الطفل

التطعيمات | كل ما يهمك عن تطعيمات الأطفال والحوامل

  بقلم د. منى فوزي  
التطعيمات

“الوقاية خير من العلاج” عملًا بهذه المقولة صنع الإنسان التطعيمات التي تحميه من أمراض وأوبئة قد تكون قاتلة، وتحمي المجتمع كله من انتشار الأمراض والأوبئة التي تعوق تقدمه وتمنع أفراده من ممارسة أدوارهم في تنميته، ومساهمًة من موقع “أسرة وطب” في نشر الوعي الصحي في المجتمع العربي سنوضح من خلال هذا المقال مفهوم التطعيم، وما هي أهمية التطعيمات، وكيف تؤثر على الجهاز المناعي، وما هي التطعيمات التي يجب التحصن بها ، ومتى نتناولها، آملين أن نكون مصدرًا مفيدًا يمد الآباء والأمهات بمعلومات تساعدهم على حماية أبناءهم من الأمراض والأوبئة.

ما هو الطُعم؟

الطُعم هو مستحضر حيوي يعطي الجسم مناعة مكتسبة نشطة ضد مرض معين. يتكون الطُعم من عنصر مماثل للميكروب غالبًا ما يكون شكل ضعيف من الميكروب، أو أحد سمومه، أو أحد بروتيناته السطحية. 

ساعدت التطعيمات على السيطرة على أمراض كانت تهدد حياة الأفراد مثل شلل الأطفال، والحصبة، والتيتانوس، والسعال الديكي، لذلك تعد التطعيمات حماية للمجتمع كله من الأمراض وذلك عند تطعيم أغلب أفراد المجتمع.

كيف تعمل التطعيمات في الجسم؟

يدافع الجهاز المناعي عن الجسم ضد الغزاة، إذ يتكون الجهاز المناعي من مجموعة خلايا تدافع عن الجسم وتزيل الميكروبات الضارة.

يساعد التطعيم الجسم على التعرف على الأمراض الجديدة، فهو يحث الجسم على إنتاج أجسام مضادة ضد الميكروبات، كما يساعد جهاز المناعة على تذكر الميكروبات التي تُحدث العدوى مما يجعل استجابة الجهاز المناعي للأمراض أسرع في المستقبل.

يتعرض الشخص لصورة آمنة من المرض عن طريق التطعيم، وذلك  بأحد الأشكال الآتية:

  • بروتين أو سكر من مكونات الميكروب.
  • ميكروب ميت أو غير نشط.
  • أحد سموم الميكروب.
  • ميكروب ضعيف.

يستجيب الجسم للطعم بإصدار رد فعل مناعي يمكن الجسم من مقاومة الميكروب.

تُعطَى التطعيمات عن طريق الحقن، أو التنقيط بالفم، وتتكون أغلب التطعيمات من جزئين: الجزء الأول يُمثل المرض الذي يتعرف عليه الجسم، أما الجزء الثاني فهو المساعد الذي يرسل إشارة إلى الجسم تساعد جهاز المناعة على الاستجابة بقوة ضد الميكروب.

جدول التطعيمات:

 تُعطَى التطعيمات للمواليد وفقًا لجدول معين، وكل تطعيم له موعد محدد، وبعضها يُعطى على جرعات متعددة. ويوضح الجدول التالي السن المناسب لتناول كل طُعم وعدد جرعاته.

اسم الطُعمموعد تناولهعدد الجرعات
الالتهاب الكبدي (ب).عند الميلاد.الجرعة الثانية بعد شهرين، والثالثة عند 6 إلى 8 أشهر.
فيروس الروتا.شهران.الجرعة الثانية عند 4 أشهر والثالثة عند 6 أشهر.
الثلاثي (الدفتيريا، والتيتانوس، والسعال الديكي).

شهران.الجرعة الثانية عند 4 أشهر، والثالثة عند 6 أشهر، والرابعة عند  16 إلى 18 شهرًا، ثم كل 10 سنوات.
هيموفيلس أنفلونزا (النوع الثاني).شهران.الجرعة الثانية عند 4 أشهر، والثالثة عند 6 أشهر، والرابعة عند 12 إلى 15 شهرًا
لقاح المكورات الرئوية.شهران.الجرعة الثانية عند 4 أشهر، والثالثة عند 6 أشهر، وجرعة أخرى من 19 إلى 65 عاما.
شلل الأطفال.شهران.الجرعة الثانية عند 4 أشهر، والثالثة عند 6 إلى 18 شهرًا، وجرعة رابعة عند 4 إلى 6 سنوات.
إنفلونزا.6 شهور.يكرر سنويًا.
النكاف، والحصبة، والحصبة الألمانية (الثلاثي).من 12 إلى 15 شهرًا.الجرعة الثانية عند 4 إلى 6 سنوات.
الجدري المائي.من 12 إلى 15 شهرًا.الجرعة الثانية عند 4 إلى 6 سنوات.
الالتهاب الكبدي أ.من 12 إلى 23 شهرًا.الجرعة الثانية بعد 6 أشهر من الجرعة الأولى. 
فيروس الورم الحليمي البشري. من 11 إلى 12 سنة.جرعتان متتاليتان كل 6 أشهر.
المكورات السحائية.من 11 إلى 12 سنة.جرعة منشطة عند 16 سنة.
مجموعة المكورات السحائية ب.من 16 إلى 18 سنة.
الجدري المائي النطاقي.جرعتان عند 50 عامًا.

لقد اختُبرَت التطعيمات ومرت بدراسات وأبحاث عديدة قبل إقرار استخدامها، وأثبتت أنها آمنة وأن آثارها الجانبية نادرة وضعيفة، ويعد عدم التطعيم مخاطرة كبرى تُسبب مرض أسوأ من التعرض للآثار الجانبية للطُعم وقد تؤدي إلي الموت.

يُستحب أن نعرف إيجابيات وسلبيات التطعيمات قبل اتخاذ قرار تناول الطُعم من عدمه، وفيما يلي توضيح لإيجابيات وسلبيات تناولها: 

أولًا الإيجابيات:

  • تمنع التطعيمات الأمراض الخطيرة التي قد تؤدي إلى وفاة الكثير من الأشخاص.
  • أثبتت الأبحاث والاختبارات أن استخدام هذه التطعيمات آمن عن طريق معلومات قُدمت إلى منظمة الغذاء والدواء لإقرار استخدامها.
  • لا يحمي التطعيم من يتناوله فقط بل يحمي أيضًا من حوله خاصًة من لا يستطيع تناول الطُعم لظروف صحية.

 ثانيًا السلبيات:

  • حدوث حساسية ضد مكونات الطُعم أو أحدها.
  • الإصابة بالمرض بالرغم من تلقي الطُعم.
  • لا يستطيع بعض الأشخاص تلقي الطُعم أو يتلقونه مع ملاحظة طبية شديدة لضعف أجهزتهم المناعية.

الآثار الجانبية للتطعيمات:

            تعد معظم الآثار الجانبية التي تُحدثها التطعيمات بسيطة، وبعض الأشخاص لا يعانوا أي آثار جانبية.

من الآثار الجانبية:

  • ألم، واحمرار وتورم عند موضع الحقن.
  • ألم بالمفاصل قرب موضع الحقن.
  • ضعف بالعضلات.
  • ارتفاع بسيط في درجة الحرارة.
  • اضطرابات في النوم.
  • إجهاد.
  • فقدان للذاكرة.
  • شلل في عضلات منطقة معينة.
  • فقدان البصر أو السمع.
  • تشنجات.

الأشخاص الأكثر عرضة لحدوث الآثار الجانبية:

  • أصحاب الأجهزة المناعية الضعيفة.
  • المصابون بالمرض عند تلقي الطعم.
  • من لديهم تاريخ عائلي أو شخصي للحساسية ضد الطعم.

فاعلية التطعيمات:

   تعد التطعيمات ذات كفاءة عالية، ولكن الكفاءة لا تصل إلى نسبة 100%، وتختلف نسبة الكفاءة من طُعم إلى آخر.

تصل كفاءة طُعم الإنفلونزا في خفض نسبة الإصابة بالمرض من 40 إلى 60%، كذلك تصل كفاءة طُعم الحصبة إلى 98%.

تتراوح كفاءة معظم تطعيمات الأطفال بين 85 إلى 95%إذا أُعطيت بطريقة صحيحة.

تطعيمات الأطفال:

تطعيمات الاطفال

يكتسب الرضع مناعة طبيعية من أمهاتهم أثناء الشهور الأولى من الميلاد، ثم تُعطى لهم التطعيمات عندما تقل هذه المناعة لحمايتهم من الأمراض.

يُطعم الأطفال ضد الأمراض التي قد تُنقل لهم عن طريق أصدقائهم، وزملائهم، وأفراد عائلتهم، لذلك تُعطى جرعات تنشيطية لبعض الطعوم للأطفال قبل سن المدرسة، تقوي هذه الجرعات مناعة الطفل ضد الأمراض.

تطعيمات الحامل:

تطعيمات الحوامل

إن التطعيم أثناء الحمل لا يحمي الأم فقط بل يحمي الجنين كذلك ضد الأمراض الخطيرة أثناء شهور الحمل، إذ أن بعض الأمراض لها أضرار خطيرة على الأم والجنين مثل الإجهاض وتشوهات الأجنة.

التطعيمات التي يمكن تلقيها أثناء الحمل:

  • الالتهاب الكبدي (ب): تتلقى السيدة الحامل المعرضة للإصابة بالفيروس طُعم الالتهاب الكبدي (ب) على ثلاث جرعات متتالية لحماية الأم والجنين قبل وأثناء الولادة.
  • الإنفلونزا: يمنع هذا الطُعم إصابة الأم بالأنفلونزا أثناء الحمل، ويمكن للحامل أن تسأل طبيبها عن إمكانية تلقيها هذا الطُعم.
  • طُعم التيتانوس، والدفتيريا، والسُعال الديكي: يُنصح بتلقي هذا الطُعم بين الأسبوع 27 و الأسبوع 36 من الحمل لحماية الطفل من الإصابة بالسعال الديكي، وعند تعذر إعطاءه أثناء الحمل، يُعطى للطفل بعد الولادة مباشرًة.

مكونات الطُعوم:

تُستخدم أربعة أنواع من الطُعوم هى:

  • لقاح غير نشط: يتكون من بكتيريا أو فيروس غير حي.
  • لقاح الفيروس الحي: يستخدم صورة ضعيفة من الفيروس أو البكتيريا.
  • لقاح ذيفان: يُجهز من مادة كيماوية ضارة أو سامة تُصنع عن طريق البكتيريا أو الفيروس، ويقاوم الجسم هذه المادة بدلًا من مقاومة الميكروب مثل مصل التيتانوس.
  • يُمكن تصنيع اللقاح باستخدام مكون أساسي من البكتيريا أو الفيروس يستطيع الجهاز المناعي مقاومته والقضاء عليه.

كما تُستخدم مواد أخرى في تصنيع التطعيمات لضمان كفاءة وثبات الطُعم أثناء الإنتاج، والتخزين، والنقل،  والاستخدام، هذه المواد هى:

  • السوائل المُعلقة: مثل الماء المعقم، أو محلول الملح، أو سوائل أخرى تحافظ على ثبات الطعوم.
  • المواد المُساعدة أو المُحفزة: تساعد على زيادة كفاءة الطُعم عند الاستخدام، مثل أملاح الألمنيوم.
  • المواد الحافظة والمثبتة: للحفاظ على صلاحية التطعيمات لشهور وربما لسنوات قبل استخدامه، مثل مونو صوديوم جلوتاميت.
  • المضادات الحيوية: تُضاف كميات قليلة من المضادات الحيوية للطُعوم لمنع نمو الميكروبات أثناء تصنيعها وتخزينها.

يتمنى موقع أسرة وطب للأسرة العربية التمتع بالصحة و السلامة من الأمراض.

السابق
سكري الحمل.. أسبابه وطرق تشخيصه، والوقاية والعلاج
التالي
السيلياك والغذاء الممنوح والمسموح مع مرضى السيلياك