التغذية الصحية

البروبيوتيك | بكتيريا نافعة تقوي مناعتك وتقي جسمك

بقلم د. أحمد شكري
البروبيوتيك بكتيريا نافعة

هل تذكُر أنك -أو أحد أفراد أسرتك- تناولت دواءً (مضاد حيوي مثلًا)، وسبّب لك اضطرابات في الهضم أو إسهال أو مغص؟ بالطبع، لا يخلو بيت من تلك التجربة، ولكن لا يعرف الكثير أن سبب ذلك ربما يرجع إلى تأثير هذا الدواء على البكتيريا النافعة او البروبيوتيك التي تسكن الأمعاء، مما أخل بتوازنها فحدثت تلك الاضطرابات.

 وهل تسكن البكتيريا أجسامنا دون أن تؤذينا!!؟ دعني أخبرك أنها ليست فحسب غير ضارة، بل هي مفيدة وضرورية، واختلال توازنها يصيب الجسم ببعض الأمراض.. وهنا يأتي دور البروبيوتيك الطبيعي (البكتيريا النافعة) سواء في شكل منتجات طبيعية أو مكملات غذائية، وهذا ما سنتناوله في هذا المقال من أسرة وطب.  

ما هو البروبيوتيك وما هي البكتيريا النافعة؟

تفوق أعداد البكتيريا في أجسامنا عدد خلايا الجسم بحوالي عشر أضعاف، وتتركز معظم هذه البكتيريا في الأمعاء، وغالبيتها غير ضار تمامًا.
بل يرتبط وجود البكتيريا النافعة بالأمعاء بالعديد من الفوائد الصحية بما في ذلك: 

  • تحسين الهضم، وامتصاص الغذاء، وتجنُب اضطرابات الجهاز الهضمي كالقولون العصبي. 
  • تعزيز المناعة وصحة الجلد.
  • فقدان الوزن الزائد.
  • الوقاية من العديد من الأمراض.

البروبيوتيك هو نوع من البكتيريا النافعة أو الأحياء الدقيقة (Microorganisms) التي تُعزز توازن البكتيريا النافعة الموجودة بالأمعاء، وتمنح الجسم العديد من الفوائد الصحية عند تناولها والتي سنتناول أهمها في هذا المقال.

عادةً ما يكون بكتيريا نافعة، لكن بعض أنواع الخمائر (Yeasts) يمكن أن تعمل أيضًا كبروبيوتيك.
يوجد العشرات من بكتيريا البروبيوتيك، ولكن المجموعات الأكثر شيوعًا تشمل: المُلبِّنَة (Lactobacillus) والشَّقَّاء (Bifidobacterium)، تضم كل مجموعة أنواعًا مختلفة، ولكل نوع سلالات عديدة.

ومن المثير للاهتمام أن كل مجموعة من البروبيوتيك تختص بمعالجة ظروف صحية مختلفة؛
===>> لذلك فإن اختيار النوع المناسب لك تحديدًا من البروبيوتيك أمر ضروري.

بعض المكملات الغذائية -المعروفة باسم البروبيوتيك واسع المدى أو البروبيوتيك المتعدد- تجمع بين أنواع مختلفة في نفس الدواء أو المكمل الغذائي.

البروبيوتيك والبريبيوتيك.. ما الفرق؟!

لا ينبغي الخلط بين البروبيوتيك (Probiotics) والبريبيوتيك (Prebiotics).
البريبيوتيك ليست بكتيريا وإنما هي ألياف غذائية مفيدة تساعد على تغذية البكتيريا النافعة الموجودة بالفعل في الأمعاء.

ومن الأطعمة الغنية بـ البريبيوتيك: الثوم والبصل ونبات الكُرَّاث (الكُرَّات) والموز (الأخضر غير الناضج يكون أغنى في المحتوى) والتفاح وحبوب الشوفان الكاملة ونبات الهندباء(يُعرف في مصر ب”السريس” أو “الشيكوريا”) والشوكولاتة الداكنة.


تجنب 7 عادات تضر البكتيريا النافعة

الجسم السليم لا بد أن يتحقق فيه توازن ضروري في البكتيريا النافعة، ولكن هناك أمور تُخِل بهذا التوازن مثل:

  • عدم التنوع في مصادر الطعام والاعتماد على الوجبات السريعة.
  • عدم تناول قدر كافٍ من الأطعمة المحتوية على البريبيوتيك.
  • استخدام المضادات الحيوية يُمكن أن يؤثر على البكتيريا النافعة أيضًا بالإضافة للبكتيريا الضارة، ولذلك ينبغي الحرص على تناول أطعمة غنية بالبكتيريا النافعة -كالزبادي وغيره- بعد استخدام المضاد الحيوي أو استشارة طبيبك في تناول مكمل غذائي يحتوي على البروبيوتيك.
  • نقص مُعدل النشاط اليومي.
  • الضغوط اليومية.
  • التدخين أو شرب الكحوليات.
  • عدم الحصول على قدر كافٍ من النوم.


مصادر البكتيريا النافعة (البروبيوتيك الطبيعي)

مصادر البكتيريا النافعة

يمكنك الحصول على البروبيوتيك من المكملات الغذائية، وكذلك من الأطعمة التي أُعدت عن طريق التخمر البكتيري مثل:

  • الـزبـادي (كامل الدسم لأنه أغنى بالفيتامينات والمعادن، ولأن أغلب الزبادي قليل أو منزوع الدسم يحتوي على السُكريات المُضافة الضارة).
    {ويُفضل صنعه بالمنزل لضمان عدم تعرضه لحرارة شديدة قد تؤثر على محتواه من البكتيريا النافعة}.
  • اللبن الرائب أو اللبن المخيض.
  • مخلل الملفوف (كرنب مخلل) (كول سلو).
  • الخيار المخلل (بالملح، دون إضافة الخل إليه لأن الخل يقتل البكتيريا النافعة)، {كذلك تناوله باعتدال لاحتوائه على نسبة من الصوديوم قد لا تُناسب مرضى الضغط المرتفع أو من يريدون إنقاص الوزن}.
  • الجُبن القريش، والذي قد يقيك أيضًا من أمراض القلب وهشاشة العظام.
  • كذلك بعض أنواع الجُبن الأخرى (بشرط التأكد من عدم احتوائها على زيوت مهدرجة أو سمن نباتي) مثل: الشيدر والموتزاريلا وجبنة جودة.


فوائد البروبيوتيك والبكتيريا النافعة

 1- فوائد للقولون والجهاز الهضمي:

* يُساعد البروبيوتيك -بجانب العلاج الدوائي- في القضاء على جرثومة المعدة وعلاج القرحة الناتجة عنها، كما يُقلل من حدة الأعراض الجانبية المصاحبة للعلاجات المُستخدمة.
* علاج الإسهال عند الأطفال (تحديدًا باستخدام البروبيوتيك المُسمى (Lactobacillus GG)).
* علاج الإسهال الناتج عن استخدام المضادات الحيوية.
* قد يُفيد أيضًا في علاج بعض حالات الإمساك.
* يُساهم في علاج القولون العصبي وما يتعلق به من تقلصات وانتفاخ واضطرابات هضمية.
* قد يُفيد في علاج داء كرون والقولون التقرحي، بحسب دراسات متفرقة.

 2- أهم فوائد البروبيوتيك الأخرى:

  • علاج الالتهابات: يُقلل البروبيوتيك من الالتهابات بشكل عام، والالتهاب هو المنشأ الرئيسي للعديد من الأمراض.
  • الاكتئاب والقلق: أظهرت دراسات أن سُلالات بروبيوتيك (مثل: Lactobacillus helveticus وBifidobacterium longum) تحِد من أعراض القلق والاكتئاب.
  • الكوليسترول في الدم: تُساعد بعض أنواع البروبيوتيك في خفض مستويات الكوليسترول السيئ (LDL) والذي تحدثنا عنه في مقال الدهون الصحية.
  • ضغط الدم: البروبيوتيك قد يُسهم بشكل بسيط في خفض ضغط الدم.
  • تعزيز المناعة: قد تُعزز العديد من سُلالات البروبيوتيك وظيفة جهاز المناعة، والوقاية من العدوى، بما في ذلك نزلات البرد.
  • فقدان الوزن: تُشير بعض الدراسات إلى دور البروبيوتيك في فقدان الوزن الزائد، وإن كانت هذه الدراسات قليلة وبعضها أُجريَ على الحيوانات إلا أن نتائجها مبشرة، واختصت هذه الدراسات بسلالات محددة مثل: (Lactobacillus gasseri و Lactobacillus rhamnosus وBifidobacterium lactis).
  • صحة الجلد: هناك بعض الأدلة الحديثة على أن البروبيوتيك يُمكن أن يكون مفيد في حالات: حَب الشباب والوردية والاكزيما، فضلًا عن اضطرابات الجلد الأخرى، ولكنها لم تُثبت بعد.

بالطبع النظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة (أو الحركة) لا يقل أحدهما أهمية عن الآخر، لأنه كما ذكرنا أن نمط الحياة يؤثر على توازن بكتيريا الأمعاء النافعة بشكل كبير.

ومع ذلك، البروبيوتيك (سواء من مصدر طبيعي، أو مكمل غذائي) يمنحك فوائد عديدة وأساسية، وبرغم تمتعه بدرجة عالية جدًا من الأمان وقِلة آثاره الجانبية إلا أنه ينبغي استشارة طبيبك عند تناول المكملات الغذائية لاختيار نوع البروبيوتيك المناسب لك وجُرعته، خاصةً إذا كان لديك مشكلة صحية مُسبقة. 
متعكم الله بتمام العافية.

السابق
جفاف البشرة وأسبابه وما له من آثار وأهم طرق العلاج
التالي
تسوس الأسنان | تعرف على الأسباب والأنواع والعِلاج