بقلم د. يسرا أحمد السنوسي
يُصاب الرُضّع والأطفال بالإكزيما الجلدية، ومن أشهرها التهاب الجلد التأتبي عند الرضع وتشمل أعراضها حكة شديدة وبقع جلدية حمراء مُصاحبَةً لها تكوّن القشور، لذلك سنتحدث في هذا المقال مع أسرة وطب عن إكزيما الرضّع وما يُسمّى بالتهاب الجلد التأتّبي عند الرضّع، وأيضا التهاب الجلد التأتّبي عند الأطفال والبالغين.
ما هو التهاب الجلد التأتبي عند الرُّضّع؟
يُعد التهاب الجلد التأتبي عند الرضع مرضًا جلديَا غير مُعديًا، يبدأ في الظهور خلال الستة أشهر الأولى من عُمر الطفل، ولا يوجد علاج للشفاء نهائيًا من التهاب الجلد التأتبي عند الرضع، ولكن هناك عدة علاجات للتخفيف من حدة الأعراض، ومحاولة السيطرة عليها، وكذلك عدة تعليمات هامة يجب الإلتزام بها.
ما هي أعراض التهاب الجلد التأتبي عند الرضع؟
تتسم أعراض التهاب الجلد التأتبي عند الرضع بانتشارها الواسع في جلد الرضع، وتأتي في صورة حكة شديدة وعلامات خدش بسبب أظافر الرضيع الحادة، تظهر أيضًا البقع الجلدية الحمراء المُصاحب لها قشور في الجلد، ومن أشهر المناطق المُصابة هي منطقة الخد وهي أول ما يُصاب بها الرضيع، أما عن منطقة الحفاض ففي الأغلب لا تُصاب بالاكزيما؛ وذلك لحفاظها على الرطوبة الدائمة، ولكن قد يُصاب بعض الرضع بالتهاب الجلد التأتبي عند الرضع في منطقة الحفاض؛ بسبب طول فترة التعرّض إلى الحفاض دون نظافة فيحدث تهيج أو إثارة الجلد.
تستمر أعراض التهاب الجلد التأتبي عند الرضّع أحيانًا لتصل إلى مرحلة الطفولة و البلوغ، ويُمكن أن تُصاب به أي منطقة بالجسم، ولكن من أشهر المناطق إصابة هي فروة الرأس، ويكون في صورة طفح جلدي مُصاحب بقشور التي يمكن أن تُفرز سائل، تتغير أعراض التهاب الجلد التأتبي عند الرضع في كل فئة عُمرية، فقد يميل الطفح الجلدي إلى أن يكون أكثر جفافًا في مرحلة الطفولة، في حين يكون مُصاحبًا بنسبة أكثر من القشور في مرحلة البلوغ، ولكن يظل عرض الحكة مُستمرًا في كل الفئات العُمرية.
ما هي أعراض التهاب الجلد التأتبي عند الأطفال؟
تتسم أعراض التهاب الجلد التأتبي عند الأطفال بكونها أقل انتشارًا في جلد الطفل بل تكون الأعراض أكثر تحددًا في مناطق الإصابة ويكون الجلد أكثر سُمكًا، ويُصاب الأطفال في هذه المرحلة بحكة عنيفة؛ تؤدي إلى خدش الجلد بعُمق.
يُصيب التهاب الجلد التأتبي عند الأطفال مناطق معينة، ومنها جلد الأعضاء التناسلية، وأيضًا الجلد على المناطق الباسطة للمفاصل مثل الجلد على المناطق الآتية:
- منطقة رسغ اليد (معصم اليد).
- منطقة مرفق اليد.
- منطقة الركبة.
- منطقة كاحل القدم.
وكلما ينمو الطفل، يُصيب التهاب الجلد التأتبي عند الأطفال الجلد على المناطق القابضة للمفاصل لنفس المناطق السابقة ولكن المنطقة المقابلة له في الجلد، ويكون الجلد أكثر سُمكًا وجفافًا؛ وذلك لكثرة الخدش والحكة العنيفة.تتمثل الإصابة للأطفال الأكبر سنًا في عدة مناطق مثل منطقة جفن العين، ومنطقة شحمة الأذن، ومنطقة الرقبة، ومنطقة فروة الرأس، وتأتي في شكل درهمي، وتُسمّى حينها بالصورة الدرهمية من التهاب الجلد التأتبي، وهذا يعني ظهور الطفح الجلدي في صورة الدراهم أو العملات النقدية في عدة مناطق منتشرة في الجسم، وتتسم هذه البقع الجلدية بكونها جافة وحمراء اللون، ومصحوبة بحكة؛ التي يمكن تشخيصها بالخطأ أنها طفح جلدي نتيجة للإصابة بالديدان.
يتميز التهاب الجلد التأتبي عند الأطفال بالتحسُّن بنسبة كبيرة خلال مرحلة الدراسة وأيضًا بالوصول لمرحلة البلوغ، على النقيض تمامًا يسوء التهاب الجلد التأتبي عند الأطفال بين عمر سنتان إلى عمر أربعة سنوات، ولكن بعد عمر الأربعة سنوات تبدأ الحالة بالتحسّن تدريجيًا.
ما هو التهاب الجلد التأتبي عند البالغين وما هي أعراضه؟
يُعد من الصعب جدًا التنبؤ هل سيتحسن التهاب الجلد التأتبي عند الأطفال أم سيظل الالتهاب كما هو.
تأتي أعراض التهاب الجلد التأتبي عند البالغين بصور مختلفة ومتعددة، فيمكن أن تظهر الأعراض في صورة منتشرة من أعراض الاكزيما ولكن يكون فيها الجلد أكثر جفافًا وسُمكًا عن الأطفال، ومن الأكثر شيوعًا أن يُصاب البالغين بصورة مُحددة ومُستمرّة من التهاب الجلد التأتبي في منطقة كف اليد، ومنطقة جفن العين، ومنطقة ثنيات الجلد، ومنطقة الحلمة، وقد يُصاب البالغين بأعراض التهاب الجلد التأتبي في كل هذه المناطق، وتُعد الإصابة المتكررة بعدوى بكتيريا المكوّرات العنقودية (staphylococcal infections) من الأمر الواضح والأكثر شهرة في التهاب الجلد التأتبي عند البالغين.
يُعد التهاب الجلد التأتبي عُنصر رئيسي مُشارك في التهاب الجلد التماسي التهيّجي، وفي الغالب تكون منطقة الإصابة كفوف اليد المُعرّضة باستمرار إلى الماء، والمُنظّفات، والمُذيبات، ويكون فيها الجلد أكثر سُمكًا وجفافًا لدرجة تكوّن النفطات.
يتعرّض عُمّال بعض الوظائف مثل الزراعة، والعمل في الحلاقة، تنظيف المصانع، وتنظيف المنازل، وعُمّال الصرف الصحي لبعض المواد المُهيّجة للجلد؛ التي تؤدي أحيانًا إلى الإصابة بالتهاب الجلد التأتبي، ويُعد التحكم فيها أمرًا سهلًا إذا تم البُعد تمامًا عن مثل هذه المواد المُهيّجة، ولمعرفة العلاج تفصيليًا يمكنك قراءة موضوع التهاب الجلد التأتبي.
وبالنهاية، فإن التهاب الجلد التأتبي عند البالغين مرض طويل الأجل لذلك عليك التحلّي بالصبر دائمًا وعدم الاستعجال في العلاج، وعليك اتباع تعليمات الوقاية والبُعد عن المواد المهيجة.
