الطفل

التهاب اللوزتين.. الأسباب والوقاية والعلاج

  بقلم د. مروة صبحي
التهاب اللوزتين

يعد التهاب اللوزتين من الأمراض المنتشرة في الأطفال، والتي تسبب ازعاجًا بالغًا للطفل، وكذلك تسبب القلق للأبوين خاصةً حال تكرار حدوثها. ماهي وظيفة اللوزتين؟ وما هي أسباب التهابهما؟ وهل يقتصر التهاب اللوزتين على الأطفال فقط أم أنه قد يحدث كذلك  للكبار. ماهو علاج هذه الحالة؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال هذا المقال المقدّم إليك من أسرة وطب 

ما هما اللوزتين وما هي وظيفتهما؟

اللوزتان هما كرتان من النسيج الخلوي بيضاوياتان الشكل موجودتان أسفل الحلق، ويختلف حجمهما من شخصٍ لآخر. قد تكون صغيرة الحجم عند بعض الأشخاص، وقد تكون كبيرة الحجم يمكن رؤيتهما عند فتح الفم دون اللجوء لاستخدام خافض اللسان عند البعض الآخر، ويظل ذلك طبيعيًا طالما أنه لا يسبب لهم مشاكل في البلع أو التنفس. تعد اللوزتان من خطوط الدفاع الأولى للجسم ضد الميكروبات. تقوم اللوزتان بالتقاط الميكروبات التي تدخل الجسم عن طريق الفم، وتكوّن ضدها أجسامًا مضادة إذ أن اللوزتين تحوي العديد من الخلايا المناعية التي تساعد على القضاء على الميكروبات، ومنع وصولها إلي بقية أجزاء الجسم؛ مما يمنع انتشار البكتيريا داخل الجسم. تقوم اللوزتان بتلك الوظيفة بشكل أكبر أثناء فترة الطفولة إذ يتعرض الأطفال إلي كميات كبيرة من البكتيريا التي تدخل الجسم عن طريق الفم.عند تكوين أجسام مضادة لتلك البكتيريا في جسم الإنسان يصبح من السهل التعرف عليها حال تكرار العدوى  والقضاء عليها بسهولة. نستطيع القول بأن اللوزتين تساهمان في مناعة جسم الإنسان منذ الصغر.

التهاب اللوزتين 

التهاب اللوزتين هو التهاب يسبب احتقان اللوزتين وتضخمهما، ويكون مصحوبًا بألم في الحلْق، وارتفاع فى درجة الحرارة. يكون سبب هذا الالتهاب إما فيروسي أو بكتيري، والالتهاب الفيروسي للوزتين أكثر شيوعًا من الالتهاب البكتيري. إن أشهر، وأهم البكتيريا المسببة للالتهاب لبكتيري في اللوزتين هي بكتيريا streptococcus pyogenus. بالرغم من أن هذه الحالة أكثر شيوعًا في الأطفال إلا أنه يحدث كذلك للأشخاص الأكبر سنًا، ولا تختلف الأعراض فى الكبار عنها فى الأطفال.

أسباب حدوث التهاب اللوزتين

التهاب اللوزتين من الأمراض المنتشرة؛ لأن اللوزتين من أعضاء الجسم الأكثر عرضةً للميكروبات نظرًا لطبيعة وظيفتها، وهناك كذلك عدة عوامل تزيد من نسبة حدوث الالتهاب في اللوز منها:

  • السن الصغيرة إذ ينتشر التهاب اللوزتين من عمر خمس سنوات إلى خمسة عشر عاما.
  • التعرض للعدوي المستمرة عن طريق الأماكن المزدحمة، وذلك قد يكون سببًا إضافيًا فى إصابة الأطفال في سن المدرسة حيث احتمالية اختلاط الأطفال مع ذويهم فى المدارس والحضانات.

اعراض التهاب اللوزتين

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم هو أشهر أعراض الالتهاب في اللوز. 
  • ألم بالحلْق والحنجرة.
  • التغير في نبرة الصوت قد يكون أحد أعراض التهاب اللوزتين نتيجة امتداد الالتهاب إلى الحنجرة.
  • احتقان اللوزتين مما يسبب صعوبة البلع والألم أثناء اللعب؛ مما يجعل المريض غير قادر على الأكل بصورة طبيعية.
  • الصداع من الأعراض التي يجب أخذها بعين الاعتبار في حالات التهاب اللوزتين؛ لأنه قد يسبب احتقانًا في الجيوب الأنفية بجانب ارتفاع درجة الحرارة التي تساهم في إحداث الصداع.
  • ألم بالمعدة قد يكون أحد أعراض التهاب اللوزتين وذلك نتيجة انتقال البكتيريا أو الفيروس للمعدة مسببة ألمًا بها.
  • وجود ألم وتيبس بعضلات الرقبة نتيجة احتقان اللوزتين.

لا يستطيع الأطفال الأصغر سنًا التعبير عن ألم الحلْق والحنجرة، وقد تكون أعراض التهاب اللوزتين في هذه الحالة رفض الطعام؛ إذ أن تناول الطعام يكون مؤلمًا بالنسبة لهم، ونزول اللعاب الكثير من فم الطفل قد يكون عرضًا هو الآخر من أعراض التهاب اللوزتين.

على الرغم من كون التهاب اللوزتين مرض بسيط إلا أنه يجب الحذر من بعض المضاعفات التي قد تحدث معه مثل:

** صعوبة التنفس قد تصبح أحد مضاعفات التهاب اللوزتين في الحالات الشديدة، ويجب الانتباه لذلك والتوجه إلى الطبيب فورًا.

** تكوْن خراج صديدي خلف منطقة اللوزتين retropharyngeal abscess من المضاعفات التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار حال عدم تحسن المريض، واستمرار ارتفاع درجة حرارة جسمه بالرغم من أخذ المضادات الحيوية المناسبة لمدة كافية. 

** انتشار الالتهاب لباقي أجزاء الجسم قد يكون أحد المضاعفات مسببًا التهابات بكتيرية في أجزاء أخرى من الجسم مثل الجيوب الأنفية، والأذن والحنجرة، وقد يصل الأمر إلى حدوث تسمم دموي لدى مرضى نقص المناعة.

** عند الإصابة بالتهاب اللوزتين الناتج عن بكتيريا streptococcus pyogenes هناك بعض المضاعفات الخاصة بذلك النوع من البكتيريا منها 

** الحمى الروماتزمية التي تصيب المفاصل وعضلة القلب، وتظهر حال عدم علاج ذلك النوع من التهاب اللوزتين بطريقة صحيحة.

** التهاب الكلى glomerulonephritis post streptococcal وينتج كذلك عن عدم العلاج بطريقة صحيحة، وعادة ما يظهر خلال أسبوعين من وجود التهاب اللوزتين.

الوقاية من التهاب اللوزتين

الوقاية دائمًا خير من العلاج، لذلك يجب الأخذ ببعض النصائح للوقاية من حدوث التهاب اللوزتين،  والحد من انتشاره وهي:

  • العناية بنظافة المأكولات والمشروبات وغسل الطعام بعناية قبل تحضيره أو تناوله.
  • غسل اليدين قبل تناول الطعام وبعده.
  • توجيه الأطفال إلى عدم مشاركة أدوات الطعام الخاصة بهم وزجاجات المياه مع ذويهم.
  • عزل الأطفال المرضى في المنزل والحرص على عدم مخالطتهم للأطفال الأصحاء، حتى لا تنتقل العدوى إلى الأطفال الأصحاء. 
  • المحافظة على تناول الطعام الصحي  الغني بالفيتامينات، مثل الخضروات والفواكه التي تعزز من مناعة الجسم، وتزيد من مقاومته للأمراض.

علاج التهاب اللوزتين 

يتم استخدام الأدوية الخافضة للحرارة والمسكنة للألم في معظم حالات التهاب اللوزتين، وقد يلجأ الطبيب لاستخدام المضادات الحيوية حال وجود التهاب بكتيري، ولا يختلف علاج التهاب اللوزتين للكبار عنه فى الأطفال وبشكلٍ عام يمكن تطبيق بعض العلاجات المنزلية وأهمها:

  1. الحصول على قسط كاف من الراحة للتعافي بشكل أسرع من التهاب اللوزتين.
  2. يفيد تناول السوائل الدافئة وتحليتها بالعسل الأبيض في علاج التهاب اللوزتين، إذ يعد العسل الأبيض مضاد حيوي طبيعي يساعد علي القضاء علي البكتريا، ويمكن تناول العديد من السوائل الدافئة مثل مشروب النعناع الدافئ والينسون.
  3. يحسّن تناول الطعام الصحي الغني بالفيتامينات من قدرة الجهاز المناعي علي التصدي للالتهابات؛ بكتيرية كانت أو فيروسية.
  4. الغرغرة بالماء مع إضافة قليل من الملح معه قد يكون علاجًا قديمًا، لكنه في الحقيقة فعال في تطهير الحلْق وتخفيف الالتهابات.
  5. الابتعاد عن التدخين سواء إيجابي حال كان المريض مدخنًا أو سلبي حال كان المريض مخالطًا لمدخن.
  6. تناول المشروبات التي تحتوي علي فيتامين سي المقوي للمناعة مثل عصير الليمون وعصير البرتقال.

بالإضافة إلى الأدوية التي يصفها لك الطبيب وأهمها الأدوية المسكنة للألم وهي عدة أنواع أشهرها:

1)- الباراسيتامول: هو من الأدوية الآمنة نسبيًا لكل الأعمار، ويمكن استخدامه من عمر يوم، ويستخدم كمسكن للألم وخافض للحرارة.

2)- الإيبوبروفين ومشتقاته: هو آمن للأطفال من عمر ستة أشهر، وهو مسكن للألم وخافض للحرارة، وتأثيره أقوى من الباراسيتامول.

3)- ديكلوفيناك الصوديوم: يستخدم للأطفال منذ عمر عام، ولا يجب استخدامه  دون الرجوع للطبيب.كذلك يصف الطبيب المضادات الحيوية حال كان الالتهاب بكتيريًا، ويعد البنسيلين أحد أقدم المضادات الحيوية المستخدمة في علاج التهاب اللوزتين، ولازال افضل مضاد حيوي لعلاج التهاب اللوزتين، ويتم عمل اختبار حساسية للمريض قبل الحقْن بالبنسلين، كذلك يمكن استخدام بعض الأنواع الأخرى من المضادات الحيوية مثل الأموكسسيلين.

متى يتم اللجوء إلي الجراحة؟

يلجأ الأطباء إلى الجراحة للقيام بعملية استئصال اللوزتين في حالات محددة أهمها: 

  • حدوث التهاب اللوزتين الصديدي أكثر من خمس مرات في عام واحد.
  • حدوث التهاب اللوزتين الصديدي أكثر من أربع مرات في العام لعامين متتاليين.
  • حدوث التهاب اللوزتين الصديدي أكثر من ثلاث مرات في عام واحد لثلاث أعوام متتالية.
  • وجود خراج صديدي خلف منطقة اللوزتين peritonsillar abscess لم يتحسن باستخدام المضادات الحيوية لفترة كافية، وتصل في تلك الحالة إلى أربعة عشر يومًا متواصلًا من استخدام المضاد الحيوي المناسب.
  • وجود صعوبة دائمة بالبلع نتيجة تضخم حجم اللوزتين.
  • وجود صعوبة في التنفس نتيجة التهاب اللوزتين لم تتحسن باستخدام الأدوية.
  • وجود متلازمة توقف التنفس أثناء النوم obstructive sleep apnea الناتج عن تضخم حجم اللوزتين.

متى تلجأ للطبيب؟

يجب اللجوء للطبيب لعلاج التهاب اللوزتين إذا استمرت الأعراض أكثر من يوم أو يومين على الأكثر، كذلك يجب اللجوء للطبيب حال وجود صعوبة بالبلع. أما عن الحالات الطارئة التي يجب اللجوء للطبيب فورًا وجود صعوبة في التنفس أو الشعور بضيق التنفس.

السابق
دليلك لعلاج الرؤوس السوداء في الانف
التالي
اعراض مرض سيولة الدم