الطب العام

التنفس من الفم هل هو عادة أم مرض، الأسباب والعلاج

بقلم د. غادة جمال سرور
التنفس من الفم

خلق الله أعضاء الجسم في تناغمٍ، لكل منها عمله، فلا يتعدى عضو على عمل الآخر، فلا يمكن للجهاز الهضمي مثلًا، أن يقوم بوظائف الجهاز التنفسي دون مشاكل، وعندما اختص الله الأنف للتنفس، فلأنه خلقها مهيأة لهذا العمل، لذا عندما يُصبح التنفس من الفم وليس الأنف، تظهر مشاكل لا حصر لها.

فتابعوا معنا في هذا المقال من أسرة وطب أسباب التنفس من الفم واضراره، وكيف يمكن علاج تلك المشكلة.

لنتعرف في البداية على أهمية التنفس من الأنف

يتميز التنفس من الأنف كثيرًا عن التنفس من الفم للأسباب التالية:

  1. تساعد الأنف على ترطيب الهواء؛ لكي لا يسبب جفاف الرئتين والقصيبات الهوائية.
  2. تعمل الأنف على تدفئة الهواء قبل دخوله للرئتين؛ ليُصبح بنفس درجة حرارة الجسم.
  3. تعمل الأنف على تنقية الهواء من الأتربة أو أي عوالق به.
  4. تنتج الأنف أكسيد النيتريك، الذي يحسن من قدرة الرئتين على امتصاص الأكسجين، كما يزيد من إمكانية انتقاله إلى باقي أعضاء الجسم، ولأكسيد النيتريك خواصًا مقاومة للفطريات والفيروسات والبكتيريا، فيساعد في مهاجمة ومقاومة العدوى.
  5. يشكل التنفس من الأنف مقاومة لتيار الهواء، فلا يدخل الهواء مندفعًا إلى الرئتين، وبالتالي تحتفظ بمرونتها.

ولكن، يكون التنفس من الفم اثناء الجري أو القيام بالتمارين أفضل من الأنف، إذ يساعد على وصول الأكسجين إلى العضلات بشكل أسرع.

ما هي العوامل التي تسبب التنفس من الفم؟

قد يكون أخذّ النفس عن طريقالحَنَكُ مجرد عادة اعتاد عليها الفرد منذ الصغر، ولكن خلق الله الجميع في وضع طبيعي، وهو التنفس من الأنف، لذا فلا بد أن هناك سببًا أدى إلى حدوث تلك العادة في البداية، وتتلخص أسباب التنفس من الفم في وجود انسداد بالأنف، مما يعيق مجرى التنفس الطبيعي، فيجعل الفرد يلجأ إلى فمه ليتنفس، وهناك أسباب عدة قد تؤدي إلى انسداد الأنف مثل:

  • احتقان الأنف، نتيجة لعدوى الجيوب الأنفية، أو حساسية بالأنف أو البرد (الانفلونزا).
  • تضخم اللوزتين.
  • تضخم اللحمية.
  • انحراف الحاجز الأنفي.
  • أورام بالأنف (حميدة أو سرطانية).
  • تضخم التوربينات
  • شكل الأنف لا يساعد على التنفس السليم.
  • حجم أو شكل الفكين، يعوق عملية التنفس من الأنف.
  • قد يسبب التوتر والقلق التنفس من الفم، إذ يعمل التوتر على اضطراب عملية التنفس من الأنف، فيلجأ الشخص إلى استخدام الحَنَكُ ليتنفس.

تعرف على أعراض التنفس من الفم

في بعض الأحيان، قد لا ينتبه الشخص إلى تنفسه من الفم، وهناك بعض الأعراض، إن وجدت، تشير إلى التنفس عن طريق الحنك، مثل:

  1. جفاف الفم.
  2. رائحة الفم الكريهة.
  3. الشخير أثناء النوم.
  4. حدوث بحة متكررة في الصوت.
  5. الشعور بالإرهاق والتعب عند الاستيقاظ من النوم.
  6. ضباب الدماغ.
  7. إرهاق مزمن.
  8. هالات سوداء حول العين

وقد تظهر بعض الأعراض على الأطفال خاصةً، مثل:

  • جفاف وتشقق الشفاة، وتكرار جرحها ونزفها.
  • تضخم باللوزتين.
  • البكاء المتواصل أثناء النوم.
  • النمو البطئ عن المعدل الطبيعي.
  • انخفاض قدرة التركيز في التعليم والمدرسة.
  • التهيج.
  • الشعور بالنعاس أثناء النهار.

ما هي خطورة التنفس من الفم؟

كما ذكرنا من قبل، يسبب التنفس الفموي جفاف الفم، مما يقلل اللعاب، وبالتالي تتراكم البكتيريا داخله، وقد تسبب،

  • رائحة كريهة بالفم.
  • عدوى الحلْق والأذن.
  • التهاب اللثة أو تسوس الأسنان.

يمكن أن يؤدي أخذّ النفس من خلال الفم إلى انخفاض معدل الأكسجين بالدم، مما يسبب ارتفاع ضغط الدم وفشل القلب، كما قد يؤثر على عمل الرئة.

أما إذا تأخر علاج التنفس من الفم في الأطفال، فقد تحدث تشوهات بشكل الوجه والفك، كما يلي:

  • ضيق الفم والفك.
  • استطالة الوجه وضيقه (وجه الطائر).
  • الابتسامة اللثوية.
  • مشاكل وتشوهات في ترتيب الأسنان وأوضاعها.
  • بطء النمو.
  • عدم القدرة على التركيز والتحصيل الدراسي.
  • مشاكل بالنوم.

علاج التنفس من الفم

يعتمد علاج الحالة في البداية، على التشخيص الصحيح للعوامل المسببة، وتُشخص الحالة عن طريق الفحص الدقيق للوزتين والأنف، وبسؤال المريض عن إذا ما كان يشكو من الشخير أو مشاكل بالنوم أو مشاكل بالتنفس أو الجيوب الأنفية. كما يُمكن تشخيصها من رائحة الفم إذا استُثنت كل العوامل الأخرى التي تسبب الرائحة الكريهة مثل:

فإذا كان السبب هو احتقان أو انسداد الأنف، قد يصف الطبيب ما يلي:

إذا كان توقف التنفس أثناء النوم، هو السبب وراء أخذّ النفس عن طريق الحَنَكُ قد ينصح الطبيب بارتداء جهاز قناع الوجه أثناء الليل، وتدعى هذه العملية بعلاج ضغط الهواء الإيجابي المستمر (CPAP)، ويساعد الجهاز على توصيل الهواء للأنف والفم، ويساعد الضغط في الحفاظ على مسارات الهواء مفتوحة.

وقد تستخدم شرائط لاصقة توضع على الأنف لتسهيل التنفس، كما قد توضع شرائط لاصقة صلبة في الخياشيم، لتقليل مقاومة الهواء أثناء التنفس.

ويمكن أن يكون العلاج بالتدخل الجراحي في الأطفال، لإزالة اللوزتين أو اللحمية المتضخمة، كما قد يوصي طبيب الأسنان بجهاز لتوسعة سقف الفم، كما يساعد في فتح ممرات الهواء، كما قد يلجأ إلى التقويم العلاجي لعلاج سبب التنفس عن طريق الفم

وهناك بعض الخطوات يجب أن يؤديها الفرد لمنع وتقليل التنفس من الفم، مثل:

في حالة كان السبب احتقانُا بالأنف نتيجة حساسية الأنف أو عدوى متكررة بالجهاز التنفسي، يُنصح باتباع ما يلي:

  • استخدام محلول ملحي دافئ كغسول للأنف.
  • استخدام مضادات الاحتقان أو الحساسية، حسب وصف الطبيب.
  • الحفاظ على نظافة المكان الذي تعيش فيه، والابتعاد عن مسببات الحساسية.
  • النوم على الظهر مع رفع الرأس لأعلى، لإبقاء مجرى التنفس مفتوحًا.
  • التدرب على التنفس من الأنف بانتظام، للتخلص من عادة التنفس من الفم.
  • البعد عن التوتر والقلق، وممارسة الرياضة مثل اليوجا.

في النهاية، نود التنويه أنه يجب عليك عدم التغاضي عن ظاهرة التنفس من الفم حتى لا يكون سببًا في تشويه وجه أطفالك، أو ظهور العديد من المشكلات لديك، مثل الشخير الذي قد يؤثر سلبًا على حياتك الصحية والزوجية. 

السابق
عمل الغريبة الناعمة جدًا، وأخطاء يجب عليكِ تجنبها
التالي
طريقة عمل البتيفور الناعم بألذ طعم