد مضادات الأكسدة على تقليل الالتهاب مثل فيتامينات أ و ج و السيلينيوم؛ التي توجد في الأطعمة التالية:

  • الفراولة.
  • الشوكولاتة الغامقة.
  • السبانخ.
  • الفاصوليا.
  • الجوز.
  • الخرشوف.

كذلك تقلّل الأطعمة التي تحتوي على   نسبة عالية من الألياف الالتهاب مثل الأطعمة التي تحتوي على الحبة الكاملة، والخضراوات، والفواكه الطازجة خاصًة الفراولة.

تقلّل الأطعمة التي تحتوي على الفلافونويدات من الالتهاب وتشمل:

  • منتجات الصويا.
  • التوت.
  • البروكلي. 
  • العنب. 

يُفضل تجنب الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات والدهون المشبعة. 

علاج التهاب المفاصل الروماتويدي بالأعشاب الطبيعية:

تساعد بعض الأعشاب التي لها خواص مضادة للالتهاب على علاج التهاب المفاصل الروماتويدي؛ ولكن يُفضل الرجوع إلى الطبيب قبل استخدامها لتجنب التأثير الضار على الأدوية المستخدمة.

تشمل الأعشاب التي يُمكن استخدامها في العلاج ما يلي:

  • الصبار: يمكن أن يساعد في علاج آلام، والتهاب المفاصل، ويمكن أن يٌستخدم كدهان موضعي على الجلد. 
  • مخلب القط: هو نوع من الأعشاب له خواص مضادة للالتهاب، ويقلّل تورم التهاب المفاصل، كذلك يزيد مناعة الجسم.

من آثاره الجانبية: الصداع، والغثيان، والدوار، وانخفاض ضغط الدم.

لا يُستخدم مع أدوية السيولة، والأدوية المثبطة للمناعة، ولا يُستخدم لمرضى الدرن.

  • الأوكاليبتوس (نبات الكينا): يُستخدم كعلاج موضعي لعلاج آلام المفاصل، ويقلّل الورم، ويُستخدم مع كمادات دافئة لزيادة فاعليته، ويُفضل عمل اختبار حساسية قبل استخدامه.
  • الزنجبيل: له خواص مضادة للالتهاب، ويُستخدم لعلاج التهاب المفاصل، والعظام، والعضلات.

يُستخدم الزنجبيل في أحد الصور الآتية:

  1. يُغلى مع ماء نظيف لمدة خمس دقائق ثم يُشرب مثل الشاي.
  2. يوضع كبودرة مع المخبوزات.
  3. يؤكل طازجًا مع السَلطة.

        يُفضل الرجوع إلى الطبيب قبل استخدام الزنجبيل لأنه يتداخل مع بعض الأدوية مثل أدوية السيولة.

  • الشاي الأخضر: يُستخدم كمشروب أو مكمل غذائي، وهو مضاد للأكسدة لذا يساعد في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • الكركم: له خواص مضادة للالتهاب لذا يُستخدم في علاج التهاب المفاصل، والعظام. يُستخدم كمكمل غذائي أو مشروب أو كنوع من توابل الطعام. 

إن التهاب المفاصل الروماتويدي من أمراض المناعة الذاتية التي يُمكن التعايش معها عن طريق المتابعة الطبية الدورية، والحفاظ على النظام الغذائي المناسب، وممارسة التمارين التي تساعد على الحركة. 

السابق
طريقة عمل الملوخية المجمدة المصرية كالطازجة
التالي
طريقة عمل مندي اللحم الشهي